الغش التجاري الصيني

الغش التجاري الصيني ! تدني جودة المنتجات الصينية !هل سيؤدي بالعملاق ؟

ترددتُ كثيراً قبل كتابة هذا العنوان الصارخ، إذ أنني من المعجبين بالصين و حضارتها ، بل و أعتبر نفسي صديقاً ! لذلك فهوعتابٌ من صديق ! آمل أن يجد صداه لمصلحة الصين و لمصلحة شعبنا ! و حماية للمستهلكين و للبيئة.كما أنني لم أكن آبه لمثل هذه الإتهامات من قبل بعض الجهات للصين ? خاصة من دول الغرب و من بعض الجهات في عالمنا العربي و في إفريقيا ! فقد كنت أعتبر ذلك منقبيل التنافس التجاري أو من عدم الإستلطاف لتلك القوة الصاعدة في عالم التجارة و الصناعة ، إذ أن الصين أضحت مصنعاً للعالم ! و غزت منتجاتها متاجرنا ، بل شوارع مدننا ! و من ثم أصبحت مشاكل المنتجات الصينية ماثلة و صارخة من حيث تدني الجودة و رداءتها ? حتي شككتُ بأن بعضاً منها من قبيل النفايات التي تصلنا للتخلص منها ، بل ندفع ثمن ذلك التخلص تلويثاً للبيئة و مضيعةً لأموالنا ، علي شحها ! حيث تذهب جل المنتجات الصينية إلي مقالب النفايات و الأمثلة كثيرة: حجارة البطاريات و الموبايلات، شواحن الموبايلات ، الأثاث المكتبي و المنزلي …إلخ
من المشاكل التي تواجهنا يومياً ، حنفيات المياه و الإكسسوارات الأخري مثل البلوفة ? فهي رديئة التصنيع و لدي شكوك بأنها لا تصنع من معادن و لكن من مواد أخري مغلفة بالمعدن ! (الصور مرفقة ).
أما الأحذية فهي قد لا تصمد ليوم (أنظر صورة حذاء طفلة في الرابعة ).
أما المشكلة الكبيرة التي واجهتنا أخيراَ ? فقد إستلمنا عدداً من الأبواب الخشبية الجميلة و بعد حين عند محاولتنا تركيبها ، فؤجينا بأنها نفايات حقيقة ? فهي مكونة من قطع صغيرة من أخشاب إسكراب scrape ملصقة بشكل لا يُصدق و مثبتة علي خشب صناعي و مغلفة بالبلاستيك ! إكتشفتُ زيفها عند فحص الهيكل الذي يثبت علي الحائط و الذي يثبت عليه الباب فقد إنثنت تحت تأثير وزنها فقط ! لذلك لجأنا لنجار شاطر لمعالجة هذه المشكلة و قد فاقت تكاليف إعادة الترميم 3 مليون جنيه ! مع كثير من الشكوك في نجاحها ! و الخسارة كبيرة ! لا تعرف كيف تتخلص منها ! عملية غش محض ! لن تمر في دولة مثل أميركا !(أنظر الصور).
ظل العالم خاصة الغربي و لوقت طويل متخوفاً من العملاق الصيني و من نهوضه و في ذات الوقت تدرك الصين هذا الأمر و تحاول تطمين العالم بأنها بلد مسالم و لا تتدخل في شؤون الغير ! و قد نجحت في ذلك ، إذ أننا لم نسمع في يوم أية تهديدات صينية ! أما المخاوف الأخري ،الإقتصادية منها ? فهي ما زالت مصدراً للقلق، خاصة فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية و ضرورة الالتزام بها للمحافظة علي شرارة الإبتكار و الإختراع و التقدم بالتحفيز المادي و ضمانه من قبل الجميع ? وهنا قد يكون من الضروري التذكير بما حكاه المرحوم عبد الوهاب موسي من تهديد أحد رجال الإنقاذ حين حاول تصنيع ماكينة الكسرة علي نطاق واسع دون ضمان حقوقه ! كان عبد الوهاب عليه الرحمة مُدركاً لأهمية حقوق الملكية الفكرية للتنمية و التطور أكثر من ضرورة توفير الغذاء في المدي القصير ! لقد كانت الإنقاذ مفلسة في أول عهدها و أقدمت علي حماقات كثيرة أضرت بالاقتصاد (كشف حسابات العملاء في البنوك ، تغيير العملة ، مصادرة بعض الممتلكات و عمليات الاعدام لبعض المتهمين في التعامل بالعملات الصعبة).
أما الآن فهنالك مخاوف من الصين ? تتمثل في إنهيارها الاقتصادي جراء تدني الجودة و الغش التجاري و من ثم إحجام المستهلك من الشراء ! ما من أحد إلا و قد أصابه شئ من الضرر : حنفية مياه لا تصمد أمام طفل صغير ! أو عند تركيبها أو صيانتها ! أعتقد بأن عدداً من الناس لديهم تجارب مماثلة و ربما عزموا علي عدم الاقدام علي أي منتجات صينية ! و هنا تكمن مشكلة الاقتصاد الصيني الذي بدأ يتراجع ! حيث تقدر نسبة النمو حالياً بحوالي 7% و يقول الخبراء بأنها قد تكون نصف هذا الرقم !أي 3.5% و لعل مشكلة لعب الأطفال المطلية بالرصاص التي تم إرجاعها أو التوقف عن شرائها في ولايات أميركا المتحدات خير مثال لما يمكن أن يحدث من ضرر للاقتصاد الصيني ! مئات المصانع توقفت و آلاف العمال فقدوا وظائفهم !
وقد يكون مفيداً تذكير أصدقاءنا في الصين بما قاله إمبراطور الصين في رسالته لملك بريطانيا حين بلغت أعداد مدمني الأفيون علي شواطئ الصين حوالي مليون فرد ! خاطبه بما يفيد : نحن في الصين لا نصدر لكم إلا ما يغذي أجسامكم مثل الأرز أو يطيب طعامكم مثل البهارات أو يسعدكم مثل العطور التي تستخدمونها ! فلماذا تصدرون لنا الأفيون الذي يقضي علي شبابنا ؟ لم يتلقي إمبراطور الصين رداً مناسباً ! بل جاءت جيوش الغزاة من بريطانيا لتحتل الساحل الصيني و جزره !كان ذلك في القرن الثامن عشر و فيما عُرف بحرب الأفيون لاحقاً !!
الآن رسالتنا للأصدقاء في الصين ” نحن لا نصدر لكم إلا ما يفيدكم مثل البترول و المعادن و الصمغ و كل جيد من المنتجات !فلماذا تصدرون لنا النفايات ؟ نحن ندري بأن الحكومة الصينية غير متورطة في مثل هذه الأشياء التي نحسبها صغيرة ! و لكن النار من مستصغر الشرر ! إننا لجد مشفقون علي مآلات ذلك علي محمل الاقتصاد الصيني ، بل الاقتصاد العالمي ! خاصة علي أميركا ! فهي ستجرها في سقوط مدوٍ ، إن لم يتم تدارك الأمر و أحكمت الصين رقابتها علي منتجاتها قبل مراقبة الآخرين !!
رسالة من العالم الثالث المشفق و الصديق إلي الصديق الصيني ?لعلها تصل !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكاتب الكريم
    ينبغي عليك لوم التجار الذين يطلبون من الصين اقل البضائع جودة والمغشوشة
    فالصين كاي بلد صناعي به امكانات هائلة بشرية وتفنية ومادية ومواد خام للصناعة وكاي صناعي تقوم الشركات الصينية بتلبية حوجة المشترين لا المستهلكين
    المشكلة تكمن في جشع التجار والمسوردين عندنا وفي كل بلدان الاعالم الثالث فهم يطلبون اقل البضائع جودة والكثر من ذلك يطلبون بضائع مزورة اي مختومة بماركات معروفة ولا يجد امصنع الصيني الا تلبية طلب الزبون
    البضائع الصينية التي تباع في الاتحاد الاوربي وامريكا لا تشبه البضائع التي تجلب لنا لقلة او انعدام الحماية التي توفرها الدولة وجهاز المواصفات للمستهلكين هنا

