التعليم كان رسالة ….صار هبالة

من الامثال في امدرمان ، عندما يبحث الانسان عن الحقيقة ، او يطالب بالحق ، يقول ,, اديني تقرير النخيل . النخيل كانت المرأة التي تجلس امام مدرسة بيت المال وتبيع التسالي ، الفول والتمر والنبق واشياء اخري يحبها الاطفال .
القانون كان في كل الوظائف ، ان يمكث الانسان لمدة 3 سنوات لكي يحدث تجديد وتنشيط . مفتش تعليم جديد نقل الي امدرمان ذهب الي مدرسة بيت المال واتي بتقرير نظيف خالي من اي مشاكل وكأن المدرسة هي المدينة الفاضلة . فقالوا له . امشي جيب لينا تقرير النخيل .
النخيل جلست امام المدرسة لاكثر من عشرين سنة . كانت تعرف كل كبيرة وصغيرة . من فاز بعطاء البوفيه ومن من المدرسين يتغيب وشكوي الاطفال من تعنت بعض المدرسين وميلهم للعقاب الشديد … الخ وكانت حبوبة نعيمة الرباطابية امام مدرسة الاحفاد في شارع الموردة والصبر امام الارسالية وحواء في الاحفاد العرضة وامام كل مدرسة هنالك مثل النخيل . والمفتشون يطبون علي المدارس بدون علم الناظر ولا يحابون ويهمهم حال التلاميذ في المكان الاول . والجميع يؤدون رسالة . والنخيل كان يهمها الاطفال في المكان الاول فهي من الحي . ولا تتغول اي امرأة اخري علي امكانهن .
الدكتور محمد محجوب عثمان طيب الله ثراه واجه حكم الاعدام في محاولة انقلاب علي حامد وعبد البديع . وتحول الحكم الي مؤبد بسبب صغر سنه . وكان معهم في سجن كوبر ناظر مدرسة فاتح اللون حكم عليه بالسجن لمدة سبعة سنوات لانه قد قام ببيع بعد البطاطين في مدرسته الداخلية في دارفور . ومن العادة ان يعطي التلميذ اربعة بطاطين سميكة من الصوف في ايام البرد . وتصادف وجود برد غير عادي كما يحدث في دارفو ومات بعض الاطفال من البرد . الناظر كان يجد الاحتقار والضرب في بعض الاحيان من المجرمين في السجن .
لقد كنا نحس بأننا شئ مهم وثمين فآلاف الكبار يهتمون بتعليمنا وامورنا . كان الرئيس الازهري احد آباء الوطن يحضر يوم الآباء في مدرسة بيت الامانة . ويهني الفائزين ويشجع الآخرين . نذهب الي المدرسة في بداية العام ونجد الكتب والكراسات والمدرسين . ووقتها كانت ميزانية التعليم والعلاج تساوي 25 من ميزانية الدولة . وعندما احتج وكيل وزارة المعارف البريطاني علي التوسع السريع والصرف الكبير علي التعليم قام الوزير عبد الرحمن علي طه بطرده من الخدمة في الاربعينات ولم يعترض البريطانيون. وكل شئ كان مجانيا . بل يحثون ويرغبون الناس لارسال ابناءهم للتعليم والعلاج والتطعيم . ومكتوب علي ظهر شهادة الميلاد.. ان اي اب يفشل في تقديم طفلة للتطعيم لاكثر من 6 اشهر بعد الميلاد ، يعرض الاب للغرامة او السجن او العقوبتين معا . والآن يأتي الدواء المضروب بعلم بعض المتنفذين .

