اضف هذه الى حكاويك يا شوقي بدري

أورد الأستاذ شوقي بدري الذي تعجبني كثير من كتاباته و حكاياته في مقال مضى عليه بعض الوقت بعنوان (أبيي و طبول الحرب ) أن مجموعة من الدانماركيين الذين يعملون في الحقل الطبي حاولوا الذهاب إلى السودان في ثمانينيات القرن الماضي لمعالجة مرض الدرن في شرق السودان فوعدوا من قبل حكومتهم بالتكفل باستئصال هذا المرض من شرق السودان بحملة موسعة إذا قدر لمهمتهم أن تنجح ، و لكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد لان سفير بلادنا بالدنمارك وقتئذ رفض منحهم تأشيرة الدخول للسودان ووقف بجانبه قنصلنا هناك معترضا على هذه الزيارة أيضا ( و ليه الشرق ؟ ما السودان كلو عيان ، و الشرق دا منطقة خطرة ما بنسمح لكل الناس يمشوا هناك ) و أضاف الأستاذ شوقي أن الدنماركيين لحدي هسه متحيرين لهذا الموقف ، و أنا بدوري أقول للأستاذ شوقي أننا لم نحير الدنماركيين فحسب بل عقدنا بالدهشة ألسنة و مناخير وعيون كثيرين غيرهم ودعوني احكي لكم عن أمثلة مما أقول ولنبدأ بالحكاية الأولى ، ففي أيام السيول والفيضانات التي اجتاحت السودان عام 1988 م طلب احد المستشفيات العسكرية بدولة خليجية من طبيب سوداني مرافقة مريض سوداني إلى الخرطوم بطائرة إخلاء جوي بعد أن تمت معالجته في ذلك البلد ولم تعد هناك حاجة لبقائه بالمستشفى و تم الاتفاق مع المستشفى العسكري بالسودان قبول إدخاله بمستشفاهم ريثما تكتمل فترة نقاهته. خصصت طائرة إخلاء لنقل ذلك المريض إلى السودان، وأظنها كانت رحلة تجريبية ، فوجد الطبيب المرشح لمرافقة هذا المريض أن لا بأس من انتهاز هذه السانحة لزيارة أهله و الاطمئنان عليهم في تلك الظروف الصعبة ثم العودة لمقر عمله في اليوم نفسه و كأنه في رحلة بطائرة خاصة مدفوعة الأجر ذهابا وإيابا . طار الطائر الميمون بعد أن تمت كل الاتصالات و الإجراءات اللازمة و لكنه ما أن حط بمطار الخرطوم حتى بدأت رحلة المتاعب و كان أولها أن ضابط الشرطة بالمطار رفض السماح للسيستر الايرلندية بالدخول لبلادنا بحجة لم اعد أتذكرها ولكنها لم تكن مقنعة على كل حال مما اضطر الطبيب المرافق إلى رهن جوازه لديهم لضمان عودة السيستر بعد تسليم المريض ، ثم جاءت معاناة أخرى و هي أن عربة الإسعاف التي أحضرت لنقل المريض لم تكن مجهزة بأي معدات لحالات الطوارئ و ليست بها كنبة لجلوس مرافقي المرضى فاضطرت السيستر الايرلندية المرافقة إلى الجلوس بجانب المريض في الكفر الاحتياطي الذي كان مرميا كيفما اتفق في جوف الجزء الخلفي من العربة و علقت هذه السيستر حينما حاول الطبيب المرافق تطييب خاطرها متعللا بالإمكانيات أنها رأت أسوأ من ذلك في بلاد أخرى I have seen even worse in some other countries. ، أما ثالثة الأثافي فهي أن المستشفى العسكري بالسودان رفض قبول المريض المحول لهم رغم ما تم من مكاتبات رسمية في هذا الخصوص قبل إقلاع الطائرة و يقول الطبيب المرافق انه اضطر إلى الاستعانة بزملائه من الأطباء العسكريين بعد جدل مع إدارة المستشفى لما يقارب الساعتين اضطر خلالها إلى الطلب من السيستر الذهاب لأخذ قسط من الراحة باستراحة الأطباء لحين حلحلة الموضوع من جهة ولعدم زيادة سوء الانطباع الذي خرجت به عن بلادنا من الناحية الأخرى ، المهم أن الموضوع انتهى بخيره وشره من غير أن يجد هذه الطبيب فرصة لزيارة أسرته إلا لدقائق معدودة فحسب.
