الحل الظالم ..!!

:: الدكتور جعفر ميرغني يحكي للأخ عبد الحفيظ مريود .. بعد إحتلال حلايب وشلاتين و أبو رماد ، كان التفاوض الأول – حول تحريرها – بشرم الشيخ..وكان وفد السودان في هذا التفاوض برئاسة على محمد عثمان يس، وزير العدل الأسبق، ورافقه – مع آخرين – د. جعفر ميرغني كخبير وطني .. وكان الوفد المصري برئاسة عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، و رافقه – مع آخرين – د.يونان لبيب كخبير وطني ..يونان نبيل ( 1933 – 2008) ، من خبراء التاريخ في العالم، خريج جامعة عين شمس ( 1955 )، ثم ماجستير التاريخ الحديث ( 1963)، ثم دكتوراه في التاريخ الحديث ( 1967)..وعلى مائدة التفاوض، بعد الترحيب بهم، طلب عمرو موسى من الوفد السوداني بأن يبدأ المرافعة ..!!

:: وافق وفد السودان، وطلب الرئيس من الخبير الوطني جعفر ميرغني بتقديم المرافعة التاريخية لمثلث حلايب ثم تقديم الوثائق التي تثبت سودانية المثلث..فقدم جعفر ميرغني مرافعة مختصرة للغاية..(أشكركم، ولكن في وجود المؤرخ المصري يونان لبيب في وفد التفاوض المصري إكتفي بشهادة كتبه ومؤلفاته عن هوية حلايب)، قالها جعفر ميرغني ثم أخرج بعض كتب و مؤلفات لبيب من حقيبته ووضعها على المائدة.. فهاجت القاعة، وهاج يونان لبيب أيضاً : ( لا يا عم، مش كده، تاريخ إيه؟، و مؤلفات إيه؟، و كتبي إيه؟، دي مفاوضات سياسية )..!!

:: وغضب جعفر ميرغني، وحبس يونان لبيب في خيارين لا ثالث لهما..نفي وتكذيب كل كتبه و مؤلفاته التاريخية وما فيها من معلومات ووثائق تخص البلدين، أو التأكيد على مصداقية كل كتبه التاريخية وما فيها من معلومات ووثائق البلدين – بما فيها ما تخص منطقة حلايب – ثم الإعتراف بها، وليس هناك أي خيار للمؤرخ المصري يونان لبيب.. وهاجت قاعة التفاوض لحد رفع الجلسة مع تحديد موعد جلسة آخرى – في اليوم التالي – بين الرئيسين فقط ، بلا (وفود مرافقة)..وهي الجلسة التي إقترح فيها عمرو موسى تقسيم المثلث بالمناصفة، بحيث يكتفي السودان بالنصف الجنوبي و تواصل مصر في إحتلال النصف الجنوبي، ولكن رفض يس الإقتراح .. !!

:: وبعد الجلسة، عاتب الخبير الوطني جعفر ميرغني رئيس الوفد على عدم توثيق ( الحل الظالم)، إقتراح تقسيم المثلث..كان عليك طلب اقتراح التقسيم وخرائطه من مصر – كتابة – بحيث يُضاف إلى الوثائق التاريخية والمعاصرة التي تثبت سودانية المثلث ..وهكذا..ليست شهادة كتب ومؤلفات المؤرخ المصري يونان لبيب فقط، بل كل حقائق التاريخ تكذب مصر في قضية حلايب، ولذلك ترفض منصات التحكيم الدولي ثم تبذل جهداً خارقاً لتمصير الأهل هنا.. ولكن الروح السودانية هناك تهزم كل الجهود وتنتصر لأصل الهوية..وعلى سبيل المثال، ثلاث وحدات سكنية بكل من حلايب وشلاتين وأبورماد، وبكل وحدة خمسمائة منزلاً، وبكل منزل خدمات الغاز والمياه والكهرباء..ومع ذلك، سفوح الجبال والسهول والوديان هي التي جذبت روح البشاري، لتتحول الوحدات السكنية إلى أطلال ..!!

