الإستثمار بقانون ( حقي كم ؟) ..!ا

إليكم

الطاهر ساتي

الإستثمار بقانون ( حقي كم ؟) ..!!

** بولاية الجزيرة، قبل خمس سنوات تقريبا، باعت حكومتها مباني وأرض وزارة الأشغال لمستثمرعربي وإستلمت قيمتها على ( داير المليم).. ولكن عندما ذهب المستثمر لإستلامها وجد مباني الوزارة تكتظ بالأبقار والأغنام والضان، فتساءل بدهشة عن مصدرعن تلك الأنعام وصاحبها، فخرج إليها صاحبها بكامل المستندات والوثائق التي تثبت ملكيته لأرض الوزارة، وهنا لم يجد المستثمر حلا لأزمته غير شراء مباني الوزارة وأرضها من هذا المواطن أيضا، بعد أن قلبت له حكومة الولاية ظهر المجن بنهج ( أنا مالي، إتصرف معاهو )..هذا ماحدث..وما يحدث بدريم لاند ليس ببعيد عن هذا، أي باعت حكومة الولاية ذاتها أرضا لأحمد بهجت وعصام الخواض بسعر زهيد، وإستلمت قيمتها المتواضعة، وعندما شرعا في إستثمارها هبت عواصف المواطنين وجهات حكومية أخرى، ولاتزال الأرض كما هي محض فيافي بلا إستثمار..والحكومة الولائية التي إستلمت قيمتها قبل ست سنوات تتمادى في اللامبالاة بنهج ( أنا مالي، إتصرفوا ) ..!!
**وبولاية الخرطوم أيضا، عندما كان المتعافي واليا عليها، ذهب مستثمر سوداني إلى محافظة جبل أولياء، وأشترى من سلطات أراضي الخرطوم – وبعلم المحافظة – أفدنة حجرية غير صالحة للزرع بغرض إنشاء مزرعة أسماك، وإستلم شهادة البحث بكل أختامها المعتمدة ودفع قيمتها على (داير المليم )، ثم إستجلب عدة المشروع وعتاده، وكذلك إستقدم الكوادر الأجنبية ذات الخبرة في هذا المجال..ولكن عند لحظة التنفيذ، خرج إليه المتعافي شخصيا وأصدر أمر ولائي بنزع تلك الأفدنة الحجرية، فرفض المستثمر تنفيذ الأمر..ثم تقاضيا وكسب المستثمر كل مراحل التقاضي بدرجاتها المختلفة..ورغم ذلك، إنتصرعليه المتعافي ونزع الأرض بموجب قرار إستصدره من رئاسة الجمهورية بقانون القوة والنفوذ وليس بقوة القانون والعدالة.. وهنا لم يكن أمام المستثمر غير الإستسلام ثم القبول بقضاء الله وقدره، وباع عدة المشروع وعتاده وأعاد الكوادر الأجنبية إلى حيث كانت.. ولا أدري إستلم التعويض أم لا؟ حيث آخر عهدي به قبل عام تقريبا ، وكان يطارد (حكومة الخضر) لتعوضه عن الضرر الذي ألحقته به (حكومة المتعافي )، ولم يكن قد إستلم رغم التوجيه الرئاسي بتعويضه عادلا وعاجلا، بل كانت حكومة الولاية تمارس معه نهج ( إمشي وتعال ) ..!!
**وبولاية..عفوا يا صديق، لو إسترسلت في سرد النماذج التي تضج بها دهاليز الإستثمار في بلادي، لن تصدرعدد اليوم – من الأولى إلى الأخيرة – إلا ب( إليكم فقط)، وكلها نماذج تعكس قبح الحال، بحيث بطل كل قصة يقول لبطل الأخرى (ها، أخير إنت )..وقائعها تعكس بكل وضوح بأن أمر الإستثمار لايدار بمؤسسية تتحكم عليها مؤسسات الدولة وأجهزتها وقوانينها، بل مراكز القوى هي التي بيدها ( القرار النهائي).. إن إتفقت معك تلك المراكزوتراضت عنك، تستثمر كما تشاء بلاجمارك وبلاضرائب وبلا أتاوات..وإن إتتفق عليك وأدارت لك ظهرها، فماعليك إلا أن ( تشيل بقجتك وتتخارج بأقل خسائر )، أو كما فعل ذاك الحالم بالإستثمار في مزارع الأسماك.. وللأسف، ما أسرده هنا معلوم عند صناع القرار، بل يسردونه – بلا حياء – في ورشهم ومؤتمراتهم وسمناراتهم التي تناقش قضايا الإستثمار، ولكن ينتهي سردهم بإنتهاء المناسبة، ولاتجد توصياتهم الأنيقة طريقا يؤدي إلي حيث (توفير المناخ المناسب للإستثمار)..تموت التوصيات بين مطرقة السلطات الولائية والسلطة الإتحادية، وما بين هذه وتلك (مراكز قوى ) و( نظرية حقي كم؟).!!
** و..تابع مايحدث حاليا بالولاية الشمالية، كنموذج طازج..صراع حول الأراضي بين سلطة ولائية وأخرى إتحادية وهي : وحدة السدود.. لو كان قطار الإستثمار يمضى على سكك المؤسسية بنزاهة وعدالة وشفافية، لما حدث هذا الصراع.. ولكن أبت الفوضى – ومراكز القوى ونظرية حقي كم – إلا أن تفرض ذاتها، فحدث ماحدث ولايزال .. وإستقالة نائب الوالي بتلك الطريقة الشتراء – سردتها البارحة – ماهي إلا بعض ملامح الصراع .. وثمة أسئلة على شاطئ هذا الصراع، أليست الحكومة التي أعطت سلطة التصرف في أرض دريم لاند لحكومة الجزيرة الولائية ثم سلطة التصرف في كل أراضي الخرطوم لحكومة الخرطوم، هي ذات الحكومة التي تحرم على حكومة الشمالية سلطة التصرف في أراضي مروي ودنقلا وغيرها ؟..إن كان كذلك، لماذا تصبح سلطة التصرف بالجزيرة والخرطوم ( رجل)، ثم تتحول إلى (كراع) بالشمالية؟.. بمعنى، لماذا الخيار والفقوس؟، ولماذا تغييب حكومة الشمالية عن إدارة أرض الولاية وإستثمارها كما تشاء وليس كما تشاء وحدة السدود ؟..وما قيمتها في حياة الناس إن هي غابت – أوغيبت – عن آداء واجبها الذي ينص عليه دستور البلد ؟
** تلك هي الأسئلة.. ورغم مشروعيتها،هي ليست لتمكين سلطة حكومة الولاية من أرض الولاية وإبعاد وحدة السدود، لا ما لهذا سألت، ومن السذاجة إختزال الصراع في حكومة الولاية ووحدة السدود فقط، حيث سواسية كل السلطات – الإتحادية منها والولائية – في سوء الإدارة وعدم توفير المناخ المناسب للإستثمار، بدليل أن النماذج المذكورة أعلاها – بأبقارها وأسماكها ودريمها – نماذج ولائية.. وكذلك لافرق بين فتحي خليل وأسامة عبد الله ، كلاهما وجهان لعملة( بؤس النهج الحاكم ).. ولكن تلك الأسئلة مردها فقط كشف التخبط – ونهج ( حقي كم ؟) – الراسخ في العقل الإستثماري للبلاد.. ولا ندري إلى متى تدير أجهزة الدولة ملف الإستثمار بهذا العقل المعوج ؟..عفوا، ربما لحين إنعقاد الورشة رقم مليون لمناقشة قضايا الإستثمار، أولحين شروق شمس التغيير..هذا الوضع بائس، وليس من العدل أن تهنأ فئة قليلة – بعد التحالف مع بعض عرب الشام وعجم شرق آسيا تحت مسمى الإستثمار- بخيرات بلادي، بيد أن نصيب أهل البلد هو فقط : الفقروالقفر والهجرة و النزوح والإغتراب.. !!
………………
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. قلنا ان الانقاذ و متنفذيها حولوا السودان الي اقطاعية خاصة بمتنفذي التنظيم الحاكم – المتعافي او غيره- و اعادونا الي عهد الاقطاع بعد ان سيطروا علي كل اراضي و موارد السودان و اصبح المتنفذون يتصرفون فيها كانهم ورثوها عن ابائهم رغم انف القانون و الشرع…. ما نشاهده الآن هو صراعات بين اقطاعيين حول املاكهم و ليس اختلاف بين مسئولين عليهم واجب سياسة حياة الناس و مواردهم بما يخدم الناس

