أخبار السودان

تناقضات الحركة الإسلامية

ياسين حسن بشير:

تابعت خلال الفترة الماضية بعض ما صدر من بعض قادة الحركة الإسلامية السودانية وألخص ما أود التعليق عليه في النقاط التالية:-

أولاً: صرح السيد/ إبراهيم أحمد عمر بصفته رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية السودانية بأن حزب المؤتمر الشعبي لا يمثل الحركة الإسلامية… ورد عليه أحد قادة حزب المؤتمر الشعبي وقال بأن السيد/ إبراهيم قد أطلق تلك التصريحات ليوجه رسالةً للإدارة الأمريكية ودول الاستكبار بأن حزب المؤتمر الوطني قد تخلى عن الإسلام سياسياً على غرار تخليه عنه اقتصادياً بإقرار الربا تحت لافتة فقه الضرورة… ووصف الحركة الإسلامية بأنها علمانية.

بداية أود أن أسأل السيد/ إبراهيم أحمد عمر مع احترامي له: أين هي الحركة الإسلامية السودانية وما هي ملامحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؟ وأرجو أن لا يقول لي بأن الحركة الإسلامية دستورها “القرآن والسنة” فهذه مقولة عامة ومستهلكة سياسياً ولا فائدة من ترديدها… أما بالنسبة للأخوة قادة حزب المؤتمر الشعبي فسؤالي لهم: هل التخلي عن الإسلام السياسي أمر سلبي أم إيجابي… وفيم تعارضون إذا كنتم تعتقدون في الدولة الدينية ببعدها السياسي والاقتصادي… ولماذا تجلسون مع قوى الإجماع الوطني المعارضة وتتحدثون عن الدولة المدنية وحقوق المواطنة؟ فهل تعتقدون أنه يمكن الجمع بين الدولة الدينية والدولة المدنية وحقوق المواطنة في وعاء واحد أم أن الحكاية في النهاية تكتيكات سياسية سطحية مؤقتة؟

ثانياً: قال السيد/ إبراهيم أحمد عمر في صالون مفاكرات إن القبلية والجهوية قد عادت بقوة دون أن يوضح لنا… لماذا عادت بقوة؟ ومَنْ المسؤول عن إعادتها بقوة؟ بالطبع يتجاهل السيد/ إبراهيم مثل تلك التساؤلات… لأن الحقيقة مرة… فنظام حكم الحركة الإسلامية منذ أن جاء في 30 يونيو 1989م عمل على إحياء القبلية والجهوية بهدف البحث عن الدعم الجماهيري وضرب الوجود الجماهيري للأحزاب السياسية السودانية… ففي داخل ديوان الحكم الاتحادي في بدايات الإنقاذ بقيادة د. علي الحاج كانت تهندس عملية إحياء القبلية والجهوية فتحولت كل “حلة” إلى ولاية ليس لضرورات تنموية وإنما لإرضاء مجموعات قبلية وجهوية… ودعمت ثورة التعليم العالي بقيادة السيد/ إبراهيم أحمد عمر هذا التوجه فانتشرت الجامعات في كل ركن وتحولت المدارس والخلاوي إلى جامعات وأصبح أهل كل قبيلة أو جهة يتفاخرون بأن لهم ولاية وجامعة بفضل ثورة الإنقاذ… أضف إلى ذلك تلك المعالجات السياسية الخاطئة التي حدثت في بداية ظهور مشكلة دارفور في عام 2003م والتي اعتمدت على إشعال روح القبلية والجهوية… أقول للسيد/ إبراهيم أحمد عمر… الحركة الإسلامية هي المسؤول الرئيسي عن عودة القبلية والجهوية بقوة التي حاربها حتى المستعمر البريطاني.

ثالثاً: قال السيد/ حسن مكي أيضاً في صالون مفاكرات إن مصير العالم خلال المرحلة المقبلة ستتحكم فيه ثلاث قوى هي (اليهودية والمسيحية والإسلام)… بعد انهيار الشيوعية… وأقول للسيد/ حسن مكي إن الصراع في العالم لم ولن يكون دينياً… والشيوعية التي انهارت لم تكن ديناً وإنما منهجاً فلسفياً واقتصادياً وسياسياً والصراع بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الشيوعي لم يكن دينياً وإنما كان سياسياً وفكرياً.