الاباء والامهات كانوا يقولون بإفتخار الولد السنة دي عنده لجنة . واللجنة هي الامتحان في نهاية السنة الرابعة قبل الانتقال الي المرحلة التالية . ولا دخل للمدرسة بقريب او بعيد مع الامتحان . كنا في مدرسة بيت الامانة الاولية بالقرب من بيت الخليفة . وفي السنة الرابعة بدأ التحضير للجنة . وسلمونا فورمات لكي يقوم اهلنا بتعبئتها بالبيانات التي تسلم للجنة المسئولة في وزارة المعارف ومكتب التعليم. وعلي اهل الطالب اختيار المدرسة المتوسطة التي يفضلونها . وكان الخيار الاول هي مدرسة امدرمان الاميرية او الكلية او مدرسة الساعة التي كانت من طابقين. وكانت تبدوا كصرح مهيب . والخيار الثاني كان مدرسة حي العرب وارجعت لنا المدرسة شهادات الميلاد التي كانت تحتفظ بها لاربعة سنوات، لكي نرفقها مع الطلبات .
وكنا 72 طالبا في فصل واحد . وقسمونا الي فصلين لكي نجلس بعيدا عن بعضنا البعض لتجنب الغش . وسرنا في طابور منتظم الي الكلية . واتت مدارس اخري وعشرات المدرسين والمسئولين وتحسسنا بعظمة المناسبة وكنا نحن الصغار محل الاهتمام والترحيب والتشجيع من كل الرجال المهمين . ويبدوا انهم دقيقون . فلقد فصلوا علي جاد الله من شقيقة بابكر جاد الله . وفصلوا عباس حسيب عن شقيقه ربيع حسيب وكان علي جاد الله في الطابق العلوي . وكانت اول مرة نتواجد في مبني من طابقين . واحسسنا باهميتنا وعزتنا ومناعتنا وقيمتنا .
من من شارك من مدرستنا حبيب عبد الله دلدوم والفاتح عبد العزيز حسن كديس . عمر احمد العبيد ومزمل المغربي ونعمان سعد خضر وسمير خليل عكاشة وخالد عفان الخ وكان من يتعامل معنا ويراقب سير الامتحان رجال غرباء لم نقابلهم من قبل . وكانوا في منتهي الكفاءة . وتميزوا بطول البال . واوراق الامتحان كانت تاتي بطريقة مضمونة ولا تفتح الا قبل وضعها امام التلميذ . ولا يعرف اي بشر ما الذي بداخلها . والامنحان موحد .
لجنة الالتحاق بالمدراس الثانوية كانت اكثرمهابة . وكان ممثلي جامعة كيمبريدج واكسفورد يحضرون الي السودان . والإمتحانات حظيت باهتمام كبيرجدا وكانها حرب مقدسة . ولقد خضناها في مدرسة ملكال الاميرية . ونقلت الادراج الي قاعة الطعام الضخمة بعد ان اخرجت طاولات الأكل والمقاعد . وكنا 25 طالبا من الاصليين و12 عشر طالبا من الذين اعادوا المحاولة للمرة الثانية . واتو من الشمال منهم الشاعر والصحفي والاديب احمد محمد الحسن وفاروق طه وسماحة واسماعيل . ومن الاصليين مجذوب يوسف ويخاري محمد علي وعبد الله خيري ومصباح عبد العليم وفاروق دينق .محمد نور بابكر نميري وابو القاسم والحسيني و اجوت الونج اكول وفقوق نقور ابراهيم الحاج ابراهيم وجعفر عبد الرحمن سليمان واسماعيل حامد وعيسي عبد الرحمن سولو واوشي و الباقر ابو دقن وعبد المنعم رستم ومحمود حاج منزو وعلي عبد الله . انا اورد هذه الاسماء لان فيهم من غادر هذه الدنيا ولهم احفاد اليوم يذكرونهم ويفتخرون بهم. واريد ان اوضح كيف جمعنا التعليم الذي كان رسالة تؤدى . وكان اوشي واسماعيل من حلفا واسماعيل حامد من كجي كجي او كاجو كاجي كما يقول البعض والباقر من الباوقة وحسن شبور من الابيض ومحمود من خور شمام خارج واو وعلي عبد الله من واو وعيسي سولي من جوبا . وكانت بعدنا دفعة رائعة منهم الاديب السفير علي حمد ابراهيم والطبيب عبد السلام عكاشة والبروفسر احمد سلمان طيب الله ثراه وربيع مكي وتعبان مايكا وآخرون . والإهتمام الذي اعطتنا له الدولة جعلنا نترابط بعد اكثر من نصف قرن . فالحب والاهتمام يخلق نساء ورجالا اسوياء . يكفي ان خميس الممرض يأتي كل صباح للمدرسة بدراجة الحكومة من المستشفي لتفقد حالنا ويغير علي الجروح.
التعليم كان مجانيا الا للمقتدرين . وكنا نزود بسرير متين وناموسية ودولاب جميل وبطانييتن وصابونتين وظهرة كل يوم خميس . وتجهز المكاوي بالجمر لكي الملابس . وتقدم ثلاثة وجبات والشاي بالحليب في الصباح وبدون حليب في الظهر ويقدم الحليب بعد العشاء . ويزود الطالب بتذكرة سفر بالباخرة والقطار ثم الشاحنات وقد تتضمن الرحلة سركي ركوب جمل . يستلم الجمال السرك ويصرفه عند اقرب صراف في كل السودان . بدون تزوير او تلاعب . واذكر الاخ حسن شبوريستلم الزاد للرحلة ويقوم بتقسيمه علي المسافرين . الكمية حسب طول الرحلة . والكل مسئولية الدولة . وهذا ما تمتع به الكيزان قبل حرمان الآخرين .
