رحل الشيخ حسن الترابي بين سقوط المدعيين وخلافة المتفيقهين 1963ـ 216م (4)

0 الشيخ حسن المفكر المجدد ولد الأسرة حمد النحلان طالب العلم العام في حنتوب وجامعة الخرطوم والمهاجر للعلم المتخصص إلى قارة أوروبا في لندن والسربون ثم عاد عميداً لكلية الشريعة والقانون في السودان ثم انضوى إلى الحركة الإسلامية عاملاً في مجال الدعوة والحركة السياسية الوطنية وهو من أبرز المشاركين في تفجير ثورة أكتوبر عام 1964م منذ ذلك التاريخ ساهم بكل قواه الفكرية وطاقاته الجسدية في تطوير مسارات ومراحيل أسلمة العمل الوطني بل ساهم وشارك بمنطلقات واتجاهات الحركة الإسلامية السودانية التي كانت تلوذ بين الاعتماد على الذات أوالتبعية للخارج أوالاتكال على الطائفية المستعلية على المواطن السوداني بشرف العرق والدين. فمن مسيرة طاقات التأسيس والبناء بالصفوة والنخبوة كان الاستقلال والحرية.
فبين عام 64ـ 1969م ولد الصراع الحقيقي في داخل حركة الإخوان المسلمين في السودان بين أهل الانفتاح والانضباط التنظيمي والاستقلال والاعتماد على الذات وبين أهل الصفوة والانتقاء والنخبة والتبعية إلى الخارج ( أهل التربية والتدرج، جماعة الانفتاح والاستقطاب الشعبي) وعلاوة على هذا الاختلاف كان قيام جبهة الدستور الإسلامي عام 1955ـ 1964م مظلة العمل السياسي الإسلامي التي ضمت الإخوان وحركة التحرير الإسلامي والتبشير الإسلامي وجماعات من انصار السنة والأنصار وهي التي بلورت أطوار أعمالها إلى مرحلة تكوين جبهة الميثاق الإسلامي عام ـ 1964ـ 1985م وهي كذلك ضمت العديد من التيارات الإسلامية المختلفة كالتجانية المجاذيب والبدريون وبعضاً من أنصار السنة المحمدية ومن هنا بدأت عبقرية الشيخ حسن العلمية والفكرية في مجال القيادة والتنظيم والتعبئة والاستقطاب وإنشاء المؤسسات والمنظمات والاستيعاب في الكيانات المختلفة فلمع نجمه الفكري وتجديده العلمي.
وكانت أول مشاركة وطنية بالعمل السياسي الواعي واليقظ باسم جبهة القوى الحديثة والتي عقد ميثاق عملها بين حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي وحزب سانو، وهذه مرحلة الانتقال للإخوان المسلمين من النظر إلى العمل الوطني العام بالتعاون مع الهيئات والأحزاب والفئات الوطنية المؤمنة بالحل الإسلامي والوفاث الوطني في بعض القضايا وسيادة المجتمع بصبغة القيم الإسلامية. وقام هذا العمل المشترك في مواجهة الختمية رعاية الاحزاب الاتحادية وربيبها الحزب الشيوعي الذين قادوا حملة لاغتيال الدكتور الشاب حسن الترابي بعنوان: الطفل الملتحي الذي يحمل فاساً يريد أن يحطم بها كل شيء” أي يحاول قطع كل أشجار الغابة الكثيفة وهي الطائفية التي تمكنت في الشعب بالاستعلاء والاستخفاف والشيوعية التي تجذرة فيه بالتنظيم والفكر الاشتراكي.
ولكن بصمود الشاب الواعي عقلياً ولحكمته في العمل العام كان الخلاص للعمل متفرغاً للدعوة في وسط المجتمع السوداني العام ليجاهد بالقرآن لحل المشكلات والقضايا السودانية أولها قضية الجنوب الدستورية فتحقق النصر والتمكين في مواجهة تيار اليسار الذي يقوده الشيوعيين على مستوى العالم الأفريقي من مركزه في الخرطوم.
الترابي يأسس المشروعات بما يعرف وبما يطمح:
وفي هذا المسار قابل الخصوم قبل الأصدقاء والأعداء قبل المحبين، فكانت من ثمرات الشيخ حسن العالم العلامة
1. تجديد الفكر الإسلامي في مجال الدعوة وتطوير العمل على ضؤ الكتاب والسنة، وأن يكون العمل الإسلامي سوداني الموطن والعمل بالمنهج الإسلامي واستقلال القرار الحركي ويظل التنسيق والتعاون هو العضد الصادق بين المسلمين في كل بقاع المعمروة.
2. تجديد أصول الفقه الإسلامي. في دائرة الضؤين المحكمين نصاً وتجاوزاً للعقل وضعاً وواقعاً يعني ذلك اضافة البعد الشعبي في العمل الإسلامي على شاكلة أحوال وأوضاع المسلمين المعاصرين بجانب الاستقطاب العام والاستيعاب الخاص في الكيانات وسقي الوارد الجديد بقيم الإسلامي كماً وكيفاً.
3. المرأة بين الدين وتقاليد المجتمع. أي تحرير المراة من قيود الفحولة الضابطة ووصايا حمل أمانة الذكورية الخانقة وتقليدها مسؤولية شرف الأسرة الثقيلة. فكانت مشاركت المراة في الحياة العامة في مناهل العلم والقضاء وفي ذلك تقواها العلم والمعرفة بمظاهر المجتمع الحجاب وأداء الطقوس المنهية عن المنكر.
وخلال هذه المنطلقات الفكرية والاتجاهات التجديدية في مسارات ومراحيل العمل الاسلامي بالهدف الاصلاح الشامل في المجتمع والسياسية والاقتصاد والأمن والثقافة والفكر باستقلال القرار والمنهاج واتخاذ العمل بالبعد الشعبي فكان تأسيس جبهة الميثاق ثم اتخاذ المنهج العلمي والمرشد الحركي في العمل الاسلامي التنظيمي.
وفي ذات المرحلة أسست الخطط المحكمة للبنات الاعلامي الحركي المستقل في الداخل والخارج صلة بين القيادة والجماعة والنشاط. ثم الإيمان بالجهاد الجماعي للحسم القاطع في دائرة الشرعية الإسلامية للحماية التي لا تتجاوز الكفاية الوطنية التي تسع الجميع. وكذلك إعداد الخطط بعيدة المدى لانشاء المؤسسات والكيانات أي الواجهات المتعددة لاستيعاب الجماهير التي تجاوزت البعد الشعبي العام ناهيك عن أهل السمت المخصوص من الصفوة والنخبة الذين تأخروا كثيراً في مكة والمدنية لتلاوة آيتي” انذر عشيرتك الأقربين، وأم القرى وما حولها” عن ركب الشيخ حسن الذي تجاوز بالقراءة والعمل لأنه وجد أن هذا الكتاب لا يغادر ولا يفرط في كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها في امام مبين فبلغ الشيخ العالم العلامة البلاغ المبين شاهداً قبل الوداع بآية”ما ارسلناك إلا كافة للناس بشير ونذير ”
… التابع المنطلقات الفكرية والاتجاهات الكلية للشيخ حسن الترابي بين سقوط المدعيين وخلافة المتفيقهين.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..