الشدة المستنصرية والمجاعة الانقاذية

من قديم الزمان والعصور تقلبت حيوات المصريين وحال معاشهم بين الشدة والرخاء وبين النعيم والشقاء وما كان اعظمها إلا سنوات قحط وجفاف فيها تضور الناس جوعا واكلو من الجيف وخشاش الارض غير ان في بعض الازمان غيض الله لهم من يأخذ بيدهم بالحكمة الثاقبة والالهام الرباني يجنبهم مصارع الهلاك والشدائد وقص لنا القرأن كيف انقذ نبي الله يوسف مصر من سنوات العجاف عندما نصح الملك بتخزين الغذاء في سنوات الرخاء السبع استعدادا لاخرى سبع شداد تأتي بعدها وبذلك هو صاحب اول من وضع ما نسمية اليوم بالمفهوم العصري المخزون الاستراتيجي ومحور خطتة لادارة اقتصاد مصر كانت تقوم على الزراعة أساس محورها الجوهري وطلب زيادة الإنتاج، وتقليل الاستهلاك، وتنظيم الادخار، وإعادة الاستثمار، حتى نجت مصر من المجاعة، وخرجت من الأزمة معافاة، بل كان لها فضل على ما حولها من البلدان ولكنها لم تكن كذلك في كل الازمان اذ تعرضت بالعكس المناقض لمجاعة طاحنة في زمن الخليفة المستنصر بالله الفاطمي من شدتها اكل الناس فيها القطط والكلاب حتى لم يبقو منها شيئ لجؤ بعد ذلك لاكل بعضهم بعضها من شدة الجوع وشح الغذاء وتحكي لنا سير التاريخ سبب هذة المجاعة لم يكن لظلم الخليفة واستبدادة بل كان عادل ومنصف لرعيتة ولكنة افتقد للشجاعة والحزم لتقويم ما اعوج من شؤون وامور سلطانة لم يكن لة رأي سديد ومستقل ولكن سلم اذنة لبطانتة ووزيرة الذي كان يشير علية بالرأي الفاسد وفي احد المرات ذهب الوزير للتحقيق في إحدى الوقائع وعندما خرج لم يجد بغلته فلقد خطفها الناس وأكلوها
. بعد حدوث واقعة سرقة بغلة الوزير، فلقد ألقى الوزير القبض على ثلاثة ممن أكلوا بغلته وقام بصلبهم وعند الصبيحة لم يتبق من هذه الأجساد سوي العظام حيث التهم الناس لحومهم من شدة الجوع. وذٌكر أن هنالك زقاق يسمي بزقاق القتل كانت المنازل فيه منخفضة فعمل سكانها على إنزال الخطاطيف يصطادون بها المارة ومن ثم أكلهم
من اجل ذلك صلاح الحاكم وعدالتة ما لم تترجم على واقع الناس ومعاشهم لا معنى لها وهو والظالم سواء في الجريمة وسوء الفعال والمنقلب ولن تشفع لة حسن النوايا وسلامة طوية نفسة مادام فضل الانعزال عن رعيتة وصم اذنة عن سماع اوجاع شكايتهم
هذه التراجيديا في تجلياتها الاقل حدة تتمظهر في واقعنا بأشكال وصور غير مباشرة لا يستشعر بها الناس وهم في غمرة انشغالاتهم وتفاعلاتهم اليومية مع ايقاع الروتين المتسارع ودائما الازمات الاقتصادية والمجاعات لا تأتي بغتة ودون اشارات دالة عليها وهي قرينة الفساد والظلم والطبقة الاكثر تأثر والتي تدفع الاثمان المكلفة هي الطبقة الدنيا في المجتمع وهي مؤلفة من الفقراء والمعوزين التي اتسع نطاق تمددها بحيث دخلت فيها شرائح مثل العمال والموظفين وكل المهن الاخرى التي لا توفر مداخيل مناسبة لمجابهة تكاليف المعيشة المرتفعة التي تزداد اعبائها يوم بعد يوم وكادت الطبقة الوسطى تختفي وهي قوام وعماد الدولة وقاعدتها الصلبة في النمو الاقتصادي وتطورها على مختلف الاصعدة والمجالات وهذة الطبقة وحدة قياس لقرأة مؤشرات كل التغيرات والزلازل الاقتصادية
قد لا يتفق الناس حول تشخيص الواقع وتوصيفة بدقة وفق معطياتة ومؤشراتة الظرفية الحالية قد يهون البعض من ذلك كما هو حاصل من الموقف الرسمي الذي يطمأن الناس حول خطورة الازمة الاقتصادية ويقدم الدفوعات والحجج الواهية التي تروج لخطاب التهدئة وبث السكينة في نفوس الناس بعدم وصولها لمستويات مقلقة وهناك رأي اخر يحذر وينذر بكارثة محدقة ووشيكة على انهيار الدوله وتصدعها اذا لم يتم تدارك الوضع ومعالجة مسبباتة ومراجعة كل السياسات والاخطاء التي افرزت هذا الواقع وربما مايسمى الحوار الوطني قد يكون تلمس جانب من هذة الاشكالات وللاسف الشديد حتى الان لا توجد ارادة وطنية خالصة سوى كان من النظام او المعارضة للخروج من هذا النفق المظلم الذي دخلت فية الدولة السودانية في هذة المرحلة الحرجة من تاريخ السودان
مهما كانت مبررات الحكومية وتربصات المعارضة نحن نعيش في اوضاع اقتصادية سيئة بتعريف المعارضة مجاعة والتعريف الرسمي لها بالفجوة الغذائية وبغض النظر عن جدلية المصطلاحات ليست افضل حالا في النهاية مما حدث في عهد الخليفة المستنصر بالله من اكل الناس الحيوانات النافقة ولحوم القطط والكلاب والحمير غير اننا نحمدلله لم نبلغ هذا السوء الذي يأكل الناس بعضهم بعضا

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اذا لم تكن مجاعة فماذا تسمى توفر اشكال والوان الاطعمة والفواكه ويكتفى المواطن بالمشاهدة

  2. اذا لم تكن مجاعة فماذا تسمى توفر اشكال والوان الاطعمة والفواكه ويكتفى المواطن بالمشاهدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..