ظواهر سالبة في الشهر الفضيل ..

بالطبع سوف يغرق أهل الفقه أجهزة الاعلام بالحديث عن مناقب الشهر وفضله إلى غير ذلك من الجوانب المعروفة. وكذلك سوف يفعل اخواننا الأطباء يتحفون جمهرة الصائمين بأحاديث طوال عن أهمية الحرص على عدم اتخام البطون وعدم الاسراف في الدواسم و السكاكر (إن بقى منها الكثير في سودان هذه الايام. )
إنما حديثي سوف يكون عن جوانب سلبية ارتبطت بهذا الشهر ولا يلقى لها الناس كثير بال، ربما يعود هذا لسلطان التعود، أو للامبالاة مغروسة غرسا في (هاردسك) الشخصية السودانية، وليدة عقل بدوى لا يابه كثيرا بالتفاصيل.
أول تلك المظاهر السالبة هي السمت المكفهر الذى يكسو الوجوه منذ الصباح الباكر، (يزينه) نزوع شديد للغضب لأتفه الاسباب. ربما يعود هذا لأثر العطش الناتج عن الصوم في بيئة درجة حرارتها تقترب من الخمسين درجة، وربما يظن الظانون أنه من لوازم او إكسسوارات الصوم (الجيد). و يرافق هذا إهمال المظهر ولوازمه من عطر وسواك في بيئة تتعرق فيها الأجسام حتى في الظل (هناك فهم شائع وسط الكثيرين لا ندرى مصدره هو أن العطر و السواك مكروهان في نهار رمضان)
و من المظاهر أيضا إهمال الاحتياجات الغذائية للأطفال والفاطرين من البالغين (بعذر طبعا)، و ربما لا يحظون بوجبة ساخنة طيلة ساعات الصيام، أو يرمى لهم بفتات ما بقى طعام الأمس، فيعيش الصغار حالة صيام سالب على وزن (التدخين السالب) وخفى (بلا فريضة و لا ثواب).
و هناك المطاعم العامة المغلقة في عاصمة و مدن تضم غير القليل من غير المسلمين و أصحاب الأعذار. ولا يمكن أن يعالج الامر بالسماح لأماكن محدودة بتقديم الطعام لغير الصائمين، فهي مخفية كأنها (فضيحة) وتتعذر معرفتها أو الوصول إليها، وتفتقد للشروط الصحية، ولقلتها ترتفع فيها الأسعار لدرجة مبالغة. إنه لأمر مؤلم للغاية أن اضطرت بعض الكنائس في ام درمان في الأعوام الأخيرة لنصب خيام داخلها لتوفير الطعام لمن يرغب من رعاياها، في وطن يفترض أن لهم فيه مثل ما للمسلمين. لا أدرى كيف يستقيم الحديث عن مساواة دينية مع مواطنين لنا يفرض عليهم هذا التجويع (الميرى)؟
وهناك أمر يعانى منه الأطباء وهو إصرار بعض المرضى بأمراض شديدة الوطاءة على الصيام وبعضهم على قاب قوسين أو أدنى من الخطر الشديد. لا أدرى هل السبب هو حالة تدين أصولي هبطت عليهم فجاءة، أم هي رغبة نفسية في إقناع النفس (واراحتها) بأنها بكامل الصحة من خلال تنفيذ واجب ديني يعاني حتى عتاة الأصحاء المعافون في أدائه؟ أرجح هذا التفسير! وفي نفس الوقت هناك بعض الأطباء ممن (يتقربون) لله بتضييق دائرة الأعذار لدرجة التعسف، فيسمحون لمرضى الفشل الكلوي، أو متعاطي الانسولين، أوالناقهين حديثا من جراحات كبرى بالصوم، و أحيانا يجنحون لإجابات (مجهجهة)، إن استفتاهم أحد المرضى!
وهناك ايضا عادة السهر إلى ساعات متأخرة، و تكون الحصيلة على حساب يوم العمل التالي، فيعمل العامل بنصف (مكنة)، فتتعطل مصالح البلاد والعباد. والمؤسف أنه يسمح البعض حتى للأطفال الصغار بالسهر، مع خطورته وتأثيره على صحتهم ودراستهم.
وهناك عادة سلبية كانت فاشية، لكن غاشية تدهور الدخول التي يعانى منها الأغلبية هذه الأيام أفلحت في تحجيمها وهي الشره والإسراف المرضى في الشراء لبعض متعلقات الصوم. تتكدس خزائن المطابخ بأطنان من (العدة) ومع هذا يتم شراء المزيد منها بغير داع. ويتم شراء كميات من الأطعمة (مع أنه يفترض أن يكون شهر الصوم)، ومع أن عدد الوجبات هو هو كما في أيام شهور الفطر.
+++
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عادة السهر إلى ساعات متأخرة .؟؟
    دي نقطه مهمه جدا
    وغالبا من بعد الافطار بعد التراويح
    والتجهم والشرفنه علي الجلوس امام التلفاز
    وخاصه مع احداثيات البرامج الوهميه اي نعم وهميه جدا وخاصه ..
    كما زكرة .. ظواهر سالبه في الشهر الفضيل ..
    بمعنه ..
    شهر اعتكاف خالص من الترتيل والروحانيات بشكل متواصل
    ودا واحده من الاساب الممكن تودي الشخص للسهر الطويل ..
    *********************************************************

  2. مقال ممتاز … لو سمحت ممكن أضيف عليه نقطة صغيرونة وهي أن جماعة من المدخنين والتنابكة الذين يتحكمون في أنفسهم طيلة اليوم ويمنعونها الدخان والتنباك وما إن يؤذن الآذان حتى يهرعون الى علبة السجائر وكيس التنباك بعد أول تمرة …

  3. الحكومة الالمانيةأعفت أصحاب الاسواق والمطاعم الاسلامية من الضريبة في شهر رمضان
    ونحن حكومة ترفع الاسعار في رمضان بما فيها عمرة رمضان !! وتجار يخرجون البضائع التي كانت مخزنة ليرفعوا اسعارها في رمضان وفي نهايته استعدادا للعيد
    والمواطن العادي بدلا أن يكون هذا الشهر شهر عباده وأيضا شهر توفير ..اذا به تتضاعف منصرفاته ….

  4. هناك سلوك سيئ في رمضان يخص اهل الجزيرة فحسب و هو ايقاف السيارات قسرا للافطار معهم بداعي الكرم و هذه مسألة لا لزوم لها ، بالامكان دعوة الناس بالتلويح لهم باليد و لكن ليس ربط الطريق بالعمم و غيرها و الاصرار على على تنزيل ركاب الحافلات و غيرها حتى و لو كانوا معزومين في مكان آخر. الاجر لا يكسب بهذه الطريق يا اخوان .

  5. هناك سلوك سيئ في رمضان يخص اهل الجزيرة فحسب و هو ايقاف السيارات قسرا للافطار معهم بداعي الكرم و هذه مسألة لا لزوم لها ، بالامكان دعوة الناس بالتلويح لهم باليد و لكن ليس ربط الطريق بالعمم و غيرها و الاصرار على على تنزيل ركاب الحافلات و غيرها حتى و لو كانوا معزومين في مكان آخر. الاجر لا يكسب بهذه الطريق يا اخوان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..