الجفري في الخرطوم.. سانحة لإشاعة الاعتدال

منذ أن بزغ فجر التصوف في بلادنا عبر المشايخ والبيوتات الدينية المتعددة بشيوخها وخلاويها.. كان ذلك إيذانا بأمرين.. اندياح الإسلام وتمدده وانتشاره وسريان تأثيره في المجتمع وفي المسلك العام والخاص على حد سواء.. ناشرا التسامح والتوادد والرحمة والاعتدال.. ثم تراجع العصبية القبلية والعشائرية والجهوية لصالح الطرق الصوفية والجماعات الدينية القائمة على الاعتدال والتسامح.. أي على ذات النهج الصوفي.. ورغم كل التقلبات التي مرت من هنا.. عصبية وتشددا وحدة وإلغاء للآخر.. ظلت الصوفية بنهجها المتفرد صامدة بل وجاهدة في سبيل انتشال المجتمع من كل مظاهر الغلو والتطرف وتجاوز الاحتقان.. صحيح أن الطريق لم تكن دائما سهلة مفروشة بالرياحين حيث ظل التربص والاستهداف نهج البعض.. لكن الصحيح أيضا أن الصوفية بأدبها وتهذيبها واعتدالها وتوسطها ماضية نحو نشر راياتها على الجميع.. ساعية بالحسنى ما وسعت.. بالسماحة ما استطاعت وبالهداية ما أمكن.. ولن يختلف اثنان في أن هذا النهج الصوفي هو الترياق للتطرف والغلو وهو المعادل الموضوعي لكل دعوة إقصائية تكفيرية لا تخلف غير مزيد من التشظي والاختلاف والشقاق.
وغير بعيد من هذا.. بل وسيرا على ذات النهج.. تستقبل بلادنا هذه الأيام أحد دعاة الوسطية والاعتدال، أحد رموز المنهج الصوفي وهو العالم الإسلامي المعروف الحبيب الجفري.. والذي وصل صبيحة هذا اليوم إلى الخرطوم.. في زيارة فكرية دعوية حوارية خاصة وبمبادرة خاصة.. إذ تأتي الزيارة ضمن برامج المجمع الصوفي العام العلمية باستقدام علماء وسطيين لهم إسهامهم الفكري العالمي بغية إحداث تلاقح فكري يصب في صالح الدعوة الوسطية.
والحبيب الجفري يعد من الدعاة والمفكرين العالميين وله جهود ملموسة في نشر وترسيخ الفكر الوسطي ونبذ العنف والتطرف، وله قبول واسع وحضور عالمي وتأثير قوي نسبة لطرحه العلمي الذي يخاطب العقل والوجدان معا مما يجعله طرحا مقنعا ومقبولا خاصة في أوساط الشباب والمثقفين عموما..
تهدف الزيارة إلى دعم جهود المجمع في تثبيت دعائم الوسطية والتي تكافح التطرف والخروج على صحيح الدين على حد سواء.. أي نبذ الغلو والتشدد ومكافحة التحلل كذلك.. وإعطاء فرصة للشباب للاستماع إلى الرجل والتحاور معه سيما وأن الحوار مع الآخر في إطار الاحترام وحفظ الحقوق هو ديدن الرجل ونهجه الذي عرف به.. وحسب المجمع الصوفي الذي يشرف على تنظيم هذه الزيارة وتنسيقها فهي تهدف إلى إرسال رسالة مهمة إلى أصحاب الفكر المتشدد أن تعالوا إلى كلمة سواء نتحاور حوارا علميا نصل فيه إلى نقطة وسط نجتمع فيها على نقاط الالتقاء ونتجاوز مواضع الخلاف حتى نصل بمجتمعنا إلى بر الأمان فنحقق مصلحة الدين والوطن.
