الديمقراطية التوافقية طريقنا للاستقرار السياسي

الديمقراطية التوافقية طريقنا للاستقرار السياسي

في ندوة بمركز مامون بحيري

رصد : عبدالوهاب جمعة:

أقام مركز مامون بحيري ندوة حملت عنوان (الديمقراطية التوافقية طريقنا للاستقرار السياسي ) فى إطار مقاربة جديدة لتحقيق الديمقراطية في البلاد ، وتحدث صاحب الاطروحة البروفسور الطيب زين العابدين عن الديمقراطية التوافقية التي تراوحت ما بين المزج بالفلسفة والنظرية والتطبيق السياسي من خلال وضع خارطة طريق لاستدامة الديمقراطية التوافقية.

بدأ استاذ العلوم السياسية بروفسور الطيب زين العابدين حديثه بتساؤل فلسفي عن ماهية المشكلة ؟ ولماذا نتحدث عن الديمقراطية التي لم يسمع بها البعض ؟ ومن ثم اجاب في فذلكة تاريخية سماها عجز السودان وقال ان عجزاً كبيرا منذ الاستقلال لم يحقق استقرارا سياسيا وتنمية اقتصادية ولم يفلح في اقامة دستور دائم الى ان وصل عدد الدساتير المؤقتة ثمانية ، واضاف حكمتنا انظمة عسكرية لمدة (45) عاما عبر الضبط والربط ومصادرة الحريات ومنع المشاركة السياسية لكنها عجزت عن تحقيق السلام ووحدة البلد، واضاف حكمتنا الانظمة الديمقراطية لمدة (11) عاما عبر فترات ديمقراطية ولم تكمل حكومة دورتها واشار الى عجز الحكومات الديمقراطية عن حماية نفسها وكتابة دستور واستخلص زين العابدين ان حصيلة التجربة اكدت انه « لايمكن حكم البلاد عسكريا وشموليا او ينفرد بها حزب واحد وانه لابديل للسودان من ديمقراطية متعددة تتيح التبادل السلمي للسلطة وتفتح مجال التنمية» .

وقدم بروفسور الطيب شرحا لركائز الديمقراطية التوافقية الاربعة التي تبدأ من تحالف حكومي عريض ، وتمثيل نسبي واسع ، واستقلال مناطقي ذات خصوصية واستقلال ذاتي ، وحق النقد للاقليات ، مشيرا الى ان بروفسور امريكى قدم دراسات لحوالي ثمانية عشرة دولة في افريقا وآسيا خرجت من نزاعات واكتشف ان اهم عامل ساعد تلك الدول على تحقيق الاستقرار والسلام المستدام هى التمثيل النسبي والاستقلال المناطقي

ويصف زين العابدين ميزات الديمقراطية التوافقية بان تداولها للسلطة يكون روتينيا ولايؤثر على الاحزاب وبذلك تكون مقبولة ، وتسهم في بناء تيار وسطي بالبلد يضعف من الشعور بالتهميش ، وتقلل من حجة الداعين لحمل السلاح .
وفي تعقيبه على ورقة زين العابدين قدم البروفسور عطا البطحاني ملاحظة عامة ووصفها بأنها تحوي نوعاً من التناقض والتوتر ناتج من التبريرات والمسوغات المقدمة للديمقراطية التوافقية ، ولفت الى ان المفهوم حديث واكتسب زخماً وظهوراً مفاجئاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واهتمام الفلاسفة بحل مشكلة الاستقرار السياسي واشار الى ان الديمقراطية التوافقية جزء من منظومة افكار لايجاد وسيلة لدفع المجتمعات للتطور الديمقراطي على مراحل ،ؤكدا ان النقد الذي وجه لها كان مركزاً على النخب السياسية ودلل بامثلة على نجاح بعض الديمقراطيات التوافقية في جنوب افريقيا وماليزيا نتيجة جهود اشخاص مثل مانديلا ومهاتير محمد ، واوضح البطحانى ان هناك اشكاليات في تطبيق الديمقراطية التوافقية. وقال ان اشكالية بناء الهوية الوطنية في السودان تقف على مفترق طرق واشار الى ان الديمقراطية التوافقية تقوي من انتماء الفرد نحو جهته التي تتعارض مع الانتماء الوطني لافتاً الى حالة العراق الماثلة التي وصلت الى محاكمة نائب الرئيس لاعتبارات ومحاصصات جهوية ، وابدى البطحاني تعاطفه مع الورقة وقال انه ينظر اليها من ثلاثة زوايا، الاولى انها تعكس التطور في الفكر السياسي ، وثانيا تقدم قراءة نقدية بمثابة مناقشتها لتراجع السودان وقال « انها تمثل ردة غير مقبولة ونحن في عصر الثورات وبات المواطن ينزع للحصول على حقوقه الكاملة « ، وثالثا انه ليس من الضروري استباق الفرد الديمقراطي لاستحقاق الديمقراطية ، وفي ختام كلمته دعا البطحاني الى تحقيق جملة من الشروط لبناء الديمقراطية التوافقية مدخلها الحوار الوطني حول الفكرة عبر مراكز البحوث ، ووجود حاضنة اجتماعية وسياسية ، وقاعدة اسناد جماهيرية ، وحراك سياسي يوفر الارضية في اطار عقد سياسي .
الدكتور غازي صلاح الدين في تعقيبه رأى ان الورقة خطوة متقدمة لاطروحة قابلة للجذب والشد وقال ان الورقة متميزة بإختيارها منهج نقد التجارب السابقة، ونوه غازى الى ان الدول الغربية ليس لها مصلحة في تحقيق ديمقراطية عادلة في السودان بل انها مهمومة بالضغط على الحكومة كما حدث في نيفاشا وحاليا في اديس ابابا ولفت الى انه في اطار استلامه لملف السلام اطلع على تجربة سويسرا في الديمقراطية التوافقية مؤكدا اندهاشه من نظام المحاصصة الدقيق في الكتل وشروط الاهلية والكفاءة في قطاعات البلد، واشار الى انهم وصلوا الى هذا النظام بعد سبع قرون من المنازعات ، واعترف غازي من وجهة نظر شخصية ان العدالة لازمة من لوازم النظام الفيدرالي وقال ان النظام الفدرالي عمق وطور من الجهويات الاصغر التي تفتقت عن هويات اصغر منها، وخلص في ختام تعقيبه انه يتفق مع الاطروحة مع اجراء بعض التعديلات عليها وقال « في سبيل الاستقرار السياسي اتعامل مع الاطروحة بكل جدية «.

