الإختناقات سياسية والحل سياسي

*إن الاختناقات الاقتصادية المزدادة مع انفلات الأسواق والأسعار إنما هي نتاج الاختناقات السياسية? لذلك ظللنا ومازلنا ننبه إلى ضرورة إستعجال دفع إستحقاقات الإتفاق القومي الأهم لبناء مستقبل أفضل للسودان وأهله.

*صحيح كما قال نواب مجلس تشريعي الخرطوم قبل أيام : من يدخل السوق يصاب بالجنون .. لكن الحقيقة المؤسفة حقاً ان من يدخل عالم السياسة السودانية يصاب بالجنون وإنفصام الشخصية أيضاً? ليس بسبب التصريحات السياسية المربكة إنما جراء الثمار المرة التي تخلفها.

*إن ما يجري بشأن الحوار السوداني منذ إعلان مبادرته في يناير من العام الماضي يؤكد الربكة السياسية التي إنتهت قبل أيام بعقد ما سمي ب” الجمعية العمومية للحوار” في ظل غياب واضح للأحزاب المعارضة بما فيها تلك التي سجلت حضوراً مشهوداً في الإجتماع التأسيسي للمبادرة.

*الموقف الأكثر إرباكاً في المشهد السياسي هو موقف حزب المؤتمر الشعبي الذي جسدته تصريحات أمينه العام الدكتور حسن الترابي الذي قال عقب إنفضاض ” الجمعية العمومية” : أنا مبسوط أن أرى هذا القدر من المستقلين في “أوساطنا” لان الأحزاب والقوى السياسية لاتستطيع أن تصنع مجتمعاً أو حضارة وكاأن حزبه ليس من هذه الاحزاب !!.

*أكدت تصريحات رئيس حزب المؤتمر الوطني الرئيس البشير لدى مخاطبته الجلسة الختامية لدورة إنعقاد مجلس شورى المؤتمر الوطني الجمعة الماضية ضعف الحراك السياسي خاصة في قواعد حزب المؤتمر الوطني? وحذر فيها من أن يصبح مصيره مثل مصير الإتحاد الإشتراكي بعد زوال حكم مايو.

*إن المراجعة العميقة والحلول الجريئة التي دعا لها رئيس حزب المؤتمر الوطني لتقوية الحزب لاتكفي لمعالجة الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية القائمة وإنما هناك حاجة حقيقية لهذه المراجعة العميقة والحلول الجريئة في كل الساحة السياسية.

*هذه المراجعة العميقة والحلول الجريئة تستوجب اتخاذ خطوات وإجراءات عملية لإحداث تغيير جوهري في السياسات والممارسات لتحقيق الإتفاق القومي والسلام الشامل والتحول الديمقراطي وبسط العدل وكفالة الحريات وحمايتها بدلاً من إضاعة الوقت في بناء”جماعة وطنية”أو”نظالم خالف” بلاطائل .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..