ما وراء الدعوة إلى الحوار النوبي النوبي!!..

بسم الله الرحمن الرحيم..

منذ ثلاثة أو أربع سنوات ?أي بعد إعلان الجنرال عمر البشير الحرب العنصرية على جبال النوبة مباشرة ، بدأت تظهر بيانات ومقالات هنا وهناك على المواقع والصحف الإلكترونية تنادي ما تسميه بالحوار النوبي النوبي في الوقت الذي تلقي طيران نظام الخرطوم البراميل المتفجرة والقنابل العنقودية المحرمة دولياً على رؤوس الأطفال والنساء والعجزة وسط بسالة الجيش الشعبي في الدفاع عنهم.
بدأت الحرب العنصرية على الشعب النوبي الأعزل ، وكُنا نعتقد أن أبناء النوبة بمختلف توجهاتهم السياسية ، وبجميع قبائلهم ، سيلتفون حول قيادة الجيش الشعبي التي وضعت على عاتقها مسئولية الدفاع عن أرض النوبة وشعبها العظيم ، إلآ أن قلة انتهازية جبانة فضلت الهروب على البقاء والصمود والدفاع والإستماتة والإستبسال دفاعاً عن الأعراض والأرض ، لتخرج إلينا من وراء البحار والمحيطات ببيانات ومقالات تطعن في شرعية قيادة الحركة الشعبية وتطالب ما تسميه بالحوار النوبي النوبي. والسؤال عن أي حوار وطائرات البشير وصواريخه تحصد أرواح عشرات الآلاف من أبناء النوبة منذ 6 يونيو 2011؟.
هذه المجموعة التي تنادي بالحوار اليوم ، تسللت خارج منطقة جبال النوبة في جنح الظلام مع اشتداد الحرب ولم تقدر تضحيات الجيش الشعبي وبسالته في الدفاع عن العرض والأرض ، لكنها تأتي اليوم لتنادي بكل وقاحة وقلة أدب بالحوار. إنهم خونة ومجرمين ?سواء كانوا سياسيين أو عسكريين ، ويفترض أن يقدموا لمحاكمات عسكرية عاجلة بتهمة الخيانة العظمى ، لا أن يُتركوا طلقاء يصولون ويجولون في الأرض والماء ، يملاؤن الدنيا ضجيجاً وصراخاً عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية السائبة ، يتصدرون الصفوف الأمامية للمخربين والمحرضين.
تآمرت المجموعة ذاتها بصورة مفضوحة مع نظام البشير ومليشيات الجنحمير والجماعات الإسلامية الإرهابية القادمة من خارج حدود السودان في عام 2013 لهزيمة الجيش الشعبي في جبال النوبة. لكن عندما فشلت هذه الخطة الخبيثة القذرة ، سرعان ما تحولت إلى ظاهرة صوتية خطيرة لها لسان سليط خاصة ما يتعلق بسب وشتم قادة الحركة كـــ(الحلو وعقار وعرمان) وبأقذر العبارات والكلمات والألفاظ القبيحة.
لم تتوقف هذه المجموعة عند سلاطة لسانها بالسب والشتم لقادة الحركة ، بل تخطتها لتستخدم كل الوسائل والطرق القذرة للتحريض وبث القبلية والجهوية لشق صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد أن عجز أسيادهم في الخرطوم هزيمتها عسكرياً ودولياً ، ولم يجدوا شيئا سوى الإتيان ببدعة الحوار النوبي النوبي.
حوار شنو والحرب التي تدور رحاها في جبال النوبة منذ عام 2011 ليست نوبية نوبية ، وأن مجمل المشاكل التي يعاني منها جبال النوبة لم يتسبب فيها النوبة حتى يدخلوا في حوار مع بينهم لإيجاد حلول لها ، بل يتحمل مسئوليتها حزب المؤتمر الوطني أو المركز عموماً ، ومن أراد استرداد حقوقه فليتحاور معه وليس مع النوبة.
يبدو واضحا أن هذه المجموعة العميلة الشريرة تحاول ايجاد موطيء قدم لها في جبال النوبة بعد هروبها من ميادين القتال في حرب 2011 كالفئران واستخدامها أسوأ السياسات التحريضية تجاه الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وقادتها ، لكن هذا ما لا يمكن للحركة السماح لهم به.