الصحافة

[COLOR=#003BFF]ورقة البروفسير الطيب زين العابدين بعنوان (الديمقراطية التوافقية طريقنا للاستقرار السياسي) [/COLOR]

بسم الله الرحمن الرحيم

الديمقراطية التوافقية طريقنا للاستقرار السياسي

أ.د. الطيب زين العابدين

مقدمة

ظل السودان منذ الاستقلال يبحث لنحو ستين عاما عن نظام سياسي مستقر دون جدوى. فقد تعاقبت على حكمه ثلاثة أنظمة ديمقراطية لمدة أحد عشر عاماً فقط وثلاثة أنظمة عسكرية دام حكمها زهاء الأربعين عاماً، وما زالت البلاد تبحث عن دستور دائم ترضى عنه القوى السياسية في المركز والأقاليم ويضع البلاد على طريق الاستقرار والتنمية. كانت الأنظمة الديمقراطية التي اتسم حكمها بالقصر في فتراتها الثلاث (1954-58؛ 1965-69؛ 1986-89) هشة التكوين وضعيفة الأداء، فهي لم تفلح في إرساء قواعد متينة لحكم البلاد تستجيب لتطلعات أهل الجنوب في الحكم اللامركزي، ولم تبذل جهداً واضحاً في تنمية المناطق المتخلفة مما أدى إلى حرب أهلية طويلة مع الجنوب وإلى نزاعات إقليمية وتمرد مسلح ضد المركز، ولم تتمكن تلك الحكومات من وضع أسس اقتصادية سليمة توائم بين التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية حتى تسير البلاد في طريق النهضة والرفاهية؛ بل إنها لم تستطع في فتراتها الثلاث أن تضع دستوراً دائماً للبلاد بسبب الخلاف بين القوى السياسية على نظام الحكم ومرجعياته الفكرية والآيدولوجية، وأدى الصراع على السلطة إلى أزمات متلاحقة.وبسبب ضعف الحكومات الديمقراطية وزوال هيبتها لم تنجح حتى في حماية نفسها من مغامرات العسكريين الطامحين في السلطة، ولم يهب الشعب الذي انتخبها للدفاع عنها ضد الانقلابات العسكرية التي أطاحت بها لأن أداءها لم يكن مقنعا لعامة الناس. وبالطبع هناك أسباب حقيقية تفسر ضعف أداء الحكومات الديمقراطية، منها قصر المدة التي حظيت بها في السلطة وحداثة تجربة الحكم الوطني الذي جاء بعد ستين عاماً من الاستعمار البريطاني الذي عزل الشمال تماماً عن الجنوب وشكّل إدارات أهلية في الأقاليم على أسس قبلية، ولعدم توفر الأغلبية النيابية لحزب واحد في النظام البرلماني جاءت تكوينات كل تلك الحكومات إئتلافية من عدة أحزاب متنافرة تاريخياً وذات توجهات وطموحات متباينة من خلال ديمقراطية تنافسية، الأصل فيها غلبة حزب واحد على بقية الأحزاب. وعلى حداثتها نشأت الأحزاب السودانية على أسس طائفية أو إقليمية أو قبلية أو عقائدية تفتقد جميعاً النهج الديمقراطي والثقافة الديقراطية ومؤسسية الأجهزة الحزبية، فلم يكن سلوكها أو أداؤها مما يرسخ للنظام الديمقراطي أو يجعله جاذباً للشباب والطبقة الوسطى.ولكن يحمد للحكومات الديمقراطية أن الانتخابات الخمس التي أجرتها في عهدها كانت نزيهة وعادلة ومقبولة إلى حدٍ كبير لكافة القوى السياسية؛ وأن سجلها لم يشوه بانتهاكات واضحة لحقوق الإنسان، ولم تسع لتسييس القوات النظامية أو الخدمة المدنية أو الجهاز العدلي أو تستغل موارد الدولة لمصالح حزبية، وإن حاولت الأحزاب العقائدية تشكيل خلايا لها داخل الجيش لتستعين بها في الاستيلاء على السلطة، وهو نهج للحكم كان سائداً في كثير من الدول العربية والإفريقية والآسيوية.

وتعاقبت على حكم البلاد ثلاثة أنظمة عسكرية دام حكمها لنحو أربعين عاماً (1958-64؛ 1969-85؛ 1989-2012)، جاء الحكم العسكري الأول نتيجة لتسليم السلطة لقيادة الجيش في نوفمبر 1958م من رئيس الوزراء المدني (عبد الله خليل) الذي أوشك أن يفقد منصبه بسبب تشكيل تحالف جديد داخل البرلمان كان سيطيح به، وكان الثاني انقلاباً عسكرياً من القيادات الوسطى في الجيش المتأثرة بالتجربة الناصرية ودعوتها للاشتراكية والقومية العربية، وجاء الانقلاب الثالث نتيجة تدبير وتنظيم من الحركة الإسلامية السودانية (الجبهة الإسلامية القومية) المتأثرة بفكر الأخوان المسلمون في مصر. وشاركت الأحزاب السياسية بدرجات متفاوتة ولمدد قصيرة في تأييد ودعم الحكومات العسكرية، ولكن القرار السياسي بقي بيد الإنقلابيين العسكريين باستثناء فترة الإنقاذ الأولى إذ سيطرت القيادة المدنية للجبهة الإسلامية على مقاليد السلطة؛ وفي كل الحالات انقلبت العصبة العسكرية على الأحزاب والقيادات التي جاءت بها للحكم أو دعمتها لتمسك بالسلطة كاملة وتضعها في يد قائد فرد أبعد عن السلطة حتى من شاركوه من الضباط في صنع الإنقلاب. وقد كان المناخ السياسي في عمومه بالدول العربية والإفريقية مواتياً للحكومات العسكرية والأنظمة الشمولية نسبة لهشاشة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني،ولضعف أداء الحكومات الديمقراطية التي جاءت عقب الاستقلال، والتي واجهت مشكلات اقتصادية وسياسية ونزاعات إثنية لم تستطع معالجتها بالقدر الكافي.

وقد كان من سمات الأنظمة العسكرية التي حكمت السودان لأربعة عقود، أنها تبدأ عهدها بتعطيل الدستور وحكم القانون وتحجر على الحريات العامة وتحظر نشاط الأحزاب السياسية والاتحادات المهنية والنقابات العمالية المنتخبة وتقيد حرية الصحافة، وتقمع المعارضين المدنيين عبر القوة المفرطة بواسطة أجهزة الأمن والشرطة والمحاكم الاستثنائية وتدابير الطوارئ والأحكام العرفية والفصل من الخدمة العامة، مما أدى إلى إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وتعطل بذلك التطور الديمقراطي في البلاد الذي بدأ واعداً عند مطلع الاستقلال. وعرف الحكم العسكري بتجييره للقوات النظامية والأجهزة العدلية والخدمة المدنية لمصلحة السلطة العسكرية القائمة بدلاً من مصلحة البلاد القومية، وبإحالته للصالح العام كل من يشتبه فيه من ضباط القوات النظامية أوقيادات الخدمة المدنية أو السلك القضائي بأنه معارض للنظام. وبلغت تلك الإجراءات التأمينية ذروتها في عهد سلطة الإنقاذ التي توفرت لها كوادر مؤهلة في شتى قطاعات الدولة حتى تماهت الحدود بين أجهزة الدولة والحزب الحاكم، وأصبحت سياسة ?التمكين? لعناصر الحزب في أجهزة الدولة منهجاً رسمياً معلناً على رؤوس الأشهاد.وأدت تلك السياسات الإقصائية إلى ضعف المؤسسية وتدني الأداء في أجهزة الدولة بدرجة كبيرة بسبب تقديم الولاء للنظام على الكفاءة، وإلى انتشار الفساد في الخدمة المدنية لأن أهل الولاء الذين تسنموا القيادة كانوا فوق المحاسبة.

