الائمة المستأجرة والقدوة المفقودة

الائمة المستأجرة والقدوة المفقودة

عصام مبارك الجزولى
[email protected]

كتب الاخ/ هيثم عبد القادر بصحيفة سودانايل مقالا بعنوان ( الائمة المستأجرة ? القدوة المفقودة ) وقد حكى فيه تجربته الشخصية مع امام مسجد يأخذ أجره من ميزانية لجنة المسجد مستنكرا هذا الامر ولعلم الاخ هيثم فأن اجور الائمة الرسميين كانت ولازالت تدفع من وزارة الشئون الدينية وأن الكهرباء والماء كانت مجانيه وذلك قبل سياسة الخصخصة وقد أحيلت الكهرباء والماء الى لجان المساجد بعد الخصخصة ولانستبعد احالة المرتبات الى لجان المساجد حتى يساهم الناس فى تحمل أعباء عبادتهم لان الدولة خرجت من القطاع العام حتى فى الشئون الدينية لان منظرى الخصخصة يرون أنك لايمكن ان تعبد الله مجانا طالما ستفوز بالجنة واذا سارت الامورعلى هذا النحوفلا يندهش أحد اذا سمعنا أن أتحاد أأئمة السودان يهدد بالاضراب ما لم تحسن مرتبات الائمة اقول لللاخ هيثم أنه لا يجوز فى شريعة الله أن يأخذ من يؤم الناس فى صلاتهم أجرا ولا توجد سابقة فى دولة النبى أو الصحابة أن يأخذ من يؤم المصلين أجرا منهم أو من بيت المال فهذه بدعة من بدع أهل الاسلام السياسى حيث أنشاوا جامعات للقران الكريم خرجت الالاف الذين يحتاجون للتوظيف بعد أن قسموا الشئون العامة الى شئون دينية وأخرى دنيوية وطبقت لوائح الخدمة العامة على الاثنين حتى فقرة ( الصالح العام) حيث أن الامام يمكن أن يحال للصالح العام اذا ايد المحكمة الجنائية الدولية مثلا أو أذا خرج من الخط الرسمى للنظام الحاكم وكذلك التعيين أو الاختيار لللامام يتم وفق معايير الولاء السياسى والواسطة طالما فيها ( مرتب) أما فى شريعة الاسلام فمعايير اختيار الامام لا تقتصر على المؤهل الاكاديمى لان حفظ القران والتفقه فى الدين يمكن أن يتوفر لخريج الخلوة بل تضيف عليه وبصورة مؤكدة سلوك الشخص ومعاملته بأعتباره قدوة لللاخرين (أأمتكم شفعائكم يوم القيامة فتخيروا من يشفع لكم ) يقول الرسول الكريم رب قارى للقران والقران يلعنه والقاعدة السلوكية فى الدين هى المعاملة وهى تقوم على ثلاثة محاور هى أن تتحمل أذى الاخرين وأن تكف اذاك عنهم وتوصل الخير لهم فالعبرة فى الدين ليس بحفظ القران او المظهر فالسيدة عائشه لم تمدح الرسول الكريم بأنه كان حافظا للقران بل قالت كان خلقه القران وتعنى معاملته لانه قال الدين المعاملة وعندما طلب سيدنا عمر رضى الله عنه من أصحابه أن يرشحوا له شخص ليجعله واليا وعندما رشحوا له شخصا معينا قال لهم هل سافرتم معه قالوا لا هل داينتموه قالوا لا قال هل تزوج أحدكم منه قالوا لا قال لهم لعلكم رأيتموه يطيل السجود لذلك فأن أمر الامامة يجب أن يترك الاختيار فيه للناس لانهم يعرفون سلوك بعضهم البعض فيقدمون من يروه أهلا لتلك المسؤليه ويؤخرون من ليس أهلا لها ولا يترك للحكام ليختاروا للناس اأمتهم بمعايير االولاء السياسى والمحسوبية والواسطة وقد قال الرسول الكريم الا أدلكم على أقربكم منى منزلة يوم القبامة قالوا بلى قال أحاسنكم أخلاقا ولم يقل أكثركم حفظا للقران والان يصدر قرار من الدولة بتعيين أائمة المساجد فى الدرجة التاسعة بالخدمة المدنية وهذا يعنى أن يكون للامام رئيس مباشر يحاسبه اذا أخطأ ويحفزه اذا أصاب فمن هو الرئيس المباشرلامام المسجد؟ هل هو وزير الاوقاف؟ وهل يرأس الوزير جميع الائمة فى السودان ؟ وهل يمكن تشكيل مجلس محاسبة للامام عندما يخطى؟ وما هو معيار الخطأ والصواب فى محاسبتهم ؟ هل هو الالتزام بخط الدولة ام البعد عن السياسة ؟ ثم كيف يسكن الائمة الذين هرموا أمثال الكارورى؟ هل يسكنون فى الدرجة التاسعة أم الدرجة الاولى ؟ وهل يستطيع الامام الذى يأخذ راتبه وحوافزه من الحكومة أن ينتقد الحكومة ؟ ام سيكون فى فمه ماء ؟ ولنأخذ مثال من الواقع فقد علق الشيخ الكارورى على قذف منتصر الزياد العراقى لبوش بالجزمة بقوله وما رميت اذا رميت ولكن الله رمى وعنما قذف أحد الاشخاص الرئيس البشيربجذمة فى قاعة الصداقة لم يفتح الله على الكارورى بكلمة ولزم الصمت رغم ان الله هو الرامى فى الحالتين واذا استمر الحال على هذا النحولا نستبعد يوما ما بقرار خصخصة المساجد للتخلص من الائمة الذين يخرجون من الخط الرسمى للدولة بدلا من الصالح العام

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..