{ كلية الخرطوم الجامعية 1954-1956 (الحلقة الثالثة)

فى كلية الآداب وبين اساتذة كرام ورفاق درب اخيارقضيت اربع سنوات كانت من ازهى ماسعدت به من عيش ودراسة فى اى من مراحل تعليمى على مر الزمان .. كانت الحياة الاجتماعية والمناخ التعليمى الحروالانفتاح على الدنيا اساسا متينا للتفاعل مع ما ظللنا نتلقاه عن اساتذتنا الكبارعبرتلك السنوات من علومهم الدفاقة النافعة وبارشادهم وبفضل توجيهاتهم ما اعاننا على تفتح آفاقنا واستخدام عقولنا قبل القبول والتسليم بما تلقيناه منهم.كلية الآداب- شانها شأن رفيقاتها الكليات الست ألآخرى ? كانت بوتقة انصهرت فيها عادات وتقاليد وثقافات اهل السودان ممثلة فيما جاء يحمله ابناؤه من مختلف اقاليمه وامصاره وبواديه من قيم ومثل لتتمازج وتنصهرفى مدينة الخرطوم ? حاضرةالبلاد ? التى كانت فى ذلك الزمان الغابر تفيض بكل ما هومتقدم وحضارى متجدد..اذ كانت فى نظرزوارها من خارج البلاد من اجمل العواصم العربية والافريقية ان لم تكن اكثرها رقيّا واجملها وانظفها على الاطلاق.فلاغروان كانت كلية الخرطوم الجامعية ? جامعة الخرطوم لاحقا ? التى اقيمت مبانيها فى ارقى احياء المدينة واجملهاعلى شاطىء النيل الازرق الهادىء الجميل موقعا- مما يعين الدارسين فيها وبما وفره لهم القائمون على امرها من سبل الراحة وكل اسباب الانفتاح والاقبال على الدرس والتحصيل والانطلاق فى آفاق العلم والمعرفة مما انعكس على ادائهم وتفوقهم فى كل اتجاه..علمى كان اوادبى.. نال اقد ارا وفيرة من اشادات واعجاب الاساتذة الزائرين اوممن التقى بهم خريجوها فى جامعات العالم الفسيح عند ابتعاثهم فى الخارج ..فكان لجامعة الخرطوم اسم ومكانة مرموقة بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالى فى العالم الأمرالذى جذب اليها انظارالعلماء والمتخصصين فى مخلف العلوم والمعارف وجعلها قبلة للاساتذة من كل اصقاع العلم بما توفر فيها من حرية وانفتاح وقابلية لتلاقح الافكارلتزداد جامعة الخرطوم القا على الق وابداعا انسانيا وحضاريا على مر السنين. حظيت كلية الآداب بنتاج ذلك التنوع والانصهاربفضل من عمل فيها من اساتذة كبارجاؤوها من كل فج عميق..قدموا لطلابها عصارة افكارهم وما حملوه من خلفياتهم الثقافية المتعددة من كل نوع وجنس فضلا عما استقوه من بطون الكتب من مختلف العلوم الادبية من لغات وتاريخ واحوال امصاروحياة اهليها زرّاعا وصناعا اوغيرذلك من الحرف والاعمال..فاثروا تجربتنا فازدادت مداركنا انفتاحا وازدانت حياتنا تقدما والقا فانطلق خريجوجامعة الخرطوم فى الآفاق يبدعون فى كل مرفق واتجاه ويمثلون آمالا عراضا لأهل السودان فى مستقبل باه ومشرق لسودان جديد..ولكن اكيد لسان حال الاغلبية من خريجى جامعة الخرطوم اللى كانت تكنى بالجميلة ومستحيلة -ممن طالت بهم ألآجال ولكن لم تصدق عندهم الآمال- يرددون اليوم(يا حسرة)” ما كنا نحسب ان يمتد بنا زماننا حتى نرى جامعة الخرطوم (ام الجامعات) ذات التاريخ العريق والسمعة العالية الرفيعة (التى كانت) قد فقدت شموخا كان يلفها ومكانة عالية كانت تحتلها بفضل تميزقدامى اساتذتها ونظم ادارتها ومن تعاقبواعلى تولوا امورها على كل المستويات الى جانب احساس طلابها بعظم المسؤوليات الملقاة على عواتقهم وما كان ينتظره اهل السودان منهم لتحقيقه من نماء وتقدم وازدهارتتقدمهم قيادات اتحادهم العظيم الذى حمل مشاعل الريادة عبرالسنين ..