السودان بين الوعد الحق والفجر الكاذب

الشيخ حسن الترابي أهان السودان والشعب السوداني وهو حي ولا نريد أن يهين السودان والسودانيين وهو ميت كشاهد زور على العصر في فضائية الجزيرة “البايرة” التي لا توقظ فكرة ولا تهذب شعور وتجاوزتها الحركة الجماهيرية من المحيط الى الخليج بعد دعمها إعادة تدوير الأخوان المسلمين عبر ما يعرف بالربيع العربي…!! والفجر الكاذب القديم الذي عرفناه من دخول الترابي الحلبة السياسية في السودان بعد ثورة أكتوبر المزعومة سنة 1964ووثقه د.منصور خالد في كتبه التي تقدم أفضل شهادة على العصر عن السودان او ما تبقى منه للعرب الأذكياء الذين يريدون أن يعرفوا ما هو السودان ومن هم السودانيين ..؟؟!!
*****
التأصيل كلمة كان ينعق بها الترابي في حقبة الإنقاذ ويرددها أهل ثورة الإنقاذ المزيفة 1989.. منذ مجيئها المشئوم في السودان ومفردة يلوكها الإخوان المسلمين السودانيين دون النظر إلى ما ترتب من تجربتهم السودانية الممتدة من 1989 ..فماذا تعني هذه المفردة وما تأثير مشروع الإخوان المسلمين على المجتمع السوداني..التأصيل هي على وزن تفعيل أي ممارسة عمل او نشاط يعيد مجتمع ما إلى ماضي يعتقد صاحبه انه كان أفضل من الوضع الراهن..
فإذا أردنا نتحدث عن تأصيل حقيقي لدولة السودان هذا يعني إننا نغوص في أعماق التاريخ وراسيا دون تجاوز الجغرافيا التي تعبر عن السودان..هذا يعني إننا نعود إلى حضارة كوش الأخلاقية والتي عبر عنها خليوت بعانخي* في نداء وجهه عبر العصور..وليس دولة المدينة في الجارة السعودية في القرن السابع حيث الخراصين والافاكين والمنافقين والذين يتقدمون ويستاخرون ونزلت فيهم آيات بينات..وهذا ما يردده الاخو المسلم صاحب الانتباهة الطيب مصطفى في الفضائيات …دون تبصر او تمحيص..
نعود لمنشأ فكرة الأخوان المسلمين نفسها،الجارة الشمالية مصر..الفكر دائما ما يكون انعكاس للمجتمع الذي نشا فيه وفي حالة تصديره إلى الخارج أما يتم توطينه وتحويره ليناسب البيئة الجديدة أو يتحول إلى وباء مدمر كما هو الحال في السودان..حتى الإمام الشافعي عندما انتقل من العراق إلى مصر تغيير فقهه..رغم أن القران والحديث مصادر ثابتة وواحدة في البلدين..فما هي مظاهر البيئة المصرية التي تختلف عن مظاهر البيئة السودانية وتجعل عملية تأصيل الإخوان المسلمين ليس سوى عملية تشويه للمجتمع السوداني..مثلا ظاهرة الثار والقتل بدم بارد موجودة في أقصى جنوب مصر وكل مصر ومعدومة تماما في أقصى شمال السودان وكل السودان..وأكثر ما يتورع منه السودانيين هو القتل غير المبرر..ولكن تأصيل الأخوان المسلمين جعلهم أخوان مجرمين..وتسببوا في الموت الرخيص وغير المبرر للسودانيين في كل أنحاء السودان وفي الخرطوم وشهدنا الجرائم الغامضة والمركبة والمجهولة الدوافع والممارسات المشينة في بيوت الأشباح..وهذه تعتبر من أسوا أنواع التزييف للشخصية السودانية بل التشويه التي وفدت مع الأخوان المسلمين السودانيين ومشروعهم الحضاري المسمي بثورة الإنقاذ، لان العنف والقتل من صميم فكر الأخوان المسلمين ويكون مموها باسم الجهاد حتى ولو كان الصراع في جامعة أو معهد أو نقابة..