خلاصة القول هي أن هذه المقولات التي قدمت بعض نماذجها فيما سبق تعكس قدراً هائلاً من التناقضات والمعالجات الساذجة التي تعكس حالة الإفلاس السياسي والفكري التي تعيشها الحركة الإسلامية ليس في السودان فقط وإنما في العالم أجمع… وهذا – حسب تقديري الشخصي- ناتج عن المغالطة التاريخية التي تعيشها جماعات الإسلام السياسي في جميع الدول العربية والإسلامية التي تحاول تشويه واقع الشعوب بادعاءات النظام السياسي والاقتصادي الإسلامي… والواقع المعاش يثبت يومياً عبر التجربة أنه لا يوجد نظام سياسي واقتصادي إسلامي وأنه لا بديل للدولة المدنية مهما تصاعدت درجة الهياج الديني ووصلت حد الإرهاب الفكري للقوى المستنيرة في العالم.

الصحافة

تعليق واحد

  1. تناقضات الحركه الاسلاميه؟

    أنا اديك تناقضات إبراهيم أحمد عمر ذاااتو

    “ثورة التعليم العالي بقيادة السيد/ إبراهيم أحمد عمر”

    واحد من أولاده أتوفي دا درس في أمريكا

    واحد تاني في أولاده كان بدرس مع كوته من أولاد الكيزان قبل فتره في بريطانيا

  2. التناقضات لا حصر لها : أذكر أنه في بداية الثمانينات قرأت لأحدهم ما كتبه عن أساتذة و أستاذات جامعة أم درمان الإسلامية و قام بإحصاء أبناء و بنات عدد منهم يدرسون في جامعات مختلطة و هم الذين ينادون و يجعرون ليل نهار بذم التعليم المختلط و الغريب إن أكثر أبنائهم و بناتهم يدرسون في أمريكا و برطانيا … بل إن أغلب الجيل الحاكم منهم الآن درس في أوربا و أمريكا … أذكر أنه كتب عن الأستاذة سعاد الفاتح و كانت المسؤولة عن كلية البنات و كيف إن ابنها و بنتها يدرسان في جامعة مختلطة و كانت هي تترصد البنات لو كان عباءة إحداهن تظهر كعبها تناديها باحتقار (يا عريانة) … الكيزان جهاز وسخان خالي من الفضيلة و الأخلاق يجيد الكذب و النهب و نكاح الأربعة و يخدع المساكين بوعد نكاح الحور العين و الخمر و العسل في الجنة و الثمن : اقتل ، عذّب ، قم بإهانة الكفار (أبناء الوطن المخالفين) و لا حول و لا قوة من الكيزان و أشباه الكيزان .

  3. كيف لا يوجد نظام سياسى وإقتصادي إسلامي …أليس بيت المال عند المسلمين هو منظومة إقتصادية تهتم بالوارد والصادر والصرف على رعايا الدولة ؟ .. أليس فقه (المزارعة والمساقاه والإيجارة والمتاجرة والرهن ) من أساليب النشاط الإقتصادي ..أليس الزكاة هى بمثابة ضمان مالى وإجتماعي لمواجهة العجز الحقيقى لدي المواطن (وليس العجز الناتج عن الإتكالية والتطفل وأكل أموال الناس بالباطل) .. يارااااجل .. يعنى نحنا (1430) كنا مغشوشين ؟؟؟؟؟؟

  4. ايه رأيكم وزير الشؤن الدينية بولاية جنوب دارفور أمرأة ومقرر الخلاوى فى نفس الولاية أمرأة يعنى صار وزيرة الشؤن الدينية وصار مقررة الخلاوى أفتونا جزاكم الله الف خير.

  5. مقالك رائع والاسلامويون عار على الوطن والدين هم احيوا القبلية لتمزيق الاحزاب الوطنية وطبعا الاسلاموين ليسوا بحزب وطنى انهم امميون وعملاء للخارج !!! بعدين حسن مكى رايه غير صحيح وزى ما قال كلينتون لبوش انه الاقتصاد يا……!!!حكمهم يختلف عن الحكم الديكتاتورى العادى انهم شىء نتن وقذر انهم اخطر شىء على الوطن ومستقبله بل على وجوده!!!!خليك من اى حاجة يمشوا يجيبوا الاجانب ليحلوا مشكلة السودان ويتدخلوا فيه عسكريا وسياسيا واستخباراتيا والموضوع بسيط جدا وهو مؤتمر قومى دستورى لجميع اهل السودان وبدون شروط من احد او تدخل احد لا شقيق ولا صديق بس سودانيين فقط لا غير!!! الانقاذ اتفه واحقر حكومةتمر على السودان فى ناريخه القديم والحديث ولا غللاط فى ذلك!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..