ولكن يصيب جميعنا الذهول و”الذبول” لما آل اليه حال قاعات محاضراتها ومعاملها ومنتديات انشطتها الاجتماعية والرياضية والترفيهية التى اضحت مرتعا لنفرمن طلابها ..من صبية يحملون اسلحة الاقتتال بدلا من الكتب والدفاتروالمراجع وسعة العقول والآفاق لتقبل ارأء بعضهم البعض يضربون المثل الاعلى لمجتمع اهل السودان العريض كما كان داب طلابها فى سوابق الازمان وسوالف الدهوروكم يعزعلى كل من شهد امجادها ان يرى ذهاب ريحها وتدنى سمعتها الى الدرك الاسفل فى قائمة الجامعات العالمية التى كانت يوما ما هى فى صدارتها. ليه؟ هل من اجل تنزيل شعار” اعادة صياغة الانسان السودانى” الى ارض الواقع؟

*وعودا على بدء من تذكارلماض كانت ايامه بكل المقاييس وافرة الاشراق لكلية الآداب فقد اشتمل المنهاج الدراسى فيها على دراسة اللغتين الانجليزية والعربية (لغة وادبا.. شعرا ونثرا) اجباريا فقط فى السنة الاولى ولكن كان للمنتقلين للدراسة فيما يستقبل من سنوات الخيارفى مواصلة دراسة احدى اللغتين? الانجليزية اوالعربية-اجباربا)جنبا الى جنب مع اختيارمادتين من بين مواد التاريخ والجغرافيا وعلم الاقتصاد(الذى كان مادة قائمة بذاتها من بين المواد الدراسية فى كلية الآداب قبل انشاء كلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية فى يوليو 1956..كلية كاملة الدسم تقف على ارض صلبة واساس متين- شامخة من يومها الاول – مثلها مثل الكليات ألآخرى سابقة الانشاء) توافر على تدريس ذلك المنهج الثلاثى المواد نفرمن الاساتذة من مختلف النِحًل والمِلل..اضفى كل منهم من خبراته وتجاربه الوفيرما جعل لكل مادة نكهة خاصة بها جذبت بعض طلاب الكلية وهم يتدافعون لحضوربعض حلقات درس محاضريها وان لم تكن من بين مختاراتهم من المواد الواجب عليهم دراستها للحصول على شهادات تخرجهم بموجبها فى خانمة المطاف.

وحيث كانت دراسة الشعرالقديم باكورة لبرنامج دراستنا اللغة العربية فى ذلك اليوم الاول من العام الدراسى (بعد لقائنا بالعميد ? المستر ثيوبولد-وانتقالنا فى مجموعات اربع للقاء اساتذة اللغة الانجليزية من بعد)انطلق جمعنا نحن “البرالمة” الى “رووم (1) وهى التى كانت اكبرقاعات المحاضرات فى كلية الآداب قبل انشاء مبنى كلية ألآداب الجديد حيث لا تزال القاعة الكبرى (روم 102) تقف شامخة فى بدايته تليها غرفة المحاضرات الاصغر حجما(رقم 105) غربى مكتب العميد ومكاتب”الديوان والقلم- سكرتارية الكلية”على الطابق الارضى ومن بعدها تتناثرمكاتب الاساتذة وحجرات السمينارات على طابقى المبنى. وظلت ملامح منهاج مادة اللغة لعربية تتضح لنا كل حين.. فقد اشتملت على الكثيرمما سيأتى تذكاره بعد حين من منظوم ومنثورقديما وحديثا كما كانت دراسة آيات الله البينات جزءا من مادة اللغة العربية.. تلقينا من بينها دراسة تفصيلية لسورتى الرعد و الكهف تفسيرا وتحليلا على يدى الدكتورعبدالله الطيب والدكتور عبدالمجيد عابدين. و قبل انقضاء ساعات الدوام عند الثانية بعد الظهر كنا على موعد للقاء مع واحد من الاساتذة الافذاذ سمعنا عنه الكثير ممن سبقونا بالجلوس الى حلقات درسه مطنبين ومثنين عليه مما جعلنا نستعجل الساعات للقائه .. ذلكم هو الدكتور احسان عباس. فالى لقائنا ألأول به.
