أضحك مع عمرو موسى .. مشروع قرار عربي لفرض حظر جوي على إسرائيل

أضحك مع عمرو موسى .. مشروع قرار عربي لفرض حظر جوي على إسرائيل

سارة عيسى
[email protected] البريد

ضحكت كثيراً عندما علمت أن ما يُسمى مجلس إئتلاف شباب الثورة في مصر سوف يقابل نظرائه في السودان من حزب المؤتمر الوطني ، شباب الحزب في السودان هم ربيع عبد العاطي ومصطفى عثمان وأمين حسن عمر ، هؤلاء لا يشيخون ، فهم شباب منذ عام 1989 ، وحتى الرئيس البشير يعتبر من الشباب إن كان المقصود بالشباب هو شباب القلب والإقبال على الحياة ، ولذلك علي أن اعترف أن دبلوماسية البقر قد أتت اكلها ، ولا ننسى أن الرئيس البشير زار مصر ورايات الثورة مرفوعة ، فهناك التقى نظرائه من الأخوان المسلمين ، وها هم شباب الثورة المصرية بعد أن وضعوا الرئيس حسني مبارك قيد الإقامة الجبرية في شرم الشيخ يهرعون للدكتاتور في جنوب الوادي وياكلون من لحم أبقاره المسمومة ، سوف تصرف الإنقاذ ثروات شعبنا المغلوب على أمره على كيان هلامي ، كيان غير معروف يسمى نفسه إئتلاف الثورة ، إئتلاف إنتهازي من حشف كيل ميدان التحرير وهم يظنون أنهم ابطالاً ،ولكنهم يخافون من خيال الثورة المضادة ، ترك الرئيس مبارك السلطة وترك للمصريين مخزون إستراتيجي من المواد الغذائية يكفي لمدة ستة شهور ، فلو نضب هذا المخزون ، ولو أستلم الأخوان الحكم وشرعوا في تطبيق نسختهم من المشروع الحضاري ، ولو أنتهج الجيش المصري سياسة العداء مع إسرائيل ودعم حركة حماس ، لو حدث كل ذلك ، فليس من المستبعد أن يخرج ثمانين مليوناً من المصريين إلى ميدان التحرير فيقوموا بحرق رايات الأخوان والماسونيين من إئتلاف مجلس شباب الثورة ، وسوف يتم تجريم كل من تظاهر في ميدان التحرير ودعا لإسقاط مبارك ، وربما يهتف الشعب ..الشعب يريد مبارك ..الشعب يريد حبيب العادلي …الشعب يريد زكريا عزمي .
لكن هذا لا يقلقني على الرغم أن التحول في مصر قد سمح بالفوضى ، حتى جنود الجيش المصري تظاهروا في ميدان التحرير وطالبوا بإقالة المشير طنطاوي لأنه من رموز العهد البائد ، هذا ذكرني بمقولة الجنوبي السوداني بعد أن طالب الشيوعيين في السودان بعد إنتفاضة أبريل من عام 85 بضرورة كنس آثار مايو ، فرد عليهم الجنوبي :إذاً عليكم تفكيك الطرق المسفلتة ومبنى البرلمان وكوبري كوستي وشبكة الأقمار الصناعية ، فما يحدث في مصر لا يُمكن توصيفه بالثورة ، ولكن يُمكن إختصار الحالة المصرية بأنها إنقلاب مدبر ، فهناك جناح في الجيش المصري يدعم الأخوان المسلمين ، وهذا الجناح هو الذي اتى بالقانوني الأخواني طارق البشرى وطلب منه تعديل مواد الدستور كما طلب منه تعديل قانون الأزهر الشريف ، وهناك جناح في الجيش المصري يدعم الرئيس السابق حسني مبارك ، وعندما صرح أحد أعضاء هذا الجناح بأن مصر لن يحكمها خميني آخر أنزعج تيار الأخوان المسلمين في الجيش فما كان منهم إلا أن خرجوا وهم بزي القوات المسلحة وتظاهروا في ميدان التحرير ، هذا التجاذب سوف يدفع مصر للكثير من التقلبات ، وما يُعرف بحكومة الثوار سوف تعجز عن إدارة ملفات الأزمة ، وهي الآن تتعاطى بإستخفاف مع علاقات مصر مع الدول الخليج العربي وبالذات السعودية ، كما أنها أهملت ملف العلاقات المصرية مع دول الجوار الأفريقي وركزت إهتمامها على السودان فقط .
