جثمان مين يا الخطوط السودانية؟

أول مرة في حياتي اركب طائرة كانت إلى القاهرة ضمن رحلة الجامعة ، كانت الخطوط الجوية السودانية ، وطبعا لأول مرة دهشنا من هذه النقلة الحضارية ، بلاشك الطائرة كانت رائعة وفاخرة و قد عوملنا فيها معاملة رائعة. والخطوط الجوية السودانية كانت تقدم خدمة ممتازة لاتقل جودة عن أي شركة أخرى . كما انها كانت سباقة ورائدة في القارة الافريقية ، مثلها مثل أي مؤسسة سودانية لأن السودان أول دولة نالت استقلالها في القارة الافريقية ، وحتى وقت قريب الشركة كانت ملتزمة وتعي ما تقول ، وتأتي في الموعد وتغادر في الموعد.
لكن مثلها مثل أي مؤسسة عامة في هذا البلد المنكوب ، تعرضت للفساد واللامبالاة ، وتدهورت بصورة مريعة ، حتى خرجت من اللعبة ، ولا اذكر أني متى رأيت طائرة سودانية ، ولم اسمع احد الاقارب او الاصدقاء أنه سافر بالخطوط الجوية السودانية. وكيف يسافرون بها وهي اصلا غير موجودة .

وأذكر منذ فترة طويلة كان من المفترض ان أسافر مع عائلتي على متن الخطوط الجوية السودانية ، ووصلنا إلى مطار الخرطوم عند منتصف النهار . وقد اكملنا كافة الاجراءات الامنية وتم ختم جوازاتنا ووصلنا صالة المغادرة ، لكن بقدرة قادرة كن يفترض أن نغادر على متن طائرة مستأجرة من تركيا ، وقد وصلت الطائرة في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، وتم اخطارنا بضرورة الصعود إلى الطائرة وتحركنا على الحافلة لنركب الطائرة الا اننا فوجئنا بأن قائد الطائرة رفض رفضا باتا ، لأنه قد اكمل الساعات التي من المفترض أن يقوم بها خلال يوم واحد ، ولايمكنه القيام برحلة أخرى , لاندرى هل اهلنا لايعرفون ذلك أم انهم يريدون ان يمشوا الموضوع مثله مثل أي شيء يحصل في السودان بصورة أهالي دون مراعاة للقوانين والاعراف والنظم الدولية . وعلى الرغم من اصرار اهلنا الا ان الطيار التركي رفض رفضا باتا واصر على موقفه.

