الرومانسية الواقعية والفعل الواجب

*نعلم أن عهد المعجزات قد ولى وأن الواقع المأساوي خاصة في عالمنا “الثالث” الذي ما زال يعج بالخلافات والنزاعات المقلقة يزيد درجة التشاؤم والإحباط في نفوسنا? لكنه في نفس الوقت يحفزنا على الاستفادة من دروس الواقع ويدفعنا للعمل على عدم تكرار أسبابها في بلادنا.
*هذا لايعني أن السودان لا يعاني من آثار هذا الواقع المأساوي في ظل استمرار الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتدني الخدمات الأساسية وانعدامها في بعض الاحيان? لكننا نجتهد في الخروج به من دوامة الواقع المأساوي سلمياً وديمقراطيا.
*نحن لا نحجر على الآخرين الأسلوب الذي يرونه في رأيهم الأصلح للخروج من هذا الواقع? ونقدر الظروف التي اضطرتهم لاتخاذ هذه الوسائل لكننا نرى أنها عجزت في تحقيق الحل المنشود.
*معروف للحكومة وللمعارضة كيف أن الواقع المأزوم سياسياً واقتصادياً وأمنياً ألقى ومازال يلقي بظلاله السالبة على مجمل حياة المواطنين الذين تزداد معاناتهم كل يوم? ليس فقط من إنفلات الأسواق والاسعار وإنما أيضاً من تردي الخدمات الضرورية في كثير من المناطق.
*مع ذلك لم نفقد رومانسيتنا الواقعية وتجلياتها العملية التي أثمرت إعلان الاستقلال في ديسمير 1955م ،الثورة الشعبية في أكتوبر1964م وانتفاضة أبريل 1985م بفضل وحدة الإرادة السودانية التي حققت كل هذه الإنجازات.
*رحبنا بالخطوات والإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية لإحياء الحوار السوداني كما رحبنا بنداء العيد الذي أطلقه الإمام الصادق المهدي لإنجاح الحوار الجامع? لكننا نرى أن ذلك يستوجب خطوات وإجراءات عملية أكثر جدية نحو تهيئة المناخ الصحي للجلوس على مائدة الحوار.
*ليس مهماً ان يعود الإمام الصادق المهدي أو أن يشارك في الحوار أو ينعقد الحوار بمن حضر في العاشر من اكتوبر الحالي وإنما الأهم هو دفع استحقاقات الحوار وإنجاح مؤتمر الحوار التمهيدي” المعلق” انعقاده في اديس واستكمال خطوات وإجراءات بناء الثقة مع الآخرين? واستعجال الاتفاق القومي اللازم لإخراج السودان من دائرة الواقع المأزوم إلى رحاب السلام والديمقراطية والعدالة والتنمية والبناء.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..