وانتهجت جميع الحكومات الإنقلابية العمل العسكري حلاً لمشكلة الجنوب، على الأقل لفترة من الزمن حتى استيأست منه حاولت اللجؤ إلى معالجة سياسية بنصف قناعة،مما وسع الشقة بين أهل الشمال والجنوب وقاد لخسائر هائلة في الأرواح والممتلكات،وأدى في النهاية إلى انفصال جنوب السودان في يوليو 2011 في عهد الحكم العسكري الأخير؛ وفقد السودان بذلك ثلث مساحته وربع سكانه وثروات معدنية وزراعية ومائية هائلة. وكانت الفترات العسكرية مرتعاً خصباً للفساد والرشوة واهدار المال العام والمحسوبية واستغلال النفوذ، والتفاوت المريع بين الصرف على الأجهزة الأمنية التي يستند عليها النظام والصرف على التنمية والخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن. وضاق الشعب ذرعاً بالحكم العسكري فهب ضده بقواه المدنية والسياسية واستطاع الإطاحة به مرتين، الأولى في ثورة أكتوبر المجيدة ( 1964) ضد حكم الرئيس ابراهيم عبود، والثانية في انتفاضة جماهيرية مشهودة في (أبريل 1985) ضد حكم الرئيس جعفر نميري. ولا زال الحكم العسكري الحالي رغم طول بقائه في السلطة يعاني من النزاعات العسكرية الجهوية والاحتجاجات الجماهيرية ومن عدم الاستقرار السياسي والاداري، ومن العزلة الإقليمية والمحاصرة الدولية والأزمات الاقتصادية. وليس مستبعداً أن ينتفض الشعب السوداني ضد الحكم القائم مرة ثالثة كما فعل بسابقيه خاصة وأن الربيع العربي ضرب مثلاً في نجاح الثورات الجماهيرية على الحكومات الاستبدادية. وخلاصة تجربة السودان خلال العقود الستة منذ الاستقلال أنه لا يمكن أن يحكم بمركزية قابضة ولا بحكم استبدادي شمولي، عسكرياً كان أم مدنياً، وكلاهما من سمات الأنظمة العسكرية بحكم هيكلتها التراتيبية وتدريبها الصارم على طاعة الأوامر العليا دون نقاش أو مراجعة. وخيار السودان الذي لا بد منه هو النظام الديمقراطي اللامركزي الذي يتبنى تحقيق العدالة الاجتماعية على مستوى الأفراد والأقاليم والمجموعات العرقية مهما كانت مشكلات التطبيق التي تعترضه. ولكن كيف للسودان أن يؤسس ديمقراطية فيدرالية مستدامة؟ هذا ما تحاول الورقة الإجابة عليه.

مشكلات النظام الديمقراطي في السودان

إذا كان النظام الديمقراطي التعددي هو الأفضل لأهل السودان، وأن الحكم العسكري أو الشمولي غير مقبول لديهم بدليل ثورتهم الشعبية عليه مرتين في 1964 وفي 1985 فلماذا إذن لم تدم الديمقراطية أكثر من إحدى عشر سنة في حين تطاول الحكم العسكري لأربعين عاماً؟ لا بد أن هناك أسباباً موضوعية، سياسية واجتماعية، أدت لضعف النظام الديمقراطي مما أغرى المغامرين العسكريين بالإنقلاب عليه دون أن تهب الجماهير للدفاع عنه. يعزى نجاح الإنقلاب العسكري في الإستيلاء على السلطة، رغم بعض المحاولات الفاشلة، على حفظ سريته ودقة الإعداد لهو تجنيد قوة مؤيدة له في أسلحة الجيش المختلفة، بالإضافة إلى توفر الظرف السياسي المواتي المتمثل في تدني شعبية الحكومة الديمقراطية وغفلتها عن حماية نفسها. أما طول بقاء الحكومات العسكرية فلا يعتمد على رضا الجماهير عنها بقدر ما يعتمد على مدى طاعة القوات النظامية في الأمن والشرطة والجيش لها، واستعدادها لإحباط أية محاولة عسكرية أو مدنية ضدها، وكسب قدر من التأييد السياسي في أوساط بعض القطاعات الشعبية مثل رجال الإدارة الأهلية ورجال الأعمال وشيوخ الطرق الصوفية مما يضفي عليها قدراً من المسحة الجماهيرية التي تدعيها، وتحسين علاقاتها مع بعض القوى الإقليمية والدولية لتكسب تأييدها، وتستعين بها في معالجة مشاكلها الاقتصادية والأمنية وتدفع عنها ما تتعرض له من هجوم من الدول الغربية والمنظمات الحقوقية.

ما هي المشكلات الموضوعية التي تسببت في ضعف النظام الديمقراطي وسقوطه مرة بعد أخرى؟

طبيعة تكوين السودان باتساعه الجغرافي (مليون ميل مربع قبل انفصال الجنوب) مع ضعف وسائل الاتصال والمواصلات ووعورة الطرق بين أقاليمه المترامية، وحدوده المصطنعة المتداخلة سكانياً مع الجيران، وحداثة جمع كيانه الوطني في بلد واحد على يد الاستعمار التركي(1821م) أولاً ثم البريطاني (1898م) ثانياً بعد أن كان ممالك متفرقة لقرون عديدة، وتنوعه العرقي والديني والثقافي في أقاليم متباعدة ذات مستويات اجتماعية وثقافية متباينة. أدى كل ذلك لصعوبة حكمه مركزياًمن عاصمة البلاد أو أن ينفرد بحكمه حزب واحد أو اثنان ولو نالا أغلبية برلمانية كبيرة. وأدى التنوع العرقي والثقافي إلى تمرد وصراعات ونزاعات مسلحة في جنوب السودان (1955) وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وشرق السودان، وهي كلها مناطق متخلفة لم تجد حظاً مناسباً في اقتسام الثروة والسلطة. وكانت مشكلة الجنوب هي أكبر مهدد للديمقراطية والاستقرار السياسي في البلاد مما شجع العسكر لاستلام السلطة بدعوى دحر التمرد وإنقاذ البلاد.

عدم توفر الشروط والظروف الاجتماعية والثقافية التي يتطلبها نجاح النظام الديمقراطي في السودان بالدرجة الكافية: الوضع الاقتصادي المناسب الذي يمكن الدولة من الوفاء بالتزامتها المالية الأساسية تجاه نفقات وتكلفة أجهزة الدولة المختلفة،وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين (الصحة والتعليم والماء والغذاء)، وتحقيق قدر معقول من المشروعات التنموية والاستثمارية الذي يؤدي إلى نمو اقتصادي بدرجة مرضية؛ وحجم مقدر للطبقة الوسطى من مهنيين ومنتجين ومثقفين وعمالة ماهرة لها مصلحة وارتباط باستمرار النظام الديمقراطي؛ وانسجام عام في التكوين الاجتماعي للأمة يجعل أهدافها القومية متقاربة؛ أحزاب سياسية ناضجة ترتبط وتمثل قطاعات وفئات اجتماعية بعينها؛ وانتشار وقبول في أوساط المجتمع للسلوك الديمقراطي ولاحترام السلطة والالتزام بحكم القانون؛وتوفر قدر من الوعي السياسي يمكن الناخب من تحديد خياره الانتخابي على أساس برنامج للحزب قابل للتنفيذ لا على أساس العرق أو الطائفة أو العلاقات الاجتماعية أو المنفعة الذاتية. ومعظم هذه الشروط غير متوفرة في المجتمع السوداني.