التأصيل الثاني هو ظاهرة الثراء الحرام والتكالب المريض على المال العالم الشيء الذي حدا بأحد الأخوان المسلمين د.التجاني عبد القادر يصدر فيه سفر ينوء للعصبة أولى القوة، معروف أن قيمة الزهد في عرض الدنيا الزائل متجذرة في السودان منذ أمد بعيد وكل الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال لم تسجل فيها أشكال من هذا النوع من الاعتداء على المال العام وبهذا الشكل الفاضح والفاحش والعلني..وخاصة أن السودان كان يدار بحكومات لا يتجاوز أعداد تنفيذييها ا الخمس وعشرين شخصا ناهيك عن هذا الإخطبوط الإنقاذي الذي جعل الوزراء أكثر من المزارعين..وجعل الفساد المريع المواطنين في حالة ضنكه وشكل كارثة زاحفة من الهامش الى المركز في شكل سخط جماهيري عارم..فمن اين جاءت هذه الصفة ذميمة واغتالت السودانيين في خصلة الأمانة التي اشتهروا بها وجعلتهم أمناء على خزائن المال في دول الخليج العربي ودول العالم الأخرى..وكلنا يعرف تورع السودانيين من أكل السحت والمثل السوداني “حق الناس كناس”..ولكن الأخوان المسلمين السودانيين اخترعوا مسكن عجيب لتغطية ثراءهم الحرام وخاصة ان جلهم وصل ارزل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا وتحت ضغوط الخوف من الموت النفسية ومواجهة الخالق بما كسبت أيديهم..وهو الحج غير المبرور كل عام..والحج بالنسبة لهم ليس خلاص من الماضي المشين وانعتاق نهائي من الدنيا وزخرفها كما يفعل أهلنا الكبار عبر العصور بل عملية “فرمتة ” كالتي تتم لجهاز الكمبيوتر..والعودة مرة أخرى لنفس المنصب ولنفس الممارسات..
وبذلك نجد أن مآلات التأصيل الاخواني والعبرة بالنتائج..شوه السودان أرضا وإنسانا..وادخل صفتين ذميمتين في المجتمع السوداني ما سمعنا يهما في إبائنا الأولين، وجعلهما من صميم السلوك السوداني المعاصر وهي ارتكاب جرائم القتل غير المبرر و تعاطي الثراء الحرام دون وازع او ورع..وهذا الأمر يفسد الدارين..ويجعل الإنسان السوداني يعيش تحت مركبات الذنب التي لا يصلح معها إدمان الحج إلى الأراضي المقدسة واخشي إذا ما انتهت حقبة الإنقاذ بالرافعة الخافضة أن نحتاج لدكتور فيل لإعادة تأهيل هؤلاء الناس ومن اتبعهم من الغاويين من أبناء الشعب السوداني
*****
يطلق مصطلح الإسلام السياسي على الأحزاب السياسية التي تمارس السياسة من خلفية دينية وأضحى شائع في تعريف حركة الأخوان المسلمين..ولكن الإسلام السياسي في السودان الأصلي كان موجود قبل الاستقلال كجزء من الحركة الوطنية -الأنصار والختمية والهندية والجمهوريين ثم بعد الاستقلال في يناير 1956 تشكلت أحزاب حقيقية من هذه المدارس الإسلامية السودانية بصورة رفيعة المستوى ..حزب الامة وحزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي والحزب الجمهوري …جاءت كلها في إطار ليبرالي اشتراكي يشبه قيم المجتمع السوداني ولم تخلق اي احتكاكات مع مكونات المجتمع السوداني الأخرى من مسيحيين وأصحاب أديان وضعية”الكجوريين” من أبناء جبال النوبة و جنوب السودان …الذين تعرضوا لإبادة مشينة عبر العصور عبر برنامج القوميين العرب والأخوان المسلمين …
السؤال ما هي قيم المجتمع السوداني ومن أين أتت ؟
السودان مجتمع تكافلي ليبرالي ديمقراطي اشتراكي بالفطرة-والمجتمع السوداني لا يشبه المجتمعات العربية ولا بشبه المجتمعات الإفريقية..لذلك عندما استعمر الانجليز السودان وضعوه تحت إشراف الخارجية البريطانية وليس وزارة المستعمرات سيئة الذكر وجاءوا بفلزات أكبادهم لتأسيس الدولة النموذج في العالم الثالث بمعايير ديمقراطية وست منستر مع شيء من الإدارة الأهلية…وتحفل مذكراتهم بالكثير من التقدير للسودان والسودانيين