  2. الاخ ساتى تحياتى
    حفظك الله حفظك الله حفظك الله
    وفقك الله فى تعريه السلبيات والمسالب و كان الله فى عون السودان و شعبه

  3. للاسف الاستثمارات التابعه ليهم محميه بالقانون وبالفهلوه واغلبها هايفه وما عندها قيمه للبلد , يعنى شنو تجيب اتراك وسوريين يعملو مطاعم فول وطعميه
    ولا اتراك يعملو بلوك وين الاستثمار الاجنبى هنا…. بلد فوضى

  4. يا طـــــاااااااهر

    مشيت مرة لمدير الإستثمار بولاية كسلا…عايز أعمل لى كافتيريا سياحية فى منطقة الرميلة على نهر عطبرة ..فى البداية قالو عايزين مستثمر للمنتجع كاملاً.وبعد أخذ ورد ونقاش أقنعتهم بأن البدء بإستثمار جزئى لفائدة المواطن والمصلحة العامة دعونا نبدأ بمشاريع منفردة وبالمنافسةالراجل وضع لى من العراقيل ما لم يواجه هتلر إبان غزوه …لروسيا تجيب تصديق من الغابات..وتصديق من وزارة السياحة..تصديق من وزارة الرى..و الزراعة..والثروة الحيوانية..ما فضل ليهم إلا الأمم المتحدة ومنظمة الفاو ومجلس حقوق الإنسان..

