الحب في زمن الكوليرا

الحب في زمن الكوليرا رائعه من روائع الادب العالمي للكاتب الكلومبي الذائع الصيت
غابريل غارسيا ماركيز (1928 – 2014 )
يقدم ماركيز في روايته هذه التي رات النور في عام 1985 م ، اي بعد ثلاثه سنوات علي فوزه بجائزه نوبل في الادب
سرداً عن جوهر العواطف الإنسانية، والبوح المستحيل لعواطف محاصرة، تجد نفسها بعد نصف قرن من الانتظار أمام ذكرى ماضٍ غابر وحب أكثر زخماً
ربط ماركيز في روايته هذه بين الحب ومرض الكوليرا ان شئنا القول بين الحب والموت والحياه
هذا الثالوث الذي تدور في خضمه احداث الروايه في فتره زمنيه عصيبه تفشي فيها هذا الوباء الفتاك الذي حصد ماحصد من الارواح
تدور احداث الروايه في نهايه القرن التاسع عشر حول قصة حب استمرت ما يقارب الخمسين عاماً بين شاب «فلورنتينيو اريثا» وشابة «فيرمينا داثا» في قرية صغيرة يحتضنها البحر الكاريبي عند مجرى نهرمجدولبنا الذي يصب في البحر الكاريبي
حيث تعاهد فلورنتينيو الذي يعمل في التّلغراف وفيرمينا التي كانت في غاية الجمال على الزّواج وأقسما على دوام الحُبّ مدى الحياة، لكنّ” فيرمينا ” تزوّجت من طبيبٍ شهيرٍ، فكان مصير العاشق التّعيس ” فلورينتينو ” أن يأخذ عهداً على نفسه بأن يصبح مشهوراً عن طريق العمل على تكوين ثروة، حتّى يصبح جديراً بالفتاة التّي أقسم على حبّها مدى العمر. وتتمحورُ الرّوايةُ حول إصرار الشّاب على تحقيق هدفه على مدار خمسين عاماً. وعندما يتعجّل فلورنتينو بعرض الزّواج على فيرمينا في يوم وفاة زوجها، تُقدم على طرده بكيلٍ من الشّتائم، وعلى الرّغم من هذا لم يتراجع عن حلمه بالإقتران بها، فأرسل لها رسائلاً يحدّثها عن الحياة والشّيخوخة والزّواج، وتنال تلك الرّسائل رضاها لتتقبّل الشّيخوخة وانتظار الموت بشكل أفضل. في البداية كان قبولها له بصفته صديقاً، يتبادلانِ أطراف الحديث والتّأملات، أمّا هو فقد كان يرى فيها حلم العمر والحبيبة بالرّغم من ذبولها وتغيّر مظهرها لبلوغها السّبعين من العمر، وشجّعها ابنها على قبول فلورينتينو، وسعد بتلك العلاقة التي ستخرج والدته من عزلتها مع رفيقها الذي يساويها بالعمر، ولكنّ تلك العلاقة لا تُرضي ابنتها لوصفها الحُبّ في هذا العمر بأنّه قذارة، الأمر الذي حَذا بفيرمينا أن تطرد ابنتها من البيت. اكتشفت فيرمينا بأنها لا تزال تحبّ فلورينتينو عند دعوة الأخير لها لنزهةٍ بحريةٍ على متن سفينةٍ، وهناك اقترب منها أكثر فأكثر، فأدركت أنّها لا تزال تكنّ له مشاعر الحُبّ بعد اعتقادها بأنّ هذا العمر لا يصلح للحبّ . كان فلورينتينو يريد الاختلاء بحبيبته، فأشاع في السفينة أنّ وباء الكوليرا قد انتشرَ ليتخلّص من المسافرين، فأعلنت السّلطات الحجر على السّفينة لتستمرّ رحلتها جيئةً وذهاباً عبر النّهر حاملةً لشعار الوباء، ولا تتوقف إلّا للتزوّد بالوقود دون أن ترسو في أيّ مكانٍ، ولم يولِ العاشقان اهتماماً لهذا الأمر
لن يتجادل اثنان في ان قصه هذان العاشقين الكاريبين علي انها ايقونه من أيقونات قصص الحب في العصر الحديث متساويه علي عرش واحد مع روميو وجوليت وانطونيو وكيلوبترا
فكلاهما اخلصا للمحبوب وخلدا قصه حبهما وانتصرا لها
فاروميو وجوليت قررا الانتحار والموت في نهايه قصه حبهما لان الحب الذي كان بينهما اقوي واكبر من الحياه
علي قرار ذلك يخبرنا ماركيز ان الحب الذي جمع بين ” فلورينتينو و ” فيرمينا ”
موجود في كل زمان ،وفي كل مكان ، وانه باقي مدي الحياه
كما الحروب والافات فالحب اشبه بالكوليرا كما يوكد ماركيز لنا ذلك بلسان فلورينتينو في نهايه الروايه
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..