نعم -من يقرأ بيانات ومقالات هذه المجموعة ، لابد وأن تعود به الذاكرة إلى الفترة التي سبقت التوقيع على اتفاقية ( نيفاشا) في 2005 من تحركات للمجموعة ذاتها في العاصمة اليوغندية “كمبالا”، تلك الأحداث المؤلمة كانت أهدافها ضرب وحدة الحركة الشعبية لمصلحة النظام الحاكم في السودان ، كما أهداف الحوار النوبي النوبي اليوم.
الحركة الشعبية لتحرير السودان طبعا لا تخاف من إجراء حوار مع أي جهة كانت..لكن يجب أن نضع في الحسبان أن لأي حوار ظروفه وشروطه ?فمثلاً لا يمكن أن تدخل الحركة في حوار مع جهة لا وجود لها اصلا إلآ عبر بياناتها على المواقع الإلكترونية. لكننا على أي حال ( نثق بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وبقيادتها ، ونعلم أن من يحمل شعار ثورة الكرامة اليوم هو نوباوي أصيل وإبن البلد. ولكن سؤالي : هل الذين ينادون بالحوار النوبي النوبي هم نوبة بالفعل؟ أليسوا هم من تآمروا مع البشير ونظامه لضرب النوبة في عام 2013 وما زالوا يتآمرون عليه؟.
أي حوار هذا مشروعه ودستوره وميثاقه وتاريخه وحاضره ومستقبله حزب المؤتمر الوطني القاتل وأذرعه الأمنية في كمبالا ونيروبي وجوبا والقاهرة ، والأمر والنهي لسفراء النظام؟…
أليس من المضحك أن يطل علينا المتآمرين على جبال النوبة ليعلنوا أنفسهم مدافعين عن شعبه وأهله. بدعة البدع أن يسوق هؤلاء أنفسهم كمدافعين عن شعب النوبة وحريته وهم الذين لاذوا بالفرار عند سماعهم لصوت أول طلقة طائشة. وبعد أن برروا لمليشيات البشير وجنجويده أعمال الفوضى والتخريب ، ها هم اليوم يبتدعون بدعة الحوار النوبي النوبي لشق الصف النوبي.
جبال النوبة اليوم ليس جبال النوبة ما قبل عام 2011.. جبال النوبة اليوم حر من قيود حزب المؤتمر الوطني ومن تحالف معهم من فاقدي الضمائر من أبناء النوبة.. والجيش الشعبي الممثل الوحيد والشرعي لشعب النوبة يريد أن يحتفظ بهذا الوضع للأبد.
إننا نعلم علم اليقين أن أصحاب الحوار النوبي النوبي ليس من همومهم مصلحة النوبة ومستقبله. الأهم عندهم هو تفتيت الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي. ولكنهم واهمون بإعتقادهم أنهم بهذه المسرحية سيئة الإخراج سيشقون وحدة الحركة الشعبية. وإلآ ماذا يريدون قوله لو افترضنا وقوع هذا الحوار النوبي النوبي المزعوم ، أن الناس تعبت من التضحية والنضال وبلاش الدفاع عن النفس؟ ماذا يريدون قوله لخلف در ، وأن الناس في جبال النوبة أنهكتهم الثورة وآثروا القبول بفتات عمر البشير والعيش تحت نظامه كالعبيد والمأجورين ؟ لا أبداً. بالنسبة للجيش الشعبي القضية قضية مصيرية ، فهو على عهده باقي ، متمسك بثوابته وبمبادئه وبأخلاقه وبمدرسة السودان الجديد.
يجب أن نعترف ونحن نرد على أمنجية النظام وكلاب أمنه المنتشرين في أرجاء العالم للأسف الشديد ، بأن من باع نفسه مقابل حفنة من الدولارات القذرة والمسروقة من الخزانة العامة ، لا يستطيع التأثير على وحدة الحركة الشعبية ببياناته ومقالاته. وكل من يعتقد أن بإمكانه أن يحول جبال النوبة إلى إمارات اسلامية داعشية فهو مخطئ. مشروع الحركة واضح ، وهو سودان جديد.. القانون والدستور للجميع من أجل الجميع وفوق الجميع.