طبيعة تكوين الأحزاب السودانية وثقافتها السياسية جعلتها ضعيفة الالتزام بالنهج الديمقراطي داخل أجهزتها الحزبية، وفي قناعتها بحرية النشاط السياسي للأحزاب المنافسة لها، وبقبولها التداول السلمي للسلطة حسب الفترات الانتخابية التي يحددها الدستور، وبشكها وعدم ثقتها في التزام القوى الأخرى بأسس وقواعد النظام الديمقراطي. فالأحزاب التقليدية الكبيرة (الأمة والاتحادي الديمقراطي) التي حكمت البلاد طيلة الفترات الديمقراطية الثلاث تنحصر بصورة غالبة في شمال السودان المسلم وهي ذات قواعد طائفية دينية تتبع توجيهات مرشدها الديني دون أن تطالبه بحقوق ديمقراطية؛ وأحزاب جنوب السودان ذات طبيعة قبلية تحالفية تخضع لرغبات السلاطين والزعماء القبليين وطموحات قياداتها المتعلمة من أبناء القبيلة وهي تحالفات قصيرة العمر في معظم الأحوال؛ والأحزاب المنافسة للأحزاب التقليدية في الشمال وتحوز على تأييد النخب المتعلمة هي أحزاب عقائدية في المقام الأول (إسلامية أو يسارية) تؤمن بأيدلوجيتها الفكرية وتتعصب لها أكثر مما تؤمن بالنظام الديمقراطي وتلتزم به، وقد كانت تقف من وراء دعم الانقلاب العسكري الثاني والثالث. فأنّى لأحزاب بهذه الطبيعة والتكوين أن تكون سنداً لاستقرار النظام الديمقراطي وديمومته في بلد متخلف من بلدان العالم الثالث.

ومن نماذج الممارسات غير الديمقراطية في سلوك الأحزاب السودانية منذ الاستقلال: اتفاق زعيمي الختمية والأنصار في عام 1956 على إسقاط حكومة الأزهري بعد شهور من إعلان استقلال البلاد، وقد كان حزب الأزهري (الوطني الاتحادي) هو الوحيد الذي فاز بأغلبية برلمانية في أول انتخابات في البلاد ولم يتكرر ذلك في كل الانتخابات الديمقراطية التالية؛ تسليم رئيس وزراء حزب الأمة السلطة لقيادة الجيش في نوفمبر 1958 تفاديا لسحب الثقة منه في تحالف برلماني جديد؛ تحالف أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وجبهة الميثاق على تعديل الدستور وإسقاط عضوية نواب الحزب الشيوعي من البرلمان في عام 1965؛ رفض الحكومة تنفيذ حكم المحكمة العليا التي قضت ببطلان إسقاط عضوية الشيوعيين؛ تغيير الحزب الاتحادي لتحالفه مع حزب الأمة في 1967 للجناح المنشق من ذلك الحزب ثم العودة مرة أخرى للجناح الآخر وحل البرلمان بصورة غير دستورية لإجراء انتخابات جديدة تقوي موقف الحزب الاتحادي وتضعف موقف حزب الأمة المنشق؛ بروز ظاهرة انشقاقات الأحزاب وشراء النواب لتأييد هذه الحكومة أو تلك؛ دعم الأحزاب اليسارية (الناصري والبعثي والشيوعي) لإنقلاب نميري في 1969؛ الإنقلاب العسكري للحزب الشيوعي على نظام نميري في يوليو 1971؛ تأييد الأحزاب الجنوبية لنظام نميري بعد اتفاقية أديس أببا في 1972 والتي منحتهم حكماً ذاتياً في الجنوب وقدراً من حرية العمل السياسي والانتخابي؛ محاولات الجبهة الوطنية (أحزاب الأمة والاتحادي الديمقراطي وجبهة الميثاق) الإنقلاب المسلح على نميري في 1975 وفي 1976؛ مصالحة حزبي الأمة وجبهة الميثاق لنظام نميري في 1977 دون أن يؤدي ذلك إلى تغيير في شمولية النظام العسكري؛ تكتل الأحزاب في انتخابات 1986 ضد مرشح الجبهة الإسلامية القومية (د. حسن الترابي) في دائرة الصحافة مما أدى إلى سقوطه؛إنقلاب الجبهة الإسلامية القومية على الديمقراطية الثالثة في يونيو 1989؛ محاولة حزب البعث العربي الإنقلاب على نظام الإنقاذ في 1991؛ تعاطي الأحزاب السياسية مع نظام الانقاذ بدرجات متفاوتة خاصة بعد اتفاقية السلام الشامل في 2005 والتي سمحت بقدر لا بأس به من التعددية الحزبية والحرية السياسية رغم بقاء السيطرة التامة للحزب الحاكم في شمال البلاد.

ولعب العامل الخارجي الإقليمي والدولي دوره في تشجيع ودعم الإنقلابات العسكرية والنزاعات المسلحة، كان على رأس تلك الدول مصر في عهد عبد الناصر وليبيا في عهد القذافي والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، كل منها دعم الحكم العسكري المتعاطف معه كما دعم المعارضة العسكرية ضد النظام الذي لا يواليه.

تدل كل هذه الممارسات الحزبية القصيرة النظر على ضعف التزام الأحزاب السياسية بالنهج الديمقراطي السليم، وبقلة صبرها على مفارقة كراسي الحكم ولو أدى ذلك لذهاب النظام الديمقراطي نفسه، واستعدادها للتعاطي مع الأنظمة العسكرية لو منحتها قدراً من المشاركة في الحكم. كثير من هذه المشكلات والسلوكيات لن تزول من المجتمع السوداني في المدى القريب أو المتوسط، ولذا لا ينبغي انتظار زوال هذه المشكلات بصورة تامة حتى يمارس السودان نظاماً ديمقراطياً تعددياً يقوم على التفويض الانتخابي الحر ويراعي كل حقوق الإنسان والمرأة والأقليات. فالبديل للديمقراطية هو الحكم العسكري أو الشمولي الذي يزيد من تلك المشكلات بدلاً من حلها أو تخفيفها. ما هي إذن الوسيلة الناجعة لممارسة الديمقراطية التعددية الانتخابية التي يمكن أن تتعايش وتتعاطى مع مشكلات المجتمع السوداني المذكورة آنفا،ً دون أن يقود ذلك إلى صراع أو استقطاب سياسي حاد لا تحتمله الأجهزة الدستورية والقانونية الهشة فيودي ذلك بالنظام الديمقراطي كلية كما حدث في فترات الديمقراطية الثلاث.