عندما تحط اللجنة رحالها في المدرسة ، تصير لها السلطة المطلقة . اللجنة التي اتت الي ملكال . اشارت لنا انها ستشير في تقريرها أن الغر بان كانت تسبب ازعاجا غير طبيعي في ايام الامتحان ، خاصة وان السقف من الزنك . كما اشارت الي ان نطق استاذنا فيليب مضوي كومي في الاملاء الانجليزية لم يكن واضحا . وكان يمنع مدرس اللغة الانجليزية من القاء الاملاء علي طلبته . ويشترط ان يكون المشارك استاذا مختلفا . لأننا سنذب الي المدرسة الثانوية حيث يتم التعليم بالانجليزية من عدة مدرسين ، فيما عدي الدين الاسلامي واللغة العربية . كانت هنالك قوانين ولوائح لا يستطيع اي انسان ان يتخطاها والا وجد نفسه في الشارع .
المعدات كانت تصنع في المخازن والمهمات في الخرطوم بحري وتشحن لكل اطراف السودان . وكانت الدولة توظف اصحاب الاحتياجات الخاصة . منهم الكفيفون لعد الكراسات والكتب والاقلام والطباشير الخ وتعبئنها في كراتين وصناديق . والآن لا يجد بعض حملة الشهادات العليا عملا .
لجنة الدخول الي الجامعة كانت اكثر انضباطا والامتحان يأتي من جامعة كيمبريدج وهو نفس الامتحان الذي يتلقاه الطالب البريطاني الغاني او الكيني او السنغافوري . ولقد نحصا بعض السودانيين علي الرقم القياسي الذي كان يضرب به المثل وتفوقوا علي البريطانيين منهم عبد الخالق محجوب طيب الله ثراه وصديقه فاروق الطيب ميرغني شكاك . النتيجة كانت الامتياز في تسعة مواد . وكان يكفي الحصول علي النجاح في 6 مواد لدخول الجامعة . ووقتها لم تقسم المدارس الي علمي وادبي .
وفي سنه 1962 بعد ان قررت اللجنة قفل باب
مدرسة الاحفاد بدقائق اتي الطالب المعز مالك ابراهيم مالك متأخرا لبضع دقائق ورفض الفراش محمد ان يسمح له بالدخول بالرغم من انه يعرفة ويعرف انه حفيد بابكر بدري . الاوامر كانت ان لا يدخل او يخرج اي بشر بعد قفل الباب . وركض المعز لمنزله الذي كان علي مرمي حجر من المدرسة واتي بوالدة المحامي مالك ابراهيم مالك . وسمحت لهم اللجنة بالدخول بعد تدوين الواقعة والظروف الاستثناءية . وذهب المعز الي جامعة الخرطوم ثم جامعة سانت باربرا في كالفورنيا وحصل علي الدكتوراة وعمل في وزارة المالية لسنين عديدة ولا يزال يقدم للوطن . وكان من الممكن ان يحرم من الجلوس للإمتحان . كان هنالك ظبط وربط . وصوت القانون يعلي ولا يعلي عليه .ولهذا كان للسودان والسودانيين سمعة كالذهب . والان ……..
الامتحان في مدرسة الاحفاد كان يحدث في قاعة الاسمبلي الضخمة والادراج متباعدة . واسم الطالب وصورته واسمه علي الدرج . وليس هنالك مجال للغش او استعمال ,,البخرة ,, وهي الاوراق المكتوبة في قصاصات صغيرة . والمراقبون يتحركون بين الطلاب ويلاحظون كل حركة .
الدكتور منصور نصيف الرجل العظيم صاحب الابتسامة العذبة والوجه الصبوح والشنب الاشقركان يتخصص في براغ . وكانت زوجته تعمل في المدرسة العربية التي انشأها الشيك في ميدان ,, لتنا ,, لابناء العرب من دبلوماسيين وغير دبلوماسيين . وفي يوم الامتحان تفاجأت السيدة السودانية بأن بعض الكبار يجلسون مع بعض الاطفال . ولانها قد تعودت علي الانضباط في السودان . وامتاز اهلنا الاقباط بالدقة والاخلاص في عملهم ، احتجت علي تواجد الكبار . وكان الرد… ان هذا ابن القنصل وهذا له صله بالسفير او الملحق العسكري … الخ ويجب ان ينجحوا للإنتقال الي المرحلة التالية . فقامت بطردهم وعندما رفضوا الخروج قالت انها لن تشارك في جريمة تزوير . وتركت العمل .
