من (هنوووك) !!!

*كان فيلماً كوميدياً داخل فيلم رومانسي..
*وذلك في زمان كان أحد معالمه (أين تسهر هذا المساء؟)..
*زمان لا يُصطنع فيه الضحك والفرح والشعور..
*الأول بطله صبي يجلس في الصف الذي أمامنا..
*والثاني مصري بطله- كالعادة- (ثقيل الدم) محمود ياسين..
*وبصراحة استمتعنا ببطولة الأول أكثر من الثاني..
*وبطولته اقتصرت على تعليقات مقتضبة يستهلها بمفردة (هَيْ)..
*ومنها – على سبيل المثال- (هَيْ ؛ عرقي مغشوش)..
*و(هَيْ ؛ راجل كبير وما قاملو شنب )..
*و(هي ؛ شوف بسووا متل جوز الحمام كيفن)..
*فرأى أن يداعبه أحدنا وقد كان أكثرنا ضحكاً..
*سأله وهو يربت على كتفه (إنت يا جنا من وين؟)..
*فرد الصبي وهو يلتفت سريعاً نحونا (أنيّ؟ أنيّ من هنوووك)..
*وأشار بأصبع معقوف جهة الشرق..
*فأردف صاحبنا وهو يزداد ضحكاً (والله هنووك دي إلا تكون الكهف)..
*ثم أضاف شارحاً (الكهف بتاع أهل الكهف يا ولدي)..
*وانفجرنا في ضحك داو بينما لم يعبأ بنا الصبي، وواصل (بطولته)..
*والآن أحس بأنني أطل على الحاضر من نافذة الماضي..
*أو أعيش الحاضر بعيون الماضي..
*أو قدمت إلى الحاضر من ماضي أهل الكهف..
*أو ربما الحاضر هو الذي أتى إلى- قبل أوانه- من غياهب المستقبل..
*فحين استمع لشباب يتكلمون لا أكاد أفهم لغتهم..
*وحين أشاهد مطرباً- على الشاشة- يغني لا أفهم غناءه وكلماته وموسيقاه..
*وحين أتابع مسؤولاً يتحدث لا أفهم سوى (إن شاء الله)..
*وحين أقرأ أخبار أنديتنا لا أفهم الفهود من النمور من الأسود من التماسيح..
*وحين أطالع أعمدة كاتباتنا لا أفهم ما يردن قوله..
*وحين أنصت لنشرة عرض (العاشرة) لا أفهم من المذيعة (عشر) كلمات..
*وحين أمر بالشارع لا أفهم معاني العديد من اللافتات..
*وحين ألج ندوة أخرج بعد أن أجد نفسي لا أفهم إلا (الراهن وآفاق المستقبل)..
*فهل العيب في شخصي؟ أم جيلي؟ أم الراهن هذا؟..
*لا أظن أنه في جيلي بدليل رؤيتي لمن هم أكبر مني (يتماهون) معه..
*بقي احتمال أن يكون بعضه في الراهن المأساوي هذا..
*وبعضه في شخصي الرافض لحال أراه (غريباً)..
*فالسياسة غريبة ، والاقتصاد أشد غرابة، والمعارضة هي الغرابة ذاتها..
*وكذلك غريب كل ما له صلة بمجالات الإبداع..
*سواء غناءً كان ، أو شعراً ، أو تمثيلاً ، أو كتابةً ، أو تقديماً تلفزيونياً..
*وأيضاً صارت غريبة جداً (أخلاق الناس)..
*فأنا – يا سادتي- (من هنوووك !!!).
الصيحة
يا اخ عووضه .. استمع الي اغنية انا والنجم والمساء .
ستجد فيها ما تبحث عنه ..وكل سنه والزمن الجميل
يتجدد في دواخل الوجدان .. لك التحيه .
كورتك فكت ياعووضه. ارحمنا يرحمك الله
التحية اك يا عووضة لم استطع فك رمز كتاباتك فهي بدون عنوان ما هي افكارك التي تنادي بها رغم أني متابع لك
يا اخ عووضه .. استمع الي اغنية انا والنجم والمساء .