تدعو هذه الورقة إلى تبني نظام الديمقراطية التوافقية على المدى المتوسط في السودان (ما بين عشرين إلى ثلاثين سنة) حتى نضمن استمرار الديمقراطية واستقرارها لمدة مناسبة يعتاد فيها الناس على قبول التداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، وعلى المنافسة السياسية المقننة دون تطرف، وعلى ترسيخ السلوك الديمقراطي ونشر الثقافة الديمقراطية بين قطاعات المجتمع المختلفة خاصة الطبقة الوسطى تتمسك بالديمقراطية أكثر من غيرها. ونحسب أن مثل هذه التجربة إذا تم الأخذ بها في جدية وصدق تعمل تدريجياً على حلحلة المشكلات التي ساهمت في ضياع النظام الديمقراطي لسنوات طويلة منذ الاستقلال، وتمهد الطريق لتأسيس ديمقراطية ناضجة في المستقبل.

ما هي الديمقراطية التوافقية؟

ظهر مفهوم الديمقراطية التوافقية Consociational Democracy) ) في عقد الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عقب الحرب العالمية الثانية لتجيب على سؤال محوري: كيف نجعل النظام السياسي ديمقراطياً ومستقراً خاصة في المجتمعات التي تحفل بالصراعات على أسس عرقية وثقافية ودينية؟ وهي مفهوم جديد يطرح بديلاً للديمقراطية التقليدية التنافسية التي راجت في الدول الغربية حيث المجتمعات متجانسة سكانياً ومتطورة اقتصادياً. بل هناك شكوى حتى في الدول الغربية من احتكار السلطة بين الأحزاب الكبيرة (محافظين وعمال في بريطانيا، جمهوريين وديمقراطيين في أمريكا، اشتراكيين ومحافظين في ألمانيا وفرنسا وايطاليا) وهي أحزاب تمتلك المال الوفير الذي يمكنها من تمويل الحملة الانتخابية المكلفة، والتنظيم القوي المنتشر في أنحاء البلاد، والآليات الانتخابية المحترفة. وكان أكثر من كتب وروّج لهذا المفهوم هو بروفيسر آرند لايبهارت ( Arend Lijphart) أستاذ العلوم السياسية الممتاز ( Professor Emeritus) بجامعة كلفورنيا، ورئيس الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية (1995-96) والذي استقى أفكاره الأولى عن الموضوع من أطروحته عن النظام السياسي في هولندا التي تطبق قدراً من الديمقراطية التوافقية. وكان من أوائل كتبه في هذا المجال: سياسة الاحتواء 1968؛ الديمقراطية التوافقية 1969؛ الديمقراطية في المجتمعات المتنوعة 1977.

(The Politics of Accommodation; Consociational Democracy; Democracy in Plural Societies)

وقد نال لايبهارت جائزة جوهان اسكايت (Johan Skytte) المتميزة في العلوم السياسية عام 1997م، وبجانب مصطلح التوافقية (consociational) استعمل لايبهارت مصطلح ?الديمقراطية الإجماعية? (Consensus Democracy) بصورة مرادفة للتوافقية، ويبدو لي أنه أخذ كلمة ?الإجماع? من المبدأ المشهور في الفقه الإسلامي فالكلمة الانجليزية المرادفة لا تستعمل في مجال السياسة التي تقوم على الصراع والتنافس في العرف الغربي أكثر منها على الاتفاق والإجماع. وقد نظّمت الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية بالتعاون مع معهد الدراسات الإنمائية بجامعة نيروبي في يوليو 2011م مؤتمرا كبيراً عن: الديمقراطية التوافقية في إفريقيا، دام لمدة أسبوعين وحضره أكثر من مائة أستاذ وخبير في العلوم السياسية من شتى أنحاء العالم، وقدمت فيه عشرون ورقة بحثية استفاد كاتب هذه الورقة من بعضها. وكان القصد من ذلك المؤتمر الكبير هو الترويج للديمقراطية التوافقية على أساس أنها الأنسب للدول الإفريقية المنقسمة عرقيا وثقافيا ودينيا؛ وكان السودان أحد الأمثلة التي دار نقاش حول تجربتها المرة،وقد شارك الدكتور عبده مختار من جامعة أمدرمان الإسلامية في ذلك المؤتمر وكتب عنه ورقة هي إحدى مصادر هذا المقال. تهدف الديمقراطية التوافقية إلى احتواء النزاعات والاحتكاكات السياسية بين المجموعات المتعددة والمنقسمة في داخل الوطن الواحد،عن طريق آليات ومؤسسات تؤدي إلى المشاركة في السلطة بين النخب التي تمثل تلك المجموعات بقصد استدامة الديمقراطية في ذلك البلد. فالانقسامات السياسية الحادة تشكل أكبر عقبة لتحقيق الديمقراطية واستقرارها لأنه من الطبيعي أن تعمل الأقليات المحرومة على تخريب الديمقراطية التي لا تجد منها شيئاً؛ وبدون احتواء الأقليات واستيعابها لا أمل في نظام ديمقراطي مستقر في مجتمعات تعددية منقسمة فيما بينها.

وتستند الديمقراطية التوافقية على أربع ركائز رئيسة هي: تحالف حكومي عريض تمثل فيه كل المجموعات السياسية ذات الوزن المقدر في البرلمان؛ تمثيل نسبي واسع يستوعب مختلف المجموعات السياسية والاجتماعية عند توزيع مقاعد البرلمان ومناصب الخدمة المدنية؛ الاستقلال المناطقي عبر نظام فيدرالي أونحوه؛ حق النقض للأقليات في القرارات الإدارية والسياسية الكبيرة التي تهمها. وهذا يعني أن الديمقراطية التنافسية التي تؤدي إلى أغلبية حزب واحد أو اثنين يتولى/ يتوليان السلطة لتنفيذ برنامجه/برنامجهما الانتخابي غير وارد في الديمقراطية التوافقية، لأن ذلكمما يكرس حكم الأغلبية وينفي وجود الأقليات الأخرى ولو كانت ذات حجم مقدر في الكثافة السكانية. ويزداد الخطر على النظام الديمقراطي في أعقاب النزاعات المسلحة الأهلية التي يتطلب تجاوزها بناء مؤسسات سياسية توافقية تحول دون العودة للحرب. ويقول لايبهارت إن النتيجة الأساسية التي خرج بها من تحليل المؤسسات السياسية في 118 بلداً بين عامي 1985 و 2002 أن نظام التمثيل النسبي والاستقلال المناطقي (اللامركزية) كان لهما الأثر الأكبر في استدامة السلام في أعقاب النزاعات المسلحة بتلك البلدان. والديمقراطية التوافقية معمول بها في عدد من البلاد بدرجات متفاوتة وأحيانا في بعض أجزاء البلاد مثل: كندا، هولاندا، سويسرا، السويد، لبنان، اسرائيل، النمسا، بلجيكا. وكما هو معلوم فإن لبنان هو أكثر البلاد العربية ديمقراطية رغم أن مؤسساته السياسية والإدارية والنظامية تقوم على محاصصة طائفية دينية لكنها مع ذلك استمرت منذ الاستقلال إلى اليوم لقبول المجتمع لتلك المعادلة السياسية. وقد نجح السودان في وقف الحرب الأهلية في الجنوب مرتين عن طريق اتفاقية أديس أببا في 1972م واتفاقية السلام الشامل في 2005م، ومنحت الاتفاقيتان الجنوب حكماً ذاتياً واسعاً (أقرب للاستقلال في الاتفاقية الثانية) ومشاركة مقدرة في السلطة المركزية. ولكن النظام العسكري ارتد عن اتفاقية أديس أببا مما أعاد الحرب الأهلية مرة ثانية، وارتدت حكومة الإنقاذ عن منهج الاحتواء السياسي الذي بدأته مع الحركة الشعبية لتحرير السودان مما أضرم الصراع المسلح مرة ثانية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.