في كثير من الدول العربية يكون الغش جزء من الحياة العادية . ويعتبر نوع من الفهلوة والذكاء المحمود . ويبدو ان العدوى قد انتقلت اخيرا الي السودان . قديما كان السودان بستقبل العسكريين من بعض الدول العربية لمدرسة الاركان . وهذا يمثل التخصص عند الاطباء او الزمالة عند المحاسبين القانونيين والمهندسين . واهل الامارات كانوا يقولون لابناءهم لن تذهبوا الي مصر لكي تسهروا في شارع الهرم وتعودون بالشهادة . الخيار هو الاردن او السودان وبعدها سيعترف بهم . الفريق فابيان اقامالونق رئيس مدرسة الاكان في جبيت قال لي ان قريبي الظابط ع . م . غ . قد فشل اكثر من مرة في الامتحان بالرغم من اجتهاده.ولقد انتهت فرصه . الناطق الرسمي يإسم الخارجية السفير فاروق عبد الرحمن استضاف قريبته للسكن معه في الخرطوم . لانها جلست لامتحان الإلتحاق بوزارة الخارجية . ولم تنجح . ولم يكن عنده الرغبة او الاستطاعة في ان يساعدها . ولم تكن عند وزارة الخارجية اي صله بالامتحان . الامتحان كان مسئولية جامعة الخرطوم لأن لها الآلية وادوات تحديد مواد الامتحان والمحافظة عليه واجراءعملية التصحيح . واليوم يقول رجال الخارجية انها اصبحت مكب لزبالة الانقاذيين .
اليمنيون من حضرموت والجنوب كانوا يعرفون كل المقرر الذي درسناه لانهم يتبعون مقرر بخت الرضا . وكان الطالب الذي يجتهد يرشحونه للذهاب الي السودان . وكانوا يحضرون عشرة من الطلاب للدراسة الثانوية، ثم صاروا عشرين طالبا . نجح تالبعض منهم في دخول جامعة الخرطوم . وهؤلاء من شارك في حكم اليمن الجنوبي . وكان الصوماليون والارتريون والاثيوبون وجنسيات اخري يحضرون الي السودان للدراسة في كلية الشرطة الاطفائية ،السجون ، مدرسة الصحة وبخت الرضا . ولفترة درس الملك خالد والملك عبد الله في بخت الرضا . ولقد اورد السفير فاروق عبد الرحمن في سفره الرائع نصف قرن لم يكتمل و الذي يجب ان يقرأه الجميع ، ان والدته كانت تقدم الشاي بالحليب مع اللقيمات للتلميذين السعوديين وقتها في بخت الرضا .
قبل بضع سنوات ارادت الامم المتحدة ان تجعل السودان مركزا لتدريب الكادر الطبي لكل المنطقة من ايران الي المحيط . وبعد دراسات وقع اختيارهم علي جامعة الاحفاد . وبينما قاسم بدري في اجتماع مع مسئولي الامم المتحدة ارسل الكيزان قوة مسلحة لاحضار قاسم فتبرع الدكتور اشرف بدري بمرافقة الجنود . ولكن المسئول الذي كان في الخارج قال للعسكر .. ده ما العميد .. العميد طويل . واقتحم العسكر الاجتماع . واخرجوا قاسم بتهمة عدم دفع الزكاة .وتصدي لهم الطالبات من الجنوب ودارفور وهن يصرخن ويهاجمن الجنود ويقلن يدفع ليكم من وين … انحنا بنقرا بالمجان . واسقط في يد الكيزان عندما عرفوا ان الاحفاد منذ بابكر بدري مسجلة بإسم الشعب السوداني وقاسم موظف بواسطة مجلس امناء . وافشلوا فرصة للسودان لان يكون منارة للعلم . وهولاء لا يعرفون الرسالة بل الهبالة . اذكر ان الطيب صالح طيب الله ثراه كتب موضوعا جيدا عن الحادثة التي قد نسيها الناس وسط خضم محن الكيزان .
الدكتور فوزي خطاب الفلسطيني تحصل على الجواز السويدي وقرض للدراسة وذهب الي بريطانيا .وعلي نصيحة بعض العرب طلب منه ان يلتصق بالسودانيين . وذكر لي وآخرون مثله انهم شقيوا لاكثر من سنة لدراسة اللغة الانجليزية . ولكن السودانيون منذ اول يوم ,, ينزلون ,, في البرفسيرات مناقشة وبعض الاحتجاج ويطرحون وجهة نظرهم ، مما يحير الطلبة العرب الذين كانوا بتحسسون مواقع اقدامهم . وكان فوزي يقول لي ان السودانيين في السبعينات قد ساعدوه كثيرا وساعدوا الكثير من العرب .
الربضي الاردني لم يكن جيدا في دروسه وهو في براغ . عرفت ان سبب تردده علي الاخ حسن ابا سعيد الذي كان يعمل في الاذاعة التشيكية القسم العربي ، كان لانه يساعده وآخرين علي كتابة اطروحته . الربضي كان يدرس بالانجليزية لانه لم يستطح اتقان اللغة التشيكية . ولقد ساعد السودانيون كثير من العرب في براغ خاصة طلبة الدراسات العليا بالانجليزية، وحتي في امريكا .
وكان الاطباء الاردنيين يقولون للمرضي السودانيين لماذا تحضرون للأردن ؟ عندما كنا نتخصص في بريطانيا كان السودانيون هم الاحسن من الجميع . …. مين الطفا النور ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية وكما العهد بك رائعا كما الكس هيلي في الجذور— في حمرة الوز ذهب والدي ناظرا للمدرسةفي خمسينات القرن الماضي وكان ناظر قبيلة الكبابيش وعمد مشايخ الفرقان هم الذين يحضرون اطفالهم في سن سبع سنوات للدراسة بامر المفتش الانجليزي واذا شرد طالب من المدرسة للحاق باهلة في رحلة النشوق وهي مع الابل سعيا للمرعي الطيب فعلي ولي امره ان يعيده وتطفأ لمبات السراج بعد العشاء وتقدم اعانات مالية من المجالس للطلبة الفقراء — لك التحية