السيد عبدالرحمن المهدي مؤسسة مجتمع مدني سودانية وكذلك “أوتاد الأرض في القبل الأربعة” الشيخ البرعي والشيخ حاج حمد الجعلي وعلي بيتاي وام ضوا بان وازرق طيبة..ووضع الطعام في الطرقات في رمضان.. عادة سودانية اقتبسها ناس الخارج وسموها موائد الرحمن..والرأسمالية الوطنية أمثال المرحوم خليل عثمان والضو حجوج وحاج الصافي وإبراهيم مالك وسعيد بوارث وعبد الكريم السيد وعبدالله الحسن كانوا اشتراكيين بالفطرة ومؤسسات مجتمع مدني بنو مدراس ومستشفيات من حر مالهم.. قبل ان يتشدق بها أهل اليسار السوداني..ولان الانجليز الأذكياء الذين يصنعون الطائرة الايرباص.. اخبر بالمجتمع السوداني وطبيعته فصلوا له النظام السياسي الذي يناسبه وهو ديمقراطية وست منستر الليبرالية وخرجوا من السودان عبر انتخابات 1954 و أسسوا أحزاب وطنية كبداية للمسار الديمقراطي النظيف وحزب الأمة الأصل كان حزب ليبرالي يقوده عامة الناس ويرعاه السيد عبدا الرحمن المهدي وكذلك حزب الشعب الديمقراطي آن ذاك…ودخلنا في جحر ضب خرب مع الأخوان المسلمين من 1964 ولم نخرج منه حتى الان مع-نفس الناس-
تشوه السودان عبر الايدولجيات الوافدة التي صنعت خصيصا للعرب في الحقبة الامبريالية/الصهيونية بدواعي بقاء دولة إسرائيل لتكرس للقمع والاستبداد وتكبيل الشعوب والهدار حقوقها عبر أكذوبة ثورة يوليو 1952 والناصرية..وكان لنا نصيب في استيراد بضاعة الآخرين وعجزوا عن توطينها في السودان وقاموا بفرضها عبر الانقلابات فأسقمت جسد السودان وتساقطت أطرافه كمريض الجذام. ولازالوا في فضائياتهم يتنطعوا ويمارسون الكذب العاهر و التدليك الروحي لشعب ابتلاه الله في نخبه…بعد الاستقلال…
والحديث ذو شجون عن السودان القطر القارة و حضارته المغيبة من سبعة ألف سنة وليس بقعة جغرافية تقع جنوب خط22 كما يتوهم الكثيرين من أهل الغفلة ،بل حضارة و قوة جاذبة ومضيافة ، ويحمل جينات و قيم هذا الحاكم الكوشي المسطورة في أهرامات البركل في شمال السودان… وهذا أول حاكم ((اشتراكي)) في التاريخ وتكاد مقولته أدناه ان تكون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة
إنني لا أكذب
ولا اعتدي على ملكية غيري
ولا ارتكب الخطيئة
وقلبي ينفطر لمعاناة الفقراء
إنني لا اقتل شخصا دون جرم يستحق القتل
ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعي
ولا أدفع بخادم استجار ني إلى صاحبه
ولا أعاشر امرأة متزوجة
ولا انطق بحكم دون سند
ولا انصب الشراك للطيور المقدسة
أو اقتل حيوانا” مقدسا”
إنني لا اعتدي على ممتلكات المعبد -الدولة-
أقدم العطايا للمعبد
إنني أقدم الخبز للجياع
والماء للعطشى
والملبس للعري
افعل هذا في الحياة الدنيا
وأسير في طريق الخالق
مبتعدا عن كل ما يغضب المعبود
لكي ارسم الطريق للأحفاد الذين يأتون بعدي
في هذه الدنيا والى الذين يخلفونهم والى الأبد
خاليوت بن بعانخي – معبد البركل- الإقليم الشمالي -السودان
*****
الإسلام الحقيقي جاء الى السودان من اليمن العريق والعراق بلد الفكر والمفكرين…وتعبر عنه الطريقة الختمية -حزب الشعب الديمقراطي والأنصار -حزب الأمة والجمهوريين – الحزب الجمهوري ويكتمل المشهد الحضاري الفكري الثقافي السياسي في السودان بالحركة الشعبية-السودان الجديد..ما عداه عبارة أدوات رخيصة للامبريالية الصهيونية و منبتين المركز الذين يشعرون بمركبات النقص والدونية حيال جارتنا الشمالية الفاشلة مصر واستوردوا منها الناصرية والشيوعية والأخوان المسلمين …القوى الديمقراطية الحقيقية تأتي عبر صناديق الاقتراع وبإرادة شعبية حرة والحثالة السياسية تأتي عبر الانقلابات دائما وفي كل البلاد عبر الانقلابات والثورات المزيفة….
كاتب سوداني

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا دائما اقول اننا اتبعنا انظمة القذارة والوساخة والعهر والدعارة السياسية التى اتتنا من مصر وهى الضباط الاحرار والانقلابات العسكرية والعقائدية واوسخها الاخوان المتاسلمين عشان كده السودان بقى حثالة ولو اتبعنا النظام البريطانى البرلمانى وانضمينا للكومونولث كنا بقينا نجوم مثل الهند!!
