أخبار السودان

حرامية الدقّاقة

حالما تدخل(الدقّاقة)إلي حواشة القمح،فإن الشرطة والسدنة والتنابلة وغيرهم من الحرامية،يدخلون معها،الحجل بالرجل.
البوليس يحمل البندقية الآلية،لزوم إظهار القوة،والآخرون يحملون الأوراق والإيصالات التي بموجبها،سينزع قمح المزارع بالقوة المسلحة.
والمزارع صاحب القمح الأصلي،تجده يقف من بعيد،يراقب الموقف،وهو يدرك سلفاً ما سيقال له عند نهاية حصاد القمح.
وتنتهي الدقّاقة من عملها،ويطلع نصيبها من القمح(عيناً)،والزكاة تأخذ نصيبها من القمح،والممول وهو في الغالب بنك(عجيب)يقسم الديون على سعر زهيد للجوال فرض علي المزارع فرضاً،ويأخذ القمح،وموظفون آخرون يطالبون المزارع بتسديد رسوم وهمية أخري،على رش المحصول بالطائرات،والمزارع لم ير بعينيه(طيارة)تحوم فوق قمحه.
وبنهاية يوم(الدقّاقة)يكون موسم المزارع قد انتهي بالخسارة المحققة،والقمح توزع دمه بين القبائل،والديون الأخري المتعلقة بالعمليات الزراعية لا زالت معلقة في رقبته،إما ان يدفعها أو تصادر أرضه،بموجب أوراق وقعها صاغراً.
لا تنتهي قصة موسم القمح،بإفلاس المزارع،جراء نهب الطفيلية لعرقه وجهده طوال شهور من الكد والعمل،بل يطارده الحرامية لآخر حبة قمح موجودة،وهنا تتكامل الادوار،فالحكومة وهي تمثل الطفيلي بالأصالة لا بالوكالة تعلن سعر تركيز لجوال القمح أقل من تكلفته،فالتكلفة تفوق ال500 جنيه،وسعر التركيز الحكومي 400 جنيه،والمزارع خسران سلفاً 100 جنيه في كل(شوال)حتي وإن تبقي له بعض القمح بعد معركة(الدقاقة).
أما ماذا يعمل التنابلة والسدنة بالقمح الذي صادروه من المزارع بسعر التمويل والتركيز الزهيد،فللحكاية بقية.
فالمطاحن المشهورة لا تشتري القمح السوداني بسبب رداءة النوعية،وارتفاع سعره مقارناً بالقمح المستورد أو الدقيق،وعلى ذلك فالحرامية الذين نهبوا قمح المزارع يتجهون لوزارة المالية،ممثلة في المخزون الإستراتيجي،حيث يحصلون على الأرباح المؤكدة،والخاسر طبعاً هو المال العام الذي دخل(جيوب)الفاسدين،والسدنة،الذين لم يزرعوا حبة قمح واحدة،لكنهم حصلوا على المليارات من قمح زرعه(مزارع)،تم الإحتيال عليه في نهاية المطاف.
هذه هي قصة زراعة القمح في السودان،كما نشاهدها في الواقع بالألوان الطبيعية.اما ما وراء إفلاس المزارع فهي فصول رواية أخري،تدخل فيها أطماع السدنة والحرامية المحليين والأجانب،ورغبتهم الدفينة في الإستيلاء علي الأرض الزراعية عن طريق(اللولوة)والعمولات والرشاوي التي تدفع لجهات نافذة من أجل هذا المخطط التآمري.
والمستوطنون الجدد القادمون من قطر والسعودية إن زرعوا لا يزرعون القمح ولا الدخن،ولا غيره من غذاء السكان،إنما البرسيم لجمالهم،والذرة الشامية لمطابخهم،والبطيخ للتحلية،كما وأنهم يجلبون العمال الزراعيين من شرق آسيا ولا حاجة لهم بالسوداني،وأرباحهم يحولها بنك السودان لهم بالسعر الرسمي للدولار،طالما كانوا (أخوان مسلمين) .
وبمثلما يخططون لإفقار الشعب،يخطط الشعب لنهايتهم التعيسة،التي تشبه نهاية الفار تحت براثن الكديسة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وبمثلما يخططون لإفقار الشعب،يخطط الشعب لنهايتهم التعيسة،التي تشبه نهاية الفار تحت براثن الكديسة.

    قريباً جداًجداً انشاء الله

  2. حكاية القمح بالجزيرة (حكي لي مزارع من قرية فطيس بالجزيرة أن الحكومة علمتهم سرقة حقهم كيف ذلك لنسمع الحكاية)
    للتحضير لحصاد القمح ودخول الدقاقة يتم نظافة وتكسير التقنت ويقوم المزارع بقطع اكبر كمية ممكنة من القمح وتخزينها بالبيت وبعد رحيل الحرامية يتم دق القمح المخزن باي وسيله ممكنة انتهت القصة .
    مزارع يشقي ويتعب وينتفع غيره عجبا لهؤلاء النفر من اين اتوا …..

  3. يا كمال شعارنا العالى بيرفع فناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونضحك مما نسمع فعصابة الرقاص رفعت من الشعارات الكثير والمثير الا انها لم تطبق الا شعارين هما فلترق كل الدماء والان دماء الشعب تسيل فى اتجاهات البلد الاربع والشعار التانى امريكا دنا عذابها فامريكا الان تتوسل عصابة الرقاص لفك الحصار الاقتصادى الذى فرضته حكومة الكيزان على امريكا والذى بسببه توقفت مصانع الادوية والكوكا كولا والبيبسى بسبب حظر بيع الصمغ العربى للامريكان .

  4. من حكاوى اهلى ان الدفاع الشعبى كان له نصيب جوالين و احضر المندوبين الجوالات الفارغة فقال لهم صاحب الحواشة اديكم 150 و تبيعوا لى الشوالين فرد احدهم دقايق بس فانفرد برفيقه و عاد و قال ليهو بس الشوالات الفاضية حقتنا قال ليهو خلاص دى 50ج و تركوا لهم الجوالين و قشطوا ال200 انه ذنب ولى الامر الذى جعل المحكوم يرشى فى اخذ ماله و اما المنوبين فاكلوا مال السحت و دقى يا مزيكا

  5. بموجب أوراق وقعها صاغراً,كلمات تدمي القلب.التحية لك يالكرار و بقية الرفاق اصحاب الاقلام الحرة علي كبسولات الاستنارة و إزالة الغبش هذه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..