    بيد أن نصيب أهل البلد هو فقط : الفقروالقفر والهجرة و النزوح والإغتراب.. !!كحال صديقك المعلق على مقالك

  5. سمعت روايه لا ادري صحتها بمناسبة حقي كم
    ان وزير استثمار طلب من مستسثمر سعودي مباغ 50 الف دولار للموافقه لعمل استثمار في مدينة ملاهي
    مما اضطر المستثمر السعودي لالغاء المشروع

  6. نوع اخر من انواع الفساد — وان كان لم يذكر الاخ الطاهر هذا بوضوح الا انى اعتقد ان هذا اولا فسادا وتخبطا فى السياسات والله لا يهدى كيد الخائنين — ان تكون مسؤول وتخون امانة المسئولية وتفسد …

  7. بتاع السمك فى جبل اولياء نعمل ليهو شنو رفض يدى المتعافى حقو

    باختصار

    التزييت اولا او ممكن بعد ماتشترى الواطه

    المهم التزييت والا

    شيل ورقك بلو واشرب مويتو

    بعدين مستثمر بتاع ايه الا تكون حرامى

  8. قلنا ليكم فى السودان مافى حاجة اسمها حكومة فى عصابة بمعنى الكلمة انظروا للبشير ونافع وقوش وابو العفين بشبهو شنو غير عصابة المافيا عدلك يارب

  9. والله أنا كل يوم أخاف عليك أكتر وأسأل الله أن يحميك ويغطيك والبتسوي فيه دا كله ما في منه فايدة وأسأل السعوديين كم من قصص شابت لها الولدان وتوارينا خجلاً ..
    لك الله لكن القربة مقدود …غايتو اتفشى ساكت!!!!

  10. على المؤتمر الوطنى ان يعترف بان مايفعل من الفساد والظلم ليس من الاسلام في شئ والا يجب على هيئة العلماء ان تستتيبهم ليرجعوا للاسلام الحق او علي الاقل ينصحوا الناس بانهم شوهوا الاسلام و على الاحزاب الهرمة ان تجدد شبابها بالمطالبة بتطبيق الشريعه الاسلامية ليهزموا شريعة المشروع الحضارى الوضعية المضحك ان العلماء ثاروا علي حسب الله ولم يعلقوا عليمايدعى المؤتمر الوطنى انه الشريعة الاسلامية انتم مسؤولون امام الله لان جيل مواليد الانقاذ فهم الشريعة على مذهب الانقاذ اي فقه الضرورة وفقه السترة

  11. ود ساتي لك التحية
    حفظك الله في كل خطوة ووفقك لفائدة هذه الأمة المكلومة
    وجعلك زخراً وفخراً للوطن يا رب

  12. الطاهر ساتي …. حكومه اتحاديه وحكومه ولائيه ومجالس نيابيه ومستشاري ولايات ومستشاري رئيس …زي حق التأصيل لليله أنا ما عارف دا حا ياصل شنو ….والعجب رئيس برلمان أخير عدمه… أنت تتحدث عن كيان استحدث من قبل شلة إتحاد طلبه جامعة الخرطوم بمساعدة أغبي عساكر عرفهم السودان عن أي مؤسسيه تتحدث ؟؟؟؟ دي شلة صعاليك فاشله ورفضو الأعتراف بالفشل… بالرغم من التعليم في جامعة الخرطوم لكن القلم ما بيزيد بلم وفوق دا حقد دفين على المجتمع السوداني العمل منهم ناس …. ناس جاؤا من قاع المجتمع وفجاء وجدوا أنفسهم في سدة الحكم تتوقع منهم شنو؟؟؟ ألما بتشوفو في بيت أبوك بخلعك … بالرغم أنهم كانو تحت لواء الحركه الأسلاميه والتي استخدموها مطيه لي انقاذ أنفسهم المريضه من الفقر والعوزه….. واللوم كل اللوم على هذا المسمي بالترابي والذي خالف نهج الأخوان المسلمين جماعة الصادق عبدالله عبدالماجد والتي كانت دايماً تنتقي منسوبيها من الأخيار لعلمهم بان القياده مسؤليه وتحتاج أناس بمواصفات معينه …. ولكن الترابي عشان نفسه المريضه بالسلطه أبي إلا أن يخالف وينشق وفتح المجال لكل من هب ودب …وللاسف الشديد هوءلاء الظلمه ينظر لهم على أنهم اسلاميون…. وفي النهايه لفو لفو ودخلو الترابي السجن …وحقيقةً تسجن أستاذك دا نهج ما بشبه السودانيين بخالف التربيه القومنا عليها لكنه دليل على شذوذ فكر هذه الشله

  13. حكي لي صديق سعودي ذهب يستثمر في السودان في مشاريع كسارات الحصا الذي يعد لرصف الطرق وبعد مدولات مع جماعة والي الخرطوم السابق بدأ العمل ونجح نجاحا منقطع النظير
    وعند السنة الثالثة جاه المندوب السامي وعرض عليه مبدأ المشاركة الجبريه من الشخص الذي يملك المشروع الان
    واخر الموضوع شاركه ………..واخذ منه حصته ايضا ……..كرسوم الولاية وماشابه

    وتوت توت خلصت الحدودة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..