أخبار السودان

الرسالة السنوية لكمالا بابكر

عزيزتي كمالا
هاهي 45 عاماً تنقضي على 19 يوليو 1971،وصدى الذكرى لازال يشق الآفاق.كيف كان يمكن لوجه السودان أن يتغير تلك الأيام لولا التدخل الخارجي الذي اقشعر من فكرة أن يمضي السودان نحو الإشتراكية إذن لمضت افريقيا كلها في هذا الاتجاه.
45 سنة تمر على تلك الأيام الخالدات وصدى صوت أبيك الشهيد بابكر يعاهد الشعب السوداني كما كان العهد مع خنساء (عزيزتي خنـساء..لـك حـبي للأبـد، وحـبي لأبنـائي خـالد وهـدى وهـند وهـالة وكمـالة. لا أعـرف مصيري ولكني إن مـت فسأموت شـجاعا وإن عـشت شـجاعا. أرجـو أن تكرسي حيـاتـك لفلذات أكبادنا وربيـهـم كمـا شــئت وشـئنا واحكي لـهم قصـتنا. أرجـو أن تصفـحي لي لـو آلمــتك يومــا. وكما تعاهدنا فسأكون كعهدي للحظة الأخيرة.)
تلك الشجاعة الخارقة في مواجهة الموت في سبيل الشعب والوطن،كانت الترياق المضاد الذي حمى الحزب الشيوعي من التصفية والاندثار كما أريد له،ولا زالت تلهم الشعب طريق النضال من أجل غد أفضل .
عبر تلك السنوات تكشفت الحقائق فمجزرة بيت الضيافة من تدبير من تحركوا ضد 19 يوليو لا للقضاء عليها فحسب بل للقضاء على مايو وتنصيب أنفسهم زعماء جدد،هذا ما جاء في تقرير القاضي الذي رأس لجنة التحقيق أيامها،وكما وثقه زميلي بوب،والحزب الشيوعي نفسه كان قد سطر رسائل لأسر ضحايا بيت الضيافة بهذا المعنى .
وقد ورد في دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في سبتمبر/نوفمبر 1971 ما يلي(ما بخصوص مذبحة بيت الضيافة فأشارت الدورة الي أن الحزب لاعلاقة له بها، وتتحمل مسئوليتها قوات انقلاب 22 يوليو المضاد، وان قادة 19 يوليو لم يصدروا امرا بقتل المعتقلين. وان تلفيق تهمة مذبحة قصر الضيافة في الشيوعيين وقادة 19 يوليو كان الهدف منها تبرير المجازر ضد الشيوعيين، مثلما تم في تلفيق حادث معهد المعلمين العالي في 1965م لتبرير حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. وقد اكد حماد الاحيمر، أحد قادة الانقلاب المضاد في 22 يوليو 1971م، في محاكمته ضمن قادة انقلاب سبتمبر 1975م في (وادي الحمار) بالقرب من مدينة عطبرة في افادته للمحكمة أن قادة 19 يوليو لا علاقة لهم بأحداث قصر الضيافة، وكانت الاحداث نتيجة لقصف دباباتنا المهاجمة التي قدناها في انقلاب 22 يوليو المضاد)
. وأشارت تلك الدورة الي أن 19 يوليو يتحمل مسئولية شرف تنظيمها الضباط الأحرار ، ومساهمة الحزب الشيوعي تتمثل في تأييدها، وضرورة استخلاص دروسها لتطوير عمل الحزب الثوري في المستقبل، كما تحَمل الحزب كل مسئولية التأييد من: استشهاد، وسجن، وتشريد من العمل وقمع..الخ.
كما ثمنت الدورة برنامج 19 يوليو الذي ركز علي الديمقراطية وسيادة حكم القانون وتصفية دولة الارهاب والتجسس ورفض ديكتاتورية البورجوازية الصغيرة، كما طرحت بديلا اكثر تقدما من نظام الحزب الواحد ورفضت الاستسلام لمصادرة الحريات.
في ذكري 19 يوليو 1971 تبقى المطالب قائمة،بالكشف عن قبور الشهداء ومتعلقاتهم ووصاياهم الأخيرة وبالإقتصاص ممن شاركوا في المحاكمات الصورية أو عذبوا شهداء يوليو قبل اغتيالهم .
مع أكيد تقديري ..ومحبتي