ستجد فيها ما تبحث عنه ..وكل سنه والزمن الجميل
يتجدد في دواخل الوجدان .. لك التحيه .
كورتك فكت ياعووضه. ارحمنا يرحمك الله
التحية اك يا عووضة لم استطع فك رمز كتاباتك فهي بدون عنوان ما هي افكارك التي تنادي بها رغم أني متابع لك
عووضة قربت تلحق سئ الذكر ،،
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:اسحاااااق فضل الله
على ذكر ذلك وانك من هنوووك .. ما هي رتبتك العسكرية الان في استخبارات هنوووك ..
الأستاذ عووضة
يسعدني إنك كتبت مقالاً أعجبني ما فيه ، حتى أُعبر عن ذلك ، و لا تكون كل تعليقاتنا نقداً ، و حتى لا تتهمنا (جمهور القراء) ، بإننا متحاملين.
من الصعوبة بمكان أن يفهم القراء مغزى كلماتك ، إن لم يكونوا من تلك الأجيال التي كانت في أيام الشباب تدخل السينما (المصاطب الشعبية) ، لإستمتاع بالفيلم و التعليقات ، في آنٍ واحد ، و لا تكتمل المتعة إلا بذلك.
بالطبع ، ما عدا سينما النيل الأزرق ، فإن معظم شباب تلك الأجيال يرتاد الدور الثاني ، و يدخل في مجموعات ، لأن الدور الثاني أكثر أماناً ، خاصة في دور سينما مثل كلزيوم ، لتواجد بعض العصابات مثل عصابة الكضمي ، لأنهم كانوا حقارين و يسيطرون على ، مرابط الدراجات (مكان ربط العجلات بالجنازير) ، و أخذهم أتاوات (مكملات الدراجة مثل ، الدينمو ، الإضاءات ، الزينة ..) ، لذلك كان معظم راكبي الدراجات يأخذون الأشياء الهامة معهم داخل السينما ، و كان هذا مثار للتندر (فيلم داخل فيلم).
أما سينما النيلين ، فحتى الدور الثاني يعتبر مجازفة ، لأن في أفلام الكاوبويات ، تجد نسبة كبيرة من المشاهدين ، يلبسون ملابس تشابه ملابس البطل ، و لو كان البطل بيسكر ، هنا تكون المشكلة ، حيث يأتون سُكارى ليتقمصوا الدور ، و هم غالباً يكررون مشاهدة الفيلم يومياً ، يعني حافظين الدور ، و كنا نستمتع بمشاهدة العرضين (الفيلم و الجمهور).
متعة الأفلام في أم درمان كانت أفضل ، و معظم الشباب كان يرتاد دور السينما حسب منطقته لقربها (دراجات و مواصات عامة) ، و باسطة أم درمان أجود من الخرطوم ، و أصحاب الباسطة حول النيلين ، كانوا قبل إنتهاء الفيلم يبخون الباسطة بالماء (يبخونها بالفم زي المكوجية) ، و أكتشفنا ذلك بعض أن إنضم لمجموعتنا أحد أبناء عشش فلاتة ، و ربما حتى الآن لم يعرف مرتادي النيلين في ذلك الزمن هذه المعالجات التحسينية للباسطة.
لكن الأمر برمته كان قمة المتعة و كان نابعاً من القلب و كنا أصحاب بلد ، و لأننا شباب ، كنا نعتقد إنه لا يوجد في الأرض أسعد منا و لا أجمل من بلدنا (و هذه حقيقة إلى حدٍ ما) و نشعر بأننا ملوك الأرض.
نسبة كبيرة من قراء الراكوبة من تلك الأجيال ، و تستشف ذلك ، من عمق و دسامة مساهماتهم ، و يعرفون الفرق بين أن تكون مواطن إبن بلد ، و من أن تكون غريباً منبوذاً في وطنك.
أجيال الأبناء الذين لم يعاصروا السودان عندما كان دولة و وطن يسع الجميع ، و آمن ، مهما حاولنا نقل واقعنا قبل الإنقاذ لهم ، فلن نفلح في ذلك ، لأن واقع اليوم لا يوصف و لا يصدق حتى لنا الذين نعايشه ، لأنه أطول كابوس شنيع يمكن أن تكابده أمه.
