رحيل الترابى .. نفاق الوطنى و العشرة الكرام !

لم يظهر منهم الا نفر قليل ، ترى الدمع فى اعينهم و ما هو بدمع ، نظراتهم شاردة كمن فقد اباه فى ليلة حالكة الظلام ،هم اولئك الذين مهروا بتوقيعاتهم مذكرة العشرة التى مهدت للمفاصلة و اسست لها فكرآ ، وهم اولئك الذين ساندوا القصر ليلة المفاصلة و انسلوا واحدآ واحدآ،
حتى من أذن لهم الترابى بالذهاب إلى القصر حتى يكونو عينا لهم ، ذهبوا ولم يعودو ! أنتهت المفاصلة إلى حل المجلس الوطنى الذى كان يرأسه د. الترابى وتجميد منصب الامين العام فى حزب المؤتمر الوطنى ومنع الترابى من دخول البرلمان ولم يسمح له بدخول دار المؤتمر الوطنى ، لتظل تعقيدات المفاصلة المعلنة هى أهون من شرورها التى لم تعلن ، فحين تحجج القصر بأن تدخلات الترابى خلفت أزدواجية فى السلطة وطريقة أتخاذ القرار ، تمسك الترابى بأن الخلاف تمحور حول الحريات وأنتخاب ولاة الولايات وتجاوز الدستور ، حتى أولئك اللذين لم يكونو ضمن العشرة ولكنهم أعلنوا مساندتهم للمذكرة فى وقتها أتضح لاحقا أنهم كانوا خلفها حتى اللذين خرجوا من بعد ذلك من المؤتمر الوطنى باسماء مختلفة وأسباب لم يعودوا بذاكرتهم لتلك الأسام ، وتمضى الأيام ليكون بعض ممن وقعوا على مذكرة العشرة التى أطاحت بالترابى ، موقعين لمذكرات أخرى ، ومطالبات بالاصلاح وخروج سائحون وأنقلابيون وأصلاحيون وغاضبون ، تركزت المطالب الى أحتوت عليها مذكرة العشرة فى ( اصلاح مؤسسة لاشورى ، القطاع القيادى ، توحيد القيادة تكريس العمل المؤسسى ) ، فاين أنتم اليوم مما ناديتم به وكان سيفا قاطعا فى اتمام المفاصلة ، تلت ذلك مذكرة ( الألف) ، مذكرة د. غازى صلاح الدين أحد أبرز العشرة الكرام ، الذى لم يثير الأنتباه كثيرا أن كل أصحاب المذكرات التى أعقبت مذكرة العشرة خلقوا صلات ومقابلات مع الترابى ولكنهم لم يظهروا ندما أو يعترفوا بخطأ ، كثيرون تخارجوا من الوطن وكانت عينهم على المنشية ، الوطنى نفسه وبعد أن أوهن العظم منه لم يمنعه الكبرياء ولاقوة السلطة من مداهنة الشيخ وتزلفه ، لتاتى لحظة فارقة فى مسيرة الشعبى وفى غياب الترابى ، الأستاذ حامد ممتاز الامين السياسى للمؤتمر الوطنى ، قال ( تركنا وراءنا جراحاتنا ونزاعاتنا والصراع على السلطة ، فانقبل جميعا على الحوار والأستقرار ) ، ويعلن دخولهم فى برنامج ( المنظومة الخالفة )التى طرحها الترابى ، داعبا الى وحدة التيار الأسلامى وجميع ابناء السودان ، وأعتبر أنها تثبت ان ( الشيطان والعلمانية) خرجا من البلاد ،
كنت لارجو أن يتحلى اى من اللذين خالفوا الترابى بالجاعة الكافية ليعلن فيما كان الأختلاف ، سؤلنا للسيد حامد ممتاز ، هل ( النظام الخالف ) هو ( المنظومة الخالفة) ؟ وبما أن لا أحد قد أطلع على فحوى أى منها ، فهل يتكرم السيد حامد ممتاز باعلان ماوافق عليه ؟
يا وداعة هولاء السفلة عبارة عن عصابة تجمعت حول المناصب ومواقع الصفقات والمؤامرات وبما ان كل ذلك بيد الرقاص فهم كالذى يصلى خلف على وياكل دسم معاوية فكان همهم الاول الايناصبوا الشيخ العداء جهارا نهارا وقد قالها الترابى بكل وضوح فى لقاء تلفزيونى ان هنالك بعض الاسلاميين جيوبهم مع القصر وقلوبهم مع المنشية وقد صدق الرجل ولعن الله عبدة الدرهم والدينار سماسرة السياسة وتجار الدين الارزقية الانتهازيين مصنع ومرتع الاوساخ والاقذار والان مضى الترابى الى ربه فسنسمع بالبطولات والمواقف الصلبة من بعض الجبناء الذين كانوا يخشون من الترابى اكثر من خشيتهم لله خالق الترابى وحسبنا الله ونعم الوكيل من الانجاس ونعوذ بالله من النفاق ومساوىء الاخلاق
ساق التُرابي حُجة لا ديمقراطية إختيار الولاة كسبب للمفاصلة، ولكنه عاد للحوار في الوقت الذي عُدل فيه الدستور ليمنح البشير حق تعيين الولاة حصرياً، وعدم خضوعه لمٌساءلة المحكمة الدستورية العُليا؟؟
شفتو التناقضات والنفاق كيف؟!
كاريكاتير ود دفع الله المنشور اليوم، أبلغ توصيف للراحل، ولناس المؤتمرين.
رحمه الله بقدر ما قدم لوطنه من خراب ودمار وهلاك وقتل واغتصاب من اجل
طموحاته الشخصية
“تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يفقهون”
“تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يفقهون”