تغذية الحامل والمرضع في رمضان

عمان- الغد –

لأن الحديث حول صيام الحامل والمرضع في شهر رمضان الكريم موضوع مهم، كان لزاما الحديث فيه، وكثيرا ما تتردد أسئلة حول: هل تصوم الحامل أو المرضع في رمضان؟ وهل يشكل هذا الأمر خطرا على صحتها أو صحة طفلها؟ وما رأي الشرع في هذا الأمر؟ وإن قررت المرأة الصيام، ما الأمور التي يجب عليها أن تراعيها حتى تضمن حملا آمنا لها ولجنينها أو طفلها؟
من الناحية الطبية، يرى بعض الأطباء أن إفطار الشهر الفضيل أفضل للمرأة الحامل أو المرضع ولطفلها، فيما يرى البعض الآخر منهم أنه لا بأس من صيام الشهر الكريم؛ وخصوصا إذا كانت المرأة قوية البنية وقادرة على تحمل أعباء الصيام. وفي النهاية، فإن الخيار عائد لصحة المرأة وقدرتها.
وتنصح المرأة الحامل أو المرضع بعمل زيارة إلى طبيبها الخاص لطلب المشورة بشأن وضعها الصحي بشكل عام ومدى قدرتها على الصيام، وبالتالي فإن الطبيب سوف يطلب منها عمل فحوصات الدم المخبرية للتأكد من قوة دمها وكمية الهيموجلوبين والحديد وكريات الدم الحمراء فيه، وبالتالي تحديد قدرتها على الصيام أو حاجتها إلى بعض المقويات والمكمّلات الغذائية كالحديد.
تغذية الأم الحامل في رمضان
ينمو الطفل ويتغذى في رحم الأم، ولذا فهو يعتمد على الغذاء الذي تتناوله الأم في هذا الأمر، وفي حال قررت الأم الحامل بعد أخذ نصيحة طبيبها الصوم في رمضان، عليها التصرف بما يلائم احتياجاتها واحتياجات الطفل الصحية والنفسية، لكن هذا لا يعني أن تكثر من تناول الطعام، إنما يعني هذا الأمر أن تتصرف الأم بحكمة وعقلانية حتى لا يؤثر صومها عن الطعام والشراب خلال النهار عليها أو على جنينها، وبناء على هذا، فإنه يتوجب على المرأة الحامل أن تغذي نفسها وجنينها بطريقة سليمة وذكية خلال الشهر الكريم؛ بحيث تتزود بجميع العناصر الغذائية الضرورية من جهة، وتتجنب كل ما يضر بجنينها؛ كالسهر والتدخين.. من جهة أخرى.
القواعد الأساسية لطعام المرأة الحامل أو المرضع في رمضان
– يجب أن تكون وجبة الإفطار متوازنة وتحتوي على جميع المجموعات الغذائية من نشويات وبروتينات ودهون وخضراوات. ومن الجدير بالذكر أن كلا من المرأة الحامل والمرضع تحتاجان إلى 500 سعر حراري زائدة على حاجة المرأة الطبيعية.
– يجب على المرأة الحامل والمرضع بشكل خاص الحرص على تناول وجبة غنية ومتوازنة في السحور؛ بحيث تحتوي على كميات جيدة من الألبان والأجبان والنشويات والبروتينات، بالإضافة إلى كميات معتدلة من الدهنيات التي من شأنها أن تمد الجسم بالطاقة.
– ينصح جميع الناس بتناول ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء في اليوم الواحد، وعلى المرأة المرضع بشكل خاص الحرص على ذلك والإكثار من تناول السوائل؛ وخصوصا الحليب، وذلك للمحافظة على إدرار الحليب اللازم للطفل.
– تنصح المرأة الحامل والمرضع بالاستمرار بتناول أقراص الفيتامينات والمعادن.
