هل تهزم ثقافة النهائيات الحوار؟

بسم ألله الرحمن الرحيم
هل تهزم ثقافة النهائيات الحوار؟
ظلت القمة السودانية (هلال & مريخ ) بعمر الانقاذ تهوي من المربع الذهبي دون أن تدرك البطولة وفي المرات الشحيحة التي بلغت فيها النهائي خرجت بهزيمة مذلة. وذلك يوضح العقلية التي تدار بها الأمور في بلادي فمدرب سمسار يدق مسمار في أكبر نادي سوداني ولايبالي بسمعته ببيعه محترف مصاب او برازيلي عجوز والأغرب منه إدارات الأندية التي تستعين به مجددا للاستعداد لنيل البطولة الحلم فينتفخ جيبه بالجنيهات الحرام ثم يظهر مجددا على الشاشات يحمل الجهاز الفني مسئولية الهزيمة.
قبل أعوام تم التحضير لمؤتمر حوار سياسي في مدينة كنانة بصورة جيدة وقبلت الأحزاب المعارضة المشاركة فيه ولكن أبى صانعي الفشل إلا الإجهاز على الفرصة الأكبر للحل السوداني بالتعنت تجاه مشاركة المعارضة في تحديد الأجندة وحشد مشاركين من أنصار الحزب الحاكم بواجهات عدة ظنا منهم بشطارة تنطلي على المعارضين .فخرج المؤتمر صفر اليدين رغم مشاركة المهدي والميرغني.
اثبتنا من خلال لعبة كرة القدم أننا حزقين في الأدوار التمهيدية وقادرين على صنع الفارق حتى اللحظات الحرجة ولكن لازمتنا عقدة النهائيات في كل البطولات الخارجية الإقليمية والقارية مرة برعونة الإدارة والانتصار للرئيس على حساب حلم الجماهير لمجرد قسمه بالطلاق ثلاثا ان لا يلعب فلان. وأخرى لثقافة اللاعبين الفطيرة الذين يتعاملون مع إنجاز تاريخي بثقافة الحواري والهواة بابتتزاز الأندية في المواجهات الصعبة رغم عقودهم الاحترافية المليارية.
تجاوز تيار الاصلاح داخل الحزب الحاكم مراحله التمهيدية بالضغط على الحكومة لإقرار اصلاحلات جدية وتقديم تنازلات مهمة لإقرار السلام ووقف الحرب . ولكن لعنة كرة القدم أطلت برأسها مجددا في المشهد السياسي فحاولت قيادة الإصلاح ابتزاز النظام فقذف بهم خارج حلبة المؤتمر الوطني وارتاح منهم . وظنت قيادة النظام باستعانتها بالمستشارين المعطوبين وسماسرة السياسة وزبانية ربع قرن من الفشل تغير واقعا او تصنع فارقا لصالح تحول حقيقي تجاه الحريات والمسار الديموقراطي.
حوار الوثبة تم التمهيد له باعلان مفاجئة يعلنها الرئيس في خطاب مشهود ورغم انه لم يشبع رغبات المتفائلين إلا انه مثل نقطة بداية جديدة لحل سوداني. واستمر ماراثونه قرابة العامين حتى أصبح قاب قوسين لانعقاد مؤتمره في العاشر من أكتوبر القادم وأخشى أن يشاهد متابعي الحوار وارقوا المعارضة يظهر نجاعة اقل من المتوقع وبكري الحكومة يكثر المحاورة ولايحرز هدفا واندرزينهو الحركات يضيع الفرص المواتية لوقف الحرب. عموما الحال من بعضه وعلى مساندي الحوار ان لا يعلو من سقف الطموحات ولا يتفاءلوا كثيرا في التوقعات حتى لا يصابوا بأمراض العصر من الضغط والسكري نتيجة تضييع الفرص المضمونة والتعامل برعونة مع قضايا البلد المصيرية.
إسماعيل فرج الله
29سبتمبر2015م
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..