الدكتور احسان عباس *كان ذلك اول لقاء جمع بيننا عند الواحدة من ظهيرة ذلك اليوم فى “رووم (1) مع الدكتوراحسان عباس رشيد عبدالقادر(الفلسطينى الجنسية).. من مواليد عام 1920.كان الى قصرالقامة اقرب فى تماسك بدنى بائن وانفراج اساريرى بعيد المدى يلوح على وجهه .حصل على درجة بكالوريوس الآداب فى عام 1948والماجستيرعام 1950ثم الدكتوراه من جامعة القاهرة عام1954 بعد دراسته مراحل التعليم العام فى موطنه. ظل يواصل عمله فى كلية الخرطوم الجامعة التى اصبحت”جامعة الخرطوم”- زهاءعشرسنوات من1951الى 1961 حينما غادرها”مُتَبَروِتا” الى الجامعة الامريكية ومنها الى جامعة برينستون فى امريكا استاذا زائرا عام 1975ومنها الى الجامعة الاردنية باحثا ومنقّبا وكاتبا وموثقا ومحققا ومؤرخا من عام 1986 الى1994-.اشتغل بالتأليف والترجمة وتحقيق العديد من الكتب وله من الدراسات الادبية والتاريخية الكثير..ارّخ للشريف الرضى ولأبى حيّان التوحيدى وللشعر العربى فى بلدان المهجر الامريكى وللادب الاندلسى وكتب عن فن الشعر.. توفى فى عمّان حاضرة المملكة الاردنية الهاشمية فى الاول من اغسطس عام 2003 عن عمر ناهز الثالثة والثمانين..
* .اعتلى الدكتوراحسان المنصة فى خطوات وئيدة. جاءتنا نبرات صوته هادئة تحيينا وترحب بجمعنا و من ثم بدا يسائلنا مستكشفا مدى علمنا بالشعرالجاهلى وبالمعلقات على وجه الخصوص ولما ادرك من علوكعب الكثيرين منّا معرفة بها انطلق حديثه عن بعضها وعن ناظمى قصائدها الذين حسبما ما علمنا فى سوابق السنين من كان اشهرههم واعلاهم صيتا – امرؤالقيس الكندى وقصيدته الخالدة ذات المطلع” قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل00 بسقط اللوى بين الدخول فحومل” التى اشتملت على الوفيرمن الصوروالاخيلة فى وصف الليل.. “وليل كموج البحرارخى سدوله 00 علىّ بانواع الهموم ليبتلى” ..”فقلت له لما تمطى بصلبه00 واردف اعجازا وناء بكلكل”.. “الآ ايها الليل الطويل الا انجلى00 بصبح وما الاصباح منك بامثل”.. وما جاء فيها من وصف لفرسه”مكرّ مفر مقبل مدبرمعا 00 كجلمود صخر حطه السيل من عل”.. وصف ليلة قضاها داخل خدرعنيزة على ظهر بعيرها بقوله “ويوم دخلت الخدرخدرعنيزة00فقالت لك الويلات انك مرجلى” ..”فقلت لها سيرى وارخى زمامه00 ولا تبعدينى من جناك المعلل”. وواصل الاستاذ مستعرضا نماذج اخرى من منظوم شعراء الجاهلية مما نظم طرفة بن العبد ذات المطلع “لخولة اطلال ببرقة ثهمد 00 تلوح كباقى الوشم فى ظاهر اليد” التى حفلت بقدرمن الحكم والاقوال الماثورة كقوله “ستبدى لك الايام ما كنت جاهلا00 وياتيك بالاخبار من لم تزوّد”..” وظلم ذوى القربى اشد مضاضة 00على المرء من وقع الحسام المهنّد.”