  2. والله كلام جميل جدا وماضي ناصع.. لكن للأسف لم تتقدم بلادنا مطلقا وظلت حبيسة لأفكار هؤلاء الذين نالوا حظهم من التعليم في ابهى صوره بل للأسف لم يفيدوا بلادنا من خبراتهم ولا من انتدابهم للبلدان العربية والغربية المتقدمة علينا ولم يجلبوا للسودان اي اضافة بل كانوا عبئا ثقيلا على اقتصاده وتقدمه ، اتسموا بالشللية والنرجسية حتى صارت البلد حكرا عليهم، استمرأوا الدلال بعد تخرجهم ولم يفيضوا بعلمهم ولابما جادت عليه بلادهم.. هذا على مر الحقب التي تتالت على السودان ظلوا حبيسي ابراجهم التي صنعناها لهم ليتقدموا بنا فكان الخذلان المبين
    والله المستعان ..حتى جاء يوم تحمل اعلاناته وجود عمالة اسيوية وعربية ماهرة في مصانع خشبية !!

  3. الدكتور منصور نصيف الرجل العظيم صاحب الابتسامة العذبة والوجه الصبوح
    دائما يا شوقي تقول الحقيقة

  4. لم استطع ان اغالب دموعي وانا اقراء هذا المقال حسبي الله ونعم الوكيل في الكيزان وعمر البشير هل تدري لم تقم مدرسة القرية عندنا باي رحلة ترفيهية منذ ان غادرها والدي رحمة الله عليه الذي كان مديرا بها والذي كان من خريجي بخت الرضا واحمل موته حكومة الانقاذ لانه مات حسرة على البلد الذي وقعت في ايدي هولاء الحثالة

  5. هههههها.. ( مين الطفا النور ؟ ) حلوة جدا جدا .. تسلم يا استاذ شوقي بدري على هذا السرد الجميل .. الطفا النور انا عارفو جدا جدا .(الكيزان ).اسال الله العلي القدير ان لا ينور قبورهم وينتقم منهم في الدنيا والاخرة .مثلما طفوا نور العلم في السودان ونور الامانة ونور الصدق .امييين .

  6. للأسف ، نجح المصريون من خلالهم مثل محي الدين صابر من اعدام الشهادة السودانية التي استبدلت فيما بعد بالشهادة الثانوية التي كشفت في أول سنة توضع أسئلتها و تطبع في السودان ،
    لعن الله محي الدين صابر ، دمر التعليم مقابل مبلغ اشتراه به المصريون

  7. كنز يا استاذنا وتاريخ جميل اضعناه بايدينا يا حسرة على اهل السودان لا تقدما ينهض بالبلاد بلغوه ولا ماضى مشرف حافظوا عليه واليوم صرنا فى الدرك الاسفل فى كل المناحى..

    ويا خوفى من غد….

