الإنسانية في مركز الخرطوم للأورام!!

** عدم توفر المُعينات في المستشفيات الحكومية جعل الأطباء يدخلون في إضراب احتجاجاً على تدني الخدمات الطبية للمواطنين وتحديداً فيما بالحالات الطارئة اعتبرته الجهات المختصة أي الإضراب شرعياً
** وزارة الصحة ولاية الخرطوم بعد أن ( انكشف المستور ) تحرّكت لحفظ ماء وجه الحكومة التي فشلت في تفعيل آليات صحة الإنسان السوداني كما فشلت في منظومة الوقاية خير من العلاج فانتشرت الأمراض الممتية الفشل الكلوي السرطان والملاريا اللعينة والقائمة تطول !!
** لذا من الطبيعي أن تتواصل معاناة المواطنين فيما يتعلق بالعلاج .. تتحدث الجهات المختصة في حكومة الوطني عن توطين العلاج في الداخل لكن الذي يحدث على أرض الواقع يؤكد أن موضوع التوطين ما هو إلا شعارات لا محل لها من الإعراب !
** من الأمثلة على خروج هذا الشعار عن النص تكلفة العلاج في الخارج أقلّ بكثير من الداخل وما يُميّز العلاج بالخارج العناية الفائقة والإهتمام أما في الداخل فيصطدم المواطنون بعدة عقبات أولها التكلفة الباهظة والمعاملة الغير إنسانية من أغلب الأطباء
** فيما يتعلق بعلاج السرطان حمانا الله وإياكم نجد تكلفة علاجه في مركز الخرطوم للأورام 2740 جنيهاً تفاصيلها كالآتي : 2270جنيهاً إيجار غرفة و470 رسوم فحص وهذا المبلغ الكبير نظير جلسة ( جرعة ) مدتها ثلاثة ساعات فقط في حين نفس المبلغ في القاهرة يساوي ثلاث جلسات
** والمفارقة التي جعلتني أتناول موضوع توطين العلاج بالداخل أن تكلفة نفس العلاج في مركز شافي للأورام تساوي 775 جنيهاً زائداً عليها المعاملة الراقية والإهتمام الكبير من الكادر الطبي بمركز شافي للأورام بالخرطوم ( العمارات )
** يا للهول الفرق بين المركزين لنفس الغرض 2000 جنيهاً !! وهذا يؤكد أن الجهات المختصة في وزارة الصحة ( غائبة ) اي بمعنى لا توجد ( رقابة ) على المستشفيات الخاصة فيما يتعلق بمعايير الجودة وتحديد الأسعار فلا يعقل ونحن نعيش أزمة اقتصادية أن تترك وزارة الصحة المستشفيات الخاصة تعمل وفق ( مزاج أصحابها ) ومع ذلك يتحدث المسؤولون عن توطين العلاج بالداخل
** أي توطين وأي علاج يا هؤلاء … في هذا الصدد يُجمِع الظرفاء أن الحكومة لم تنجح في محوري العلاج والتعليم والمصيبة الكبرى أن معاشر الأطباء نُزِعت ( من قلوبهم الرحمة ) فأصبحوا يتعاملون مع المرضى بمنطق التجارة الهدف أن يجمعوا أي الأطباء الأموال دونما اعتبار لحالة المرضى !!
** المحصلة أن ( الإنسانية ) مُنِحت إجازة مفتوحة في المستشفيات الخاصة .. في ظل ( صمت ) الجهات المختصة في حكومة الوطني من الطبيعي أن يصاب هؤلاء بداء الجشع والطمع
** اشتكى محدثي من التكلفة العالية في مركز الخرطوم للأورام بشارع المك نمر فجاء رد الطبيب المختص في المركز ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) … سادتي لم يُكلِف هذا الطبيب نفسه أن يجبر بخاطر أهل المريض من خلال التركيز على الجوانب النفسية والإجتماعية .. وهذا الطبين ينطبق عليه القول المتداول عند عامة الناس ( لايرحم ولا يترك رحمة ربنا تنزل ) !! بهذا التصرف الغريب أوصد هذا الطبيب المختص في مركز الخرطوم للأورام أوصد الباب أمام أي خيارات تُراعي حالة المريض وحالة أهله الإقتصادية
** للاسف بعض الأطباء في السودان الوطن المأزوم شطبوا من قاموسهم ( الرحمة ) فلم يعد هؤلاء ( ملائكة الرحمة )
** حتى تضمن لمريضك خدمة مميزة عليك بالسفر للخارج أو الإستعانة بأحد الأطباء من الأسرة أو المعارف ولا نملك إلا نقول : لكم الله يا أهلنا الغُبش ! الظرفاء يقولون السبب في كل هذه البلاوي حكومة الإنقاذ

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا الاستاذ عبد السلام القراي على المقال، هناك مستشفى اسمه طيبة للأورام (خاص) كانت لنا معه سلسلة مآسي عندما كانت شقيقتي مريضة (عليها رحمة الله) واضطررنا للذهاب إليه، حاله ليس باحسن من المستشفيات الحكومية بل أسوأ في كثير من الجوانب … ولا أدري كيف سمحت وزارة الصحة أو على اي أساس منح ترخيص مستشفى … كان الله في عون الانسان السوداني …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..