أستاذ عووضة
أجيالنا شباب ذلك الزمن ، لم تكن من رواد الأفلام العربية (المصرية) ، إلا الأفلام المميزة ، مثل جميلة بوحريد ، الكرنك ، الأرض .. إلخ ، و كان الذوق و المزاج راقي و عالي جداً ، و يتابع أحدث الإصدارات العالمية ، و كنا كأمة نمتاز بذلك عن دول المنطقة ، و ربما يشابهنا المغرب العربي قليلاً (أفلام فرنسية) ، و كان الطلبة المبتعثين لمصر ، يعانون لقلة الأفلام الأجنبية ، لذلك كانوا في إجازاتهم بالسودان يتنقلون يومياً تقريباً في دور السينما ، لتعويض الفرق.
حتى التلفزيون كان بنفس المستوى ، و كان بعض الأفلام و المسلسلات الأجنبية تقيدنا أمام شاشة التلفاز ، و كان معظمها يعرض تقريباً في نفس الوقت مع دول المنشأ.
الأفلام العربية كانت جازبة للمشاهدة الأسرية.
لكن من النادر أن يذهب شباب ذلك الجيل لأفلام محمود يس ، و لا تعليق.
بصراحة مقالك فيه معانى عميقة و تراجديا ، فأنت تتحدث عن وطن تم إستلابه ، و دمر بنيانه (عادات ، تقاليد ، ثقافة…) ، و طمست هويته الإجتماعية و الدينية ، و تولى أمره مخلوقات ، تكره الإنسانية و أبناء الأرض ، و جعلت أبناء الوطن غرباء.
عدم إستيعاب الناس لمغزى كلماتك ، يعود لتقصير الإعلام ، بتوعية الرأي العام و تماهيهم مع سياسة تجهيل التنظيم الحاكم للشعب ، فلو إستيقظ هذا الشعب من جهله لخطط لمستقبل أيامه (برنامج الحكم البديل) ، و لأزاح هذا الكابوس بتوابعه و بنات و أولاد أباليسه ، و لطهر الوطن من هذا الدنس.
لك التحايا
عووضة قربت تلحق سئ الذكر ،،
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:
:اسحاااااق فضل الله
على ذكر ذلك وانك من هنوووك .. ما هي رتبتك العسكرية الان في استخبارات هنوووك ..
الأستاذ عووضة
يسعدني إنك كتبت مقالاً أعجبني ما فيه ، حتى أُعبر عن ذلك ، و لا تكون كل تعليقاتنا نقداً ، و حتى لا تتهمنا (جمهور القراء) ، بإننا متحاملين.
من الصعوبة بمكان أن يفهم القراء مغزى كلماتك ، إن لم يكونوا من تلك الأجيال التي كانت في أيام الشباب تدخل السينما (المصاطب الشعبية) ، لإستمتاع بالفيلم و التعليقات ، في آنٍ واحد ، و لا تكتمل المتعة إلا بذلك.
بالطبع ، ما عدا سينما النيل الأزرق ، فإن معظم شباب تلك الأجيال يرتاد الدور الثاني ، و يدخل في مجموعات ، لأن الدور الثاني أكثر أماناً ، خاصة في دور سينما مثل كلزيوم ، لتواجد بعض العصابات مثل عصابة الكضمي ، لأنهم كانوا حقارين و يسيطرون على ، مرابط الدراجات (مكان ربط العجلات بالجنازير) ، و أخذهم أتاوات (مكملات الدراجة مثل ، الدينمو ، الإضاءات ، الزينة ..) ، لذلك كان معظم راكبي الدراجات يأخذون الأشياء الهامة معهم داخل السينما ، و كان هذا مثار للتندر (فيلم داخل فيلم).
