الترابي قبل الرحيل وبعده!

رحم الله الدكتور حسن عبد الله الترابي فقد مضى إلى ربه، نسأله جلا وعلا أن يكرم نزله ويوسع مدخله ويجعله من أصحاب اليمين. لقد كان الرجل علماً على رأسه نار، وعالماً وحبراً وسياسياً بارعاً لا يشق له غبار؛ وأستاذاً جامعياً لامعاً تتلمذ على يديه كثير من أعلام السودان البارزين في مجال القانون. ومع أن كثيراً من الأعلام وكبار الشخصيات قد رحلوا عن هذه الفانية في الآونة الأخيرة، ألا أن أياً منهم لم يحدث رحيله حراكاً فكرياً وإعلامياً كالذي حدث بعد رحيل الدكتور الترابي رحمه الله. وهذا دليل واضح وقاطع على أن الرجل كان يمثل رقماً صعباً في كافة المجالات التي كان يرتبط بها سواء الفكر الإسلامي أو العمل السياسي أو الحضور الإعلامي في داخل السودان وخارجة. ولو وفق شخص لجمع ما كتب عن الترابي بعد رحيله بأقلام محبيه وأتباعه أو بأقلام المناوئين له وشانئيه؛ لكانت الحصيلة سفراً تفوق صفحاته الآلاف! وكما هو معلوم فقد أوتي الراحل ناصية البيان في اللغة العربية وثلاث لغات أجنبية هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية وقيل إنه كان يجيد رطانة الدينكا. وهذه في حد ذاتها قدرة لغوية لا يضاهيه فيها من أقرانه إلا القليل من أمثال الدكتور صلاح هاشم. وقد أتاح ذلك للدكتور الترابي فرصة الاطلاع على حظ وافر من علوم العصر وثقافته والتعامل معها والاستفادة منها بدرجة جعلته صاحب فكر ثاقب وطريقة جاذبة؛ الأمر الذي مكنه من الاستحواذ على فكر وقلوب كثير من الشباب، خاصة في أوساط طلاب جامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات السودانية، مما جعله أحد أبرز المؤثرين في الساحة الفكرية والسياسية، ليس في السودان فحسب بل في كافة المنطقة العربية والإفريقية وربما العالمية. وهذا ما يجعلنا نتمثل بقول الشاعر:
وما كان قيسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ واحدٍ ولكنّـه بُنيانُ قومٍ تهدّمـا
وإن شئت فردد:
كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
إنّ كتابات الترابي في الفكر والسياسة، تعتمد أسلوباً حديثاً، يأخذ من اللغة أجمل كلماتها، ويختارها بدقة فائقة وقد يختلق بعضها أو يطوعها حتى تكون منسجمة ومتجانسة مع فكره فتأتي قوية ذات سحر وجاذبية، وهو يستعير من التراث الفقهي والفكري والعلمي لكثير من الذين كتبوا باللغات التي أشرنا إليها، مما يضفي على مقاصده ووصفه وتحليلاته، القوّة في الحجّة، والسداد في الإقناع. وبما أن “محل الملح، ملح” كما يقول المثل السوداني العامي في إشارة إلى أن الشيء لا يستغرب من معدنه، نود أن نذكر بأن الراحل هو سليل أسرة عرفت بالعلم والفضل منذ السلطنة الزرقاء، فجده حمد بن عبد الرحمن النحلان قد كان يشار إليه بالبنان في علوم القرآن والفقه المالكي والتصوف. وكان صاحب هيبة وكلمة نافذة في بلاط ملوك الفونج في دولة سنار. وله أخبار معروفة إبان حجه إلى مكة المكرمة. أما والده فقد كان قاضياً شرعياً وعالماً محققاً عمل في كثير من مناطق السودان؛ ولذلك لا غرو أن ينشأ حسن الترابي محباً للعلم شغوفاً به. ومن جانب آخر، لهذه الأسرة المتعلمة علاقة باثنين من أهم بيوتات السودان: هما أسرة المراغنة؛ إذ تنتمي أسرته الكبيرة للطريقة الختمية بينما تزوج هو حفيدة الإمام المهدي الأستاذة وصال المهدي، جبر الله كسرها وجعل البركة في ذريتها. وقد عرف الدكتور حسن الترابي بالكرم وصلة الرحم والشجاعة والنزاهة والقدرة على قول الحق؛ فاصطدم بكثير من الأنظمة وتعرض للسجن فترات متطاولة من