* ومن بعد احاديث شائقة عن طرفة وعنترة بن شداد وزهيربن ابى سلمى واصل الاستاذ حديثه عن الاعشى فى اطارمعلقته ذات المطلع “الم تغتمض عيناك ليلة ارمدا00 وبتّ كما بات السليم المسهّدا” التى جاء فيها تذكار راحلته – التى كان يؤمل ان تصل به الى ديار بنى هاشم ليعتنق الاسلام على يدي الرسول الكريم – بقوله”ألا ايها السائلى اين يممت00 فان لها فى اهل يثرب موعدا”..”فآليت الآ ارثى لها من كلالة00 ولا من حفى حتى تلاقى محمدا”..” متى ما تناخ عند باب ابن هاشم00 تريح وتلقي من فواصله يدا”..واستطرد قائلا “نبى يرى ما لا ترون وذكره00 اغارلعمرى فى البلاد وانجدا”..” وذا النصب المنصوب لا تنسّكنّه 00 ولا تعبد الاوثان والله فاعبدا”. ولكنه لم يلق الرسول الكريم اذ دُقّ عنقه ومات فى الطريق لما عثرت بغلته ووقع على زمكّه فانكسر. .وكانت قصيدته ذات المطلع”ودّع هريرة ان الركب مرتحل00 وهل تطيق وداعا ايها الرجل”هى من كان علينا دراستها بالتفصيل والنقد. تناولها الاستاذ تحليلاوتبيانا لما جاء فيها من صوربديعة وتشبيهات بلاغية وكلمات لم تخلو من غرابة عند وقعها على مسامع من يستمع اليها اول مرّة كقوله”وقد اغدو الى الحانوت يتبعنى00 شاومِشلُ شَلول شُلشُل شوِل”.وتذكاره جمال نساء ذلك الزمان بقوله”هركولة فنق درم مرافقها00كأن اخمصها بالشوك منتعل ” ..”كان مشيتها من بيت جارتها00 مرالسحاب لاريث ولا عجل”. ويواصل وصفه لرائحتها” اذا تقوم يضوع المسك اصورة00 والزنبق الورد من اردانها شمل..” ويتنقل الشاعرمن موضوع الى آخر فيحدث عن شجاعة قومه متحديا..”ابلغ يزيد بنى شيبان مألكة00 ابا ثبيت اما تنفك تأتكل”..”سائل بنى اسد عنّا فقد علموا00 ان سوف يأتيك منانبائنا شَكَلُ”..”واسأل قُشَيرا وعبدالله كلهم00 واسأل ربيعةعنّ كيف نفتعل..” قالوا الركوب قلنا تلك عادتنا00 او تنزلوا فأنّا معشر نُزُلُ.