الحكاية الثانية هي حكاية الخطوط الجوية السودانية( سودانير) التي عرضت عليها شركة فوكرز الهولندية في منتصف السبعينيات استبدال طائراتها القديمة التي تعمل بمحركات مروحية وسعتها 35 راكبا تقريبا و تستخدم للسفريات المحلية بطائرات احدث تعمل بمحركات نفاثة وتسع 57 راكبا على أن تدفع سودانير فرق السعر بتسهيلات ميسرة و شمل العرض أيضا إنشاء مركز إقليمي بالخرطوم لصيانة هذا النوع من الطائرات في أفريقيا و الشرق الأوسط . و بعد أن تم قبول العرض مبدئيا أرسلت شركة فوكرز عينة من الطائرات الجديدة لتجريبها بالسودان فجرى بالفعل تجريبها في بعض المطارات و من بينها مهبطي مروي و الدمازين ( المهبط هو مدرج للطائرات غير مسفلت) وكان من بين الذين شاركوا في بعض هذه الرحلات التجريبية احد أقربائي الذي أشاد بالطائرات الجديدة و أداءها الممتاز وسرعتها و سعتها و لكن لدهشته و دهشة غيره من منسوبي سودانير أن عرض شركة فوكرز النهائي تم رفضه لأسباب لم يعرفها قريبي هذا حتى وفاته قبل بضع سنين.
و أما الحكاية الثالثة فأنا شاهد عليها لأنها حدثت في الجهة التي اعمل بها، و ما حدث هو أن السودان طلب من السعودية تفاديا لانقطاع خدمة الاتصالات الدولية لأسباب فنية إعارته محطة أقمار صناعية رئيسية لاستخدامها في استقبال و تمرير خدمات الاتصالات ريثما يتم تعديل مغذي نظام الهوائي بالمحطة الرئيسية بأبي حراز حسب توجيهات منظمة انتل سات في ذلك الوقت فتمت موافقة الوزارة المعنية بالسعودية ليس على إعارة المحطة فحسب بل اعتبارها هدية منهم للسودان ، فتم تفكيك المحطة المهداة من منطقة الجوف في شمال السعودية وشُحنت إلى الرياض و منها إلى مطار الخرطوم فكانت المفاجأة أن سلطات الجمارك بالسودان رفضت إدخال معدات المحطة إلا بعد دفع جماركها من قبل الجهة الموردة فدارات مكاتبات واتصالات هنا و هناك أيضا تم بموجبها الإفراج عن هذه المحطة و ملحقاتها و لا يزال احد زملائي السعوديين الذي تولى شحن هذه المحطة يعايرني كلما التقيته بهذا المسلك الغريب من قبل الجهات الرسمية لدينا ” نعطيكم محطة هدية وندفعلكم جماركها كمان ؟ و الله ما صارت يا زول “. فكنت أقول في نفسي إن ما “يصير” في السودان من غرائب كثير و لا يعد ولا يحصى يا أخا العرب.
يحيى حسين قدال
[email][email protected][/email]
لك التحية اخي يحي القدال وأنت تسرد لنا من المآسي المبنية على القرارات الطائشة من هذه الحكومة وسابقاتها والتى بلا شك قد افسدت الحياه في هذا البلد الجميل . ونسأل الله ان يولى من يصلح ما أفسدته هذه الفئة الباغية الظالمه. وكل ما ذكرت حدث أبان الطقم العسكرية .
ولك السلام والاكرام ..
كلام عجيب
وبالتاكيد يحصل كل يوم!!
