“مجدي” و … الدولارات!

كان يوماً فريداً .. يوم ضم جميع قيادات الأحزاب من حكومة ومعارضة .. السودانيون ينسون خلافاتهم في المآتم والأفراح .. واليوم هو زواج ابن رجل الأعمال الكبير وتاجر “العُملة الشهير”.
وقف أبو العريس معتمراً عمامته المطرزة يستقبل المدعوين .. أبو العريس يوزع تحاياه بأريحية على الموجودين
الذين “شرَّفوه” بالحضور أو “شرَّفهم” بالدعوة .. لا يهم .. المهم أنهم موجودون.
أطلق المسؤول الكبير ضحكة ما لبثت أن غاصت في جوفه قبل أن تكمل دورتها .. أجهضها ذلك الفتى الذي أقحم نفسه إقحاماً وفرض نفسه فرضاً أمام ناظريه ..
حاصره وجه الفتى بابتسامته العريضة وعينيه اللامعتين ..

” حضرت من بريطانيا لتلقى العزاء في وفاة والدي .. وجدوا في خزانة والدي مبلغاً من الدولارات لم يتم توريثها لحين عودة إخوتي من المهاجر .. شنقوني .. جعلوا مني كبش فداء لتوجههم الحضاري .. قتلوا أمي قبل أن يقتلوني .. سحقوا قلب أمي .. طرقت أمي كل الأبواب .. لهثت وراء السراب .. لكنهم شنقوني وقتلوا أمي .. أمي تموت كل يوم يا قوم وأنتم تحتفلون ..
ماذا كان بوسعنا أن نفعل .. كنا في بداية الطريق نتحسس مواقع أقدامنا .. نمكِّن لتوجهنا الحضاري .. ثم إن الآية الكريمة تقول ” فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” .. يعني عمره انتهى لحدي كده..

وبعدين يا جماعة أمه ليست الثكلى الوحيدة .. هناك ضحايا حرب الجنوب ومجازر دارفور .. وضحايا معسكر العيلفون .. وشهداء مذبحة الثامن والعشرين من رمضان .. وشهداء هبة سبتمبر.. و .. كلهم لهم أمهات .. هذه ضريبة الوطن.. و..و كان لا بد أن ندفعها من اجل ترسيخ توجهنا الحضاري .. وحتى لو فشلنا – وقد فشلنا ? أو ليس لنا أجر المجتهد ؟
مع نهاية الجملة الأخيرة كانت صورة الفتى قد اختفت وابتلعها الفراغ.
الخادم يقدم للمسؤول طبق “البتي فور” .. يأخذ واحدة .. يتذوقها .. تذوب في فمه .. يواصل حديثه ? الذي انقطع- مع الجالس بجواره.

? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”.
? وقال صلى الله عليه وسلم عن يوم القيامة ” أول ما يقضى بين الناس في الدماء ”
? قال الإمام علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه “إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ”

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذه جريمة العصر واين تذهبون يوم تساق كل نفس معها سائق وشهيد اين تذهب يا عمر البشير ويا صلاح دولار وووووويا قاضى السفله اين تذهبون اين تذهبون

  2. البطل الشهيد “مجدى محجوب محمد أحمد” فى جنات الخلد ومع الصديقين والشهداءبأذن الله.
    لماذا قتلتم مجدى يا “عمر البشير”؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الشعب السودانى يريد أن يعرف لماذا أعدمتم الشهيد “مجدى محجوب محمد احمد”؟؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..