ختاماً ?هذه الدعوة هدفها ادخال البلبلة في صفوف الجيش الشعبي كما اشرت اليه ، ولفتح الطريـق أمـام مليشيات البشير لتنفيذ ما يعرف بحسم التمرد ، سيما والسفاح السوداني قد صرح قبل أيام بالقول أن الأبواب مفتوحة للجميع للجلوس والتحاور وحل مشكلات السودان دون وصاية خارجية، وحذَّر المتمردين من (الإصرار) على حسم القضايا عبر السلاح ، مضيفاً “من يرفض الحوار فقد أذنا بالحرب عليه”.
سؤالنا دائما وأبدا هو : لماذا لا تفتح هذه المجموعة إذا كانت فعلاً حريصة على مصالح النوبة حوارا مع المؤتمر الوطني أولاً من أجل الشعب النوبي ، إذ هذا الشعـب المسحوق يعاني من شتّى أصنـاف الظلم ، والقهر، والفقر، ويعامـل كقطعـان الغنـم من قبل نظام البشير؟.
أما أن يُرفع شعار الحوار النوبي النوبي ، تحت وطأة طائرات وصواريح عمر البشير على رؤوس النوبة ، تحتــ عنوان القضاء على التمرد ، وبسط الأمن والإستقرار ، فهذه والله الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى.
والسلام عليكم..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وإن كنا لا ندري من هم هذه الأبواق .. إنما الشئ بالشئ يذكر .. فقبل ثلاث أو أربع سنوات أرسل النظام بعض ماسحي الأحذية من أبناء وبنات النوبة إلى أمريكا لدعوة ثلاث من إخوتهم إلى الخرطوم لعقد حوار .. وعندما وصل ثلاثتهم إلى الخرطوم إكتشفوا وإكتشف الناس معهم أن هدف النظام لم يكن حواراً وإنما كان الهدف ممارسة الدعاية من خلال الحصول على تصريحات علنية مناوئة للحركة الشعبية في لقاءات حاشدة أعد لها كل شئ ..

    واليوم لا ندري ما الذي يريد النظام تبليغه عبر تلك الأبواق الجديدة القديمة.. لكن ليس أقلها إحداث البلبلة وصرف المقاتلين من صفوف الحركة الشعبية لعل جهود هؤلاء تثمر تحقق تصريحات كبيرهم بحسم الحركة في العام القادم ..

    ده عشم أسيادكم .. أما أنتم فليس سوى أبواق ترسل نذر الشئوم على أبناء جلدتكم لفائدة اسيادكم..

  2. افضل حل للنوبا ان يقصروا الحجة وينضموا لاخوانهم الجنوبيين ويريحوا نفسهم والاخرين وكذلك الحال بالنسبة لجبال الانقسنا وتقسيم دارفور بين العرب والزرقةومنح الزرقة الحكم الذاتى لفترة 10 سنوات يجرى بعدها استفتاء ليخيروا بين الوضع الحالى او الانضمام الى تشاد ايضا حل … فكل حركة فيها بركة وافضل من الاستمرار فى القتال الى ما لانهاية …. اما ان يسعوا لحكم السودان كله وبالقوة القهرية فهى محض احلام وردية فيها دمار لمناطقهم ونسف لمجتمعاتهم واضرار بالكل كما ترى …. لماذا ؟ لان هذه المكونات لا عاجبها العجب ولا الصيام فى رجب وما شايفة غير نفسها فى طول البلاد وعرضهاوعندها هوس فى راسها انها شعب الله المختار وان الله سيورثها الارض وما عليها…. برضو كلام.

  3. الحوار “النوبى ? النوبى” .. كلمة حق أريد بها باطل .. (صديق منصور)

    09-01-2015 05:36 PM

    إنطلاقاً من الحكمة السياسية التى تقول : (من الحكمة أن تكون عادلاً حتى مع خصومك) وإمتداداً لقول “وليام فوكتر” : (لا تخف أبداً أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة، ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع، ولو فعل كل الناس ذلك لتغيَّر العالم).