*وظل الدكتور احسان يواصل احاديثه الشائقة عن الشعروشعرائه ا عبر الزمان الى ان توقف بنا طويلا عند شاعر الحب والهيام .. عمربن ابى ربيعة.. الشاب(الدون جوان)الذى عاش طوال حياته ناذرا نفسه متغزلا بالنساء خاصة فى موسم الحج الذى تمنى ان لو يكون الحج طوال العام فى قوله” ليت ذا الدهركان حتما علينا00 كل يومين حجة واعتمارا”.وهو من كان يصف نفسه بانه هو معشوق “ذوات الثدى” اللاتى يتهافتن عليه ويقعن فى” دباديبومن اول نظرة”. حدثنا طويلا عن مغامراته التى لم يكن يفلت من مغبّة واحدة منها ألا وتهفو نفسه الى اخرى.. مركزا على قصيدته ذات المطلع” امن آل نعم انت غاد فمبكر00 غداة غد ام رائح فمهجّر” التى ورد من بين ابياتها قوله “أذا زرت نعما لم يزل ذو قرابة00 لها كلما لاقيتها يتنمّر” .. ويذكرليلة ذى دوران التى كاد واوشك فيها ان يلقى حتفه عندما كاد ان ينكشف امره وهوداخل احد الاحياء ولكنه تمكن من الهرب بحسن تصرف محبوبته بمساعدة اثنتين من صويحباتها اللاتى البسته احداهن عباءة لها ووضعت الاخرى خمارا على راسه وخرجن به يتوسطهن بعيدا عن الحى فانشد يقول” فلما اجزن ساحة الحى قلن لى 00اما تتقى الاعداء والليل مقمر”.”وقلن اهذا دأبك الدهرسادرا00 اما تستحى اوترعوى او تفكر” ..”اذا جئت ثانية فامنح طرفك غيرنا 00 لكى يحسبوا ان الهوى حيث تنظر”.. ومما ود عنه من اشعار فى ذلك المنحى قوله” قالت الكبرى اتعرفن الفتى؟00 قالت الوسطى نعم هذا عمر”..”وقالت الصغرى وقد تيمتها 00 قد عرفناه وهل يخفى القمر”.
والتقينا بالدكتوراحسان فى دراسة ضرب آخرمن ضروب الشعركان طابعه الحزن والاسى متمثلا فى قصيدة ابن الرومى فى رثاء اوسط صبيته وهى التى فى مطلعها يخاطب عينيه بقوله “بكاؤكما يشفى وان كان لا يجدى00 فجودا فقد اودى نظيركما عندى”..”الا قاتل الله المنايا ورميها00 من القوم حبات القلوب على عمد” .. وقد عاب عليه بعض النقاد قوله فى واحد من ابياتها”وما سرنى ان بعته بثوابه 00 ولو انه التخليد فى جنة الخلد” لما قد ينطوى داخل كلمات البيت شىء من التمرّد والخروج عن التسليم بقضاء الله وقدره.. وطاف بنا الاستاذ الى قصائد الهجاء عند ابن الرومى حينما هجا الشاعر البحترى بقوله عنه” فالبحترى ذَنوب الوجه تعرفه00 وما راينا ذَنوب وجه بذى ادب” كما هجا احدهم اعاد اليه مدحا ولم يجزه عليه “رددت الى مدحى بعد مطل00 وقد دنّست ملبسه الجديدا”.. “وقلت امدح به غيرى00 فمن ذا يقبل المدح الرديدا”..”فما للحى فى اكفان ميت 00 لبوسا بعدما امتلآت صديدا”..وهجا عددا من اصحاب اللحى كان من اشهر اقواله فى هذا المنحى”ان تطل عندك لحية اوتعرُض00 فالمخالى معروفة عند الحمير”..” فقد علّقت فى عذاريك مخلاة 00هل هى خالية من الشعير”..” قصّرها فحسبك منها نصف00 شبرعلامة للتذكير” ..” لو رآها النبى الكريم لأجرى00 فى لحى الناس جميعا سنة التقصير”.. وكان لأبن الرومى قدرة على الوصف حينما وصف رجلا محدودب الظهر”قصرت اخادعه وغاب قذاله00فكانه متربص ان يُصفعا” ..”وكانما صُفعت قفاه مرّة00 واحس ثانية لها فتجمّعا” .. كما هجا احد البخلاء يدعى عيسى” يقتّر عيسى على نفسه وليس00 بباق ماله ولا خالد”..”ولو يستطيع لتقتيره00 لتنفس من منخر واحد”.