وأحسب أن الديمقراطية التوافقية تنسجم مع تعاليم الإسلام الذي يجعل الإجماع المصدر الثالث للتشريع بعد القرآن الكريم والسنة المطهرة، ويدعو للشورى الملزمة في الشأن العام، ويؤسس شرعية الحكم على البيعة التعاقدية بين الحاكم والمحكومين، ويعرّض الحكام للمحاسبة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويساوي بين الناس أمام القاضي المستقل، ويأمر بإنصاف وإحسان معاملة المستضعفين من الناس مثل الرقيق والموالي والخدم والمرأة والأقليات الدينية (قصة الخليفة عمر بن الخطاب مع القبطي المصري الذي تظلم له من ولد عمرو بن العاص)، ويخصص الإسلام نصيباً من الزكاة لتوليف قلوب المستجدين في الإسلام ويجوزها بعض الفقهاء لغير المسلمين.ويعطي الفقهاء اعتباراً للرأي الغالب بين الناس فيقولون: هذا ما يراه جمهور الفقهاء، وهذا ما عليه سواد الناس، وهذا حديث متواتر، وهذا حديث متفق عليه مما يعني تغليب الاتفاق الواسع على رأي الفرد أو القلة من الناس. وتشهد ?صحيفة المدينة? التي كتبها الرسول (ص) في أول سنة له في يثرببسعيه الجاد للتوفيق بين كل سكان المدينة من أنصار ومهاجرين ويهود ومشركين ومنافقين وذلك على أساس المساواة التامة بينهم في الحقوق والواجبات.وقد كان الهدف الرئيس من وراء تلك الاتفاقية هو استتباب السلام في المدينة حتى يتفرغ المسلمون للدعوة الدينية وللدفاع عن المدينة في مواجهة قريش التي تتربص بهم.

لماذا الديمقراطية التوافقية في السودان

نحسب أن الديمقراطية التوافقية بالمعنى المذكور سابقا تناسب المجتمع السودان بتعدديته العرقية والثقافية والدينية وتجربته الطويلة في النزاعات بين هذه المجموعات، كما أنه فشل في المحافظة على الديمقراطية التقليدية التنافسية لمعظم سنوات ما بعد الاستقلال. وفيما يلي نذكر الأسباب التي تدعونا للأخذ بالديمقراطية التوافقية وإلى أي حدٍ يمكن أن تستجيب لواقع المجتمع السوداني ومشكلاته التي أعاقت مسيرته في التطور الديمقراطي.

أول هذه الأسباب هو ضعف الإلتزام بمطلوبات التداول السلمي للسلطة والخوف الشديد من إنفراد حزب بتلك السلطة وتجييرها لمصلحته أو محاولة المحافظة عليها بكل السبل المشروعة وغير المشروعة. يتضح ذلك في المحاصصة الحزبية الحادة حول توزيع المقاعد الوزارية بين أحزاب الائتلاف الحكومي التي تستمر لعدة أشهر قبل أن تفضي إلى تسوية ما قد لا تكون مرضية لكل الأطراف، في حين لا تهتم هذه الأحزاب بالاتفاق على برنامج محدد للحكم تقوم بتنفيذه في الفترة المتاحة لها. كما تبرز في التهجم والنقد الشرس من أحزاب المعارضة ضد الحكومة في كافة أعمالها المخطئة والمصيبة، وكأنها تعمل بالمثل السوداني الدارج (يا فيها يا أطفيها) ! فإذا كانت كل الأحزاب الفاعلة التي نالت قدراً من التمثيل النيابي مشاركة في الحكومة بنسبة تساوي حجمها فإن ذلك كفيل بتبديد مخاوفها من انفراد حزب بالسلطة وبتعاونها مع الحكومة لتحقيق البرنامج المتفق عليه.
وبما أن الديمقراطية التوافقية المقترحة تحول دون سيطرة حزب على الحكومة وتسمح في ذات الوقت بالمشاركة فيها لكل الأحزاب الممثلة في البرلمان، فإن تغيير الحكومة بعد انتخابات جديدة لا يقلب معادلة السلطة رأساً على عقب بل يجعل تداولها أمراً روتينياً لا يحدث تغييراً كبيراً في تشكيلة الحكومة أوسياساتها؛ وعليه فلا ينبغي لحزب فاعل أن يخشى من التداول السلمي للسلطة لأنه لا يعني إبعاده كلياً من السلطة. ولن يصبح خوض الانتخابات الراتبة معركة حياة أو موت للأحزاب تستعمل فيها الأساليب الفاسدة وتصرف عليها الأموال الطائلة، وتجرّح فيها الزعامات السياسية المنافسة وتنتقد الحكومة السابقة بالحق والباطل، وتبذل فيها الوعود الخلب التي لا يسمح واقع البلاد الاقتصادي بتنفيذها. وسيكون لبرامج الأحزاب أثر أكثر على الناخبين لأنها مجتمعة ستشكل جزءاً من البرنامج التنفيذي المتفق عليه بين القوى المشاركة في الحكومة، وسيضعف ذلك تدريجياً النعرات الطائفية والعرقية والعوامل الشخصية في التصويت لهذا المرشح أو ذاك.
وستسهم الديمقراطية التوافقية في بناء التيار الوسطي الغالب لأهل السودان عبر البرنامج المشترك للحكومة، وتقارب بين الاتجاهات السياسية والفكرية مما سيدعم الشعور بالهوية القومية والذي بدوره يعمل،مع مرور الزمن،على تأسيس قومية سودانية موحدة بين سكان الأقاليم من مختلف العرقيات والطوائف.