:: ثم قرية سياحية في أبورماد، بقصد دمج المجتمع البدوي مع مجتمع الحضر الوافد من مصر، ولكن البشاري لم يقربها، فتحولت القرية السياحية إلى أطلال ..ثم بنشاط غير مألوف، أكملت السلطات المصرية طريق الساحل، وأوصلته إلى (بوابة) وضعت في غير مكانها الصحيح..وتنتظر إفتتاح الطريق، لتعبر المارة والسيارة لأن في العبور الرسمي (إعتراف بالمكان).. ولكن لا عبور، ولا حل ظالم، ما لم يبعد المدخل عن بورتسودان (400 كلم)، وليس ( 280 كلم)، كما يعكس حال الإحتلال..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ناس حلايب قالوا هم عايزين مصر و انتو مالكم انا سودانى حتى النخاع و لكن حال هروب المواطن من قلب السودان الخرطوم هو ما جعلنى اكتب هذا و لو بكرا قالوا لى تنازل عن جنسيتك السودانية مقابل اى جنسية تعطينى انسانيتى سوف افعل و ستظل روحى السودانية كماهى و لا استطيع انا و لا غيرى تغييرها و لكن سوف تتغيير جغرافيتى و اهل حلايب اذا بقوا مصريين بناتهم ما حيبقوا رقاصات زى ما بعلق بعضهم لكن سيكونون سودانيين باخلاقهم و شرفهم و مصريين بجغرافيتهم انتو ما عندكم امثلة كثيرة محمد الامين خليفة و التجانى ادم الطاهر و ادروب ابراهيم امين المؤتمر الوطنى لي بقوا سودانيين لانو لقوا التعليم و الاهتمام لو كان لقوا فى تشاد و لا اريتريا كانوا مشوا بى هناك

  2. الاستاذ الطاهر ساتى
    تحياتى
    مقالك اعلاه المقصود منه تمجيد فاضح ومكشوف لدكتور جعفر ميرغنى لانه أسلامى قديم وفيه تجاهل لبقيية أعضاء الوفد الذين اغفلت ذكر حتى اسمائهم ولا بد انه كان منهم فنيين ومختصين فى علم الخرائط وفيه تحقير للدكتور على محمد عثمان ياسين لأن حعفر ميرغنى لامه (أكيد كنت تقصد وبخه ) وربما كانت سببا فى ابعاده عن الوزارة فأخوانك اسلوبهم أرسال القوى الامين وأن كان لايحمل صفة رسمية غير اللقب الذى دثرته به (الخبير الوطنى !!) .
    قضية حلايب أغتنم فيها المصريون مؤامرة الأنقاذ الدنيئة لأغتيال حسنى مبارك فى اثيوبيا ربما بتكليف من أخوان مصر فبدلوا الوضع واحتلوا حلايب أستصغارا لسلطة الانقاذ الضعيفة فأصبحنا نحن من يطالب بالتحكيم وهم من يتمسكون بالاحتلال ومصرنة حلايب بطريقة شبيهة لما يفعله الاسرائيليين من تهويد الاراضى الفلسطينية ولم نسمع عندها جهادا كالذى شن على الجنوبيين مما أدى لانفصال الجنوب . هذه هى الحقائق العارية لقضية حلايب بلا تزوير ولا مزايدة .
    أن كان أخوانك من الانقاذيين قد انتدبوك لطمس الحقائق فقد فشلت أيما فشل وتأكد أن هناك العديد من الوطنيين السودانيين المخلصين يرصدون هذه الاحداث وسيحاسب الشعب من فرطوا وباعوا أراضى السودان وما زالوا يفعلون . لن تستطيع انت ولا د جعفر ميرغنى تزوير التاريخ وتحسين الاخطاء الشنيعة التى ارتكبتموها فى حق هذا الوطن الحبيب .
    أخيرا وسؤال برئ : لماذا لم تكتب عن فضيحة بيع أراضى جامعة الخرطوم أم أنه لم يصدر لك تصريح بذلك ؟؟؟ أم أن التوجيهات محصورة بمهاجمة الذنيبات وأسامة داؤود والدفاع عن وزيرة التربية المتواطئة مع الفساد التربوى ؟؟

  3. هي بقت علي حلايب … جودوا الاداء في باقي البلد. انتم تحبون ان تلهو الشعب عن قضايا المعيشة … زمن حسني مبارك كنتو ساكتين خوفا منه … عالم جبانة وما بتختشيش

  4. (( ثلاث وحدات سكنية بكل من حلايب وشلاتين وأبورماد، وبكل وحدة خمسمائة منزلاً، وبكل منزل خدمات الغاز والمياه والكهرباء )) !! وأين كانت حكومتنا الهمامة حتى تم كل ذلك وهي نائمة ؟؟؟ أم أنه الخوف من فتح ملف اغتيال حسني مبارك ؟؟؟

