ما اشبه ليله المبعوث الأمريكي وأمبيكي بليلة حسني

تواتر الحديث عن ملحق لما اطلق عليه خارطة الطريق،والتوقيع عليه، يذكر بواقعتين ،
الأولي (بتوضيحاتها) التي أطلقها الصادق المهدي،في مواجه التأييد الشعبي منقطع النظير لآتفاق المرغني قرنق للسلام،بما تميز به من كونه إتفاقا وطنيا واضح ومبسط ودون إملاءآت خارجية ،وحفاظه علي وحده البلاد وسيادتها ، ليفرغه بما عرف عنه من تردد من محتواه،والذي أظهر موالاته للتصعيد المضاد لبقايا مايو (الجبهة القومية ) ،والذي توجه بإشراكها في الحكم لاحقا.
أما الثانية ،وكما أوردها الراحل نقد في لقاء ،حين قال للراحل التجاني الطيب كيف وافقتم علي المشاركة ،بموجب ما عرف باتفاقية القاهرة ؟،حيث أوضح التجاني الطيب ، انه تم إستدعاء مفاجئ لممثلي التجمع الوطني في القاهرة ،بالرئيس حسني مبارك الذي أوجز اللقاء بكلمات (ما عادش في وقت نضيعو ….أنا عايزكوا توقعو علي الإتفاق )،تململ بعض الحضور وتحججوا بان لديهم ملاحظات علي نص الإتفاق المطروح …أجابهم حسني مبارك ،بلهجة آمر ،مافيش مشكله اكتبو ملاحظاتكو عليها علشان نلحقها…بس المهم عندنا توقعو …..).
بموجب ذلك شارك التجمع في مؤسسات النظام التشريعية ،حيث تبوأ الأستاذ ابو عيسي ،وسليمان حامد،وبقية العقد الفريد… مواقع أثيرة تحت سقف المجلس الوطني .
لم تسهم تلك المشاركه الصورية ،التي أضفت جلبابا فضاضا لتعدديه عاقر ،علي نظام دكتاتوري ،في اضافه ،او حذف ،واو ضكر ،كما يقول المأثور ،في وعلي ،كل ما عرض وصدر،كقوانين أو تشريعات ،من تحت ذلك السقف الكئيب(المجلس الوطني ) ،ولم تغير في ذلك ،ايضا ،مشاركة حزب الميرغني بموجب إتفاق جده الإطاري.والتي التحقوا بموجبها بالنظام ،بعد ان سبقتهم الية الحركة الشعبية ،التي راهنوا علي الإستقواء بها ،وضموها بمفارقه صريحه ،للائحة وميثاق التجمع الوطني ،وخطه السياسي ،في مارس ١٩٩٠ ،فيما وظفتهم الحركة الشعبية ،تكتيكيا ،لتحقيق استراتيجيتها ،بمقاسمة النظام الدكتاتوري السلطة والنفوذ.بموجب نيفاشا ،التي حققت علي صعيد الحرب هدنة ،لست سنوات ،تجددت واتسعت بعهدها ،والتي دفع الشعب في الشمال والجنوب ثمنها الباهظ في الإنفصال ،فيما زوت رياح الممارسة العملية للنظام وشركاءة في الحكم ،وعود التحول الديمقراطي ،وتفكيك دولة الحزب الي دولة الوطن ،كما يقول الخطاب عالي الضجيج ،فارغ المحتوي .
الفكاهي في الأمر ، أن السادة النواب المحترمون المعينون ، من قبل المطلوب من المحكمة الجنائية ومجرم الحرب والإبادة الجماعية ،كما تقول مفرادت الخطاب التعبوي لقدامي وحديثي، المشاركة في النظام ،لم يتذكروا تلك الملاحظات ،الملحق ، ولم يعرف ، حتي الآن ، أين هي ….فلقد شغلهم النظام الفاسد ،بما شغلهم به ….وما أشبه ليلة حسني بليلة امبيكي والمبعوث الرئاسي الأمريكي .
ومرة اخري نقول ما أكثر العبر وما أقل الإعتبار ….بل وينهض السؤال ….لماذا لا يعتبرون ….؟
أو لماذا يرضخون لضغوط المضيفين والمانحين ،ولا يستجيبوا لتطلعات الشعب ويستخفوا بإرادته الجبارة ….لقد دبجت عشرات الاتفاقات مع النظام بما لذب وطاب من الوعود ،محصلتها أن النظام الذي تفنن في اختيار فرائسه ،وحدانا وزرافات ،ظل يؤكد حوجته لردفاء لا شركاء ،وإذا ظل هذا نهجه ومسلكه ،أما آن أوان الإعتبار من ان ميزان القوي ،ليكون في مصلحة الشعب والوطن ،ليس في الحبر الذي يسكب معه في الأوراق ،وبهذة المناسبة اين مقررات مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية ،طيبة الذكر؟،ولا في ردهات الفنادق الباذخة ،وإنما في حضن الشعب وعلي طريق رفع مناسيب حراكه بالمذيد من إشراكه في ان يكون سيد نفسه ،ومقرر مصيرة بيديه ،لا بيدي عمر ،من اجل الإنتفاضة الشعبية ،التي تفتح طريق التطور الوطني من أجل السلام الدائم الشامل ،وتصفية ركائز التسلط الإقتصادي الإجتماعي وتسترد للشعب موارده وتقتص لشهدائه ومصابيه بالمحاسبة والمساءلة ،التي يتجاوزها الموقعون الجدد كعربون في حفل ليلة المبعوث الامريكي وامبيكي ،وهم يشربون أنخاب التمادي في عدم التعلم من ملح التجارب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ——————–بند الدولة الفاشلة محل الحوار—————
    (لماذا يرضخون لضغوط المضيفين والمانحين، ولا يستجيبوا لتطلعات الشعب ويستخفوا بإرادته الجبارة)
    نعم لا يجب الخضوع للمضيفين والمانحين.
    ولكن مبرر التدخل والوصاية حقيقة دامغة تبتلع من يكابرها ويتناساها.حقيقة ان السودان دولة فاشلة. والفشل يحدد بمعايير علمية.
    نفهم من الكاتب السعودي عبد الله حميد الدين ان الدولة الفاشلة معرفة من الدول الغربية ذلك التعريف الذي يستغلونه حجة للتدخل والوصاية على الدول. وهو ما يحدث بالضبط في فكرة الحوار الحالية الذي سيق له الأطراف سوقا
    يخضع نداء باريس لأن تلك الحقيقة هي ما يفت في عضدهم. تطأطئ الرؤوس.
    وبالرغم من هذا يمكن تجاوز هذا الوضع ويمكن اجهاض فكرة الحوار وتوظيف اللقاء لبند مختلف.