لكن ما لفت إنتباهي هو تحول بعض البيروقراطيين في عهد الرئيس مبارك إلى ثوار اليوم ، من هؤلاء السيد/عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية وعشيق السيجار الكوبي الفاخر ، وهو يعد نفسه للرئاسة وقع في فخ ديمقراطية الناتو ، فالسيد/عمرو موسى هو الذي أعد مشروع العدوان على الجماهيرية الليبية ، وبسببه تُقصف البنية التحتية في ليبيا من أجل حماية ثوار لا يتحركون إلا تحت ظل طائرات الناتو ، كل مواطن يموت في ليبيا يتحمل موته السيد/عمرو موسى ، فهو رفض قرار حظر الطيران في دارفور وأعتبره تدخلاً أجنبياً على الرغم أن دارفور كانت بحاجة لهذا القرار ولكنها للأسف لم تكن تملك موارد بترول مثل التي في ليبيا .
وما أضحكني الآن أن عمرو موسى بصدد المطالبة بإصدار قرار دولي ضد إسرائيل بحيث يحظر تحليق سلاحها الجوي فوق سماء غزة ، وهو يطلب من المجتمع الدولي الوقوف مع غزة كما وقف مع المتمردين الليبيين ، اي أنه يريد ثمناً لقراره الخاص بليبيا ، لكنني أعتقد أن السيد/عمرو موسى اصبح نرجسياً ونسى واقعية السياسة ، ربما لن يجتمع أعضاء مجلس الأمن لمناقشة هذا القرار أو حتى دراسته ، ولو حدث ذلك فإن الفيتو الأمريكي جاهز عند الطلب ، كما أن الإعلام الإسرائيلي قد نجح في حملته الإعلامية ، فقد نقل للمشاهدين في العالم صور باص المدرسة الذي قصفته صواريخ القسام ، فالمجتمع الدولي يعتبر إسرائيل ضحية لإرهاب حماس وحزب الله ، ونحمد الله أن هذا المجتمع الدولي لم يرسل طائراته لقصف غزة بحجة دعم الديمقراطية أو حماية إسرائيل ، أن السيد/عمرو موسى أطلق فقاعة هواء أو دعابة سخيفة ، وقد نجح القادة الأفارقة في إصلاح ما أفسده العرب في ليبيا ، وهذا في حد ذاته خفف العبء على البيروقراطي عمر موسى .
سارة عيسي

تعليق واحد

  1. مقال جيد وتحليل منطقي وو اقعي لمجريات الأحداث في السودان ومصر وليبيا ….
    التحية للأخت سارة عيسى ولقلمها المتمكن …..

  2. ، فما يحدث في مصر لا يُمكن توصيفه بالثورة ، ولكن يُمكن إختصار الحالة المصرية بأنها إنقلاب مدبر
    ؟؟؟
    استاذتنا الكاتبة المميزة سارة عيسى
    راجعي كل شئ راجعي فهمك لماهي الثورة.
    يبدو انك لا تتابعين تضحيات ثوار ليبيا.
    اين هو البلد الذى تستخدم حكومته الطيران لكبت ثورة سلمية.
    ربما ان تغيير الوضع فى السودان فى حاجة للسلاح.فكيف العمل؟
    بالتاكيد ان تدخل الناتو سيعكر وينتقص من نقاء ثورة ليبيا.وانت تتمسكين بالنقاء.
    لكن الثورة ماضية وليس شرطا ان تنجز بضربة واحدة. وكذلك فى مصر لن تتوقف.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..