قواعد التغذية الأساسية للمرأة الحامل بشكل عام
على الحامل أن تتناول الغذاء الذي يحتوي على البروتينات والدهنيات والسكريات والأملاح المعدنية والفيتامينات، بنسب معينة وبنظام متوازن، وإليك البيان:
– البروتينات: تقوم البروتينات ببناء وتجديد جميع أنسجة الجسم، وتتوفر البروتينات ذات المصدر الحيواني في اللحوم، السمك، البيض، الحليب ومشتقاته، أما البروتينات ذات المصدر النباتي التي تكمل البروتين الحيواني فتتوفر في الحبوب، الخضار اليابسة، الأرز والخبز الكامل.
– الدهنيات: تعمل الدهون على بناء وتجديد الأنسجة، وتزود الجسم بالطاقة، وتسهم أيضا في تكون الأعضاء؛ خصوصا الجهاز العصبي، وتتوفر الدهنيات الحيوانية في اللحوم والسمك، وصفار البيض، والحليب والزبدة، ويفضل عدم الإكثار منها، أما الدهنيات النباتية فتوجد في الثمار الزيتية كالفول السوداني والجوز والبندق واللوز.
– السكريات: مصدر للطاقة، وتتوفر في السكر والعسل والأرز والحبوب والفواكه، ويفضل عدم الإكثار منها، خصوصا إذا زاد وزن الجسم بشكل كبير، باستثناء الفواكه الغنية بالفيتامينات.
– الفيتامينات: وهي ضرورية لتكون المادة الحية والضرورية للمحافظة على جميع أعضاء الجسم؛ مثل فيتامين (ج)، ومجموعة فيتامين (ب)، حمض الفوليك، فيتامين (أ، د، هـ، ك).
– الأملاح المعدنية: تحتاج الحامل إلى مزيد من الأملاح المعدنية خلال الحمل؛ ومنها الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم.
أما عن أهمية الفيتامينات، فالكالسيوم ضروري لتكوين الأسنان والهيكل العظمي للطفل، ويوجد في الحليب ومشتقاته، الخبز الأسمر، السمسم، الملفوف، الهندباء. أما المغنيسيوم فهو مهم لإقامة توازن عصبي عضلي، ويتوفر في اللوز والجوز والبندق والحبوب الكاملة.
وبالنسبة للعناصر المعدنية فهي ضرورية للاحتفاظ بصحة جيدة، ومنها الحديد، اليود، الزنك، الفلور. والحديد ضروري لتكوين كريات الدم الحمراء، ويتوفر في البقدونس، السبانخ، العدس، الرشاد. أما اليود فهو مهم لتحسين عمل الغدة الدرقية، ويتوفر في السمك، الأصداف البحرية، ملح البحر. وتحتاج الحامل إلى الماء بكثرة؛ لذا تناولي كمية كافية من الماء (لتر إلى لتر ونصف) يوميا.
ملاحظة
من الطبيعي أن يزداد وزن الحامل خلال فترة الحمل، لكن يجب أن يزداد الوزن زيادة محسوبة، فمن المعروف أن وزن الحامل يزيد من 10-12 كغم على وزنها الطبيعي خلال شهور الحمل التسعة؛ حيث يزيد خلال أول ثلاثة أشهر 3 كغم تقريبا، و4 كغم خلال الأشهر الثلاثة التالية، و3 كغم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، فإذا زادت الأم الحامل على 10 كغم، فيجب أن تقلل من المواد الدهنية والنشوية والسكرية في غذائها.
طعام المرأة المرضع في رمضان
كما هو الحال بالنسبة للمرأة الحامل، على المرضع اتباع نظام غذائي متوازن أثناء الصوم يمدها بكل المواد والعناصر الغذائية الضرورية لها ولطفلها، ويمكن اختصار ما تحتاجه الأم المرضع من العناصر الغذائية بالآتي:
– السعرات الحرارية: تحتاج المرضع إلى سعرات حرارية إضافية في وجباتها الغذائية تبلغ 500 سعر يوميا.
– المواد البروتينية: كما تحتاج إلى حوالي 10-15 غم من البروتين النباتي أو الحيواني يوميا.
– الأغذية الغنية بالحديد والكالسيوم وفيتامين (أ)؛ حيث تحتاج إلى حوالي 1200 ملليغرام من الكالسيوم يوميا، وحوالي 1300 ميكروغرام من فيتامين (أ)، كذلك تحتاج إلى حوالي 15 ملليغرام من الحديد يوميا.