حياته قضاها بين جدران زنزانات سجن كوبر. نذر الترابي جل عمره وحياته للعمل السياسي مستنداً إلى معرفة واسعة بأحوال العصر وأوضاع الأمة الإسلامية على وجه الخصوص؛ ولذلك وجّه فكره إلى نشر مرتكزات عامة تصلح لأن تكون منطلقاً فكرياً ومشروعاً حضارياً من شأنه أن ينهض بهذه الأمة مهيضة الجناح. هذا المشروع يقوم بالدرجة الأولى على فهم عصري لمقاصد الشرع أو كما يقول الراحل تجديد أصول الفكر الإسلامي من أجل العودة بالأمة إلى العقيدة الصافية من كل شوائب، مع الأخذ بروح العصر، وبسط الحريات العامة؛ بما في ذلك حرية الفكر والتدين والعقيدة، وقسمة السلطة والثروة، وافساح المجال لمشاركة المرأة في المجالات كافة، وغير ذلك من الفكر النير الذي يمكن أن يقال إنه سابق لأوانه! وإذا قال البعض إن هذا المشروع قد مني بالفشل فليس ذلك بخطأ من الترابي؛ ولكن بعض الذين تتلمذوا على يديه لم يكونوا على نفس القدر من العزيمة والرشد لاستيعاب ما كان يصبو إليه؛ ولذلك حدثت إخفاقات أدت إلى الفشل الذي لا ينكره إلا مكابر، ويتحمل وزه بعض المنتسبين إلى المشروع الحضاري وبعض الذين ركبوا القطار لأطماع شخصية. ولعل هذا ما جعل كثيراً من الناس يختلفون حول فكر الترابي قبل رحيله وبعده. أما هو فقد رحل عن دنيانا وكأني به يردد قول أبي الطيب:
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ولذلك وجّه فكره إلى نشر مرتكزات عامة تصلح لأن تكون منطلقاً فكرياً ومشروعاً حضارياً من شأنه أن ينهض بهذه الأمة مهيضة الجناح. هذا المشروع يقوم بالدرجة الأولى على فهم عصري لمقاصد الشرع أو كما يقول الراحل تجديد أصول الفكر الإسلامي من أجل العودة بالأمة إلى العقيدة الصافية من كل شوائب، مع الأخذ بروح العصر، وبسط الحريات العامة؛ بما في ذلك حرية الفكر والتدين والعقيدة، وقسمة السلطة والثروة، وافساح المجال لمشاركة المرأة في المجالات كافة، وغير ذلك من الفكر النير الذي يمكن أن يقال إنه سابق لأوانه!

    ***
    إستحى على وشك

    أين هذة الاشياء من عشريته الأولى الذى كان الآمر الناهى من المنشية ؟؟

    حرية وقسمة ثروة وسلطة قال
    *
    أنت رجل تلوى عنق الحقائق لدرجة كسر الرقبه

  2. الترابى والثلاثة ورقات
    قصة حياة الترابى باختصار هى كالآتى : كان احـد النصابين الذين يستخدمون الثلاثة ورقات للنصب على الناس . كانت أوراقه الثلاثة تتكون من الآتى : – الورقة الأولى كانت فى مصاهرة بيت المهدى ( الذى كان يملك المال والمكانة السياسية والدينية ) ليرفع من مستواه الأسرى ويستفيد من مكانة البيت فى المجتمع حيث انه اتى من اسرة عادية من اقاليم السودان مثله مثل عامة الناس . والورقة الثانية كانت استغلأله الدين لما له من مكانة كبيرة لدى السودانيين .ولكى يلعب ورقة الدين ويستفيد منها , قام بتأليف واصدار فتاوى شاذه خارجة عن المألوف وتخالف احكام القرآن والسنة النبوية والسلف الصالح من أئمة المسلمين لكى يسرع اللعب ويلفت الأنظار وكله كان لزوم ضبط اللعبة الجهنمية التى خطط لها ) اما الورقة الثالثة فهى دخوله عالم السياسة معتمدا على الورقتين السابقتين للأستقواء بهما لزوم اللعب . لقد لعب الترابى بالثلاثة ورقات كثيرا وكان الحظ معه تارة وضده تارات اخر وانتهى به الحال فى النهاية كدأب كل النصابين الذين يمارسون هذه اللعبة بالفشل مثله مثل اى مغامر يعتمد على الفهلوة وكانت النهاية الطبيعية معروفة لمثل هؤلاء النصابين وهى اما ان يقع فى قبضة الدولة أو الخسارة المادية أو ان يفقد حياته غير مأسوف عليه وقد كان.

