الصحافة: ايقاظاً للوعي ام الضغينة؟

في تاريخ بلادنا شواهد كثيرة تؤكد ان الصحافة قد لعبت دوراً كبيراً وماتزال في ايقاظ الوعي تاريخياً، ولقد ادلي الكثير من الصحفين السودانيين بدلوهم في هذا السبيل، وقد لعب بعضهم دوراً مزدوجاً من اجل اصلاح المجتمع ولم يكن ذلك قاصراً علي الرواد منهم بل تواصل ليشمل كثيراً من المحدثين. لقد ظل الصحفيون وحتي فترة متأخرة خلال القرن الماضي مشغولين بقضية تحقيق الاستغلال الوطني، وكان هدف الاستقلال الوطني واضحاً ومحدداً لا يحتاج الي تنظير او تحليل، ومن هنا لم تكن مشكلات كثيرة مطروحة امام العقل السوداني واضحة لا تحتاج الي تنظير او تحليل، اذ بدأ كل شئ مرجأ وربما ضئيل الاهمية امام هدف تحقيق الاستقلال. الصحافة تمثل امراً ضرورياً وللعمل السياسي، ولذلك يوجد من ارخ للبدايات الاولي ان حبلاً سرياً ربط ويربط بين الشابات والشباب الذين يمارسون العمل الصحفي الان في ظروف صعبة دامسة، ابسط ما توصف به بانه ظرف غير طبيعي، ليس هذا فحسب فان افتقار مناخ الحرية تحيط به القوانين المقيدة للحريات، في مناخات تسودها الاميه كثيراً مايعوق حركتهم مما ادي الي اضعاف تاثير وسائل الاعلام ومن بينها الصحافة بصفة عامة.
الاستقلال والتحرر الوطني قد انجز كيفما اتفق ولكن في غياب الحريات والديمقراطية يلاحظ الكثيرون ان قلة تفتعل الصراعات بين القوي السياسية اذ ان الامر لديها اكثر دهائاً وايغالاً في الايذاء ولكن باساليب فيها الكثير من الاصرار علي تضليل الناس والسيطرة علي عقولهم الذي هو الهدف الابرز من خلال اساليب للكتابة والسيطرة بالوسائل التكنيكية كالمعلومات المضللة التي لاتتيسر الا لمن يعرفون كيفية الاساليب والوسائل للحصول عليها، كما يتجلي ذلك من خلال ادارة وتوجيه المعلومات واستخدامها بقصد ترويج وبرمجة الجهمور وجعله اسيراً لمخاطر التضليل حيث تتباري في كيل الضربات التي يظن انها تخدم اهدافاً تنتهي بتشكيل القارئ والتأثير علي اتجاهاته وقيمه وطرائق تفكيره وخاصة لو كانت تلك الجهود تستهدف حزباً تعلم انها مدركة لتلك البرامج التي لن تخدم غرض سوي الخداع وتشويه صورة لن يقوي علي تشويهها حتي لو استخدم نصلٌ من صدف لن يقطع اوردة الحقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..