نحن و الطلبة الأردنيون ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تحوقلت كثيراً عند وقوفي على خبر ملاحقة طلبة أردنيين على خلفية ما قيل في مواقع أردنية عن تسريب لامتحان الشهادة السودانية..وتملكني الغيظ كأي سوداني من تناول أقل ما يقال أنه منحط للواقعة من صحفي يقال له فهد الخيطان..وازداد الغيظ من في غياب المعلومة من الجانب السوداني ليس لقصور في إمكانية الإبانة ..ولكن لعلمي بحكم انتمائي لوزارة التربية السودانية لثلاثين عاماً ..أن أهم شروط التحدث عن تسرب الامتحان..هو حصول الوزارة على الأسئلة المُدّعاة قبل أداء الامتحان ثم مطابقتها بعد فتح المظاريف..لذلك حتى عند كشف الامتحانات في الطينة..لم تعلن الوزارة إلا في اليوم الأخير..وهذا ما أتوقع التوضيح بالصحة أو النفي في هذا العام ..
وأسوأ ما تقيأه قلم الكاتب ..سيرة السماسرة..حيث صور الأمر بوجود باعة ووسطاء..كأمر بديهي ..وعزز ذلك بتخاريف عن شهادات عليا تعطى من الجامعات في أشهر.. ليختتم ذلك بالحديث عن سهولة الامتحان في السودان مقارنة بالأردن..نعم نحن نعترف بالتدهور الذي حدث للتعليم جراء هذا النظام ..ونقف على أبعد جانب نقيض له.. لكننا لا يمكن أن نتقبل مثل هذه الخطرفات ..فامتحانات السودان ..تظل الجهة الأكثر تماسكاً ومحافظة على تقاليدها المتوارثة التي تحافظ على نزاهتها.. ونظام الامتحانات وإجراءاتها تسجيلاً وإجراءاً ظل محافظاً ومتطوراً بصورة مضطردة..ولا أدل على ذلك من إدخال معرفة رقم الجلوس بالانترنت هذا العام ..تفادياً لمشكلة طلبة مدرسة الريان في العام السابق التي لم يكن لإدارة الامتحانات يد فيها..ولم يسجل في تواريخ الكشف عن كشف الامتحانات كلها بفعل تسريب كبار المراقبين..ببساطة لأن ذلك يتطلب أخذ الامتحان من مركز الشرطة قبل زمن طويل وخداع أربعة من المراقبين في كل جلسة هم أعضاء لجنة فتح المظاريف .. والذين يوقعون علي صحة المادة وسلامة أختام المظاريف ..والمتغيرون يومياً..ومعظم حالات كشف الامتحان نتيجة أخطاء إجرائية ..إلا عام الطينة فكان لأسباب أمنية..ولا تدخل لأي سلطة سياسية أو أمنية في الاجراءات الفنية ..بل ولا يسمح كبار المراقبين لأي جهة بالتدخل فيها ..ويسفهون رأيها.. أما عن سهولة الامتحان ..فيكفي للرد محاولة أبنائهم البحث عن الامتحان ..فهل يبذل الناس مالاً لشراء امتحان سهل ؟ وليت امتحانات السودان أعطت الأردنيين درجاتهم التي تحصلوا عليها..ليروا مستواهم الحقيقي.. ولجهلة لا يعرف الكاتب أن هنالك مواصفات فنية لأي إمتحان تراعي جميع المستويات يضج الناس عند خروج الامتحان منها..كما حدث في امتحان اللغة العربية من البعض..أما المراقبة فعلاوة على ضوابط الامتحانات ..فهنالك عامل في طبيعة أي سوداني لا يرضى ما يعتبره استهوانا به من الطالب..ونبذل جهداً كبيراً لإفهام المعلمين الجدد كيفية الفرز بين حنقه الشخصي ودوره كمراقب.ولا ندعي عدم وجود شواذ عن القاعدة كأمر طبيعي..
ونعود إلى موضوع السماسرة ..فقد اتضح المقصود بهم بعد تحقيق موقع خبرني الأردني..فدورهم في استجلاب الطلاب وتسجيلهم وتسكينهم ..فلا علاقة مباشرة لهم بالامتحانات..أما الشهادات العليا فلعله لا يعني غير الشهادات المزورة ..والكل يعرفها ولكن السودانيين هم آخر من أتوا بها بعد أن شبعت اسواق دول البترول واليمن بشكل تكاد تجزم أن الدول تنظمه للحصول على الوظائف ..والمعلمون السودانيون لم يأتوا على الأقل بعبارة ( استلمه دحش وخرجه حمار) ولا درسوا القرآن في ليبيا وهم دروز..وكانوا يستبعدون من المراقبة لشدتهم.
ولكن بعد كل ذلك علينا أن نتساءل ..من أين أتى هذا التجرؤ على الشهادة السودانية ..نقول بالصوت العالي ..من جري ولهاث النظام وراء العرب..الذين سيسمونهم بمثل هذا في أول انعطافة ..فلك أن تتخيل أن الحكومة تعامل الأردنيين والمصريين كالسودانيين يدفعوا بالعملة السودانية رسومهم ..وتعامل الجنوبيين كأجانب يدفعون بالدولار..لذلك ..تستاهل ..
ختاماً ..نعم يعاني التعليم في السودان ما تعانيه كل القطاعات..من ضعف إمكانات وهجرات للكفاءات وأوضاع معيشية تلقي بظلالها على الطالب والأسرة والمعلم..ولعل اتخاذ نظام المعالجة المعيارية المتبع عالمياً حتى لا يدفع الطالب وحده ثمن هذه المشاكل ..يدخل في روع البعض أن هذا تساهلاً..وليس كل الخريجين ضعاف المستوى ..والكثيرون يدعون ذلك في قياس رأسي بين الأجيال..ولكن الأكثر علمية ..هو القياس الأفقي..بين نفس الجيل في الدول المجاورة..وعليكم متابعة مسابقات الجامعات..
مع ذلك لا يمكن استبعاد حدوث حالة شاذة …والامتحانات حتى أدائها ..لا غبار مطلقاً عليها..ولكن لي رأي شخصي في مرحلة التصحيح ..حيث المركزية القابضة المرتبطة بزيادة الحوافز وادعاء قداسة لا ينبغي ادعاؤها للكنترول وإدارة الامتحانات للحفاظ على المميزات المالية بوعي أو بغيره..وهي حالة موجودة في كل الوزارات..فليس هنالك أشخاص سيوبر في الخدمة المدنية..ولكن نظام عمل يصنعهم. وأقول للدولة ..اعتبروهم أجانب بالكامل..فلسنا ( مكسرين) في الطلبة الأردنيون .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا ىاستاذ
    الأردنيين والفلسطينيين
    والمصريين والصوماليين هؤلاء اخوان مسلمين مجاهدين

