شبح بعاتي الصندوق القومي للمعاشات يلاحق المتقاعدين عن العمل

قبل يوميين اتصل بي عبر الهاتف اخ عزيز من مدينة الضعين وذكر لي ان معاش زوجته المتوفاة عليها الرحمه قد تم ايقافه من قبل ادارة الصندوق القومي للمعاشات بولاية جنوب دارفور وعندما ذهب الي ادارة الصندوق القومي للمعاشات بنيالا لمعرفة سبب ايقاف المعاش المفاجئ طلب منه الصندوق احضار شهادة حياة من المحكمه تثبت انه لا زال على قيد الحياة رغم انه كان يحضر شخصيا نهاية كل شهر لصرف معاش زوجته المتوفاة مستخدما بطاقته القوميه وتوقيعه الشخصي فكل الناس يعرفون ان هناك شهادة الوفاة تصدرها الجهات المختصه ولكن ان يطلب من شخص موجود بين الناس قيد شهادة حياة ليتمكن من صرف معاشه مسأله لانجد لها تفسير منطقي ولا علمي ولاعرفي الا اذا كانت ادارة الصندوق القومي للمعاشات باتت تؤمن باسطورة البعاتي وحياة الاشباح التي كانت قبل اكثر من ثلاثه عقود تمثل جزء مهما من ثقافة الشعب السوداني ترويها الحبوبات للاطفال جيلا بعد جيل فالذي فكر في قيد شهادة الحياة واقنع ادارة صندوق المعاشات بالعمل بها ربما يريد ان يثبت لادارة المعاشات انه عبقري بالفعل قد يكون عبقري اذا كنا نعيش في عهد العصر الحجري الذي يعيش فيه الانسان على جمع ثمار الاشجار وارتداء جلود الحيوانات واشعال النيران من احتكاك الحجاره ولكن نحن اليوم نعيش في عصر التقانه التي تتحقق من شخصية الانسان عبر بصمة العين او تحليل الجينات الوراثيه و لذلك يصبح من غير المعقول الطلب من انسان يمشي بين الناس قيد شهادة حياة مشفوعه باليمين مثل التي اطلعت عليها وهي صادره من محكمة الضعين العامه وتفيد بان المواطن محل الحديث يشهد على نفسه بانه لا زال قيد الحياة بحضور شاهدين اخرين فيما ختم الاقرار بتوقيع القاضي وختم المحكمه فالمحكمه قبلت شهادة الشخص على حياته بنفس رقم بطاقته القوميه التي رفضت ادارة معاشات جنوب دارفور قبولها حتى يتثنى له صرف معاش زوجته المتوفاة فالمعاشات بمثل هذه الاجراءات العقيمه تضيع زمن المواطنين وتزيد من معاناتهم لان المعاش في الاصل يمنح للشخص لكي يستريح من معاناة العمل اليوميه التي انتظم فيها لعشرات السنين.
نظريات افتراضيه
فكل العالم صناديق المعاشات فيه تعمل على تقديم استثمارات وخدمات لتغيير حياة المعاشي بعد التقاعد ولكن صندوق المعاشات في السودان يدفع المعاشيين للتخلي عن معاشاتهم بناء على نظريات افتراضيه و اجراءات تعجيزيه مثل طلب قيد شهادة حياة وغيرها من الاشياء لذلك لابد من تغيير وجه الحياة الباسه التي يعيشها المعاشيين من خلال الغاء صناديق المعاشات والتامينات الاجتماعيه الحاليه وتحويلها الي شركات مساهمه عامه يديروها المعاشيون بعيدا عن مؤسسات الدوله حتى يستفيد المعاشي والمؤمن عليه من فوائد ارباح الاموال التي تستثمرها المعاشات والتامينات الاجتماعيه لعشرات السنين ويحرم اصحاب المصلحه الحقيقيه منها لتذهب فوائدها خدمات وامتيازات للادارات العليا في التامينات والمعاشات ولذلك لابد من مراجعة قوانيين التامينات والمعاشات التي اعدت لاستلاب حقوق العاملين في القطاعين العام والخاص .