    رفاقى وأصدقائى، القُرَّاء الكرام : أعود إليكم بعد فترة طويلة لم أحمل فيها اليراع والكيبورد لأكتب مقالاً فى الشأن العام السودانى أو التنظيمى، وكنت أود أن أعاود الكتابة فى وضع يكون فيه السودان على ما يرام، ولكن للأسف، السودان وطننا الحبيب على وشك الإنهيار والتشرزم وهو يحتاج لنا جميعاً الآن، أعود إليكم لأقول رأيى فى شأن حزبى خاص بالحركة الشعبية لتحرير السودان، وهو رد لصديق منصور الناير حول أطروحته بخصوص الحوار “النوبى ? النوبى” الذى يدعو إليه، فلا أحد فى الدنيا يمتلك منهج وأسس التفكير السليم يرفض الحوار، ولكن قبل أن أدلو برأيى، أريد أن أوضح نقطتين :
    أولاً : قد يتبادر إلى القوميين النوبة سؤال هو : لماذا أكتب فى الشأن الذى يخص النوبة ؟ فأنا لست من النوبة ولكننى أفتخر وأعتز أن أكون منهم لأنهم سادة الحضارة الإنسانية العالمية، ولما لا أعتز بهم وأهلى البقارة تزاوجوا بهم عبر التاريخ ونتقاسم الآن الأرض، والهم، وضنك العيش وشظف الحياة، والنضال المشترك، ولما لا أفتخر بالنوبة وهم رواق أفريقيا عند كل المؤرخين .
    ثانياً : صديق منصور كتب حول شأن يخص الحركة الشعبية لتحرير السودان التى أفتخر بكونى عضواً فيها، ولقد خرجنا من ديارنا من أجلها ومن أجل وطن يسع الجميع، هذا الوطن الذى يعانى من الجهل، والمرض، والجوع، وجميع أمراض السودان القديم. لقد طرح صديق منصور برنامج للحوار ” النوبى ? النوبى”، والحوار سمة حضارية وديمقراطية، ولكن للأسف إذا تمعَّنا فى ما كتبه نجده يتنافى تماماً مع ما يقول، لأن مفهوم وأسس الحوار هو أن يكون الطرح إيجابى وبمبدأ الإحترام، حتى يتقبَّل الطرف الآخر مبادرتك ويحس بجديتك، ولا بد من التنازل عن الجوانب السوداء والتركيز على الجوانب الإيجابية والمنيرة التى تجعل من تدعوه للحوار يتنازل كذلك، ويتنازل أيضاً عن كبريائه. لكن صديق منصور إعتمد فى دعوته للحوار على التدليس والخداع، وأصبح يلوى الحقيقة، ويُركِّز على السلبيات، وتناسَى مُتعمِّداً قول الحق والطرح الإيجابى الذى نعتقد إنه لو ركَّز على ذلك فربما أذاب جبل الجليد، ولكنه للأسف صب الزيت على النار مما أفرغ مضمون الحوار الذى دعا إليه، فأصبح حوار خادش لأسس الحوار دون لغة حوار، ودون سمات إيجابية، ودون حقائق ونقد زاتى بنَّاء للجسم الذى يتبناه، ولو فعل ذلك لأحرج جميع عضوية الحركة الشعبية قبل قياداتها، ولأن حواره ذو غرض ويُرضى جهات خارج إطار الحركة الشعبية، ومدفوع لإفراغ قضية النوبة من محتواها، فيمكن أن نطلق على هذا الحوار وبإمتياز (كلمة حق .. أُريد بها باطل)، ومن غرائب وعجائب صديق منصور إدخاله لمصطلح جديد ودخيل على أدبيات الحركة الشعبية لتحرير السودان ( شرقية ? غربية)، وهو مصطلح صفوى درج البعض على المتاجرة به للمكاسب السياسية الضيِّقة فى إطار جغرافى صغير لإثنية أهلنا النوبة التى يجمعها صلات الدم، والثقافة، والتاريخ المشترك، وقليل من التباينات من حيث اللغة.