انها البلادة والغتاته والحسد السودانية
،العساكر السودانيين مخاليق بليدة
وكمان حكمت
هذه القصة حدثت ايام نميرى : حكى لى احد اصدقائى وهو مقيم فى المانيا ومتزوج المانية ان احد اقارب زوجته الألمانية كان فى زيارة له فى منزله وعندما علم بأن قريب زوجته هذه يعمل فى وزارة التعاون الدولى وانهم يقدمون مساعدات للدول النامية , طلب منه ان يجد معونة للسودان ضمن برنامج الوزارة. وفعلا لم يخيب الألمانى رجاءه حيث افلح فى استخراج معونة للسودان . وسافر معه الى السودان وهناك طلبوا منه مقابلة مسوؤل كبير فى القصر ( مشهور بأسم 10% ) وفعلا ذهبا واجتمعا مع صاحبنا هذا الذى رحب بهما وفى نهاية الأجتماع طلب من الألمانى الا ينسى العمولة . وهنا قال له الألمانى : ان هذا العرض مجانا وهو معونة انسانية , لذلك ليس فيه عمولات . وفجأة لأحظ صديقى المناقشة بين الألمانى والمسؤول السودانى وعندما عرف بقصة العمولة التى طلبها المسؤول السودانى , ثار فيه واسمعه كلاما فى غاية الشدة واحتقره وسبه وخرج من مكتبه هو وقريبه الألمانى وهما فى اشد الغضب . تصوروا كيف اصبح السودانيون وتغيرت اخلاقهم . فعلا شئ عجيب وغريب هذا السلوك من الموظفين الكبار والمسؤلين من وزراء الخ …. المفروض ان يجبروا كل مسوؤل كبير بأن يحلف على المصحف بالا يطلب اى منفعة لمصلحته الشخصية عند تعامله فى امور الدولة وان يقدم كشفا بكل ممتلكاته قبل مزاولته لمهام عمله .
كأنك تريد يا استاذ من خلال تسلسل التواريخ ان تقول أن العيب فينا و ليس في حكوماتنا ، اليس كذلك ؟؟؟
أقول للأخ alhadihamid نعم العيب فينا وما الغضاضه فى ذلك هل نحن ملائكه؟
أحكى لك موقف كما اشار الاستاذ يحي عن فيضان 1988 وقتها كنت بالسعوديه فى الخطوط الفرنسيه وشكلنا لجنه من الاصدقاء كل من مكان عمله لعمل جسر جوى لشحن إحتياجات طبيه وكان دورى إتصلت بالمدير الفرنسى وشرحت له الموضوع واعطانى بوليصة شحن مفتوحه لنضع عليها فقط وزن الشحنه التى فى تقديرى تكفى لفتح 20 صيدليه.
ذهبنا بعدها للسفاره السودانيه وشرحنا لهم لأعطاءنا تصريح إعفاء…كان ردهم ومن اين نضمن إنكم لا تسخدموها لأغراض تجاريه وما كان منا الا رجعنا الحاجات لكل الجهات المتبرعه.
هذا هو السودان يااخى وهناك الكثير المثير الذى مر بى لما كنت وقتها فى سودانير منها برضو قصة الاستاذ يحي عن طائرات ال F28 مع هولندا.
خليك واقعى عشان تعرف كتير
معظم السودانيين لا يجيدون فن التعامل
ونحب دايما ان نكون مختلفين
لا أدري لماذا
مهندس سوداني في السعوديه استشاري
دا يحيرك لدرجة السذاجة
امل ان يستعين السودان بخبراء أجانب ياريت غربييين
انا آسف اذا تم فهم تعليقي بشكل خاطئ من قبل بعض الاخوان فأنا قصدت ان اقول ان تسلسل القصص التي اوردها كاتب المقال تبين انها حدثت في عهود حكومات مختلفة و لذلك فإن العيب ليس في الحكومات وانما فينا نحن جميعا و المتعلمين تعليما عاليا على وجه الخصوص. انا كنت فقط اريد تأكيدا لاستفساري.