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الصياغة ياأستاذ كمال كرار تفسد الموضوع برمنه ، دائماً في مقالاتك لا تحسن وضع الجمل الإعتراضية و تخلطها بالموضوع ،، فمثلاً جئت بكلام اللجنة المركزية في نوفمبر 1971 و لم تقفل القوس و قمت بربطه بموضوع حماد الإحيمر 1975 ، فأصبح موضوعك كأنما اللجنة المركزية في دورتها في 1971 استشهدت بإفادة حمادالإحيمر سنة1975 ( كيف يحدث ذلك )!!!!!!!!!!!!!!!

  2. الصياغة ياأستاذ كمال كرار تفسد الموضوع برمنه ، دائماً في مقالاتك لا تحسن وضع الجمل الإعتراضية و تخلطها بالموضوع ،، فمثلاً جئت بكلام اللجنة المركزية في نوفمبر 1971 و لم تقفل القوس و قمت بربطه بموضوع حماد الإحيمر 1975 ، فأصبح موضوعك كأنما اللجنة المركزية في دورتها في 1971 استشهدت بإفادة حمادالإحيمر سنة1975 ( كيف يحدث ذلك )!!!!!!!!!!!!!!!

  3. #19يوليو1971 على صندوق سجاير كتب الرجل الذي كرس حياته لخدمة وطنه السودان وشعبه وصيته الاخيرة الرجل الذى لم يدخر لاسرته سوى مكتبة واثاثا للبيع لبناء منزل يأوي الاسرة ولكنه ترك لهم الاهم سيرة عطرة حافلة بالشجاعة والاقدام
    وصـيـة الشـهـيد المقدم / بابكر النــور
    عزيزتى خنساء لك حبى للأبد وحبى لأبنائى خالد ، هدى ، هند ، هالة وكمالا . لا أعرف مصيرى ولكنى إن مت فسأموت شجاعآ وإن عشت فسأعيش شجاعآ . أرجو أن تكرسِى حياتك لفلذات أكبادنا وربيهم كما شئت وشئنا وأحكى لهم قصتنا. أرجو أن تصفحى لى لو ألمتك يومآ. وكما تعاهدنا فسأكون كعهدى للحظة الأخيرة. أمى ، بلغيها حبى وتحياتى ولجميع أخوانى والأهل.
    مكتبتى تبقى لأبنائى وخالد . تصرفى كما شئت وأن يعيشوا فى عزة وكرامة. الشنط تركتها بالطائرة أبحثوا عنها. قولوا للجميع إنِى عشت أحبهم وسأموت على حبهم. أشيائى الخاصة لخالد . هدى، هند، هالة ، وكمبالا تحياتى وحبى لهم.
    الحكم فى تمام الساعة التاسعة مساء الأحد ولم يعلنونى بالحكم ولكنى واثق بأن الحكم هو الإعدام شنقآ وسينفذ غدآ فالمحاكمة صورية.
    إبنتى هدى ، لك حبى وسلامى حتى اللحظات الأخيرة. يجب أن تجتهدى وتهتمى بأخواتك وخالد وأذكرى لهم بأن أباكم مات شجاعآ وعلى مبدآ .
    إبنتى هند ، لن أنسى وداعك فى القاهرة وحبى الدائم لك. حبيباتى هالة وكمالا ، لكما قبلاتى وسلامى. إبنى خالد. عندما تكبر تذكر أن أباك مات موت الشجعان ومات على مبدأ . حبى لك ودمت.
    خنساء، لك حبى . بيعى أثاثاتى وكل شىء لبناء المنزل. سأموت ميتة الأبطال والشرفاء. تحياتى لعمر صالح وزينب وسلمى ومصطفى ومعاوية وكل أهلى . أنا فى حجرة مظلمة وحارة فمعذرة لرداءة الخط. أحمد بله لك حبى وتحياتى . أرجو الإهتمام بأبنائى وبلغ تحياتى لحمزة.
    والدكم / بابكر النور
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها
    اي الاناشيد السماويات لم نشدد
    لأعراس الجديد بشاشة أوتارها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..