ولعمري فما من عاقل يرفض هكذا دعوة.. وما أحوج الناس اليوم إلى الحوار الهادف.. وما أحق الملل الدينية بسيادة روح التدافع بالحسنى في ما بينها.. وهي إن فعلت ذلك فإنما تقدم القدوة وتشجع الأجيال الناشئة على ضرورة احترام الرأي والرأي الآخر بل وتعلمهم أن الحوار قيمة يجب أن تعلى.. ونحسب أن جهد المجمع الصوفي جهد يجب أن يجد الدعم والترحيب والتيسير.. وفي ذلك لا أقل من أن نرحب بالشيخ العالم الجفري.. رسولا للاعتدال واحترام الرأي الآخر..!
اليوم التالي
مقال ممتاز وشكرا كثيرا رغم انك مصنف من اللذين ممسكين العصا بالنصف
من انت لتكتب عن الجفري وتصفه بالعالم هذا الرجل صوفي شيعي يتوسل بالحسين ويستند في حديثه باحاديث من خياله وينسبها للبخاري ويمكن ان ترجع في يوتيوب لتري ضلالااته وتبا لحكومه اضاعت عقيد الناس بمهادنة الشيعة والصوفية والتوسل بالقبور ودعاء غير الله
هل السودان فى حاجة لدعوة شيوخ من الخارج أمثال الجفري اليمني او احمد الكبيسي العراقي كان الاولى بهم اصلاح مجتمعاتهم التى يتقاتل فيها الناس ليل نهار كما هو مشاهد.
من المآخذ على الطرف الصوفية ان الشيعة الاثناعشرية الصفوية وجدت طريقها الى المجتمع السوداني المسالم عن طريقهم لانهم يزعمون محبة آل بيت النبوة وكادت ان تنقل اليه الارهاب والعنف الموجود فى العراق وسوريا ولبنان لولا لطف الله بهذا البلد واهله الطييبن وطرد الايرانيين الصفويين من السودان قبل ان يتمكن السرطان الشيعي المتطرف فى بلادنا.
ادعوا علماء يستفيد منهم المجتمع أمثال الشيخ عبدالرحمن السديس امام الحرم وغيرهم
http://www.albayan.co.uk/Mobile/MGZarticle2.aspx?id=3007
لذلك عرف الأمريكان اعتدال الجفري هذا وشيخه حقاني وغيرهم من العلماء
!!!!!
الغريب أن الجفري سئل في قناة مصرية عن ابن لادن فشتمه!
وسئل عن بوش فألان له الكلام
فأيهما أشد إجراما؟!!!!
الأستاذ محمد لطيف
كثيراً ما تكتب مواضيع هامة و تطرح فيها آراء جيدة ، لكن لديك مشكلة كبيرة مع القراء ، و كم هائل من الإتهامات ، تعلمها جيداً.
و لا يخفى عليك أن هذه الأتهامات تلقي بظلالها على أطروحاتك ، رغم إنك و الحق يقال ، تعرض مواضيعك بأسلوب متفرد.
و حتى لا يغيب الحق ، و بالذات في مواضيع هامة مثل مقالك هذا ، يستحسن أن تعطي موجز معلومات و بعض المراجع ، لأن ظروف القراء لا تتيح لهم معرفة الحقائق ، و تعليق مثل تعليق [حافظ] ، بالتأكيد يظلم الشيخ الحبيب على الجفري ، و يظلم القراء بأظهار معلومات غير صحيحة عن الشيخ الجفري.
أرجو أن تقوم بمزيد من الجهد و تورد بعض النمازج المشرفة التي يتناولها الحبيب الجفري الذي يدعوا إلى الوسطية و يحارب التطرف.
لديه لقاءات و مناظرات مع قطاعات مختلفة من البشر منهم المتشددين ، ملحدين ، فنانين ، و بعض مخرجي الأفلام ذات المشاهد الجنسية ، و لديه لقاءات مع المسيحيين.
و في كل تلك اللقاءات ، تجد الحبيب الجفري ، يتحدث بأسلوب علمي راقي و متسامح ، يعكس روح الإسلام.
السودان كانت تسوده الوسطية والإعتدال ولم نكن في حاجة للجفري يأتينا من آخر الدنيا ليعلمنا الإعتدال والوسطية عينكم للفيل …..