اتهى الحوار , مطلوب لجنه لدفن المخرجات –!!

في قرية من قرى السودان الوادعه والتى لم تكن تهتم بالتعليم النظامى اما لانشغالهم بامور ترتيب اكل العيش الشريف من زراعة ورعيى واما لعدم توفر ذلك النوع من التعليم من الاساس , افلت احد ابنائها من تلك القريه وشق طريقه لنيل العلوم وعلى اعلى المستويات معتمدا على الله ثم ما يوفره من مال مقابل العمل الشاق المضنى , نفس عصام سودت عصاما حتى صار عالما هماما , تقلد صاحبنا اعلى الوظائف في الدوله و لم يبخل على اهله وعشيرته في حتى صار حديثا تتناقله المدن والقرى .
وفى احدى المناسبات التى جمعت القريب والبعيد تناول الجمع سيرة ذلك الشاب الطموح وكيف انه ساهم وساعد في الكثير من المشاريع ,ومساعدته لكل من قصده بالبندر البعيد , لم يعجب هذا الحديث احد الحضور ممن كان يعمل لديه والد الشاب العالم ,فقال في لهجة فيها الكثير من الاحتقار والاستخفاف ( البتتكلموا عنه هو نفسه ولد فلان الجاهل السجمان ) اغضب ذلك التهكم الواضح والد الشاب وطلب من الجميع ان يكونوا شهودا على ما سمعوه ولم يثنه استجداءات البعض في ان يذهب الى المركز ويتقدم ببلاغ ضد الشتائم التى نالته وابنه , صدر الحكم بسجن المتعدى لعشرة ايام مع الغرامه , بعد انقضاء المده خرج صاحبنا وحضر للقريه وتجمع الناس لتهنته بسلامة الخروج وكان ضمن الحضور المشتكى فخاطبه ( يا فلان انا اخذت سجنى وطلعت انشاء انت بقيت عالم ).
لقد انتهى اجل ماسمى بالحوار الوطنى في وطننا الحبيب السودان ( هنالك حوار مشابه في موريتانيا ) واحتفل الرئيس وضيوفه بالطريقه الانقاذيه التى لا تخلو من الرقص والتراقص , وتليت الوثيقه وتم التوقيع عليها من قبل جماعة التوالى وعلى التوالى وتسلمها الرئيش المشير البشير متعهدا بتنفيذ ما جاء فيها والى هنا فالامر اكثر من طبيعى لان المخرجات لم تأتى بجديد وكل ما في الامر هو اعادة صياغه لغويه لكل خطب ووعود الانقاذ منذ الانقلاب والى اليوم . والسؤال الذى طال انتظار الاجابة عليه , بعد ان انتهى الحوار اجلا واحتفالا فما الذى سيتغير ومن الذى سيغير ؟
انتهى الحوار بين متوافقين ومتوالين تجمعهم المصالح المشتركه الذاتيه ولا خلاف ولا اختلاف بينهم في شئ طالما ظلت الانقاذ في الحكم والبشير رئيسا والمؤتمر الوطنى حزبا اوحدا يغدق على الجميع المال والجاه والدوائر الانتخابيه .
انتهى الحوار ولم تنته قضايا الامه من تهميش وتقتيل وتكميم وتشريد , انتهى الحوار بانتهاء مراسم الاحتفال في انتظار اللجان واللجان المنبسقه واللجان الفرعيه لأفرع الحوار السياسى والمجتمعى واللجان الاعلاميه لتغطية عمل اللجان ولجان سياديه لدفن مخلفات الحوار بجوار مخلفات الكيماويات الضاره ( وكله بثمنه ) وهذه المره بذر الرماد الضار لتعمية الشعب واظهار الباطل بلباس الحق والتبشير بمخرجات الحوار والطواف على المدن والارياف لجباية متطلبات الحوار ودعم المجهود الحوارى بفرض المزيد من الاتاوات .
انتهى الحوار و استشرى الفساد وظلم العباد واصيبت جماعة الحكومه بشئ من الهلع والسَعَر والجوع الغير مبرر والخوف من ضياع الجاه والمال ,فعليه نحذر وننصح كل من لديه جار او قريب من اولئك المسعورين ان يتخذوا كل اجراءات السلامه ويلبسوا ما يقيهم (عضة وزير او عفصة مسئول ) وان يقوموا بالتبليغ الفورى عن اية حالات يشتبه في علاقتها المباشره او غير المباشره باولئك المسعورين الباحثين عن اية اجسام طريه او منقوله سائله وجامده , وان يبتعدوا قدر الامكان عن مواقع دفن المخرجات .
انتهى الحوار واعلن الرئيس بانتهاء عهد القبيليه محذرا من استخدام اسم القبيله في اية جهه رسميه او شعبيه . ونقول للامه السودانيه عليكم بالقبيله لانها ليست حراما او مكروها وعليكم بالاعتزاز بها دونما تمايز او تفاضل او تنابذ وتحارب وكونوا يدا واحده ضد كل من يستخدم القبليه للوصول والسيطره فالوطن للجميع .
انتهى الحوار وبدأت المناوشات بين نافع والخال الرئاسى وقبل مغادرة ضيوف البلاد الى اوطانهم , انتهى الحوار وبدأ النفاق الاعلامى فهاهو الهندى عز الدين يستعرض مهاراته في شكر الرئيس وتهنئة الشعب الصابر . اللهم الهمنا الصبر على امثال هؤلاء من المطبلاتيه .
من شارك او ايد او بارك ما سميى بالحوار الوطنى ? واهم ومتسلط .
من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن .
اللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان — آميـــــــــــــــــــن .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..