وستتيح الديمقراطية التوافقية الفرصة لإضعاف الشعور بالتهميش في بعض المناطق الجغرافية أو بين بعض شرائح المجتمع أو فئاته المهنية لأنها ستكون جميعاً ممثلة في السلطة التشريعية وربما التنفيذية، ويصعب على الحكومة تجاوزها مهما قل وزنها العددي. وليس هناك من سبب يدعو أبناء بعض المناطق لحمل السلاح ضد الحكومة المركزية إذا ما تحققت لهم المشاركة في السلطة والثروة. ولن تكون الانقلابات العسكرية جاذبة لبعض القوى السياسية حتى تتآمر مع الإنقلابيين على حساب الحكومة المنتخبة؛ وبدون توفير دعم سياسي واضح من بعض القوى السياسية لا يجرؤ الإنقلابيون على محاولة الإطاحة بالسلطة القائمة خاصة في المناخ الدولي الجديد.
وستؤدي كل تلك العوامل إلى خلق مناخ سياسي معتدل تشارك فيه كل القوى السياسية الفاعلة في بناء الدولة، مما يسهم في تحقيق الاستقرار السياسي الذي افتقده السودان طويلاً منذ الاستقلال. وهذا هو الشرط الأساس لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.

التدابير القانونية لتطبيق الديمقراطية التوافقية

نعني بذلك التعديلات الدستورية والقانونية التي ينبغي أن يؤخذ بها حتى تضمن المشاركة المجتمعية الواسعة في شؤون الحكم والإدارة من خلال هيكل ومستويات الحكم، وتحديداً السلطة التشريعية،والتنفيذية،والقضائية، والخدمة العامة، والقوات النظامية.

1. هيكل الحكم:اتفقت القوى السياسية في السودان على تبني النظام الفيدرالي بعد تجربة مشكلة الجنوب المريرة، وبما أن بعض مناطق السودان الشمالي المتخلفة قد حملت السلاح من أجل أخذ نصيبها المستحق في السلطة والثروة فإن استمرار النظام الفيدرالي يصبح أمراً ضرورياً لاستقرار الحكم. ولكن تقسيم البلاد إلى سبع عشرة ولاية أساساً للحكم الفيدرالي برهن على ضعف كبير لأن معظم تلك الولايات لا تملك موارد مالية كافية لتسيير أجهزة الحكم ولا كوادر بشرية متخصصة في المجالات الإدارية والمهنية، كما أنها فتحت المجال للتطلعات القبلية والعرقية كل منها يريد ولاية أو محلية خاصة بهمما يستنزف الموارد المالية المحدودة على مخصصات الدستوريين في البرلمان والحكومة. والأنسب لحال السودان أن يؤسس نظامه اللامركزي على الأقاليم القديمة (دارفور، كردفان، الاقليم الأوسط، الشمالية، الاقليم الشرقي، الخرطوم) التي أثبتت جدواها الإدارية والاقتصادية في الماضي،بل وتتسم بتقارب شخصيتها الثقافية والاجتماعية مما يؤهلها أساساً لوحدات فيدرالية فاعلة. وينبغي زيادة الصلاحيات الدستورية للإقليم أكثر مما هي عليه في دستور 2005م حتى تعنى حكومته بكافة شؤونه الإدارية والخدمية والتنموية. ولا معنى في ظل نظام فيدرالي حقيقي أن تقوم في المركز وزارات خدمية للصحة والتعليم والإعلام والثقافة والشؤون الاجتماعية وغيرها. كما لا بد من فيدرالية مالية واضحة المعالم تقتسم موارد البلاد على أسس عادلة ومعايير منضبطة تنحاز إيجابياً لمصلحة المناطق المتخلفة وتجاز بقانون من كلا المجلسين (النواب والأقاليم)، وتشرف على تنفيذ تلك المعايير مفوضية قومية يتوافق على تكوينها ولوائحها ممثلو الأقاليم في مجلس الأقاليم. ويلي المستوى الاتحادي والإقليمي الحكم المحلي الذي ينبغي أن يعطى اهتماما أكبر وبصلاحيات محددة وموارد مالية تأتيه بصورة ثابتة مقننة من المركز أو من حكومة الإقليم. إن إصلاح النظام الفيدرالي هو أساس الحكم الراشد الذي يعمل على تنمية المناطق المتخلفة ويقدم الخدمات الاجتماعية الضرورية حتى يحول دون الهجرة العشوائية للمدن وهجر الزراعة والرعي في المناطق الريفية.

2. السلطة التشريعية:تقترح الورقة مجلسين تشريعيين في المركز، أحدهما مجلس للنواب ينتخب من كل البلاد ومجلس للأقاليم تختار عضويته بواسطة المجالس التشريعية في الأقاليم (يمكن أن يكون لكل اقليم خمسة ممثلين يراعى في اختيارهم مناطق الإقليم المختلفة والتعددية السياسية الموجودة داخل المجلس التشريعي). وأن يعطى مجلس الأقاليم صلاحيات حقيقية ورقابية في حماية حقوق الإقليم الدستورية والاقتصادية، وله أن يستجوب الوزراء المعنيين في المركز حول تلك الحقوق.

وينبغي تعديل النظام الانتخابي لمجلس النواب حتى يعكس بصدق التعددية السياسية التي تذخر بها الأقاليم،ويعطى كل إقليم مقاعد حسب تعداده السكاني. وينبغي أن تجرى الانتخابات على أساس التمثيل النسبي الغالب حتى تتاح الفرصة لمعظم القوى السياسية والاجتماعية أن تجد تمثيلاً في البرلمان الاتحادي،وأن تخصص نسبة 80% من المقاعد على أساس التمثيل النسبي للأحزاب ولأية مجموعات تتفق على تقديم قائمة موحدة، وتترك ال 20% الباقية للمقاعد الجغرافية الفردية. ولا يحدد سقف لتأهيل القائمة بل يكون الفوز حسب قوة المقعد التي تحددها قسمة الناخبين على عدد المقاعد المخصصة للإقليم لأن الهدف هو تمثيل أكبر قدر من الكتل السياسية داخل الإقليم؛ وقد هزمت نسبة السقف التأهيلي في انتخابات 2010م مضمون فكرة التمثيل النسبي وحرمت كثيراً من القوائم الحزبية والنسوية أن تجد تمثيلاً في البرلمان. ولا بأس أن تحظى المرأة بنسبة 25% من مقاعد البرلمان، لكن من الأفضل أن يكون ذلك في قائمة واحدة مع الرجال ترتب بصورة تضمن النسبة المطلوبة للمرأة. وينبغي فتح المجال أيضاً لتمثيل القطاعات المنتجة الرئيسة في البلاد مثل الزراع والعمال والرعاة وأصحاب العمل بجانب الاتحادات المهنية الكبيرة المنتشرة في أنحاء القطر مثل المعلمين والمحامين والزراعيين والأطباء وأساتذة الجامعات والبياطرة وغيرهم، وأن تقوم لجانهم المركزية أو مجالسهم العمومية بانتخاب مندوبيها.

وأن يراعى في اختيار أعضاء مفوضية الانتخابات القومية التمثيل الإقليمي بجانب الكفاءة والحيدة والنزاهة، على أن تعتمدها الهيئة التشريعية القومية (مجلس النواب ومجلس الأقاليم)بنسبة الثلثين.وينبغي تحديد نسبة عالية من التصويت تصل إلى أغلبية الثلثين لإجازة القوانين الهامة التي تتصل بحقوق الإنسان،وحقوق الأقاليم الاقتصادية والخدمية، والموازنة السنوية، والقوانين الجنائية ومثلها. ويكون من حق الإقليم الاعتراض على القوانين والسياسات التي يتضرر منها، وإذا أيد الاعتراض أغلبية نواب الإقليم في البرلمان الاتحادي والمجلس التشريعي فينبغي إعادة النظر في ذلك القانون أو السياسة المعنية حتى يعدل بصورة يرضى عنها الإقليم. وينبغي مراعاة التمثيل الإقليمي والسياسي في تقسيم المناصب القيادية في البرلمان والمجالس التشريعية.