ووكان لنا مع الدكتوراحسان لقاء فى فصل دراسى واحد من عام آخر يحدثنا عن شىء من قواعد اللغة العربية عبرمقاطع من الفية ابن مالك.. بطبيعة الحال لم يستقر فى عقولنا منها الآ النذرالقليل بقدر ماكان يمكنّنا من الاجابة على اسئلة متوقعة فى ورقة الامتحان.من خلال تلك الفترة القصيرة بين ما تلقيناه من ابيات الالفية :تعرّفنا على عدم جوازابتداء الكلام ان كان اسما لمبتدأ وهو نكرة (غيرمعرّف بالالف واللام او بالاضافة) كما جاء فى متن الالفية “ولا يجوزالابتداء بالنكرة00 ما لم تفد كعند زيد نمِره”..كما عرفنا عن “نِعم وبِئس” مما جاء بين ابيات الالفية انهما “فعلان غير منصرفين00 نِعم وبِئس رافعان اسمين”.. وواصل الدكتور احسان متنقلا بنا من باب الى آخر طائفا بنا على”احكام عسى” وافعال المقاربة والرجاء والشروع.. من امثال “كاد واوشك واخلولق”الى غير ذلك من قواعد اللغة العربية الاخرى التى كنا قد اجدنا معرفة الوفيرمنها فى سوابق السنين عبر كتاب “النحو الواضح على يدى معلمينا الاخيار.. رحمة الله عليهم اجمعين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في كلية آداب جامعة الخرطوم كان منهج اللغة العربية متكلسا مصبوغة بشخصية د. عبد الله الطيب .. فكان يدرس الفية بن مالك بطريقة متخلفة في اربع سنوات وفيها ما فيها مما تجازه العصر واللغة نفسها.. وكانوا يدرسون تاريخ الادب العربي وكان برأي لاقيمة له. وكان يدرس الادب العربي في جميع عصوره الا العصر الحديث والمدارس الشعرية الحديثة، وكان برأي لاقيمة هذا الادب البت ماذا يفيد السوداني شعر امرؤ القيس اذا ركب والنابغة اذا طرب!!؟ من المقرر ايضا الإدب الاندلس.. ثم مرة يدرسون كتاب المفضليات للمفضل الضبي وذلك طبعا باصرار من الشيخ عبد الله الطيب. ومرة خامسة يدرسون العرووض؟ باله عليكم ما يفيدنا عروض الشعر العربي فضلا عن الادب العربي نفسه. وفي منهج اللغة العربية كانوا يدرسون القرآن نزوله وجمعه وشيء من القراءات والتجويد والتفسير كذلك الحديث الشريف جمعه وتدوينه ومنهج الكتب الصحاح .. وكما ترى ان كل ذا لا علاقة له باللغة .. وكل ذا تدرس بطرق متخلفة .. وتصوروا اني وجدت مذكرة لطالب في كلية الاداب في التسعينات فإذا ذات المقرر من القرآن والحديث وإذا د.الحبر نور الدائم يدرس من ذات المذكرات في القرآن والحديث الذي كان يحاضر منها في السبيعات لم يغير شء!!؟ وكان من المقرر المسرح والياذة هوميروس تخيل!!؟ باختصار كان المنهج موخلا في الماضي ليس له علاقة بواقعنا المعاش المعاصر .. ورغم ذلك مثلا كان يفترض ان يدرس تاريخ اللغة العربية وشي من علم اللغة العربية ويدرس النقد النقد والنقد المقارن والادب المقارن وكان يفترص تدريس الادب المعاصر والمدارس الادبية المعاصرة وكان يجب تدريس الادب السوداني تاريخه ونِشأته وتطوره وكان مفترضا تدريس أدب المدائح السودانية وتدريس الشعر الغنائي السوداني .. في تصوري ان المام الطالب السوداني بهذا الجانب اهم من اكثر مما يحشى به ادمغة الطلاب في كلية أداب جامعة الخرطوم التي لا تريد أن تخرج وتفارق جبة شيخ عبد الطيب. يجب مراجعة ما تدرس في هذه الجامعة ليس في كلية الاداب جامعة الخرطوم بل كل الجامعات .. اذكر كان لا توجد جهة تعمل على تحديث المقررات ومراجهتها وكذلك انعاش عقليات الاساتذه العاملين فيها لم يكن لهم اي انتاج فكري ولا مشاركات في ندوات خارجية فضلا ان الجامعة لم يكن لا اي نشاط اجتماعي نهضوي ولا قتام فيها ندوات وماضرات ودراسات ودعوات عالمية .. جامعة الخرطوم كانت ولا زالت مثلها مثل اي مدرسة توزع الجدول على المدرسين ويدرس المدرسون ذات الكتاب والمنهج ويقدون الامتحانات ويوزعون الشهادات وكفى الله المؤمنين القتال!؟؟ هذه جامعات رجعية

  2. في كلية آداب جامعة الخرطوم كان منهج اللغة العربية متكلسا مصبوغة بشخصية د. عبد الله الطيب .. فكان يدرس الفية بن مالك بطريقة متخلفة في اربع سنوات وفيها ما فيها مما تجازه العصر واللغة نفسها.. وكانوا يدرسون تاريخ الادب العربي وكان برأي لاقيمة له. وكان يدرس الادب العربي في جميع عصوره الا العصر الحديث والمدارس الشعرية الحديثة، وكان برأي لاقيمة هذا الادب البت ماذا يفيد السوداني شعر امرؤ القيس اذا ركب والنابغة اذا طرب!!؟ من المقرر ايضا الإدب الاندلس.. ثم مرة يدرسون كتاب المفضليات للمفضل الضبي وذلك طبعا باصرار من الشيخ عبد الله الطيب. ومرة خامسة يدرسون العرووض؟ باله عليكم ما يفيدنا عروض الشعر العربي فضلا عن الادب العربي نفسه. وفي منهج اللغة العربية كانوا يدرسون القرآن نزوله وجمعه وشيء من القراءات والتجويد والتفسير كذلك الحديث الشريف جمعه وتدوينه ومنهج الكتب الصحاح .. وكما ترى ان كل ذا لا علاقة له باللغة .. وكل ذا تدرس بطرق متخلفة .. وتصوروا اني وجدت مذكرة لطالب في كلية الاداب في التسعينات فإذا ذات المقرر من القرآن والحديث وإذا د.الحبر نور الدائم يدرس من ذات المذكرات في القرآن والحديث الذي كان يحاضر منها في السبيعات لم يغير شء!!؟ وكان من المقرر المسرح والياذة هوميروس تخيل!!؟ باختصار كان المنهج موخلا في الماضي ليس له علاقة بواقعنا المعاش المعاصر .. ورغم ذلك مثلا كان يفترض ان يدرس تاريخ اللغة العربية وشي من علم اللغة العربية ويدرس النقد النقد والنقد المقارن والادب المقارن وكان يفترص تدريس الادب المعاصر والمدارس الادبية المعاصرة وكان يجب تدريس الادب السوداني تاريخه ونِشأته وتطوره وكان مفترضا تدريس أدب المدائح السودانية وتدريس الشعر الغنائي السوداني .. في تصوري ان المام الطالب السوداني بهذا الجانب اهم من اكثر مما يحشى به ادمغة الطلاب في كلية أداب جامعة الخرطوم التي لا تريد أن تخرج وتفارق جبة شيخ عبد الطيب. يجب مراجعة ما تدرس في هذه الجامعة ليس في كلية الاداب جامعة الخرطوم بل كل الجامعات .. اذكر كان لا توجد جهة تعمل على تحديث المقررات ومراجهتها وكذلك انعاش عقليات الاساتذه العاملين فيها لم يكن لهم اي انتاج فكري ولا مشاركات في ندوات خارجية فضلا ان الجامعة لم يكن لا اي نشاط اجتماعي نهضوي ولا قتام فيها ندوات وماضرات ودراسات ودعوات عالمية .. جامعة الخرطوم كانت ولا زالت مثلها مثل اي مدرسة توزع الجدول على المدرسين ويدرس المدرسون ذات الكتاب والمنهج ويقدون الامتحانات ويوزعون الشهادات وكفى الله المؤمنين القتال!؟؟ هذه جامعات رجعية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..