الى عثمان ميرغتى .. عبقرية قفة الملاح

لا شك ان الاستاذ عثمان ميرغني يتمتع بقوة منطق تحريضية جاذبة .. وهو بحكم عملة الصحفي المتميز ? ربما ? استطاع تشخيص المشكلة ? وربما ? وصف الحل ، وهو ايجاد الحزب الغائب أو العثور عليه ، وهي ? للوهلة الاولى ? تشبه فكرة انتظار الامام الغائب ، مع اضافة الفكرة الذكية الى هذا الحزب الجديد الذي يستطيع ان ( يلقف ) ما هو مطروح في ملعب السياسة من احزاب ، خطاب تعبوي يذخر ويحتشد بالمعاني والاحلام المشروعة ، ( نحلم بوطن زراعي وصناعي مترف بالمشروعات في كل شبر منه ، ينتج الغذاء الخام والمصنوع ليأكل كل العالم من يديه .. نحلم بوطن يحج اليه الاخرون طلبا للتعليم والعلاج والسياحة بل حتى الاستثمار .. وطن انموذج يتعلم منه العالم الاحترام وعزة النفس ) ، وهو يشبه قول شاعر الشعب المرحوم محجوب شريف ( حا نبنيه وطن حدادي مدادي بنحلم بيه يوماتي ) ، فإن كان حلم محجوب شريف ارتبط بالدعوة الى العمل الجاد بدلا من الخطب الحماسية وهو منطق يوفر مدخلا مهما لبناء الوطن فلا سبب وجيه لوجود رابط بين الفكرة في دعوة الاستاذ عثمان ميرغني لبناء الوطن واعطاء صورة خرافية عن وضع هذا الوطن بعد اتمام عملية البناء او كما قال احدهم ( ح نشيد نحنا بلادنا ونسود العالم اجمع ) ، ولست على يقين من العلاقة المفترضة لسيادة الاخر وبين بناء الوطن انطلاقاً من حلم مشروع يتحول الى فكرة ذكية كتلك التي اتاها ( مهاتير ) في ماليزيا ، فماليزيا لا تطعم العالم وحجاجها اغلبهم سودانيون ، وانتهى السيد ( مهاتير ) بفعل مؤامرة او بغيرها الى متهم بالفساد ، في بداية عهد الانقاذ كان احد كبار المسؤولين يكرر المثل القائل ( ادى العيش لخبازه ولو ياكل نصه ) ، فكانت النتيجة ان خبازة اكله كله ، ولم يترك شيئا ، ولذلك يجب ان يعلم الجميع كم خسرت ماليزيا في عهد مهاتير ، او لعل الجميع على دراية كم خسرت تركيا في عهد أردوغان ، فكم وددت لو اضاف الاستاذ عثمان ميرغني الى ميزات بلادنا بعد البناء ان يحج إليها الناس طالباً للحريات وتعلم مبادئ الديموقراطية وقيم العدالة والتسامح .
لدي قناعة شبه تامة باستحالة بناء حزب حديث في الوقت الراهن وذلك ناتج عن تجربة شخصية في حزب البعث السوداني ، فما ان حدثت متغيرات تستوجب إعادة النظر والتفكير فيما كان من المسلمات حتى انقسم القوم وتحول رفاق الامس الى متنابذين بالألقاب يخونون بعضهم حتى اصبح الاسم نفسه محل تنازع ، فهذا اصل وذاك الفرع ، فاصبح البعث اربعة احزاب ، وجرى هذا على بقية احزابنا ، الامة خمسة امم ، الاتحادي تفرق الى اربعة اتحادات ، والناصري ناصريان ، فضلا عن احزاب تجاوزت المئة ، فهل حقيقة هذه مؤامرة من النظام الحاكم وحزبه ، ام هي هشاشتنا وقابليتنا للانقسام ، وعدم قدرتنا على تحمل الاختلاف ، فاذا به خلاف يعصف بعنف يؤدي الى الانقسام ؟ . لا اختلف مع الاستاذ عثمان ميرغني في رؤيته ومدخل تشخيصه لما يمكن ان نسمية الازمة الوطنية الشاملة ? ومع الاسف ? لا حل لها ولو اصطف المليون الذين بشر بهم عثمان ميرغني في انتظار الانتخابات التي لو استمر هذا الحال سيفوز بها المؤتمر الوطني ? ولو لم يصوت له احد ? الامر يتعلق بايقاف الحرب ، واحلال السلام ، والحفاظ على ما تبقى من البلاد موحدة ، والامر مرتبط باطعام الملايين الجائعة ، قفة الملاح هي المطلب الاكثر الحاحا ويظل تامينها اقصى اماني الغالبية من ابناء الشعب ، وهي احد اهم وابسط حقوق النسان ، واعتقد ان عثمان ومناصريه عليهم اخذ الامر بجدية ، ربما الحزب الجديد سيضم كثيراً من الاعضاء لو استطاع وضع خارطة طريق مقنعة ومعقولة تضمن قفة الملاح ? حدا ادنى ? اما تشبيه بلادنا بماليزيا فهذا يؤشر الى بداية غير كافية . ولكي نتعرف على الفكرة الذكية التي يبشر بها الحزب الجديد لا بد ان نتعرف على فكرة مهاتير الذكية التي نهضت بماليزيا ? كما اشار الاستاذ عثمان ميرغني ، مؤسس الحزب الجديد ، او احد مؤسسيه ? ماهي تلك الفكرة الذكية ؟.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا التعليق ليس له علاقة بالموضوع

    يختص بالخطوط السودانية نحن سفرنا عوايلنا من جدة للخرطوم يوم السبت والاحد19 و20 سبتمبر الحالي وحتي اليوم الاثنين لم يصل العفش للخرطوم
    ولا نعرف اي رقم نتصل فيه بالخطوط السودانية في جدة
    نحنا ظروفنا صعبة والعيد علي الابواب وما نستلم العفش وهذه رحلتان وليست رحلو واحدة والعفش لم يصل
    فارجو المساعدة
    اما ما حصل في مطار جدة جناح الخطوط السودانية فامره عجب
    الحضور الساعة التاسعة مساء
    والموظف وصل بعد المواعيد والمحاسب وصل بعد ساعدة
    وفتحوا اربعة كاونترات 5 و6 و7 و8
    ووصل موظف واحد في المواعيد والثاني لم يصل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..