داعش والاخوان (2)

عرفت باسم التكفير والهجره وقد دشنت نشاطها بمذيحة الكليه الفنيه العسكريه ثم بدات تتفرع مجموعات اخرى شكل بعضها نواة مجموعات المجاهدين بافغانستان وذلك بعد اتفاق بن لادن مع الامريكان لتوريد مجاهدين لقتال السوفييت تنفيذا للخطه الامريكيه لادخال الاسلام السياسي في الصراع بين المعسكرين وبعد قرب انسحاب السوفييت شعر اولئك المجاهدون بالخطر من البقاء وسط فوضى صراع السلطه الذي بدا بين الافغان وشعورهم بفتور اهتمام الامريكان فاضربو عن الجهاد كماذكر هيكل في كتابه الطريق الى كابول فطمأنهم الامريكان ووعدوهم باربعة الف تاشيره الى امريكا بعد انتهاء مهمتهم وفعلا عادت مجموعه بقيادة مفتي الجهاد الشيخ عمر عبدالرحمن الى امريكا وهذا هو تفسير وجودهم المكثف هناك واما الباقون فقد انخرطو في حوارات طويله لتقرير مصيرهم فقد رفضتهم بلادهم كما انهم لاحظو ان دولهم تناديهم للجهاد فكفرو حكامهم واعلنو قيام قاعدة الجهاد بقيادة الاخوانيين بن لادن والظواهري فهل كانت القاعده تمظهر اخر لمهمة المجاهدين ولكنه خرج على السيطره يبدو هذا
والغريب ان القاعده قامت على نفس منهج الاخوان من الموقف الفكري الفضفاض فليس لها كتابات تذكر وانما هي توجيهات ويكفي ان يعلن اي تنظيم التزامه بها وكما الاخوان نجد قدرة تنظيميه وماليه عاليه ولافكر يذكر ولهذا عندما انتهت مهمتها انزوت مفسحة الطريق لداعش وخاصة وان معظم خلايا القاعده بالعالم العربي وافريقيا بايعت تنظيم الدوله الاسلاميه
ويكفي ان نعلم ان كتب سيد قطب وسيد سابق والظواهري وغيرهم هي مراجع داعش الر ئيسه
واذا عدنا الى مابدانا به مقالنا هذا نجد ان داعش وهي تقيم دولتها الاسلاميه لم تجد الا كتب الاقدمين لان محدثي الاسلاميين مجرد مفسرين للقدامى وليس لهم اي رؤية عصريه فطبق داعش ماوجده امامه من تراث اهل السنه والجماعه بحذافيره
فتصايح اسلاميونا ناكرين لما تفعله داعش ونسو ان التاريخ سجل عليهم تحركاتهم كلها
فلنتامل قليلا فيما فعله النميري ومستشاره الاخواني الترابي في سودان الثمانينيات فقطعو الايدي في مائة جنيه وقطعو من خلاف واعدمو خصومهم السياسيينكالشهيد محمود محمد طه وعندما اطاحت الانتفاضه بحكومتهم اقامو انقلابا دمويا في حقبة التسعينيات وقتلو واخترعو بيوت الاشباح واعدمو الخصوم بغرس المسامير في رؤوسهم كما حصل مع الشهيد على فضل وداهسو بالدبابات وقصفو الامنين بالطائرات كماحصل بجبال النوبه وقتلو العزل المدنيين في كجبار وامري وبورتسودان وهبة سبتمبر
وفتحو الجنان لمنسوبيهم وسعرو النيران لمعارضيهم
وهل تجربة طالبان افغانستان بعيده عن الاذهان حيث تبدو داعش امامهم وديعة تماما
وان كانت البشريه مذهوله من تدمير معبد بعل شمين الذي توقفت عبادته بتدمر منذ الف عام
افلم تدمر طالبان تمثالي بوذا من قبل
ان مايجري بالساحه الاسلاميه لهو دليل حي على ضرورة المراجعه الكامله والجذريه لمجمل تراثنا ولابد من قيادة معركة تجديد كبرى تعيد المسلمين الى قيم عصرنا من احترام الديمقراطيه وحقوق الانسان والدوله المدنيه فلايمكن ان نظل خارج التاريخ محولين بلادنا الى ساحات تقتيل وتدمير و لايجدينا نفعا ان ندس الرؤوس في الرمال فكلنا صنعنا داعش فلا فرق اليوم في خطب الجمعه ودروس المساجد سواء كانت في مناطق داعش او السعوديه او السودان
وكما يقول مثلنا السوداني فطرف السوط يلحق بالجميع

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..