    لا أحد ينكر إن للنوبة قضية ومظالم تاريخية وآنية مُتجذِّرة منذ الإستعمار ومروراً بحكومات المركز ويشاركهم فى ذلك كثير من مناطق السودان وخاصة ما يُعرَف فى أدبيات السياسة السودانية بالمناطق المهمشة، والآن النوبة يناضلون من أجل الحقوق المسلوبة ويناضلون من أجل وطن يسع الجميع عبر الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان، ويشاركهم فى هذا التوجُّه أيضاً الكثيرين من الشعب السودانى بكل تنوعه وتعدده، فمن الخطأ طرح أطروحات عرقية وهنالك مناضلين وسياسيين موجودين الآن فى الميدان ويقاتلون فى صفوف الجيش الشعبى وهم ليسوا من النوبة وتجمهم قضية واحدة ومشتركة. إعتقد إن الحوار ” النوبى ? النوبى”، هو حوار إنتهازيين بعيدين عن ميادين القتال، وعن آلام وأوجاع النوبة، ولكنهم يفكرون فى سرقة مجهودات من ناضلوا، وإستشهدوا، وجرحوا، وبترت أطرافهم فى العمليات، وبعضهم تعرَّضوا لصدمات نفسية حادة وإختلت عقولهم. فى رأيى إن مصطلح (غربية ? شرقة) هو مصطلح ضيِّق جغرافياً، وإثنياً، وسياسياً، وإستراتيجياً كذلك، ولا يتوافق مع سياسة التحرير ومشروع السودان الجديد، ومثال لذلك فإن الجيش الشعبى موجود الآن فى العباسية وهى منطقة تقع فى شرق الإقليم، ويمتد وجود الجيش الشعبى حتى مقاطعة السنوط أقصى المنطقة الغربية، وكاودا التى يتعبرونها (شرقية) حسب مفهومهم، فهى تقع فى المنطقة الوسطى، والمسافة من كاودا إلى السنوط غرباً تساوى المسافة من كاودا إلي العباسية شرقا تقريباً، وفى المنطق العلمى فى علم الجغرافية فإن الإتجاهات تنقسم إلى (شمال ? جنوب ? شرق ? غرب – وسط) فكيف سيرسم صديق منصور خارطته هذه إذا حرَّر الجيش الشعبى تندلتى والسميح شرقاً، والمجلد والدبب غرباً..!؟. هذا يؤكد إن مصطلح (شرقية ? غربية) لا يتوافق مع سياسة التحرير وبالتالى فهو مصطلح إثنى وعنصرى، وتقسيم الناس على أساس العرق يصب فى مصلحة المؤتمر الوطنى وهى إحدى سياساته الإستراتيجية، ولا فرق بين هذا المصطلح ومصطلح “أهل المصلحة” أو “أهل الشان”، ويهدف إلى تقسيم قوى الهامش وبواسطة أبناء الهامش أمثال صديق منصور. وإذا ناقشنا صديق منصور فى مفهومه لـ(الشرقية ? الغربية)، فإننا نجد إن أهلنا فى كرتالا والكدرو يقعون فى الشرقية جغرافياً لقربهم من مناطق دلامى، ولكنهم ينتمون إثنياً إلى الأجانق الموجودين فى المنطقة الغربية، فما رأيك ..؟ كما يوجد تداخل لغوى بين قبيلة كمدا الموجودة فى الريف الشرقى لكادقلى ومجموعة تلشى اللغوية الموجودة فى المنطقة الغربية، وقبيلة لونقان الموجودة فى أقصى المنطقة الجنوبية الشرقية تنتمى لغوياً إلى مجموعة (الكواليب ? مورو) فى وسط الإقليم والتى حسب تقسيم صديق منصور تعتبر (شرقية) .!، كما نجد منطقة دلامى والقرى المجاورة لها مثل “أم حيطان” و”الهدرا” هى أقرب جغرافياً إلى المنطقة الغربية وتنتمى لغوياً إلى مجموعة موجودة فى المنطقة الوسطى. فالنوبة ليس لهم فواصل جغرافية أو إثنية، وبالتالى يكون صديق منصور يعتمد على مفهوم غير علمى، فالذى يريد الحوار عليه أن يكون ملماً بجميع التفاصيل الدقيقة وبصورة علمية، ولقد قيل (فاقد الشىء لا يعطيهِ).