نعود وننصح المرضع بشرب الكثير من السوائل وعلى رأسها الماء والحليب عند وجبة الإفطار، وأن تتناول حبات من التمر كونها غنية بالمواد الغذائية اللازمة، والحرص على وجبة متكاملة تحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن والدهون؛ بحيث تتمكن من إمداد طفلها بالحليب، وأن لا تهمل تناول وجبتي الإفطار والسحور لكي يبقى جسمها صحيا، ولكي لا تضطر للجوء إلى الحليب الصناعي.
أهم ما تتجنبه الأم الحامل
في رمضان
عزيزتي الحامل، هناك بعض الأمور التي يجب الابتعاد عنها نهائيا لصحتك وصحة جنينك، وأمور من الأفضل تجنبها؛ ومنها:
– توقفي نهائيا عن التدخين؛ لأن هذا الأمر يؤدي إلى ضمور الجنين أو نقص نموه، وغالبا ما يولد أطفال المدخنات قبل الأوان، أو يخرجون بشكل عكسي؛ أي تخرج الأطراف السفلية والحوض أولا.
– تجنبي المواد الدهنية؛ كالسمن والزبدة والقشطة والمقالي؛ فمائدة رمضان غنية بالأطباق الدسمة، وكونك حاملا لا يعني أن تتناولي هذه الأغذية بلا حساب.
– تجنبي المواد الحريفة والصلصات؛ كالشطة والقرفة والزنجبيل والفلفل عند الإفطار؛ فالمواد الحريفة قد تسبب لك ألما شديدا في المعدة بعد الإفطار.
– تجنبي الإكثار من تناول الشاي والقهوة والمياه الغازية والبوظة.
– تجنبي الإكثار من القطايف والحلويات كثيرة السكر، وإن كان ولا بد، فتناوليها بشكل محدود ولا تكثري منها.
نصائح للمرأة الحامل
والمرضع خلال رمضان
يمكن للمرأة الحامل أو المرضع أن تصوم شهر رمضان، ويجوز للتي تخاف على نفسها أو جنينها أو كليهما معا أن تفطر في رمضان، فإن قررت الصيام، فإليك بعض هذه النصائح في الشهر الفضيل:
– تناولي في فترة الإفطار وجبات قليلة الحجم وكثيرة العدد ومتوازنة (3-4 وجبات يوميا)، وذلك لتجنبي نفسك الشعور بالإعياء والتعب والتخمة، ولا تهملي وجبة السحور، فهي ضرورية لأنها تمدك بالطاقة والمواد الغذائية اللازمة لك ولجنينك.
– إذا كنت حاملا بتوأمين حينها، عليك أن تفكري مليا وأن تستشيري الطبيب المختص قبل أن تأخذي القرار بالصيام.
– إذا كنت مريضة بالسكري، عليك التقليل من تناول السكريات والنشويات، والتعويض عنها بالخبز الأسمر والعسل الأسود والفواكه، كما عليك أن تكوني حذرة من حالة هبوط السكر التي قد تحدث لك إن قررت الصيام، فديننا دين رحمة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وحالة هبوط السكر تتطلب الإفطار الفوري بلا أي نقاش.
– راقبي وزنك أثناء الحمل، وأبلغي الطبيب بأي زيادة ملحوظة.
– لا تهملي تلك الرسائل التي يرسلها لك جهازك العصبي خلال الصوم، فإذا شعرت بالإعياء والتعب والدوار، اتصلي بطبيبك على الفور، واستمعي لنصحه ولا تشددي على نفسك بالصوم إن كنت غير قادرة، بل بإمكانك الإفطار الآن والقضاء مستقبلا، فهذا الدين العظيم دين يسر وليس دين عسر.
– ننصحك بالاستمرار بتناول أقراص الفيتامينات والمعادن التي وصفها الطبيب وعدم إهمال ذلك على الإطلاق.
– إذا شعرت بأعراض هبوط الضغط خلال فترة الصيام، فننصحك بالراحة والاستلقاء، وإذا استمرت هذه الأعراض حينها، عليك أن تفطري، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..