لماذا يكرهون امريكا ..!!

البارحة حاولت أن أبدو لطيفاً وأنا في انقرة أزور أكاديمي تركي في معية عدد من الصحفيين السودانيين..قلت في مداعبتي إنني من مناصري الحزب الديمقراطي الأمريكي.. هنا تحولت معالم وجه الرجل الذي يستضيفنا إلى غضب شديد..تحدث الأكاديمي البارز عن المواقف الأمريكية المناهضة لمشاعر المسلمين.. كما عدد أحداث كثيرة كانت أمريكا تدعم عدد من الانقلابات العسكرية في بلد الخلافة الإسلامية ..ليس وحده هذا الأكاديمي الذي يبدو غاضباً من أمريكا.. عدد من السياسيين وأعضاء البرلمان الذين قابلتهم كانوا يعبرون عن ذات الإحساس، ولكن بصورة دبلوماسية.
ما الذي حدث بين الحليفين التاريخيين وعكَّر صفو علاقة كانت مضرب الأمثال في الرسوخ..هنالك عدد من التحولات في الساحة العالمية ألقت بظلالها على علاقة واشنطن وأنقرة.. الأمريكان ينظرون بعين الارتياب لطموحات الرئيس التركي رجب أوردغان.. هذا الرجل ميز نفسه عن الموقف الداعم للسياسة الأمريكية في السراء والضراء..بل كان دائماً يقدم نفسه كزعيم للعالم الاسلامي..برزت هذه التناقضات في العلاقة مع إسرائيل التي شهدت بعض المطبات الدبلوماسية.. حتى قراءة أحداث مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي اختلفت رواياتها بين انقرة وواشنطن
السطر الأخير في سجل العلاقات الأمريكية التركية جاء عقب انقلاب منتصف يوليو الماضي في تركيا .. الأتراك يعتقدون أن بيان أمريكا في شجب الانقلاب جاء متاخراً وبلغة غير حاسمة .. كانما كان الأمريكان ينتظرون النتيجة ثم عليها يبنون موقفاً سياسياً..بل إن هنالك في تركيا من يتهم أمريكا بمساندة كل التحركات المناهضة لحزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الاسلامية.. زاد الطين بلة امتناع الولايات المتحدة الاستجابة لطلب تركيا بتسليم فتح الله غولن زعيم جماعة الخدمة، والذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل
بالطبع هنالك متغيرات على المسرح العالمي ألقت بظلالها على العلاقة الاستراتيجية بين العاصمتين.. لم تكن تركيا تتوقع تقارباً بين واشنطن وطهران يصل مرحلة غزل الرئيس أوباما في التجربة الإيرانية، حيث وصف في حديث صحفي لمجلة أتلانتيك نشر في أبريل المنصرم أن إيران دولة واقعية تعرف كيف تخدم مصالح شعبها.. ودعا أوباما في ذلك اللقاء أصدقاء حكومته بالاعتراف بدور إيراني في الشرق الأوسط ..حينما يضاف إلى هذه الرؤية لتصويت الكونغرس الأمريكي بغرفتيه لتشريع (جاستا) الذي يتيح للأفراد الأمريكان مقاضاة دول يشتبه في تقديمها عوناً مباشراً أو غير مباشر لجماعات إرهابية سببت خسائر لمواطنين أمريكان..هذا القانون يجسد التحولات الجديدة التي تغضب القادة الأتراك
في تقديري.. لن يحدث تحول دراماتيكي سالب في العلاقة بين انقرة وواشنطن.. مشاعر عدم الاستلطاف ستكون حصراً على المستوى غير الرسمي..ستظل تركيا لاعباً أساسياً في حلف (الناتو) وشريكا مهما لأمريكا خاصة أنها تقف على أرضية اقتصادية ثابتة وتتبوأ موقعاً جغرافياً مجاوراً لروسيا.. الأتراك لا يفكرون في السياسة بقلوبهم.. في عز التوقعات بهبوط حاد في العلاقة مع إسرائيل كان أردوغان يفاجئ الجميع بترميم الجدار.. ذات القفزة حدثت في العلاقة مع موسكو التي انحدرت إلى مستوى إسقاط الطائرات قبل أن تعود لمرحلة الزيارات الرئاسية، فقد حل أردوغان ضيفاً مرحباً به في موسكو
بصراحة.. رغم عدم التعويل على تغيرات مفاجئة في العلاقة بين الغرب وأنقرة، إلا أن الوقت مناسب لإعادة الحساب خاصة من جانب أمريكا.. إسلاميو تركيا قدموا تجربة جيدة في التعايش مع الديمقراطية، ومن الأفضل لواشنطن أن تبحث عن طريق يصلها أيضاً بقلوب الإسلاميين.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. طبعا لا غرابة امس فسي انقرة و الشهر المضي تعلق علي كتاب كامل ادريس و قبل وفاة الترابي في معية الشيخ و قبلها تتحدث عن حكمة علي عثمان و اراك الان في حضرة اكاديمي تركي و تسأله لما تغيرت مواقفكم من اميركا بالله ارينا كيف تأكل في كل هذه الموائد و بهده الخفة و لم تشبع و تتباكي علي ان الرئيس غلط في انه لم يحضر جنازة شيخك المقبور يا رجل هلكتنا و لدي سؤال ما هو سر الأكل في كل الموائد و بهذه الحرفية التي حيرت ميكافيلي في قبره و جعلته يفكر في مقولة الغاية تبرر الوسيلة وانت يدك في مائدة تركية و عينك علي الحزب الديمقراطي في اميركا و قلبك في قبر الترابي و اشواقك علي عتابات مكتب الرئيس يا خي هدمت نظرية ركاب سرجين وقاع.

  2. طبعا لا غرابة امس فسي انقرة و الشهر المضي تعلق علي كتاب كامل ادريس و قبل وفاة الترابي في معية الشيخ و قبلها تتحدث عن حكمة علي عثمان و اراك الان في حضرة اكاديمي تركي و تسأله لما تغيرت مواقفكم من اميركا بالله ارينا كيف تأكل في كل هذه الموائد و بهده الخفة و لم تشبع و تتباكي علي ان الرئيس غلط في انه لم يحضر جنازة شيخك المقبور يا رجل هلكتنا و لدي سؤال ما هو سر الأكل في كل الموائد و بهذه الحرفية التي حيرت ميكافيلي في قبره و جعلته يفكر في مقولة الغاية تبرر الوسيلة وانت يدك في مائدة تركية و عينك علي الحزب الديمقراطي في اميركا و قلبك في قبر الترابي و اشواقك علي عتابات مكتب الرئيس يا خي هدمت نظرية ركاب سرجين وقاع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..