    اقترح على الجميع دون استثناء قبول الدعوة للحوار لكن بهدف الانقلاب على فكرة الحوار،
    واحلال البند المغاير، السودان دولة فاشلة.
    انتزاع الحقيقة وسودنتها. وعليه يكون البند هو اعلان السودان دولة فاشلة واعتراف كل الأطراف بدور في فشله.
    بهذا الإعلان لا مكان ولا تبقى حاجة لوسيط وسينحسر قدرا من الوصاية.

    لو كان هذا مقبولا لحزب الامة ونداء باريس والتجمع فهم معا يشكلون قوة ضاربة يستطيعون بجدارة اجهاض الحوار بإعداده المسبق.
    تتزلزل الأرض تحت الجميع وتنسف الحجج المعدة بما فيها حجج المعارضة التي تعكف عليها الان. فالإقرار بسهم في الافشال هو مشروع مصالحة مع الوطن. ان كانت العدالة الانتقالية تتم بين شخوص وشخوص، فهنا انما تكون بين الساسة والوطن، عله يصالح.
    هذا الاجماع يشابه عشية الاستقلال البهيجة، لكنه كئيب يناسب الدولة الفاشلة، ولكن يرتجى منه بصيص امل.
    فاروق بشير والفاضل البشير

  2. التطلع نحو مكاسب هو ما يدفع السياسيين للهرولة خلف مفاوضات الحكومة ، فقط وليس أي سبب آخر

  3. ——————–بند الدولة الفاشلة محل الحوار—————
    (لماذا يرضخون لضغوط المضيفين والمانحين، ولا يستجيبوا لتطلعات الشعب ويستخفوا بإرادته الجبارة)
    نعم لا يجب الخضوع للمضيفين والمانحين.
    ولكن مبرر التدخل والوصاية حقيقة دامغة تبتلع من يكابرها ويتناساها.حقيقة ان السودان دولة فاشلة. والفشل يحدد بمعايير علمية.
    نفهم من الكاتب السعودي عبد الله حميد الدين ان الدولة الفاشلة معرفة من الدول الغربية ذلك التعريف الذي يستغلونه حجة للتدخل والوصاية على الدول. وهو ما يحدث بالضبط في فكرة الحوار الحالية الذي سيق له الأطراف سوقا
    يخضع نداء باريس لأن تلك الحقيقة هي ما يفت في عضدهم. تطأطئ الرؤوس.
    وبالرغم من هذا يمكن تجاوز هذا الوضع ويمكن اجهاض فكرة الحوار وتوظيف اللقاء لبند مختلف.

    اقترح على الجميع دون استثناء قبول الدعوة للحوار لكن بهدف الانقلاب على فكرة الحوار،
    واحلال البند المغاير، السودان دولة فاشلة.
    انتزاع الحقيقة وسودنتها. وعليه يكون البند هو اعلان السودان دولة فاشلة واعتراف كل الأطراف بدور في فشله.
    بهذا الإعلان لا مكان ولا تبقى حاجة لوسيط وسينحسر قدرا من الوصاية.

    لو كان هذا مقبولا لحزب الامة ونداء باريس والتجمع فهم معا يشكلون قوة ضاربة يستطيعون بجدارة اجهاض الحوار بإعداده المسبق.
    تتزلزل الأرض تحت الجميع وتنسف الحجج المعدة بما فيها حجج المعارضة التي تعكف عليها الان. فالإقرار بسهم في الافشال هو مشروع مصالحة مع الوطن. ان كانت العدالة الانتقالية تتم بين شخوص وشخوص، فهنا انما تكون بين الساسة والوطن، عله يصالح.
    هذا الاجماع يشابه عشية الاستقلال البهيجة، لكنه كئيب يناسب الدولة الفاشلة، ولكن يرتجى منه بصيص امل.
    فاروق بشير والفاضل البشير

  4. التطلع نحو مكاسب هو ما يدفع السياسيين للهرولة خلف مفاوضات الحكومة ، فقط وليس أي سبب آخر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..