  3. الاخ محمد التجاني. كنت اتمني ان يكون الترابي كما وصفتم و لكن يا اخي نحن شهود عيان علي مكر و تخبط و تسلق الترابي للسلطة مرة عن طريق المصاهرة و اخري عن طريق استغلال الدين. و بما ان العبرة بالخواتيم ارجو ان الفت انتباهكم الي ما وصل الية السودان نتيجة افكار مهرجكم و الذي تصرون ان تحولوه الي مفكر و قائد وهذا إفك مبين. انتهي عهد الخرافة و الكهنوت و القباب و حملة الدكتوراة في حيض النساء . واهمية الحجاب.

  4. إن أراد قارئ أن يفهم حديثي هذا دفاعا عن فكر بعينه، فليعد قراءة الحديث مثنى وثلاث ورباع… وإن أراد أن يفهمه دفاعا عن دولة، فليعد قراءته مثنى وثلاث ورباع فالذي أدافع عنه هو أمر أخطر من هذا بكثير…الذي أدافع عنه هو حقنا في أن نفكر بحرية طليقة… وهو واجبنا في أن نتصرف بإرادة”

  5. إحدى أهم إنجازات (الترابي) بعد أن خرج من السجن الذي ذهب إليه سجينا و ذهب البشير إلى القصر رئيسا أن اصدر أوامر مشددة إلى أتباعه مباشرة و ليس للبشير أن تتبع كل المؤسسات الحكومية و شبه الحكومية ( بدءا من مصنع صك و طباعة العملة , الجمارك , الضرائب , الزكاة , مصانع السكر , شركة بيع الأقطان , الصمغ العربي و شركة التوزيع المركزي…ألخ) يعني كل التي تدر دخلا ماليا (كاش) بالدولار أو العملة المحلية أن تتبع إليه مباشرة وتتلقى الأوامر منه و ليس من الرئيس و لا من وزير المالية ! وصار يشرف شخصيا على توزيع هذا الدخل اليومي بالعملة الحرة و المحلية الذي يورد إلى خزائنه في مكتبه الخاص في دار (الإتحاد الإشتراكي) السابق الذي تحول لمقر مكاتب (المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي) حيث به حجرة ضخمة ملحق بمكتبه بها عدد من الدواليب الحديدية العملاقة التي رصت على رفوفها رزم المبالغ المالية (الطازجة) من الدولارات و الجنية السوداني تحت إشراف محاسب عجوز يثق به الترابي هو المسؤول من تسجيل مبالغ (الإيداع و السحب) من هذه الخزائن بأمر من الترابي! فلم يكن (البشير) و وزير ماليته في يده أي سلطة أو سيولة مالية حتى إنه كان يذهب للترابي في مكتبه يستجدي منه راتبه الشهري و مصروفات القصر بنفسه كل فترة و أخرى و يذل و يهان من الترابي حيث يجعله ينتظر خارج و داخل المكتب لوقت طويل و عن قصد ، مما أثار حنق البشير لاحقا و كانت أحدى الأسباب التي أدت إلى الإنقلاب النهائي وإستفراد البشير بالسلطة و زج الترابي في السجن الحقيقي و بعد أنفراد (البشير) بالسلطة إتبع نفس الممارسات وقلد سياسة الترابي المالية وحتى الآن و بل أطلق يد أهله و خاصة أخوانه في نهب و سرقة مؤسسات المال العام الذي كان يحتكرها (الترابي) لنفسه ســابقا !! هذا هو الترابي و هذا هو البشير و من هنا بدأ الفاسد و سرقة المال العام !!!

