زينوفوبيا ..بين لبنان وجنوب أفريقيا

زينوفوبيا ..بين لبنان وجنوب أفريقيا

فيصل محمد صالح

شكرا شباب وشابات موقع سودانيز أون لاين، فقد قاموا بعمل عظيم ورائد، إذ حركهم ما حدث لإخوتهم اللاجئين السودانيين بلبنان من عنف وقسوة من الأمن اللبناني، فنظموا وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية بالخرطوم حملت شعارات وعبارات موحية وعميقة الدلالة، وفعلوا ذلك بطريقة متحضرة وراقية، انتهت بتسليم مذكرة للسفير اللبناني بالخرطوم.

وأكثر ما يسعد المرء أن الشعارات التي تحمل عنصرية مضادة قد اختفت وحلت محلها إدانة للحادث ومطالبات بالتحقيق والتعويض، وهذا هو نوع العمل الذي يجب أن يتم في هذه الظروف، دون تعميم مخل ، أو تحميل المسؤولية لكل الشعب أو حتى الرد بعنصرية أو أعمال عنف مضادة.

وظاهرة العداء للأجانب، المعروفة بمصطلح الزينوفوبيا Zenophopia موجودة في كل أنحاء الدنيا، ولا نخلو نحن أيضا منها، ولا دولة من دول العالم، لكنها قد تنقص أو تزيد.

وقد يندهش القارئ لو علم ان أكثر بلد سجل حوادث عنف قاتلة ضد الاجانب هي دولة جنوب افريقيا، نموذج الدولة القوية العادلة المنتصرة في أفريقيا. والمؤسف أكثر أن حوادث العنف هذه تستهدف أقرب الاقربين من دول الجوار، وهم اللاجئين الفقراء من زيمبابوي وموزمبيق. الدولتان الجارتان صاحبتا التاريخ الطويل من الدعم والمساندة لنضال شعب جنوب افريقيا ضد التفرقة العنصرية، ولعل هذا السبب هو الذي جعل حكومة جنوب أفريقيا لا تتخذ مواقف قوية ضد سلطة الرئيس روبرت موقابي الديكتاتورية في هاراري، فهي تذكر له دعمه السخي والقوي لها في فترة النضال.

ولأن الدوليتين الجارتبن فقيرتان في الموارد وفرص العمل، يهاجر آلاف العمال والمزارعين الفقراء من زيمبابوي وموزمبيق ويتسللون عبر الحدود لجنوب أفريقيا. ولانهم ليسوا لاجئين بالمعنى القانوني والسياسي، فهم يتسللون للمجمعات الفقيرة في المدن الكبرى ويعملون بأقل الأجور وفي أقسى الظروف. ومع ازدياد حالة الكساد الاقتصادي في العالم تاثر اقتصاد جنوب أفريقيا وارتفعت نسبة البطالة. واتجه فقراء المدن في جنوب أفريقيا لتفريغ غضبهم في بني عمومتهم المهاجرين بحجة أنهم يسرقون منهم فرص العمل ويضايقونهم في لقمة العيش.

وخلال أحداث شهيرة عام 2008 قام المتظاهرون الغاضبون في بعض المدن بحرق وقتل آلاف العمال المهاجرين في أحداث لم تشهد جنوب أفريقيا شبيها لها في السنوات التي تلت نظام الابارتهايد.

المحرج أكثر في هذه الأحداث أنها وقعت من مجموعات شعبية وعصابات منظمة لعبت على أوتار العنصرية والعصبية والتعصب القومي، وحملت المهاجرين الأجانب، وكلهم أفارقة، وزر كل مصيبة في البلد، النيجيريون مسؤولون عن انتشار وبيع واستجلاب المخدرات، العطالة سببها القادمين من زيمبابوي وموزمبيق، مضايقة التجار في السوق سببها سيطرة الصوماليين والإثيوبيين على بعض الأسواق.

رغم كل هذا لا يستطيع أحد تحميل حكومة وشعب جنوب أفريقيا وزر ما حدث، ولا أن يقول إن هذه سياسة مخططة وممنهجة، فالحكومة أدانت ما حدث ولاحقت المتورطين، والشرطة بذلت أقصى جهد لتأمين الحماية للمهاجرين. أما مانديلا نفسه فظهر للتليفزيون ليقول لشعبه إنه يشعر بالعار لماحدث، ويذكرهم بحقوق الجار وعلاقة القربى، وياله من زعيم.

الأخبار

تعليق واحد

  1. ياخي انت صحفي لما تحاول ان تكتب وتتفلسف علي الاقل بمعلومة صحيحة التخوف من الاجانب يسمي اكسينوفوبيا Xenophobia

  2. يا محمد هير
    الراجل كتبها زي ما نطقها ؟؟
    وانت نطقتها زي ما كتبتها ؟؟

    حرف x عندما يكون في اول الكلمة ينطق زاي ؟؟

    دونك كلمة زيروكس ؟؟
    كيف بتكتبها بالافرنجي ؟؟؟

  3. to the writer : where is the comparison between the two…lebanon said they do not want your kind and used the police ..and south africa it’s about jobs and not used police force…..or are you still the( AL SUDAN ..AL TAIB)…do not try to sugar coat the subject….it is.. what it is…..truth wil set you freel

  4. محمد خير انت المخطىء وهو الصحيح تنطق زنينوفوبيا بالزاى zen لا اكسينوفوبيا كما نطقت خطأ ارجع الى القاموس فى النطق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..