  2. نعم الصين تصدر لنا وللعالم الثالث نفايتها كم ذكرت . البضائع الجيدة تصدر الى اميركا واوروبا حيث جمعيات حقوق المستهلك ترصد بالمرصاد اى مخالفة لاى منتج أو انتاج , وفى حالة اكتشاف اى تلاعب فى اى سلعة , يتم ارجاعها فورا الى مصدر ارسالها ويتم قفل المتجر ومحاكمة الوكيل البائع مع الغرامة والسجن هذا بخلاف اى تعويضات اخرى من جانب المستهلكين . الصين تعتبر اردأ واسوء منتج وسمعتها وصلت الحضيض فى أوروبا , لذلك لم يتبق لها الا افريقيا حيث تستغل فقر شعوبها وتصدر لهم نفاياتها . على جمعيات حقوق المستهلك مراقبة اى بضائع واردة من الصين قبل ان تنزل الى السوق , وفى حالة اكتشاف رداءتها تعاد فورا الى الصين مع الغرامة للمستورد .

  3. أعتقد أن التحليل غير موفق .. فليست كل الصناعة الصينية سيئة .. الصين تصنع الجيد والرديء ، أمريكا وأوربا تطلب الجيد ونحن نطلب الرديء .. المصنع الصيني يخيرك : يمكن أن ننتج لك هذا الجهاز بعشرة دولار أو خمسة دولار أو دولار واحد ، والخيار لك .. تجارنا يختارون ذو الدولار الواحد …هيئة المواصفات والمقاييس لدينا نائمة وجمعية حماية المستهلك ميتة .. إذا كان الكل يطلب بضاعة جيدة فهل يا ترى ستصنع الصين بضاعة رديئة ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..