  6. هو سؤال واحد أوجهه للسيد دقش … قل لى بربك ماذا قدم ( الدكتور ) الترابى للسودان ؟؟ ما هى إنجازاته غير الفتاوى القديمة الشاذة التى يأتى بها من بطن كتب الرافضة ..؟؟ الترابى لم يكن مجدداً ولم يأت بجديد ..سعى للسلطة بشتى الصور ولم ينلها وخاب مسعاه .

  7. سلام وتحية أستاذ محمد التجاني عمر قش ..
    * التعليقات تناولت جوانب الخلاف التي لا تحسم
    * من متابعتي لكم عرفت تتبعكم للأنساب والأمم بالاستناد
    وغرامكم بتاريخ البلاد .. ولذلك تعجبت من قصركم لارتباط اسرة الترابي بالبيتين المحدثين في المجتمع السوداني مع عظم أثرهما
    حين قلت:(.. ومن جانب آخر لهذه الأسرة المتعلمة علاقة باثنين
    من أهم بيوتات السودان .. هما أسرة المراغنة .. إذ تنتمي أسرته الكبيرة للطريقة الختمية .. بينما تزوج هو حفيدة الإمام المهدي )
    * بمراجعتنا لكتاب طبقات ود ضيف الله المتوفى 1811 نجد عراقة أسرة الترابي في التدين والتصوف بما لا يهبط بها دون أي
    أسرة أخرى بحيث لا يقاس بعراقتها الميرغنيون فضلا عن المهدويين المحدثين .. فأعرق من نجده من المراغنة السيد عبد الله المحجوب الطائفي المولود بعد وفاة الشيخ حمد النحلان الترابي 1705 بعقدين اثنين تقريبا والسيد عبد الله المحجوب بن إبراهيم بن حسن بن محمد أمين المتوفى بالطائف سنة 1792 تقريبا هو والد السيد محمد أبو بكر الذي هو والد السيد محمد عثمان الختم المتولد 1793 والمتوفى 1852 .. وقد تجد ترجمته عند الجبرتي وكتب تراجم القرن ال 12 الهجري ولكن لا نكاد نجد ذكرا ذا قيمة لآبائه . بينما نجد أطرف ترجمة ومن
    أكبر الترجمات في طبقات أولياء السودان للشيخ حمد الترابي
    الذي كان له تأثيره القوي في مجتمعه قبل ولادة المحجوب المؤسس الحقيقي لهذا الأسرة الميرغنية بعقود .. أما إذا
    تتبعنا سائر أخبار ود ضيف الله فإنه يقول في ترجمة الشيخ
    تاج الدين البهاري البغدادي القادري مدخل الطريقة للسودان
    1577م فإنه يذكر أن البهاري ذهب لتقلي وسلك الشيخ
    عبد الله الجمال جد الشيخ حمد الترابي الطريقة .. فتأمل
    تجد الأسرة الترابية معرقة في هذا الضرب .. بينما لا
    تأتي التراجم في القرن السادس عشر بذكر لذينك!
    * الحقيقة أن العلاقة التاريخية للأسرة الترابية المتعلمة
    بالأسرة العركية القادرية هي الأكثر تأثيرا وإثارة للاهتمام
    مع روابط الرحم القريب والتلمذة ودوام الاتصال وتبادل
    الاحترام مع طول المدة .. نجد ابتداء أن الشيخين
    دفع الله بن محمد ابي ادريس بن دفع الله بن مقبل
    والشيخ حمد النحلان بن عبد الرحمن الترابي ابناء خالات!!
