مجانين المؤتمر الوطني

عطفاً على موضوعنا المنشور أمس بعنوان (جناً تعرفو ولا جناً ما بتعرفو)، تداعت الى ذاكرتي بعض التصريحات لبعض الرموز السياسية والثقافية، كانت قد حملت توصيفاً وتصنيفاً جديداً لقيادات حزب المؤتمر الوطني، قسمهم الى مجانين وعقلاء، خلافاً للتوصيف والتصنيف السائد والمعروف وقتها الذي كان يقسمهم الى صقور وحمائم، وعلى خلفية موضوع الأمس ومن باب الشيء بالشيء يذكر رأيت التذكير بتلك التصريحات.
كان الدكتور الترابي على أيام المفاصلة والقطيعة والقطع الناشف والملاسنات والاتهامات التي كان (يردم) بها تلامذته السابقين، أيام لم يكن هو ولا أي من قيادات حزبه، يظهر في أي منشط أو فعالية أو احتفالية تقيمها الحكومة أو حزبها ولو على سبيل المجاملة والعلاقات العامة، كان قد نصح الأمريكان عبر تصريح مشهور بأن يحاوروا عقلاء المؤتمر الوطني قبل أن يضطروا لمحاورة مجانينه، وليس الترابي وحده من اكتشف وجود مجانين على سدة قيادة هذا الحزب، فقد قال بذلك أيضاً كل من السكرتير السابق للحزب الشيوعي المرحوم محمد إبراهيم نقد، ورمزنا الثقافي المرحوم الطيب صالح، ففي تصريح شهير للفقيد نقد لإحدى الصحف عن مجانين المؤتمر الوطني، كان قد قال إن مسؤوليتهم تجاه هذا البلد تجعل لهم مسؤولية تجاه المؤتمر الوطني لإنقاذه من حالات جنونه ومجانينه أو كما قال نقد، وليس بعيداً عن هذا المعنى إشارة الأديب الأريب الطيب صالح التي ذهبت مثلاً عن عقلاء النظام ومجانينه، وذلك كما رُويَ عنه عندما عتب عليه البروفيسور حسن مكي عند لقائه به في ندوة أقيمت بالخارج، على غيابه الطويل عن السودان، فقال الطيب صالح إن فلاناً ظل يغريني بالزيارة، فقلت له ? والكلام لا يزال للطيب – أخشى أن أقع في قبضة مجانين النظام فلا يدركني عقلاؤهم إلا بعد فوات الأوان… أما الآن وبعد أن تماهى الدكتور الترابي وحزبه مع نظام الحكم وحزبه منذ أن فاجأ الترابي الجميع بظهوره في المحفل الذي تلى فيه الرئيس خطاب الوثبة بعد حوالى عقد ونصف العقد من القطيعة والجفاء والتنافر، عنّ لنا أن نسأل الدكتور عن أسباب هذه النقلة الكبيرة التي نقلته وحزبه من خانة العداوة والتشاحن الى المواددة والتلاحم، هل هي اللحمة القديمة، أم أن الشيخ أتيحت له الفرصة لمحاورة عقلاء المؤتمر الوطني ولم يكن مضطراً لمحاورة مجانينه على حد قوله للأمريكان، أم ترى أن المؤتمر الوطني قد قيد مجانينه وكبلهم وشل حركتهم.
[email][email protected][/email]
الطيب صالح في مقاله من اين اتي هؤلاء له استدراك ظريف علي قول شيخه الصلحي حفظته من مجلة المجلة قال ان الصلحي خرج من السجن علي عهد وذهب للبنك ليري حسابهحسابه فوجد مرتبه ينول كاملا ومعه بدل طبيعة عمل فقال الصلحي (ايقنت ان السودان بلد مجانين ) استدركه الطيب قائلا (لا يا شخنا السودان من احسن بلاد الله والسودانيين من احسن خلق الله ولكن المجانين هم حكام السودان وعجيب امة كهذه تاتي بحكام كهؤلاء ) اها يا استاذ الجن وين في المؤتمر الوطني او الشعبي امفي الاتنين علي راي الاغنية روح واحده في جسدين )
كما يقول المصريين (انت يا ابني بتقول اي كلام) في السودان يمكن ترص اي عبارات بدون موضوع فتنال لقب صحفي ويخصص لك عمودا يوميا او اسبوعيا حسب ما تخطه من تغبيش او الهاء .
ليسوا مجانين بل مهبولين وترى الفرق شاسع. فالمجنون في ذمة العاقل و ليس المهبول في ذمة احد. لان احد هذا هو الذي يسعى لدوام هبلهم.
هو ديل فيهم عاقل اصلا؟ كلهم مجانين