تأصيل الشتائم !!

بسم الله الرحمن الرحيم

(حمالة الحطب )..كان العنوان الذي اختاره صاحب التيار ..للرد على صاحب الصيحة في تناوله لشخصه رداً على مقال يفهمه كل ذي بصيرة بأنه تعيير لمسلمي ومتأسلمي زماننا هذا بضرب مثال بما حدث لأولمرت اليهودي من قومه في قضية رشوة مقارنة بسلوكهم…وعيَّب عثمان ميرغني غريمه في اهتمامه في كل مقالاته بشخصية يصوب عليها نيرانه ويكيل عليها من الشتائم كأسلوب ثابت في الكتابة..متجاهلاً الأفكار .. وللمفارقة..فإن نفس العنوان هو الذي اختاره غريمه للرد عليه..ونحن هنا لا يهمنا أن نقف مع أي من الطرفين..فكلاهما ليسا أصحاب أقلام فقط..بل ملاك صحيفة..لكن ما ظهر في رد الطرف الآخر وتبريره لهذا الأسلوب بضرب أمثلة من القرآن مثل حمالة الحطب..وعتل بعد ذلك زنيم..ثم ما خاطب به القرآن الكفار والمنافقين ..الخ.يضعنا وجهاً لوجه أمام ما يمكن أن نصفه بمحاولة تأصيل للشتائم !! جرياً على فكرة التأصيل التي حملها الفكر الإخوانوي وسار به معتنقي الفكرة فينا..حتى كونوا لها لجان ومخصصات ..
ولنا أن نحاكم الفكرة بأي من المناهج أوالمقاييس…فإن اخترنا النواتج كمقياس لنري كوم حصادهم..فإن فشل الفكرة بينات في ما آل إليه حال مجتمعنا في كل المناحي ..ولا أود تكرار ما هو متداول بصفة يومية في كل الكتابات ..أو حتى في السجالات بينهم وبقية الشعب السوداني .. لكن الأوفق في تقديري ..تصويب القول على الفكرة نفسها..منطلقاً وغاية ووسيلة..فإذا بدأنا بالوسيلة ..نجدها اعتسافاً بيناً ولهاثاً في إيجاد إشارات في تراثنا الفقهي لإيجاد ركائز تبنى عليها تأويلات هي في الحقيقة أمنيات تصبغ المنطلق..والذي هو في أحسن صوره ظناً..شكل من أشكال مقاومة الاستعمار كما لاحظ الدكتور حيدر إبراهيم..وليست بدعاً منها وكان كسب غيرهم فيه أكبر بمراحل ..مهما تسربلت بزي الدين ..أما الغاية ..فلا أحسبني محتاجاً لتبيانها..فقد بدت سوءاتها فيما تندر به الشعب السوداني بالثورة التي اكلت شيخها..في صراع على السلطة..فما بلك ببنيها ومناوئيها!!!؟
ما سبق هو في الواقع ..ما يجعل صاحب النظرة الحصيفة ..يوقن بأن ما آلت إليه الحال في بلادنا بعد ما يربو على ربع القرن.. من تمكينهم لأنفسهم ..سببه المباشر هو الفكرة نفسها..فكرة استنساخ نموذج لدولة سابقة ..تختلف خصائص الدول في زمانها ..عن مفهوم الدولة الوطنية في زماننا الحاضر..والتوسل لذلك بتراث فقهي رسخ قمع الحريات والفكر بواسطة الحكام حفاظاً على العروش..تأييداً كان أم تقية..خوفاً من بطش السلطان …واعتبار كل ذلك ديناً ..اقتراءً منهم على الله ورسوله عليه أفضل الصوات وأتم التسليم..ومن سوء حظ هذا التيار .. وما يصعب مهمة مناوئيه من المسلمين من جهة أخرى ..أن فشل النموذج..لا يمكن لمؤمن أن يعتبر مصدره العقيدة أو الدين نفسه..لكن العجز عن الإتيان بنموذج جديد..أو بالأحري الركون إلى قمع سدنة القديم لكل ما هو متقدم في فهم لدينهم ..يترك الفرصة كبيرة ..ويفتح الباب واسعاً..أمام أعدائهم ..للحديث بغير ذلك ..حتى ولو كان طعناً في الدين نفسه..فهل يعتبر أولو الألباب ؟
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فعلا التطور يستلزم الاستنارة واستيعاب متغيرات الزمن المستجدة لاستنباط الحلول.اما الركون الى النصوص ووضعها فى قوالب جامدة يحرم اعادة تفسيرها منطقيا فهذا هو جهل الجاهليين الذى حاربه الاسلام.

  2. فعلا التطور يستلزم الاستنارة واستيعاب متغيرات الزمن المستجدة لاستنباط الحلول.اما الركون الى النصوص ووضعها فى قوالب جامدة يحرم اعادة تفسيرها منطقيا فهذا هو جهل الجاهليين الذى حاربه الاسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..