    فوالدة الشيخ دفع الله هي أم حسون ووالدة الترابي
    هي غاية وهما بنتا الحاج سلامة الضبابي .. والشيخ
    دفع الله توفي 1684 عن 90 عاما هجريا أي 87 عاما
    ميلاديا . ويؤرخ بعض لولادة الشيخ حمد الترابي
    بالعام 1618 .. إلا أن المؤكد أن تصوفه كان على
    يدي أبناء خالته العركيين وتحديدا الشيخ دفع الله
    الذي انتهت إليه في زمنه وإلى اليوم ريادة الطريق
    القادري وصدارته عدا بعض الاستثناءات .
    كان أمر المشيخة والتخليف في ورثة الشيخ حمد الترابي
    يتم تحت تأييد العركيين واشرافهم . وتم توارث الأسماء
    العركية ذاتها ( حمد . ودفع الله . وعبدالله . وأبي
    عاقلة ) في الأسرة الترابية إلى اليوم . وكان العركيون
    الأوائل من عهد الشيخ دفع الله وخلفائه يبجلون
    الشيخ حمد الترابي شيخا ووالدا وأبرز خلفاء الشيخ
    دفع الله ومن الأسرة .. نجد دليلا على ذلك في
    تجريدة الضابط في الديوان السلطاني السناري سليمان ود التمامي لجمع الضرائب عسفا بهظ حمله الناس فلجأوا لتوسيط
    الشيخ أحمد ود الطريفي وهو أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي بن الشيخ أبو عاقلة الكشيف بن الشيخ حمد النيل بن دفع الله بن
    مقبل وهو عم الشيخ يوسف آب شرا بن محمد بن عبد الله الطريفي .. يقول ود ضيف الله وجاء الشيخ أحمد ود الطريفي
    لسليمان ود التمامي متشفعا فإنإله من جمله الراكب عليه
    ولعلها مناسبة إرسال المثل : فراق الطريفي لجملو
    هنا لم يجد ود الطريفي إلا الاستغاثة بالشيخ حمد النحلان
    ابن خالة جده الشيخ دفع الله فتمنى أن يسلط الله
    على حملة ود التمامي شايب الصوفية آب سما فاير
    ويعني ود الترابي ليهلكها بدعائه وقد كان ..راجع
    نهاية القصة عند ود ضيف الله في ترجمة حمد النحلان
    والشاهد أن ابن العركيين لجأ للترابي ولم يجد في
    ذلك حرجا مع وجود الجهابة الكبار في الأسرة
    * في ما يقال عن انتماء أسرة الترابي للطريقة
    الختمية قول وقول .. يقول لي الخليفة الحالي
    البروفسير أبو عاقلة انهم قادرية وإنما أخذوا
    الختمية تبركا .. ويرجع بعضهم تحولهم للختمية
    بين زمان السيد الختم بين 1818 و1852 أو في
    عهد السيد الحسن أب جلابية 1852 و 1869
    ويقول الدكتور جون فول في كتابه الختمية
    بترجمة م س القدال أن خلافة الأسرة في عهد الشيخ
    أبي عاقلة جد الخليفة الحالي بايعت السيد علي الميرغني
    في سنة 1906 وهو ما أقره الخليفة الحالي عندما
    ذكرته له .. إلا أنه لا يبعد أن يكون بعض أفراد
    الأسرة الترابية قد تحولوا للختمية في فترات سابقة
    إلا أن إرسال القول بختمية الترابيين هكذا لا يصح
    فكيف يتم تناسي الفترة القادرية للأسرة التي ابتدأت
    منذ ما قبل 1645 على مدى قرنين ونصف ..إذا
    ما قدرنا أن السيد محمد عثمان لم يصدع بطريقته
    إلا بعد وفاة أستاذه السيد أحمد بن إدريس 1837
    وان وتيرة الدعوة ما عادت للنشاط إلا بعد عودة
    السيد الحسن للسودان بعد 1840 . وإن قادرية
    الترابيين ثابتة قارة وختميتهم للتبرك والاستزادة
    نفلا تعود بها أوثق التواريخ ل 1906
    لذا نختم بأن صلة الترابيين بالقادرية والأسرة
    العركية هي الاشد تأثيرا في تاريخ الأسرة
    وهويتها .. وأن الاتصال بالختمية ومصاهرة
    الشيخ حسن الترابي للمهدويبن لم يكونا مؤثرين
    بالقدر الذي أحدثه الأثر العركي القادري

  8. هو سؤال واحد أوجهه للسيد دقش … قل لى بربك ماذا قدم ( الدكتور ) الترابى للسودان ؟؟ ما هى إنجازاته غير الفتاوى القديمة الشاذة التى يأتى بها من بطن كتب الرافضة ..؟؟ الترابى لم يكن مجدداً ولم يأت بجديد ..سعى للسلطة بشتى الصور ولم ينلها وخاب مسعاه .