    كسرة:هسع عليكم الله فى مقارنة بين مصر والهند والبيارى الجداد بيوديه الكوشة وانحنا بارينا الجداد العربى بتاع الانقلابات العسكرية و العقائدية وطوالى ودانا للكوشة!!!
    الف مليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى عطل التطور الديقراطى فى السودان واخص بالتفاف الانقلاب الاسلاموى الاخير بتاع الترابى اوالجبهة الاسلاموية الذى تم فى 30/6/1989 اخ تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو!!!!

  2. حياك الله الاستاذ عادل الامين
    فقد كتبت ووفيت وشرحت وأوفيت لك التقدير والثناء , فنحن ابتلينا بالنقل الدقيق من شمال وادى النيل والذى اعتقد أنه يريد أرضنا دون شعبنا فقد صدر لنا داء الاسلام السياسى ليجعلنا الاخوان فئران تجارب وانسلوا منه كما تنسل الشعرة من العجين واسقطوا الاخوان وأن جاؤوا بصناديق الاقتراع ومن قبلها صدروا لنا الاتحاد الاشتراكى من خلال القوميين العرب وكان وبالا علينا أذ منه انطلقت شرارة هندسة المجتمع وخلخلة البناء الاجتماعى وتغيير علاقات الانتاج ومن هناك اضطرب مجتمعنا خاصة مع حل الادارة الاهلية التى كانت حاضنة وحافظة القيم والعادات السودانية الاصيلة والادارة الاهلية التى احرز د جعفر بخيت درجة الدكتوراة بتشريحها ومدحها عاد وأصبح رائدا لاقتلاع جذورها . ازاح الكرام من رجال الادارة الاهلية الذين يجمع الناس على نزاهتهم ونصب بدلا عنهم السفهاء والعوام الذين لم يتقبلهم الناس لانهم لم يكونوا نتيجة لاجماعهم كما جرى العرف . أما الطغمة الانقاذية فقد قضت على البنية الاساسية للمجتمع من ادارة ودوائر حكومية وخدمة مدنية ونصبت الموالين غير الاكفاء وسعت الى هندسة المجتمع بالعسكرة والجهاد والقهر والتجويع ووزارة التخطيط الاجتماعى والامن والتأصيل لكى يخلو لهم الجو للاستئثار بالحكم والقوة والمال والاعلام تماما كما فعل ال صهيون فى فلسطين وكانت وصايا حسن البنا الواجهة الاسلامية المماثلة لبروتوكالات ال صهيون .
    أخطر استراتيجية يتبعها اولاد بمبة (كما يقول أهلنا) نحو السودان هى الاحتفاظ بالسودان ضعيفا واهنا حتى ولو حكمه الشيطان طالما أن ذلك يمكنهم من احتوائه فهم الان يتعاملون معنا بالقطاعى , تكاملهم معنا يعنى حريات اربعة لمواطنيهم وحريات ثلاثة منقوصة لمواطنينا ونحن نرضى ونتمسك بانهم اشقاؤنا ولو جاروا علينا واعتصبوا ارضنا وأكاد اجزم أن البشير الملاحق دوليا هو انسب من يتمنونه لحكم السودان . فهم يحاربون العسكر فى بلدهم ويدعمون الطغيان العسكرى المتغطى بشعارات أسلامية فى بلدنا ولا ننسى أنهم ضربوا الجزيرة أبا دعما للطاغية نميرى فى حين كانت بعثتنا العسكرية تحارب دفاعا عن المدن المصرية أبان ما سمى بحرب الاستنزاق زورا . الشعب المصرى وحكومته يتغافلون عن الطغيان الاخوانى فى بلدنا من قتل وتعذيب وأقصاء بينما يستأصلون الاخوان فى مصر بتدمير مؤسساتهم التعاونية والخدمية والسياسية والاقتصادية تحت شعار محاربة الارهاب !!
    لماذا لا نجد حتى دعما من القوى المدنية النى تتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان وحماية المرأة ؟ ألا يرون المرأة تجلد غى الميادين العامة من قبل النظام العام ؟ ألا يرون كيف تكتظ السجون والمعتقلات بالمتظاهرين دفاعا عن جامعة الخرطوم التى يريد من يتأسون بالبلوى الاخوانية الواردة منهم بيعها ؟ ألا يرون التطهبر العرقى والابادة الجماعية فى دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة ؟ كل هذه اسئلة نرجو من كتابنا ومثقفينا الوطنيين أن يكتبوا عنها دوما حتى نجبر نظرائهم من المصريين الذين يتماهون مع استراتيجية حكوماتهم وكأنها ثابت من ثوابتهم المقدسة …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..