  5. يا الطاهر ذى الحاجات دى ( الكيزانية المغلفة بالوطنية ) بتكشف نومتك وبتفقدك الحياد
    مثلث حلايب سودانى بكامله حتى المصريين يعرفون ذلك
    والحديث الذى جرى و أوردته أنت يؤكد ذلك
    وبرغم تأكيدنا على حرية الصحفى فى حماية مصادره الاّ ان فى حصولك على هذه المعلومات فيه رائحة تصفية خصومات قد يتبعها بعض الترضيات والاتفاقات التى تضيع اصل القضية بالتراضى على اخفاء المعلومات حماية لبعضكم البعض وليضيع السودان بين الارجل

  6. مشكلة حلايب تتمثل في (( إنعدام الندّية ))..
    بإختصار كده..
    مافي ندّية بين مصر والسودان..
    مصر أقوي من السودان سياسياً ودبلوماسياً وإقتصادياً وعسكرياً..
    مصر أساساً إحتلت السودان مرتين مع الأتراك والإنجليز..
    وممكن يحتلونا تاني لو دايرين..
    إذا لم تتطور الإرادة السودانية فلن تسلمنا مصر حلايب..
    مصر سلمت جزيرتين في البحر الاحمر للسعودية بكل هدوء..
    بهدوء مُحير جداً للعقول..
    ليه؟؟
    لأن هناك (( ندّية )) بين مصر والسعودية..
    لأن السعودية عندها فلوس ومصر عندها قوة..
    خليك من علاقات الدول دي وأنزلوا معاي لحياتنا البسيطة..
    لو واحد قلع منك حاجة بتاعتك بالقوة حتعمل شنو؟
    حتطلبها منو طبعاً..
    وهو حيعمل شنو؟
    هو حيحسبها بحساب المكسب والخسارة..
    أنت لو عندك وضع إجتماعي وضهر جامد حيرجع ليك حاجتك ويعتذر ليك كمان..
    لكن لو أنت ضعيف وتعبان وفقران وما عندك ضهر حيقول ليك طز فيك..
    وساعتها أنت تكون خسرت حاجتك..
    لكن ممكن تخسر زيادة كمان..
    لو مارست دور الحماقة والإسترجال ودخلت معاه في مضاربة وحرب..
    حيضربك ضرب الحمير وتكون كده خسرت حاجتين إثنين..
    خسرت حاجتك وخسرت كرامتك معاها كمان..
    اليومين ديل وزارة خارجيتنا بتلوح بالحرب مع مصر..
    أو بتقول أن مصر دايرة تدخل حرب معانا..
    وفي الحالتين ده إسمو (كمين سياسي)..
    دايرين نصيحتي؟
    ننسي حلايب الصغيرة دي شوية ونشوف باقي البلد دي ونعمرها ونصلح حالنا..
    نحن عاملين ذي الزول العندو مليون فدان بور وفراغ وجفاف..
    وزعلان وحردان علي ضياع فدان واحد شالوهو منو..
    وكمان طريقة إقناعنا للمصريين حالياً غلط × غلط..
    ما حنقدر نقنعهم بالمخططات والمؤلفات والكتب بتاعة يونان لبيب..
    لأنو كتب التاريخ حاجة والسياسة حاجة تانية..
    التاريخ فلسفة شخصية.. لكن السياسة أمر واقع وعلاقات قوي..
    عشان كده أنا ما مستغرب أنهم قالوا لينا:
    لا يا عم، مش كده، تاريخ إيه؟، و مؤلفات إيه؟، و كتبي إيه؟
    الحكاية ما حكاية كتب وإعترافات مكتوبة في كتب أفراد..
    هم عارفين ومعترفين في قرارة نفسهم أن حلايب سودانية..
    لكن الحكاية رجالة وتصفية حسابات قديمة..
    بكلام المصريين: الحكاية بلطجة..
    لمن نرجل ونسترجل ويكون عندنا ( ندّية)..
    بعدين حنرجع حلايبنا وشلاتينا..
    لكن حالياً البيقول نقابل البلطجة ببلطجة وحرب ده زول حمقنجي ساي..
    هو ياسر عرمان ومعاه 10 ألف جندي مجننين الحكومة..
    إتخيلو السيسي ومعاه جيش مصر المليوني ده ممكن يعملو شنو؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..