  9. سلام وتحية أستاذ محمد التجاني عمر قش ..
    * التعليقات تناولت جوانب الخلاف التي لا تحسم
    * من متابعتي لكم عرفت تتبعكم للأنساب والأمم بالاستناد
    وغرامكم بتاريخ البلاد .. ولذلك تعجبت من قصركم لارتباط اسرة الترابي بالبيتين المحدثين في المجتمع السوداني مع عظم أثرهما
    حين قلت:(.. ومن جانب آخر لهذه الأسرة المتعلمة علاقة باثنين
    من أهم بيوتات السودان .. هما أسرة المراغنة .. إذ تنتمي أسرته الكبيرة للطريقة الختمية .. بينما تزوج هو حفيدة الإمام المهدي )
    * بمراجعتنا لكتاب طبقات ود ضيف الله المتوفى 1811 نجد عراقة أسرة الترابي في التدين والتصوف بما لا يهبط بها دون أي
    أسرة أخرى بحيث لا يقاس بعراقتها الميرغنيون فضلا عن المهدويين المحدثين .. فأعرق من نجده من المراغنة السيد عبد الله المحجوب الطائفي المولود بعد وفاة الشيخ حمد النحلان الترابي 1705 بعقدين اثنين تقريبا والسيد عبد الله المحجوب بن إبراهيم بن حسن بن محمد أمين المتوفى بالطائف سنة 1792 تقريبا هو والد السيد محمد أبو بكر الذي هو والد السيد محمد عثمان الختم المتولد 1793 والمتوفى 1852 .. وقد تجد ترجمته عند الجبرتي وكتب تراجم القرن ال 12 الهجري ولكن لا نكاد نجد ذكرا ذا قيمة لآبائه . بينما نجد أطرف ترجمة ومن
    أكبر الترجمات في طبقات أولياء السودان للشيخ حمد الترابي
    الذي كان له تأثيره القوي في مجتمعه قبل ولادة المحجوب المؤسس الحقيقي لهذا الأسرة الميرغنية بعقود .. أما إذا
    تتبعنا سائر أخبار ود ضيف الله فإنه يقول في ترجمة الشيخ
    تاج الدين البهاري البغدادي القادري مدخل الطريقة للسودان
    1577م فإنه يذكر أن البهاري ذهب لتقلي وسلك الشيخ
    عبد الله الجمال جد الشيخ حمد الترابي الطريقة .. فتأمل
    تجد الأسرة الترابية معرقة في هذا الضرب .. بينما لا
    تأتي التراجم في القرن السادس عشر بذكر لذينك!
    * الحقيقة أن العلاقة التاريخية للأسرة الترابية المتعلمة
    بالأسرة العركية القادرية هي الأكثر تأثيرا وإثارة للاهتمام
    مع روابط الرحم القريب والتلمذة ودوام الاتصال وتبادل
    الاحترام مع طول المدة .. نجد ابتداء أن الشيخين
    دفع الله بن محمد ابي ادريس بن دفع الله بن مقبل
    والشيخ حمد النحلان بن عبد الرحمن الترابي ابناء خالات!!
    فوالدة الشيخ دفع الله هي أم حسون ووالدة الترابي
    هي غاية وهما بنتا الحاج سلامة الضبابي .. والشيخ
    دفع الله توفي 1684 عن 90 عاما هجريا أي 87 عاما
    ميلاديا . ويؤرخ بعض لولادة الشيخ حمد الترابي
    بالعام 1618 .. إلا أن المؤكد أن تصوفه كان على
    يدي أبناء خالته العركيين وتحديدا الشيخ دفع الله
    الذي انتهت إليه في زمنه وإلى اليوم ريادة الطريق
    القادري وصدارته عدا بعض الاستثناءات .