    وقبل الختام : أريد أن أذكر صديق منصور بإنك كنت فى يوم من الأيام عضواً فى حزب البعث العربى الإشتراكى الذى شعاره (أُمة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة) ..!! . وهذا الشعار فى إعتقادى شعار عنصرى وينادى بأهداف القومية العربية التى لا تتوافق مع مشروع السودان الجديد وواقع السودان المتعدِّد والمتنوِّع، والأغرب فى الأمر إن صديق منصور ليس عربى فما الذى جعله ينضم إلى تنظيم لا يخدم إنتمائه العرقى بل يسعى إلى النيل من، والتقليل من شأن بقية الإثنيات غير العربية..!؟. فالحركة الشعبية هى التى أعادت لصديق منصور كرامته، وإنسانيته، ومكانته التاريخية وسط الشعوب عبر مشروع يرتكز على قبول الآخر بإعتبارات التنوع التاريخى والمعاصر. وإعتقد إن صديق منصور لم يستفيد من برنامج الحركة الشعبية، ولكنه لا زال غارقاً فى مرتكزات حزب البحث العربى الإشتراكى العنصرية، ويريد تطبيقها داخل الحركة الشعبية بإتجاه آخر عبر حوار “نوبى ? نوبى” لكى يسهل تذويب قضايا النوبة وقضايا جميع المهمشين تنفيذاً لأجندة المؤتمر الوطنى.
    خلاصة الأمر : إن الحوار “النوبى ? النوبى” أو (شرقية – غربية) كلها مصطلحات وأفكار من أدبيات المؤتمر الوطنى وهى مصطلحات ذات بعد عنصرى تستخدم لتحقيق مكاسب سياسية، والذين يستخدمونها أو ينفذون أجندتها هم أذرع للمؤتمر الوطنى ويحاولون التدثُّر بثوب الحركة الشعبية لجذب الجماهير وإستقطابها، ولقد حاولوا تنفيذ ذلك وسط الجيش الشعبى وفشلوا، والآن يحاولون دغدغة مشاعر الجماهير لإختراقهم. والمُدهش فى الموضوع إن معظم الذين هاجمونا عبر وسائل التواصل الإجتماعى، كما هاجموا الأمين العام للحركة الشعبية ? إقليم جبال النوبة / جنوب كردفان، وكالوا الشتائم ووصفونا بمحاولة تكميم الأفواه وغير ذلك من محاولات الفبركة والتشويه، هم من عضوية المؤتمر الوطنى وأجهزته الأمنية، وقادة دفاع شعبى، مما يؤكد إن فكرة الحوار ” النوبى ? النوبى” هى من تصميم المؤتمر الوطنى فى هذا التوقيت المفصلى لشق جماهير الحركة الشعبية، وخلق منبر موازى يقف ضد أطروحاتها ومواقفها

  4. رجاء اتفق المؤرخون والباحثون والاجتماعيون على اصطلاح كلمة النوبة لسكان اقصى شمال السودان بين الجندل الأول والجندل الرابع، واصطلحوا نوبا على ساكني جبال النوبة
    لربما في الكتب القديمة كلهم نوبة وانما جاء محاولة التفريق للتمييز بين ثقافتين مختلفتين رغم انهم في اطار الثقافة السودانيةالعامة وربما للاشارة للموقع الجغرافي إذن هناك النوبة والنسب اليهم نوبيون ونوبيين وهم سكان شمال السودان. وهناك نوبا والنسب نوباويون ونوباوين وهم سكان الجبال الشرقية بجبال النوبة وليس كل قبائل جبال النوبا نوبا إذ يسكن قبائل بجوارهم ..

