لا تشفّ في الجنوب.. معاً لوحدة وطنية

الحرب المستعرة نيرانها في دولة الجنوب الوليدة جميعاً نتحمّل وزرها بنِسَب متفاوتة ما بين المواطن العادي والصفوة المثقفة والساسة والنخبة الانفصالية في الجنوب .. إذاً لا منطق يجعل البعض يرسل إشارات التشفي في كون أهل الجنوب اختاروا الانفصال وهم الان يتجرعون كؤوس السم التي أعدوها ،إنه لشيء يدعو للأسف حينما تجد نفسك وسط مجموعة تدّعي العلم والمعرفة والاستنارة ، وتتنافس في عبارات التشفي لما يحدث في الجنوب ..ما لهم كيف يحكمون؟ ولو أن في دواخلهم ذرة من الأخلاق لأدركوا أن المسؤولية الأخلاقية تجاه أهلنا في الجنوب ينبغي أن تصل إلى أعلى درجات التضامن والمناصرة وهي فرصة لأن نفتح قلوبنا وديارنا لأخوة الوطن ، لم لا والسودان أبوابه مفتوحة لشعوب أخرى تجمعنا بهم الرابطة الانسانية ؟ الآن كل النداءات ينبغي أن تُلبَّى في حضرة عويل النساء وصراخ الأطفال الذين يتخذون من تحت الاسّرة خنادق للنجاة من مدافع الحرب التي تحصد بلا رحمة.
وقبل أن نرمي بعبارة الشماتة والتشفي من أهلنا في الجنوب علينا ألا ننسى أنهم حينما اختاروا الانفصال لم يكن نتاجا لكراهية أصيلة تجاه أهل الشمال بل بدافع الهروب من الدونية التي تمارس عليهم في السودان الكبير بلا استثناء ..شماله وشرقه وغربه، من منا لم يتعامل مع مواطن الجنوب باعتباره إنسانا درجة ثالثة إلا الذين سمت انفسهم على العنصرية ورحمهم الله من سقمها، وهؤلاء أقلية ، أي إن الجنوب ،بلا مزايدة، عانى من أزمة السلوك السوداني ، وله الحق في ان يختبر العيش بمعزل عن الوطن الكبير حتى يصل إلى نتيجة الخيار الأفضل : الوحدة أم الانفصال.
الكرة في ملعب الشمال والفرصة متاحة لإخراج الوحدة السودانية من حيّز المستحيل وإطلاق مبادرة ( الوحدةالوطنية ) ، علها تشكل فتحاً جديداً ومدخلاً لمعالجة كل الأزمات في السودان، خاصة وأن الإرادة موجودة عند بعض أهل الشمال والجنوب .. آن الأوان أن يتحول السودانيون من خانة الحروب إلى قصة نجاح خالص، يمكننا معا من تحقيق مستقبل جيد .
مع اختلاف المعطيات وخصوصية كل تجربة قطعاً تجارب الانفصال في بعض الدول كألمانيا أسست لوحدة قوية لدولة الآن هي سيدة القوى الاقتصادية والسياسية في أروبا.. جمعياً يدرك أن وجود يمن جنوبي ويمن شمالي، وألمانيا غربية (اتحادية) وألمانيا شرقية اشتراكية وكوريا جنوبية كان بفعل الحرب الباردة ، وانهيار معسكر الاتحاد السوفيتي ومعه انهيار المعسكر الاشتراكي مما أعاد الوحدة لالمانيا التي وضعت أسسا لترتيب البيت الألماني .إذاً ليس عصياً على اهل السودان التلاقي اذاً ما وضعنا هدفاً لاستعادة الوحدة بأسس تعبر عن الإرادة في العيش في وطن بلا حروب ، أي ألا ينظر الشمال لإعادة (الوحدة ) كونها التحاق دولة منهارة بدولة منتصرة، ولا نظرة ارتماء عشوائي لدولة وليدة تحتضر قبل ان تبلغ سن الفطام ،والحقيقة أن السودانين: الشمالي والجنوبي (كلنا في الهم حرب) على وزن بيت الشعر لأمير الشعراء احمد شوقي :-
نصحتُ ونحن مختلفون دارًا***ولكنْ، كلُّنا في الهمّ شرقُ.
التيار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلنا مع عودة جنوبنا الحبيب إلى حضن الوطن الأم لكن في ظل وجود هذا النظام وهذه المجموعة العنصرية الوحدة غير واردة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..