أما سينما النيلين ، فحتى الدور الثاني يعتبر مجازفة ، لأن في أفلام الكاوبويات ، تجد نسبة كبيرة من المشاهدين ، يلبسون ملابس تشابه ملابس البطل ، و لو كان البطل بيسكر ، هنا تكون المشكلة ، حيث يأتون سُكارى ليتقمصوا الدور ، و هم غالباً يكررون مشاهدة الفيلم يومياً ، يعني حافظين الدور ، و كنا نستمتع بمشاهدة العرضين (الفيلم و الجمهور).
متعة الأفلام في أم درمان كانت أفضل ، و معظم الشباب كان يرتاد دور السينما حسب منطقته لقربها (دراجات و مواصات عامة) ، و باسطة أم درمان أجود من الخرطوم ، و أصحاب الباسطة حول النيلين ، كانوا قبل إنتهاء الفيلم يبخون الباسطة بالماء (يبخونها بالفم زي المكوجية) ، و أكتشفنا ذلك بعض أن إنضم لمجموعتنا أحد أبناء عشش فلاتة ، و ربما حتى الآن لم يعرف مرتادي النيلين في ذلك الزمن هذه المعالجات التحسينية للباسطة.
لكن الأمر برمته كان قمة المتعة و كان نابعاً من القلب و كنا أصحاب بلد ، و لأننا شباب ، كنا نعتقد إنه لا يوجد في الأرض أسعد منا و لا أجمل من بلدنا (و هذه حقيقة إلى حدٍ ما) و نشعر بأننا ملوك الأرض.
نسبة كبيرة من قراء الراكوبة من تلك الأجيال ، و تستشف ذلك ، من عمق و دسامة مساهماتهم ، و يعرفون الفرق بين أن تكون مواطن إبن بلد ، و من أن تكون غريباً منبوذاً في وطنك.
أجيال الأبناء الذين لم يعاصروا السودان عندما كان دولة و وطن يسع الجميع ، و آمن ، مهما حاولنا نقل واقعنا قبل الإنقاذ لهم ، فلن نفلح في ذلك ، لأن واقع اليوم لا يوصف و لا يصدق حتى لنا الذين نعايشه ، لأنه أطول كابوس شنيع يمكن أن تكابده أمه.
أستاذ عووضة
أجيالنا شباب ذلك الزمن ، لم تكن من رواد الأفلام العربية (المصرية) ، إلا الأفلام المميزة ، مثل جميلة بوحريد ، الكرنك ، الأرض .. إلخ ، و كان الذوق و المزاج راقي و عالي جداً ، و يتابع أحدث الإصدارات العالمية ، و كنا كأمة نمتاز بذلك عن دول المنطقة ، و ربما يشابهنا المغرب العربي قليلاً (أفلام فرنسية) ، و كان الطلبة المبتعثين لمصر ، يعانون لقلة الأفلام الأجنبية ، لذلك كانوا في إجازاتهم بالسودان يتنقلون يومياً تقريباً في دور السينما ، لتعويض الفرق.
حتى التلفزيون كان بنفس المستوى ، و كان بعض الأفلام و المسلسلات الأجنبية تقيدنا أمام شاشة التلفاز ، و كان معظمها يعرض تقريباً في نفس الوقت مع دول المنشأ.
الأفلام العربية كانت جازبة للمشاهدة الأسرية.
لكن من النادر أن يذهب شباب ذلك الجيل لأفلام محمود يس ، و لا تعليق.
بصراحة مقالك فيه معانى عميقة و تراجديا ، فأنت تتحدث عن وطن تم إستلابه ، و دمر بنيانه (عادات ، تقاليد ، ثقافة…) ، و طمست هويته الإجتماعية و الدينية ، و تولى أمره مخلوقات ، تكره الإنسانية و أبناء الأرض ، و جعلت أبناء الوطن غرباء.
عدم إستيعاب الناس لمغزى كلماتك ، يعود لتقصير الإعلام ، بتوعية الرأي العام و تماهيهم مع سياسة تجهيل التنظيم الحاكم للشعب ، فلو إستيقظ هذا الشعب من جهله لخطط لمستقبل أيامه (برنامج الحكم البديل) ، و لأزاح هذا الكابوس بتوابعه و بنات و أولاد أباليسه ، و لطهر الوطن من هذا الدنس.
لك التحايا