  8. يا سلام يا شوقي أعدت لنا ماضي الذكريات فأنا مازلت مبهوراً بأناقة الطباقة في أوراق الامتحانات وخاصة تلك الجمل الأنيقة من التعليمات وشكل علامة الاستفهام الذي مازال يأسرني خاصة وأنا كنت من التلاميذ الذين يكلفهم أستاذ الإملاء بكتابة الإملاء على السبورة للذين يقال لهم أعد – إن طباعة الامتحانات وبالعربي كانت تتم في كيمبردج حتى امتحانات الانتقال من الأولية للوسطى وقد عثرت على كتيب الامتحان الذي جلسنا له في 1969 عثرت عليه بعد دخولي الجامعة وحضوري للخرطوم من الكتب المفروشة خارج المسجد العتيق وقمت بشرائه ومازلت احتفظ به تصور إنها حقبة في السودان لن تتكرر وقد أفسد الكيزان علينا حتى مجرد اجترار تلك الذكرى….

  9. الأخ شوقي حياك الله
    قرات هذا المقال وقبله مقال الدكتورة سعاد . وفى نفس الصفحة صورة لتلاميذ يجلسون فى الأرض لاغطاء ولا حتى من يظللهم من الحر . وكل واحد منهم يكتب يدل على رغبتهم الأكيدة للعلم تقطع قلبى اسي وحزن على وطن انعدمت فيه كل مقومات الحياة واهمها العلم . اذا كان الناس ما قادرين يقولوا لا للظلم ولا للعبث
    تلاميذ لم يحضروا حصه واحدة فى السودان المنهج الاردنى غير السودان اتسائل كيف عثروا على أرقام الجلوس
    أولا ماهى الجهة الى قامت سهلت كل هذا الإجراء . السفارة السودانيه فى الأردن لها خيط فى دخول هؤلاء .
    من اطفا النور . غرائب وعجائب الإنقاذ ودهاليز الانقاذين . انا اعرف اناس
    د/ فلان وعلان ومنهم من لم يدخل الجامعة وخرجين مدارس صناعيه هل غريب ان تسرب امتحانات فى وقت اختلط الحابل بالنابل .

  10. جريمة تدمير التعليم فى السودان بدأت يوم أن تم تعريب مناهج المرحلة الثانوية ثم أتت مايو وساطت الشغلانة ثم اخيرا جاءت الأنقاذ وجعلت عاليها سافلها . وهكذا نحن لم نفلح فى شيئ مثلما افلحنا فى تدمير أنفسنا .

  11. كتاباتك وكلامك درر ياأستاذنا الفاضل شوقى بدرى ..

    حتى لو لم نحضر ذلك الزمن الجميل لكننا نرى جماله فى ما تبقى من الأجيال السابقة أمد الله فى عمر الأحياء منهم ورحم الله من إنتقل إلى جوار ربه رحمة واسعة وأسكنهم فسيح الجنان…فقد أخلصوا وأوفوا ..وعفوا وأدوا الأمانة على أكمل وجه..
    حينما أسمع وأرى حال التعليم والصحة فى بلادنا ..اسرح بعيدا وأتذكر رجال غيبهم الموت وأقول ياربى لو كان بروفيسر داوود وعبد الحليم محمد وغيرهم ..هل كانوا سيقبلوا بما يجرى الآن لمستشفى الخرطوم التعليمى الذى تعبوا من أجله وتركوهوا منارة للعلم ..

    هل كان سيقبل مدراء وأساتذة مدارس حنتوب …خورطقت ووادى سيدنا بأن تدمر تلك المنارات ويتم ضمها لجامعات اللافتات أى نعم لافتات فقد أصبح إنشاء جامعة فى زمن التتار لا يحتاج لأكثر من وضع لافتة أمام مدرسة أو أى بناية لتصبح جامعة بقدرة قادر ..

    التتار هم من طفوا النور ياعم شوقى ..أدعوا الله العلى القدير أن يطفىء نورهم عاجلا غير آجل..

  12. بعض أصدقائى ( الضباط ) من الأمارات كان يهرب من دورة ( الأركان )فى السودان وذلك لصرامة التدريب والدراسةوعدم المحاباة حيث لافرق أو تمييز بين السودانى أو الأماراتى .. كانوا يهربون إلى ( مصر ) حيث ( اللواء ) المصرى عادى يقول لل(الرائد) الأماراتى ياباشا ويافندم وكله بثمنه !

  13. لله درك أخ شوقى .. وصف دقيق لحال التعليم فى سابق الأزمان .. لقد عشنا تلك الأزمان بكل تفاصيلها ..
    وآمل ان تُتاح لك الفرصة لمقابلة الأستاذ ومربى الأجيال عير القرون الطيب السلاوى ( مقيم فى واشنطون .. بعد إحالته لصالح بعض الموالين للإنقاذ وليس للصالح العام كما يقولون )ليحدثك عن التعليم الذى بدأه معلماً حتى وصل درجة وكيل اول وزارة التربية والتعليم .. فالرجل موسوعة تعليمية كزملائه من قدامى المعلمين .
    وما نسمعه ونقرأ عنه هذه الأيام عن التعليم ومهزلة إمتحان الشهادة السودانية هذا العام خير شاهد على تدهور التعليم ..