  2. لعزيز معمر- لك التقدير- تذكر فضيحة المدرسة القانوية المزورة التي جلس طلبتها لامتحان شهادة مضروب — ولو تتبعت لوجدت المتاجرة في الامتحانات النهائية مثل المطر سنويا وبرضه نقول فجأة! يا حليل ايام مجلس امتحانات السودان في عهده الذهبي — تصور ياستاذ أنا اشتغلت في التربية والتعليم في المجالين التدريس وداخل الوزارة وكان مجلس امتحانات السودان له هيبة وقيمة عالية وسرية في عمله — طبعا ( الاخوان) تمكنوا في البلد بثقافة ريال دولار وعندهم كي شئ للبيع والتجارة فلا تتوقع منهم اعتذار فهم في فضاء سوق الله اكبر الواسع العريض بعد ان سقطت دولة السودان في احضانهم– لك التحية

  3. يا أستاذ الامر خطير والانكار لايفيد , كيف يقبل السودان من الأساس طالبا اردنيا او مصريا او صوماليا ان يأتي ويمتحن للشهادة السودانية؟؟؟
    فعلا يأتي الفشلة واللصوص بعد تجربة امتحانين او ثلاثة في الأردن يأتي وينجح من اول مرة في الخرطوم ,,,
    انها بيع وشراء في سوق الله اكبر . كلها سنوات قليلة ولن يعترف العالم باي شهادة صادرة من السودان

  4. كلام يكتب بماء الذهب ،،، مفروض يعمم على كل الصحف والصحفيين والمعارضين حتى نتعلم الدفاع على بلادنا واعراضنا ومكتسباتنا

    جزاك الله الف خير

  5. ياخى سيب الهطرقة و تقزيم الاخرين فأنت فى بلد اصبحت اقل من القزم من شدة فسادها اكتب كما يكتب الكتاب االمتعلميين و اترك التعصب لسودانية لم تعد كما كانت فقد هزمها فجارها و ذبحها كفارها و هذا الكاتب الذى يدعى هو حادب على وطنه و تعليمه

  6. الافضل بدل ان تبدا بتحقير الكاتب ان تبدا بتحقير ناسك و قبل ان تكتب ابحث عن المعلومات الصحيحة و اعلم يا هذا انها ليست حالة شاذة فقد افتتحت اكشاك فروع الجامعات فى فى كل ناصية للدراسات العليا و سمعنا قبل الارادنة بالعمانيين و غيرهم فلا تكن الجاهل الذى يبدا بالتحقير لشخص حادب على وطنه و تعليمها و انت ليس فى وطنك لا تعليم ولا صحة و لا وظيفة

  7. من حقنا أن نتساءل ما الذي يدفع الطلاب الأردنيين للجلوس لإمتحانات الشهادة الثانوية من السودان؟؟؟؟؟

  8. رد عاقل ودقيق الله يجزيك الخير
    المؤلم هي الاساءات التي وجهها الكتاب الاردنيون مع انو اولادهم هم الحراميه!!!!!!

  9. لا اريد اضيف كثيرا على ما قاله الاستاذولكن كنت شاهدا على كثير مما قاله وانا قد عملت معلما في اليمنووقفت بنفسي على مقولة :اجيك جحش طلعوا حمار عشان ولدك يعار.الكلام كثير لكن الوقت قليل

  10. قد زرت بعض المواقع على القوقل للاطلاع على اسئلة الثانوية العامة الاردنية لبعض المواد العلمية كالرياضيات و الكيمياء و اندهشت حيث لم اجد الصعوبة التي تحدث عنها الخبير الخطير و التربوي النحرير و الترزي الكبير الاستاذ الخيطان
    من هذه المواقع:
    http://jotawjihi.com/wp-content/uploads/2015/08/ سئله-الوزاره-رياضيات-مستوى-ثالث-شتويه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..