    كان أمر المشيخة والتخليف في ورثة الشيخ حمد الترابي
    يتم تحت تأييد العركيين واشرافهم . وتم توارث الأسماء
    العركية ذاتها ( حمد . ودفع الله . وعبدالله . وأبي
    عاقلة ) في الأسرة الترابية إلى اليوم . وكان العركيون
    الأوائل من عهد الشيخ دفع الله وخلفائه يبجلون
    الشيخ حمد الترابي شيخا ووالدا وأبرز خلفاء الشيخ
    دفع الله ومن الأسرة .. نجد دليلا على ذلك في
    تجريدة الضابط في الديوان السلطاني السناري سليمان ود التمامي لجمع الضرائب عسفا بهظ حمله الناس فلجأوا لتوسيط
    الشيخ أحمد ود الطريفي وهو أحمد بن الشيخ عبد الله الطريفي بن الشيخ أبو عاقلة الكشيف بن الشيخ حمد النيل بن دفع الله بن
    مقبل وهو عم الشيخ يوسف آب شرا بن محمد بن عبد الله الطريفي .. يقول ود ضيف الله وجاء الشيخ أحمد ود الطريفي
    لسليمان ود التمامي متشفعا فإنإله من جمله الراكب عليه
    ولعلها مناسبة إرسال المثل : فراق الطريفي لجملو
    هنا لم يجد ود الطريفي إلا الاستغاثة بالشيخ حمد النحلان
    ابن خالة جده الشيخ دفع الله فتمنى أن يسلط الله
    على حملة ود التمامي شايب الصوفية آب سما فاير
    ويعني ود الترابي ليهلكها بدعائه وقد كان ..راجع
    نهاية القصة عند ود ضيف الله في ترجمة حمد النحلان
    والشاهد أن ابن العركيين لجأ للترابي ولم يجد في
    ذلك حرجا مع وجود الجهابة الكبار في الأسرة
    * في ما يقال عن انتماء أسرة الترابي للطريقة
    الختمية قول وقول .. يقول لي الخليفة الحالي
    البروفسير أبو عاقلة انهم قادرية وإنما أخذوا
    الختمية تبركا .. ويرجع بعضهم تحولهم للختمية
    بين زمان السيد الختم بين 1818 و1852 أو في
    عهد السيد الحسن أب جلابية 1852 و 1869
    ويقول الدكتور جون فول في كتابه الختمية
    بترجمة م س القدال أن خلافة الأسرة في عهد الشيخ
    أبي عاقلة جد الخليفة الحالي بايعت السيد علي الميرغني
    في سنة 1906 وهو ما أقره الخليفة الحالي عندما
    ذكرته له .. إلا أنه لا يبعد أن يكون بعض أفراد
    الأسرة الترابية قد تحولوا للختمية في فترات سابقة
    إلا أن إرسال القول بختمية الترابيين هكذا لا يصح
    فكيف يتم تناسي الفترة القادرية للأسرة التي ابتدأت
    منذ ما قبل 1645 على مدى قرنين ونصف ..إذا
    ما قدرنا أن السيد محمد عثمان لم يصدع بطريقته
    إلا بعد وفاة أستاذه السيد أحمد بن إدريس 1837
    وان وتيرة الدعوة ما عادت للنشاط إلا بعد عودة
    السيد الحسن للسودان بعد 1840 . وإن قادرية
    الترابيين ثابتة قارة وختميتهم للتبرك والاستزادة
    نفلا تعود بها أوثق التواريخ ل 1906
    لذا نختم بأن صلة الترابيين بالقادرية والأسرة
    العركية هي الاشد تأثيرا في تاريخ الأسرة
    وهويتها .. وأن الاتصال بالختمية ومصاهرة
    الشيخ حسن الترابي للمهدويبن لم يكونا مؤثرين
    بالقدر الذي أحدثه الأثر العركي القادري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..