  14. ياشوقي بدري للمرة المليون قلنا ليك اكتب لينا عن حادثة كف قاسم بدري لبنات الاحفاد الكانو طالعين مظاهرات سبتمبر وماتقول لي انا ماسمعت بيها ولا انا بدينه
    انت كلامك كلو كلام ونسات وقطيعة وقوالات بتكتب منو عشرمية مقال فده محتاج لالتفاته منك
    بعدين يالمبروك انت الاحفاد دي طالما مسجلة باسم الشعب اسوداني مديرة لازم يكون ولد بابكر بدري وبعدو حفيد بابكر بدري يعني القصة وراثة وطائفية علمية ياعمك

  15. تاسرني كتاباتك وعند نصفحي للشبكة ابدأ بالبحث عن كل ما تكتبه واحسب نفسي انني قرات كل ما كتبته في الشبكة العنكبوتية وكتاباتك عن جدكم بابكر بدري له الرحمة جعلني اقراء سيرته الذاتية واحب قراء السير الذاتية للرواد والكبار والسيرة التي كتبها بابكر بدري اعتبرها اصدق ما قرات وقد عرفت الكثير عن التاريخ وكتاباتك استفدت منها كثيرا وعرفت حقائق كنت اجهلها عن التاريخ السوداني والمجتمع ودائما استشهد ببعض الوقائع التي ذكرتها عند حدوث نفاش مع اخرين وادلهم ان المرجع هو شوقي بدري في ما ينشره وعن التاريخ في حقبة المهدية وما بعدها اذكر الاخرين ان ما يرغب في معرفة تاريخ السودان في تلك الفترة عليه ان يقرأ كتاب بابكر بدري وهو موجود في النت واصبح من ضمن مكتبتي وكثير منهم قاموا بقراءته, انا من منطقة الباوقة والشخص الذي ذكرته باسم الباقر ابودقن هو ابن خالي واسمه الظافر محمد احمد ابودقن وحسب ما ذكرت انك زاملته في المدرسة في الجنوب عندما كان والده قائدا للجيش في الجنوب, الظافر ابودقن انتقل لرحمة الله وقد هاحر الى دولة قطر وعاد للسودان الى ان انتقل لرحمة ربه, والده انتقل الى رحمة الله في عام 1989 ولم يملك في الدنيا شئ ولا منزل وكان رمز النزاهة والامانة بوعد انقلاب نميري اقاله النميري لانه كان رتبة اعلى من النميري وعينه مديرا للضرائب في السودان ثم مديرا للمخازن والمهمات وتقاعد في بداية الثمانينات ورحل من منزل الحكومة في منزل ابنته بالحاج يوسف لانه لم يكن يملك منزلا الى ان انتقل للرفيق الاعلى,
    ابودقن كان يعتبر رمز للاسرة اود ان اعرف عنه الكثير لو لديك اي معلومات عنه ايام فترته في الجنوب وبانه الظافر زميلكم في المدرسة كنت دائما اتناقش معه واستفدت مته الكثير لمعرفته بالتاريخ وكان هو سكرتير حزب الامة بمنطقة الباوقة ولصيق بالسيد الصادق المهدي وعند وقاته لم ينعيه الصادق ولم يقدم العزاء لاسرته.
    انا صديق ولصيق جدا باحد افراد اسرتكم وقد درسنا سويا الجامعة في الهند وهوابن قريبكم بابكر عبدالمجيد علي طه واسمه خليل وقد ذكرت والده مرارا في بعض منشوراتك ودائما الاخ خليل بابكر يحكي لي عن عمه جيمس وهو صديقك حسب ما قرات في كتاباتك, وقد كنت ازور منزل المرحوم بابكر عبدالمجيد والد اخونا خليل في العباسية بالقرب من نادي الربيع وخليل مقيم في دولة قطر ونعمل سويا حيث جمعتنا الظروف بعد الدراسة حيث كنا ندرس سويا وطيلة فترة الدراسة نسكن سويا لك خالص الشكر والتقدير وارجو منك كتابة ما تعرفه عن خالنا ابودقن وابنه الظافر

  16. لله درك أخ شوقى .. وصف دقيق لحال التعليم فى سابق الأزمان .. لقد عشنا تلك الأزمان بكل تفاصيلها ..
    وآمل ان تُتاح لك الفرصة لمقابلة الأستاذ ومربى الأجيال عير القرون الطيب السلاوى ( مقيم فى واشنطون .. بعد إحالته لصالح بعض الموالين للإنقاذ وليس للصالح العام كما يقولون )ليحدثك عن التعليم الذى بدأه معلماً حتى وصل درجة وكيل اول وزارة التربية والتعليم .. فالرجل موسوعة تعليمية كزملائه من قدامى المعلمين .
    وما نسمعه ونقرأ عنه هذه الأيام عن التعليم ومهزلة إمتحان الشهادة السودانية هذا العام خير شاهد على تدهور التعليم ..