افادني الاخ العزير عبر الهاتف ان معاش زوجته المتوفاة اوقف منذ شهرين كاملين رغم انه احضر قيد شهادة الحياة مضطرا واوفى بكل ما طلب منه لادارة المعاشات بولاية جنوب دارفور ومع ذلك ظل يتحرك ذهابا وايابا بين مدينتي الضعين ونيالا رغم صعوبة الحركه وارتفاع اسعار المواصلات ولكنه في نهاية المطاف لم يحصل على نتيجه بعد ما افاده موظفوالصندوق بان شهادة قيد الحياة سوف ترسل الي رئاسة المعاشات الاتحاديه بالخرطوم للبت فيها ثم بعد ذلك يسمح له باستئناف صرف معاش زوجته فطلب مني الاخ العزيز الذهاب الي رئاسة الصندوق القومي للمعاشات لتحريك ملفه بعد ان ذكر له مكتب معاشات جنوب دارفور ان الاداره قامت بارساله الي الخرطوم لاصدار امر فك الايقاف فتوجهت الي رئاسة الصندوق القومي للمعاشات بالمقرن وكنت احمل معي صوره من الاقرار المشفوع باليمين لقيد شهادة حياة الاخ العزيز الذي ارسلها لي بالبريد السريع فلدى دخولي المبنى الفخيم وجدت موظفين يجلسان عل منضدة الاستقبال فشرحت لهما المهمه التي قادتني الي صندوق المعاشات فموظفا الاستقبال بعد ان طلبا مني اثبات الهويه وجهاني بالصعود الي الطابق الاول ووجهاني الي مكتب معين حيث كان الموظفين ملمين بعملما بصوره جيده فوصلت الى المكتب المعني ووجدت مجموعه من الموظفات يجلسن على المكتب سلمت احداهن الورق الذي كنت احمله فقادتني بنفسها الي مكتب قريب من مكتبهن قالت لي ان اجراءات الولايات تكتمل فيه فسلمت الورق الذي بحوزتي الي الموظفه المسؤله عن الملفات فقالت لي الولايه التي اوقف فيها المعاش وين قالت لها شرق دارفور فردت علي شرق دارفور دي وين في شمال دارفور ولا غرب دارفور قلت لها ولايه قائمه بذاتها شطرت من جنوب دارفور فقالت لي شرق دارفور دي ماعندنا في دفتر المعاشات ولكن عليك الذهاب الي المكتب المجاور ربما تجدها هناك ذهبت الي المكتب المجاور فوجدت نفس الاسئله والافادات التي تركتها في المكتب الاول ولم احصل على نتيجه حيث ظللت امشي ذهابا وايابا بين المكتبين لمعرفه اين توجد ولاية شرق دارفور في خارطة صندوق المعاشات ففي نهاية المطاف دلتني احدى الموظفات بان اتوجه الي موظفه ما بالصندوق زوجها من شرق دارفور وانها يمكن ان تعثر لنا علي شرق ولاية دارفورفي قطاعات المعاشات بالفعل ارشدت الموظفه المعنيه بقية الموظفات بان متطلبات ولاية شرق دارفور ضمن ملفات ولاية جنوب دارفورفهناك ازمه في الخدمه المدنيه طالت كل مؤسسات الدوله ولكن الذي لا يتخيله الانسان ان يكون هناك موظف يجلس على مكتبه و لا يعرف واجبه والمهام التي يقوم بها وذلك ما يحدث بالضبط في الصندوق القومي للمعاشات من لامبالاة وفقر في الثقافه المهنيه وجهل بدور الوظيفه لان كل الموظفات فشلن في معرفة الموقع الجغرافي لولاية شرق دارفور الذي يعد من صميمم عملهن حتى يسهل مهام الذين ياتون الي الصندوق من كل الولايات ولذلك الصندوق مطالب في الوقت الراهن بتدريس موظفيه جغرافيا الولايات ومحلياتها حتى يكونوا على قدر المسؤليه بالمهام الموكله اليهم لان الصندوق يتولى ادارة معاشات كل العاملين في السودان ولذلك الذي يعمل فيه يجب ان يكون ذو ثقافه عميقه ودرايه حتي بعادات وتقاليد المجتمع السوداني .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا سيد هارون طلب شهادة حياة في هذا الزمن العجيب ليس بالمستغرب، والشاهد إنو الشيخ البعاتي أقصد الشيخ الترابي ودا الجماعة التوج وهو متوفي.

  2. يا سيد هارون طلب شهادة حياة في هذا الزمن العجيب ليس بالمستغرب، والشاهد إنو الشيخ البعاتي أقصد الشيخ الترابي ودا الجماعة التوج وهو متوفي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..