ومع اصرار الطيار واصرار اهلنا الوقت وصلنا إلى الساعات الاولى من صباح اليوم التالي. يعني ما في طريقة نرجع بيوتنا. فتكفلت الشركة بإقامتنا في احد فنادق السوق العربي، وطبعا الفندق تحفة ، رحلت في ثلاث غرف حتى اجد غرفة مناسبة توفر الراحة لي ولأسرتي من عناء التعب والانتظار بالمطار الذي استمر لقرابة 17 ساعة أو اكثر .
لا اريد ان اطيل عليكم بل كنت اريد ان اضرب مثلا لهذه الشركة العشوائية التي لم تلتزم بمواعيد أو تحترم الركاب ، بسبب وجود افراد على رأسها سامحهم الله ، لو انهم عملوا على الارتقاء بالشركة يمكنهم الحصول على الكثير من المزايا والفوائد بدل هذه البهدلة. واخراج ارواح الناس وفقع مرارتهم في الانتظار لساعات طوال وايام وليالي .
شركات الطيران في الدول المجاورة بدأت بعدنا ، لكن ادارة هذه الشركات تتبع لشركات طيران عالمية راقية ، لديها من الخبرة والانضباط ما يكفي لإنجاح هذه الشركات والارتقاء بها وتحقيق الربحية. كما انه لايتم تعيين أي شخص في اي منصب ، بل يتم اختيار الكفاءات والمؤهلة التي يمكن أن تعمل على الارتقاء بالشركة. كما توفر لها فرص التدريب والتطوير والارتقاء الوظيفي.
والخطوط الجوية السودانية كانت تجوب كافة الدول العربية والخليجية والافريقية والاوروبية والآسيوية ، واكتسبت سمعة طيبة ، واول رحلة لدولة خليجية سافرت بهذه الطائرة وكانت رائعة في كل شيء ، لكن فجأة حصل ما حصل ، كل شيء انهار وذهب مع الريح ، الله يجازي الكان السبب ، اين خط مطار هيثرو وأين واين.
قرأت بالأمس خبرا مضحكا مبكيا مفاده ان الخطوط الجوية السودانية ستتبرع بنقل جثمان أي سوداني بالخارج إلى الخرطوم مجانا لكن من أين ؟ والله الخبر رائع واللفتة انسانية وكريمة ، لكن هذه الشركة توقفت عن السفر إلى معظم المحطات التي كانت تسافر إليها ، وانحصر سفرها إلى محطتين او ثلاثة ، لا اعرف بالضبط ما هي.
هذه الشركة معذورة ، لقد حل بها ما حل بالبلاد ، حيث ضاع كل شيء .ونتمنى ان تنهض هذه الشركة الرائدة وتعود إلى سابق عهدها . وتقوم بنقلنا احياء قبل الاموات.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أحسن تقل الجثامين لأنهم خلاص ماتو بدل تسقط ويموت آخرين . ودي فكرة كويسة جدا، الأحياء يشوفو أي شركة طيران محترمة والسودانية تكون للأ موات فقط ، هذا أولاً وثانياًإدارة الخطوط تدعو السودانيين خارج اليلد لعدم العودة إلا بعد خراج الروح . وللعلم مؤسسات اليلد منظومة واحدة وفي الغالب تفشل جميعها أو تنجح جميعهاإقتصاد – رياضة – سياسة – نقل جوي – بحري – حديدي – زراعة -صحة عامة -صحة بيئة -وهلم جراً.فشل بالكوم. تسأل الله أن يصلح الحال، حال السودانيين لينصلح حال اليلد.

  2. انها حركة ذكية ليقول الناس ان سودانير موجودة في العالم كله.

    انني منذ 18 عاما حرمت على نفسي واسرتي ركوب سودانير و بهذه المناسبة اناشد اهلي و أصدقائي و معارفي ان لا ينقلوا جثماني بسودانير حتى لو هي تدفع لهم عن الكيلو من جسدي مليون دولار.

    كفاية مرمطتنا احياء كمان عايزة تمرمط الموتى.

  3. أحسن تقل الجثامين لأنهم خلاص ماتو بدل تسقط ويموت آخرين . ودي فكرة كويسة جدا، الأحياء يشوفو أي شركة طيران محترمة والسودانية تكون للأ موات فقط ، هذا أولاً وثانياًإدارة الخطوط تدعو السودانيين خارج اليلد لعدم العودة إلا بعد خراج الروح . وللعلم مؤسسات اليلد منظومة واحدة وفي الغالب تفشل جميعها أو تنجح جميعهاإقتصاد – رياضة – سياسة – نقل جوي – بحري – حديدي – زراعة -صحة عامة -صحة بيئة -وهلم جراً.فشل بالكوم. تسأل الله أن يصلح الحال، حال السودانيين لينصلح حال اليلد.

  4. انها حركة ذكية ليقول الناس ان سودانير موجودة في العالم كله.

    انني منذ 18 عاما حرمت على نفسي واسرتي ركوب سودانير و بهذه المناسبة اناشد اهلي و أصدقائي و معارفي ان لا ينقلوا جثماني بسودانير حتى لو هي تدفع لهم عن الكيلو من جسدي مليون دولار.

    كفاية مرمطتنا احياء كمان عايزة تمرمط الموتى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..