  17. ياشوقي بدري للمرة المليون قلنا ليك اكتب لينا عن حادثة كف قاسم بدري لبنات الاحفاد الكانو طالعين مظاهرات سبتمبر وماتقول لي انا ماسمعت بيها ولا انا بدينه
    انت كلامك كلو كلام ونسات وقطيعة وقوالات بتكتب منو عشرمية مقال فده محتاج لالتفاته منك
    بعدين يالمبروك انت الاحفاد دي طالما مسجلة باسم الشعب اسوداني مديرة لازم يكون ولد بابكر بدري وبعدو حفيد بابكر بدري يعني القصة وراثة وطائفية علمية ياعمك

  18. تاسرني كتاباتك وعند نصفحي للشبكة ابدأ بالبحث عن كل ما تكتبه واحسب نفسي انني قرات كل ما كتبته في الشبكة العنكبوتية وكتاباتك عن جدكم بابكر بدري له الرحمة جعلني اقراء سيرته الذاتية واحب قراء السير الذاتية للرواد والكبار والسيرة التي كتبها بابكر بدري اعتبرها اصدق ما قرات وقد عرفت الكثير عن التاريخ وكتاباتك استفدت منها كثيرا وعرفت حقائق كنت اجهلها عن التاريخ السوداني والمجتمع ودائما استشهد ببعض الوقائع التي ذكرتها عند حدوث نفاش مع اخرين وادلهم ان المرجع هو شوقي بدري في ما ينشره وعن التاريخ في حقبة المهدية وما بعدها اذكر الاخرين ان ما يرغب في معرفة تاريخ السودان في تلك الفترة عليه ان يقرأ كتاب بابكر بدري وهو موجود في النت واصبح من ضمن مكتبتي وكثير منهم قاموا بقراءته, انا من منطقة الباوقة والشخص الذي ذكرته باسم الباقر ابودقن هو ابن خالي واسمه الظافر محمد احمد ابودقن وحسب ما ذكرت انك زاملته في المدرسة في الجنوب عندما كان والده قائدا للجيش في الجنوب, الظافر ابودقن انتقل لرحمة الله وقد هاحر الى دولة قطر وعاد للسودان الى ان انتقل لرحمة ربه, والده انتقل الى رحمة الله في عام 1989 ولم يملك في الدنيا شئ ولا منزل وكان رمز النزاهة والامانة بوعد انقلاب نميري اقاله النميري لانه كان رتبة اعلى من النميري وعينه مديرا للضرائب في السودان ثم مديرا للمخازن والمهمات وتقاعد في بداية الثمانينات ورحل من منزل الحكومة في منزل ابنته بالحاج يوسف لانه لم يكن يملك منزلا الى ان انتقل للرفيق الاعلى,
    ابودقن كان يعتبر رمز للاسرة اود ان اعرف عنه الكثير لو لديك اي معلومات عنه ايام فترته في الجنوب وبانه الظافر زميلكم في المدرسة كنت دائما اتناقش معه واستفدت مته الكثير لمعرفته بالتاريخ وكان هو سكرتير حزب الامة بمنطقة الباوقة ولصيق بالسيد الصادق المهدي وعند وقاته لم ينعيه الصادق ولم يقدم العزاء لاسرته.
    انا صديق ولصيق جدا باحد افراد اسرتكم وقد درسنا سويا الجامعة في الهند وهوابن قريبكم بابكر عبدالمجيد علي طه واسمه خليل وقد ذكرت والده مرارا في بعض منشوراتك ودائما الاخ خليل بابكر يحكي لي عن عمه جيمس وهو صديقك حسب ما قرات في كتاباتك, وقد كنت ازور منزل المرحوم بابكر عبدالمجيد والد اخونا خليل في العباسية بالقرب من نادي الربيع وخليل مقيم في دولة قطر ونعمل سويا حيث جمعتنا الظروف بعد الدراسة حيث كنا ندرس سويا وطيلة فترة الدراسة نسكن سويا لك خالص الشكر والتقدير وارجو منك كتابة ما تعرفه عن خالنا ابودقن وابنه الظافر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..