ما بين البدائي والمتحضر

كيف نريد أن نقيم دولة مدنيه متحضرة وفي ذات الوقت لدينا مجتمع ذو بنيه مفككه وممارسات متخلفة ؟

قيام الدوله المتحضره او التى تريد أن تمتطي سُلم الإرتقاء بدايه تكون دوله قانون وتأمن حياه المواطنين ـ ليس دور الحكومة وحدها كفيل بتحقيق ذلك وإنما تضافر وتقاسم الجهود والأدوار بين السلطات والمجتمع نفسه ـ
فإذا كانت لدينا قبائل تمارس السياسه ولديها تكتلات ومقومات بشريه مستعده للمجابهات والتصدي وكذلك قد يمتلك بعضها قدر لا بأس منه من الأسلحة الفتاكه تستخدمها في تهديد المواطنين والقبائل المجاوره ومنهم من يمتهن السرقه وقطع الطرق وجرائم ترتكب ودماء تسفك تحت لواء القبيله التى تناصر وتستميت في الوقوف خلف أبناءها سواء كانوا على خطإٍ أو صواب ـ

فكيف يعقل أن تتبلور لدينا لبنة دولة سياده القانون والسلام المجتمعى في ظل هذا الإنفلات وإذدواج المعايير ؟

وكيف السبيل للإستقرار وإطمئنان الناس للقيام بأعمالهم التجارية وزراعتهم ورعي ماشيتهم في ظِل التهديد والخوف وعدم الإحساس بالأمان خشيه المسلحين والعصابات وممتهني القتل المأجورين ؟

وكيف نتعايش سلمياً متجاورين وفي كل يوم متوقع أن ينشأ إختلاف بين شخصين يجُر وراءه حرابة بين قبيلتين؟

وبأي منطق نريد مجتمعا واحدا متماسكا ينبذ الجهويه والقبليه ونحن مازلنا متمسكين كلٌ بجهويته أومتعنصر لقبيلته ؟

فإذا كانت هكذا خياراتنا فهذه سمات المجتمعات البدائية إذن وبالتالى يبرز التناقض الواضح ما بين المتطلبات العصرية والمنادين بها وبين واقعهم الفعلي المعاش!!

الإرتقاء يحتاج دوما للتغيير وقد أوردنا من قبل أن للقبيله دورها الرائد الحيوي في نطاقه الإجتماعي المحدود بلا مغالاه أو تفاخر أو تمايز أو مزايده في النفوذ فكلنا كما قال رسولنا محمد (ص) من آدم وآدم من تراب والناس سواسيه كأسنان المشِط ـ
ولذلك أرى من الأهمية بمكان تبنى هذه التوجهات الراميه إلى تعزيز الأمن والسلم المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد ومنها :

مجابهة أكبر مشكله تواجهنا وهي التعنصر القبلي

منع التسلح القبلي

منع ممارسه الانشطه السياسيه بإسم القبيله او أي قبائل مجتمعه ـ وكذلك التحريض او الدعوه للتكتل القبلي بخصوص امور سياسيه

سن قوانين وعقوبات رادعه للإعتداءات والتهجم او زرع الخوف عند المواطن او مجموعه من المواطنين تحت مسمي الكيان القبلي

أن يعتمد زعماء القبائل لدى السلطات المحليه ويتم التواصل بينهما في كل مستجدات تخص أمن المواطن والمجتمع

إلزام الافراد طلب الحمايه والشكوى للسلطه الامنيه بدلا من القبيله وعلى الزعماء او راس القبيله وكبارها أيضا توجيههم بذلك

أن تعتبر كل حادثه او مشكله ناشئه بين طرفين حاله مستقله ومنع إقحام القبيله وتدخلها فيها وتجاهل السلطات

منع وتجريم الثأر (شرعا وقانونا)

التأكيد على عدم العفو والسماح لمن إرتكب جرما وإن تم الصلح بعد ذلك بين الطرفين فالتصالح لا يعيد الارواح التى ذهقت
ضرورة قيام السلطات الأمنية بحملات لمصادرة السلاح من المواطنين ومنع الإتجار به أو إستعماله أو التهديد به وسن القوانين وتطبيق العقوبات الرادعه في هذا الشأن ـ
وبكل صراحه نريد الإعتماد على أبناء الوطن في الدوائر الأمنية في كل الاوقات وفي ظِل أي نظام كان فسلامه المواطنين هي أُولى الأولويات

والله الموفق والمستعان

خالد حسن

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..