صح النوم يا خارجية.. وزحمة يا سفارة زحمة

وأخيراً صحت الخارجية السودانية من غفوتها وسباتها العميق وأوقفت عمل السودانيات كخادمات بالخارج، السؤال الذي يطرح نفسه: هل من الأساس كان مصرحاً لنسائنا وفتياتنا بالعمل بمثل هذه المهن الوضيعة والمهينة التي لا تليق بالمرأة السودانية وقيمها، وإذا دعت الحوجة الملحة لممارسة مهنة الخادمة والمربية والشغالة بمسياتها الكثيرة، لماذا لم توفر الدولة لهن سبل العيش الكريمة، أو إدراجهن بكشوفات الضمان والتأمين الاجتماعي بدل التعرض الذل والإهانة والاستغلال والاغتصاب.. وما هي الضوابط التي تحكم خروج وسفر الفتيات في مقتبل أعمارهن لممارسة مثل هذه المهن؟! مللت من الكتابة والتكرار في مثل هذه المواضيع لأن الحكومة تصم أذنيها وتغطي فمها بلاصق لا يفتك وتربط عينيها بقماش هالك وحالك السواد لكي لا تسمع ولا تتكلم ولا ترى.. ما يحدث لنسائنا خارج الوطن كارثة كبيرة ومصيبة فادحة ومعيبة في حق الوطن قبل أن يكون في حقنا ووصمة عار في جبيننا.. الإضافات الأخيرة من المظلات والرواكيب والخيم أخلت بجمال السفارة وضاعت بينها المساحات والفراغات الاسمنتية والخضراء.. لم يتركوا شبراً واحداً إلا أقاموا جداراً يريد أن ينقض لن يجدوا أحداً يقيمه.
أكثر من 38 فتاة ترحل بمعرفة القنصلية السودانية في دبي.. ويتم ضبط أكثر (400) جواز لفتيات مماثلات في العمر.. إذا افترضنا جدلاً بأن الحكومة (نائمة) أو عاملة (نايمة) أين دور الأسر.. أين الآباء والأمهات والاخوان والأعمام والأخوال وأولي القربى، أين الجار الغيور؟!.. وعندما تحل الكوراث الخارجية والسفارات آخر من تعلم كان تقول: ليست لدينا معلومات حول تحرش بالسودانيات.. لم نتحقق من حقيقة ما يتداوله الناس والصحف، يا جماعة (ما في دخان من غير نار).. العقاب لا بد أن يطال كل الأطراف، الفتيات وأولياء أمورهن.. الحكومة.. كل مسؤول وضابط أسهم وساعد في منح التأشيرة بدواع كاذبة لأسباب السفر.. الذين يقومون باستضافتهن في المهجر والمتاجرة بأجسادهن سودانيين كانوا أم أجانب.. لابد من وضع حد فاصل وحازم وخط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كانت الأسباب مع وضع عقوبات رادعة لكل خارق ومتعد للقانون.
اللي بيحصل في السفارة السودانية بالرياض لا غير معقول.. غير مقبول.. مسلسل الاختلاط الفاضح والسافر مستمر.. تشعر بأن المرأة لم تعد بذات الخصوصية.. السفارة يمكن وصفها بسوق شعبي كبير.. أو مول على طراز من العصر الحجري.. ومناسبة زواج في استراحة وليست قاعة فخمة.. كما ذكرت في مقال سابق حدث اغماءات كثيرة.. رأيت سودانيين يفترشون أحذيتهم على الرصيف خارج سور السفارة والسفارات المجاورة ويلتهمون ساندويتشات الفول والمفروم بنهم من شدة الجوع وطول الانتظار.. لماذا لا نرى ما نرى ويحدث في سفاراتنا في أي سفارة أخرى في العالم.. هل نحن أكثر الجاليات.. لا وألف لا.. الأسباب معروفة وطرحناها كثيراً..
لا أجد مبرراً واحداً للزحام الحاصل، يمكن دفع كل الرسوم المستحقة حيال السفارات عبر الصرافات الآلية المنتشرة في كل مكان.. بالإمكان تقليص الكم الهائل من العاملين في سفاراتنا وجهاز المغتربين لتسهم في تقليل أعبائنا المالية المثقلة.
الذهب المنهوب، ملك للشعب، لا لفئة دون الأخرى.. برضو عمري ما سمعت بالتنقيب العشوائي والفردي لأغلى وأنفس المعادن.. يجب أن يكون التنقيب تابعاً لوزارة المعادن وهؤلاء المنقبون العشوائيون من المفترض أن يكون عمالاً تابعين للوزارة مقابل أجر شهري.. ما جنته الدولة والمنقبون أقل بكثير مقارنة بالخسائر الجسيمة في الأنفس نتيجة الانهيارات والتناحر والتباغض والانتقام والقتل والتنافس غير الشريف للكسب أيضاً غير الشريف وغير المشروع.. عليه آمل وأتمنى الوقف الفوري لهذه الفوضى.
صح النوم يا خارجية.. وزحمة يا سفارة زحمة.
** مقتطفات من الصحف:
حيث قال وزير السياحة والآثار والحياة البرية السوداني المهندس محمد عبدالكريم الهد، إن وزارته قامت بجهود كبيرة لمكافحة سرقة الآثار التي أصبحت منتشرة بسبب التعدين الشعبي العشوائي غير المراقب من الأجهزة والمنتشر بصورة واسعة.
شهدت القاهرة مؤخرا حراكا مكثفا بشأن الإفراج عن المعدنين السودانيين المحتجزين في مصر، ونقلت مصادر إن الأمر مرتبط بإجراءات قانونية.
و أوضح السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم أن السفارة أرسلت مناديب إلى أماكن احتجاز المعدنين السودانيين بمصر للتأكد من شكوى أسرهم بسوء المعاملة..
البشير: توجيه بقبول اليمنيين والسوريين بالجامعات بشروط الطلاب السودانيين.. ونعاني من اختراق وسط الطلاب بالتطرف والمخدرات.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..