قوون تنتحر ببنات حواء

عبد الرحمن جبر

غمرتني سعادة كبيرة جداً فور سماعي لخبر شراء رجل الأعمال المعروف والرياضي المطبوع الأرباب صلاح أحمد إدريس لقناة قوون الفضائية المتوقفة عن البث ، بعد أن حاصرتها الديون المتلتلة من كل اتجاه، حتى رفعت شعار الانكسار بعد أن قصم ظهرها لامكانياتها الضعيفة، ومبلغ سعادتي نابع بأنني استبشرت خيراً بشراء الأرباب لها، فهو رجل صاحب فكر واسع ومتقدم، ونظرته بعيدة ومتفحصة للأشياء، بجانب أنه يمتلك المال الكافي لتسيير عمل القناة بمواصفات عالمية، ليحدث نقلة في عمل الفضائيات السودانية عموماً بكل هذه المعطيات، ولكن للأسف الشديد فالخطوة الأولى التي أقدمت عليها إدارة قناة قوون محبطة للحد البعيد، ولا أبالغ إن قلت إنها انتحرت مبكراً في سباق القنوات في شهر رمضان الكريم، من خلال شرائها لبرنامج (بنات حواء) من قناة هارموني الفضائية، التي بثته كاملاً في رمضان السابق، نعم هو برنامج مميز أبدع فيه صديقنا الأستاذ معتصم الجعيلي ومعده أمير أحمد السيد، وبعض المغنيات فيه بإخراجه بصورة رائعة تحسب لهارموني ولقائدها، ولكن السؤال المهم.. ماذا يعني بل ويفيد أن تعيد قناة قوون الوليدة من جديد هذا البرنامج على شاشتها، وماذا يستفيد المشاهدون من ذلك.. فإذا حقق أي نسبة نجاح – ولا أعتقد ذلك – فهو محسوب لهارموني وليس لهم.. فلماذا أقدمت إدارة قوون على هذه الخطوة المدمرة.. ومن أقنعهم بذلك.. وماهي مصلحتها من بث هذا البرنامج على شاشتها.. والأهم من كل ذلك هل جفت ينابيع الأفكار والخلق البرامجي في قوون، أم أنها لا تمتلك أي أفكار وتسعى للظهور فقط عبر الفضاء بدون رؤية مدروسة تحقق نجاحاً للفناة وتعلن فيه عن نفسها بقوة.. والظريف في الأمر أنني قرأت تصريحاً بائساً للفنانة حرم النور عند سؤالها عن جديدها في رمضان فردت بصورة تدعو للشفقة: جديدي هو إعادة برنامج «بنات حواء» بتاع العام السابق عبر قناة قوون – حاجة تكسف – فقد كان الأجدر بك أن تصمتي يا حرم النور بدلاً عن هذا الكلام والتصريح غير الواعي الذي تفوهتي به..

.. لا أود على الإطلاق تكسير مجاديف إدارة قناة قوون الجديدة، ولكن أتمنى أن تجلس مع نفسها قليلاً- إذا كانت تود أن تشكل إضافة للإعلام السوداني وتنافس رصيفاتها من القنوات عبر أفكار جديدة على المشاهد المحلي- أما إذا كانت تهدف لغير ذلك فنحن نأسف للحديث عنها، وكان الأجدر بنا أن نتحدث عن شيء آخر مفيد.. إنتبه يا أرباب فنحن نأمل فيك كثيراً.

٭ أغاني وأغاني

انقذت شركة زين للاتصالات برنامج (أغاني وأغاني) من الانهيار الإعلاني، بعد إنسحاب راعي البرنامج الأول طوال الأعوام السابقة شركة MTN للإتصالات، وتدخلت شركة زين في رعاية البرنامج- كما قالت إدارتها- من أجل روح الفقيد الفنان نادر خضر وتقديراً ووفاءاً له ولمسيرته العامرة بالعطاء، بمعنى أنه ليس حباً في عيون قناة النيل الأزرق، وهي مبادرة جميلة وطيبة من شركة زين رسمت بها لوحة رائعة للوفاء لنادر خضر حبيب الملايين، لذلك أتمنى أن تكمل إدارة قناة النيل الأزرق هذه اللوحة وتتبرع بجزء كبير من أموال هذه الرعاية لأسرة الفنان نادر خضر، ولا أبالغ أن اقترحت نصف مبلغ الرعاية، فحبيبو لا يقدر بمال وهذا أبسط ما تقدمه له القناة، بعد أن ساهم بصورة فاعلة في تثبيت وترسيخ هذا البرنامج لخمسة أعوام، وعلى القناة أن تجسد معاني الوفاء له مادياً وأدبياً، بدلاً من الترويج لدموع بعض المغنواتية عليه في الحلقات، فمن منهم يعرف نادر خضر، أو كان يحلم بالجلوس معه في مكان واحد ويغني معه.. دموع التماسيح عند البعض وحدها لا تكفي تكريماً لنادر خضر، ولا حتى حلقتين من زمن البرنامج، لأن الراحل قدم الكثير لكم حياً وميتاً، ففي حياته أنعش البرنامج، وفي وفاته انعش خزنة القناة بالإعلانات، وإذا لم تستجب إدارة القناة لذلك فلنا حديث آخر مطول.

وتصوموا وتفطروا على خير

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. يا جبر انت شمشارة بدرجة اكبر من رئيس مثل البشير…الناس لو جاءت وغنت حا تقول ما حزنوا ليه ولو بكوا و ولولوا تقول بنافقوا ..يعني عاوزهم اعملوا شنوا اقتلوا نفسهم واندفنوا بالحيا

  2. للأسف ياجبر اسمح لي اقول ليك فعلاً انت مثل البشير لاتجيد سوي العدائيات والاساءه للغير .. الدنيا رمضان ياخي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..