  5. تعيبا على المدعو السماك:حديث الاخ محمدحسن فرح صحيح وهو مما تواضع عليه المؤرخون وكونك قرات كتابين او اكثر ودخلت جميع المواقع الخاصة بالحضارة النوبية ايضا لا يغير من الامر شيئا فالواقع يقول ان هنالك حضارة واحدة متصلة من الجيزة فى مصر والى جنوبى الخرطوم بنفس ملامحها البشرية واثارها واسماء ملوكها ومومياتهاواوانيها وكنوزها وكل الشواهد التاريخيةواسماء القرى والجزر والمدن كما ان سكانها لهم نفس الملامح والشبه واللغةوالموروثات والعادات والتقاليد دون سواهم من بقية سكان مصر والسودان فكيف يكون الجميع نوبيين والواقع ينكر ذلك والنوبيون ليسوا عربا ولا زنوجا بل حاميون مثلهم والبجا والحبش والصومال والبربر والامازيق والطوارق فكيف تقول انهم من سلالة ربيعة وهم لم يتعلموا العربية الا فى المدارس واذا كان الوضع كما تقول فلماذا لا يتحدث نوب الجبال والفور والزغاوة والبرتو والتنجر اللغة النوبية ولماذا لم يطلقوا على مواقعهم اسماء نوبية او على انفسهم اسماء مثل : ساتى وبجة وارو وقيلى وارباب ونفرين وستن برو ودسى ومسودة وبرتودة… وختاما اقول ان موجة التعلق بالحضارة النوبية برزت الى الوجود مع اتفاقية نيفاشا المشؤومة ولم يتخلف عنها حتى الجنوبيين النازحين تاريخيا من شرق افريقيااما لماذا هذاالتعلق الشديد وفى هذا التوقيت فذلك ما سنشرحه فى المرة القادمة وختاما نحن نتحدث عن الواقع الماثل ولسنا بصدد ترهات بعض المؤرخين

  6. رجاء اتفق المؤرخون والباحثون والاجتماعيون على اصطلاح كلمة النوبة لسكان اقصى شمال السودان بين الجندل الأول والجندل الرابع، واصطلحوا نوبا على ساكني جبال النوبة
    لربما في الكتب القديمة كلهم نوبة وانما جاء محاولة التفريق للتمييز بين ثقافتين مختلفتين رغم انهم في اطار الثقافة السودانيةالعامة وربما للاشارة للموقع الجغرافي إذن هناك النوبة والنسب اليهم نوبيون ونوبيين وهم سكان شمال السودان. وهناك نوبا والنسب نوباويون ونوباوين وهم سكان الجبال الشرقية بجبال النوبة وليس كل قبائل جبال النوبا نوبا إذ يسكن قبائل بجوارهم ..

  7. تعيبا على المدعو السماك:حديث الاخ محمدحسن فرح صحيح وهو مما تواضع عليه المؤرخون وكونك قرات كتابين او اكثر ودخلت جميع المواقع الخاصة بالحضارة النوبية ايضا لا يغير من الامر شيئا فالواقع يقول ان هنالك حضارة واحدة متصلة من الجيزة فى مصر والى جنوبى الخرطوم بنفس ملامحها البشرية واثارها واسماء ملوكها ومومياتهاواوانيها وكنوزها وكل الشواهد التاريخيةواسماء القرى والجزر والمدن كما ان سكانها لهم نفس الملامح والشبه واللغةوالموروثات والعادات والتقاليد دون سواهم من بقية سكان مصر والسودان فكيف يكون الجميع نوبيين والواقع ينكر ذلك والنوبيون ليسوا عربا ولا زنوجا بل حاميون مثلهم والبجا والحبش والصومال والبربر والامازيق والطوارق فكيف تقول انهم من سلالة ربيعة وهم لم يتعلموا العربية الا فى المدارس واذا كان الوضع كما تقول فلماذا لا يتحدث نوب الجبال والفور والزغاوة والبرتو والتنجر اللغة النوبية ولماذا لم يطلقوا على مواقعهم اسماء نوبية او على انفسهم اسماء مثل : ساتى وبجة وارو وقيلى وارباب ونفرين وستن برو ودسى ومسودة وبرتودة… وختاما اقول ان موجة التعلق بالحضارة النوبية برزت الى الوجود مع اتفاقية نيفاشا المشؤومة ولم يتخلف عنها حتى الجنوبيين النازحين تاريخيا من شرق افريقيااما لماذا هذاالتعلق الشديد وفى هذا التوقيت فذلك ما سنشرحه فى المرة القادمة وختاما نحن نتحدث عن الواقع الماثل ولسنا بصدد ترهات بعض المؤرخين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..