الإلتزام الشخصي قادر على إحداث تغيير!

تمر بالإنسان مواقف قد تبدو لبعضهم هامشية، بسيطة و ربما معتادة لكنها تستحق المراجعة و التفكير.
حدث أن كنت جالسة مع بعض الأصدقاء في مكان عام بالخرطوم و كان بيدي زجاجة ماء فارغة و مناديل ورقية مستعملة. تلفّت حولي بحثاً عن قمامة فبادرني أحدهم:”انتي قايلة روحك في انجلترا دا السودان أرمي في أي حتة.” فما كان مني الا أن أدخلتهم في حقيبتي و رميتهم في زبالة المنزل دون الدخول في جدل فقد تكرر هذا الموقف كثيراً حتى أنه في ذات مرة أخذ أحدهم بعض “المخلفات” من يدي و ألقاها بسخرية ولامبالاة، في الطريق العام مدعياً أنه بذلك قد تحمل عني عبء تأنيب الضمير!
ما دعاني لكتابة هذا المقال تساؤلات بسيطة و مشروعة.
هل النظافة مسئولية الحكومة فقط أم المواطن أم الإثنين معاً؟ هل الإيمان بقيم النظافة والإلتزام الأخلاقي الشخصي و السلوك الحضاري شأن حكومي؟ من المتضرر من تلوث البيئة؟
في الدول التي تُعنى بالبيئة و أظننا في ذيل القائمة، تفرض غرامات على رمي القاذورات في الطريق العام و لكن لا أعتقد أن لدولتنا وجه حق في فرض عقوبات كنظيراتها في العالم ما لم تلتزم مؤسساتها اولاً بمسئولياتهم تجاه النظافة و المحافظة على البيئة. و ” انسونا من موضوع الحكومة دا !”
من أعظم ما تميز به الشعب السوداني و لا يزال في بعض المناطق، الإلتزام بنظافة الشارع و تحديداً أمام المنزل كجزء أصيل من نظافة البيت. حتى أن منظر الشارع “المقشوش”و “مرشوش”، كان من المناظر المعتادة وقت “العصرية”. الآن و للإسف أكثر المناطق إهمالاً هي الأحياء الحديثة و مجازاً الراقية! فلل فارهة و سيراميك لامع يغطي الأرضيات و “الحيشان”، ولكن و حيث أن المبدأ لا يتجزأ فالنظافة لا تتجزأ و كذلك الفخامة. أنانية مفرطة و إستباحة للحق العام، أن يبني أحدهم منزلاً فاخراً تاركاً مخلفات البناء في الشارع و كأن مسئوليته تنحصر في تلك القلعة خادعاً نفسه بنظافة داخلية وفخامةٍ لن تكفيه شر المنظر المشوه أمام قلعته ناهيك عن تراكم الأوساخ على زوايا تلك المخلفات.
النظافة حس إنساني، إلتزام أخلاقي و مسئولية تبدأ من الذات و البيت و الأسرة. هي تربية و سلوك شخصي ثم تأتي بعد ذلك مسئولية الحكومات و سن القوانين و العقوبات. اللامبالاة في التعامل مع المرافق العامة، سلوك غير حضاري بل عدم وطنية وعشقنا لهذا الوطن يلزمنا بإحترامه و المحافظة عليه و على المرافق العامة فذلك حس وطني ومسئولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.
و في عموم الأمر، إلتزامنا بسلوكيات بسيطة قادر على إحداث التغيير المنشود فالإلتزام الشخصي حينما تتعدد مصادره؛ أنا، هي، هو و أنت، يترك بصمة ملموسة و واضحة و يخلق إلتزاماً عاماً و ثقافة.

نقطة ضوء:

يا أصلنا ومبتدانا ياحلاة مسرح صبانا.. و ذكرياتنا و مشتهانا
إنت فينا كبير و ريدنا ليك كتير
القومة ليك يا وطني

نافذة للضــوء
أخبار اليوم

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نظفوا الاماكن العامة والوزارات والشوارع العامة واعملوا الاسفلت من الحيطة للحيطة وبعد ذلك حاسبوا من يتسبب في الوسخ العام … واقلبوا الحكومة الوسخانة دي اولا … وبطلوا الفسفطة….

  2. حقيقة نحن شعب يحتاج الكثير لتعديل السلوك العام بداية من النظافة التي لايحس بها الا من تربي عليها وثانيا عدم احترام المواعيد ، يعني زول يقول ليك نتلاقا الساة 4 ويجيك 5 ولو ناقشتو يزعل منك وللاسف هناك الكثير من السلوكيات عندما تناقش طالب او طالبه يقول ليك ياخ م الناس كلها كدا، تخيلو ،، في اثيوبيا ورواندا من السلوكيات الملفته ان الناس تقف صفا في المحطات لانتظار المواصلات والاولوية في الصعود للمقاعد الخالية بالبص للذين حضرو المحطة اولا ، والكلام دا ما في بوليس بنظم الصفوف ،دا سلوك الشعب كدا،، في تونس والجزائر الزامي علي صاحب اي محال تجاري ان يقوم بعد اغلاق متجوه نهاية الدوام بنظافة واجهة مكانه حتي الشارع الذي يفتح عليه ، وحكاية مخلفات البنايات الضخمة الدول تفرض علي اي صاحب منزل درجة اولي عمل سراميك من امام منزله حتي محازات الطريق ، عشان كدا ما في حاجة اسمها غبار ،، تخيل في اي بلد تزوره انظف محال يلاقيك في البلد (حمام) في اي مكان حتي في الشارع العام الذي يستخدمه الالاف يوميا ولكن تحس لحظة دخولك انه لم يستخدم من قبل واعد لك خصيصا ،، نحن عايزين مائة عام حتي نصل سلوك المواطن العربي والافريقي المجاور لنا  

  3. 【أما بخصوص أسوأ المطارات فقد صنف مطار الخرطوم في السودان كأسوأ مطار في إفريقيا لعام 2015 متبوعا بمطارات كينشاسا في الكونجو طرابلس في ليبيا ودار السلام في تنزانيا ومطار لواندا في أنجولا. وعلى الصعيد الدولي جاء مطار الملك عبدالعزيز الدولي كثاني أسوأ مطار في العالم حسب الموقع المتخصص في تصنيف المطارات.】

    من المقال عن المطارات /قسم الاخبار / هذا العدد من الراكوبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..