ويكون انتخاب السلطة التشريعية الإقليمية على غرار المركز، أي 80% للقوائم النسبية و 20% للدوائر الجغرافية الفردية والحفاظ على نسبة 25% للنساء، وليس من الضروري تمثيل القطاعات الإنتاجية أو الاتحادات المهنية في عضوية المجلس التشريعي الإقليمي. ومن المناسب أن تكون مقاعد المجلس التشريعي بين ال 40 إلى 60 مقعداً حسب مساحة الإقليم وتعداد سكانه، حتى لا تستهلك موارد الإقليم المالية على مخصصات عدد كبير من الدستوريين. وينبغي تحديد نسبة عالية في إجازة بعض القرارات الهامة التي تؤثر على حياة المواطنين في كل مناطق الإقليم؛ ويراعى أيضاً في تقسيم المناصب القيادية بالمجلس التشريعي التمثيل السياسي والمناطقي داخل الإقليم.

3. السلطة التنفيذية: تكون القيادة التنفيذية العليا على أساس النظام المختلط بأن يكون هناك رئيس جمهورية يجئ بانتخابات على مستوى الجمهورية بنسبة تزيد على ال 50% من أصوات المقترعين كما ينبغي أن يحصل على أعلى الأصوات في ثلاثة أقاليم على الأقل، وأن يترشح معه في ذات التذكرة الانتخابية نائب للرئيس يكون من إقليم مختلف عن إقليم الرئيس. ويكون للرئيس 6 مساعدين يمثلون أقاليم السودانويقوم المجلس التشريعي لكل إقليم بترشيح ثلاثة أعضاء يختار الرئيس أحدهم ليعينه مساعداً له، ويشكل الرئيس ونائبه ومساعدوه مؤسسة الرئاسة التي ينبغي أن تناقش وتعتمد القرارات الهامة ومشروعات القوانين التي تؤثر على حياة المواطنين في كل البلاد، ولا بد من موافقة مساعد الرئيس للإقليم في المسائل التي تخص ذلك الإقليم. وينبغي أن تجيز مؤسسة الرئاسة ترشيحات عضوية اللجان والمفوضيات القومية مثل مفوضية الانتخابات، والأراضي، وحقوق الإنسان، واللجنة العليا للخدمة المدنية، والمحكمة الدستورية، ومجلس شؤون الأحزاب وغيرها قبل أن تقدم للبرلمان لإجازتها، وكذلك تكوين لجان التحقيق التي تنظر في المسائل القومية والجنائية الكبيرة والتعدي على حقوق الإنسان والأقاليم مثل قتل المتظاهرين وضحايا الصراع القبلي والفساد على مستوى الدستوريين والنزاع بين أجهزة الدولة.

وأن يكون هناك رئيسًا للوزراء ينتخبه البرلمان بأغلبية الثلثين، ويفضل أن يكون من غير حزب الرئيس. وأن تمثل في مجلس الوزراء كل الكتل البرلمانية التي حصلت على خمسة مقاعد أو أكثر، ولا تحصل أكبر الكتل البرلمانية على أكثر من ثلث الحقائب الوزارية. وتقوم الكتلة البرلمانية بترشيح شخصين أو أكثر لكل حقيبة وزارية تستحقها ليختار رئيس الوزراء أحد المرشحين للوزارة المعنية. وينبغي للكتل أن تراعي تمثيل المرأة والأقاليم مع توفر الكفاءة في ترشيحاتها وعلى رئيس الوزراء أن يراعي ذلك أيضاً عند التعيين. ويضع البرلمان لائحة مفصلة لتوزيع الحقائب الوزارية على حسب عدد الكتل المؤهلة وتعداد نوابها ونوعية الوزارات التي تستحقها كل كتلة حسب قوة تمثيلها البرلماني، ولا بد من التوازن في توزيع حقائب الوزارات الهامة حتى لا تذهب لكتلة واحدة أو اثنين مع المرونة الكافية لتقديم صاحب الكفاءة على غيره في مجال معين. وفي النهاية لا بد للبرلمان أن يجيز تشكيل الوزارة بأغلبية الثلثين. ولمنع التصادم والاحتكاكات يجب أن ينصّ الدستور بصورة واضحة على اختصاصات كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ويفضل أن يختص رئيس الجمهورية بشؤون الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية وحماية حقوق الأقاليم ويترك ما سوى ذلك لمجلس الوزراء.

وبالنسبة للسلطة التنفيذية بالإقليم ينبغي التمسك بانتخاب الوالي/حاكم الإقليم من كل الناخبين المسجلين في الإقليم على أن يحصل على أكثر من 50% من أصوات المقترعين، وأن يشكل حكومته الصغيرة (5 إلى 8 وزراء) مثل ما يحدث في مجلس الوزراء الاتحادي وذلك بتمثيل الكتل السياسية والمناطقية الفائزة في المجلس التشريعي. يمارس الوالي صلاحياته التنفيذية وفقاً لما يليه في جداول الاختصاصات المنصوص عليها في الدستور؛ والتي ينبغي أن تزيد عمّا كانت عليه في دستور 2005م كما أشرنا سابقاً.

4. السلطة القضائية: ينبغي الحرص التام على فصل السلطة القضائية من السلطة التنفيذية والتشريعية كما تعمل بذلك كل الأنظمة الديمقراطية، وهذا يعني الاستقلال المهني والإداري والمالي؛وأن لا تكون الأحكام القضائية خاضعة لأي تأثيرات

تعليق واحد

  1. you want political stability in sudan ? remove the NCP regime omer and his minions ..and then come talk a bout concensus or consocietional democray ..what ever that means ..your conferance is fancy and meaning less .

  2. بلا ديمقراطية توافقيه بلا بطيخ –
    هنالك ديمقراطية واحده يعرفها العالم منذمئات السنين ونالت بتلك الديمقراطية استقرار بلدانها انظر ايها المتفذلك ديمقراطية وستمنسر والديمقراطية الفرنسية واخرها الديمقراطية الامريكية –
    فمهما كانت ديمقراطيتنا التى استوليتم عليها بالقوة الانقلابية فقدكانت معبرة عن تطلعات شعبنا وان شابها بعض هنات هنا وهناك فالعيب لم تكن فى الديمقراطية ولا والديمقراطيات الوليده فى اسيا وافريقيا بل وحتى فى اوريا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى – فقد خرجت الدول السابقة والتى كانت تسبح فى فلك الاتحاد السوفيتى اكثر وعيا واكثر حبا للديمقراطية بدلا عن تلك الشمولية الطاحنة لمقدرات تلك الدول.
    اما ديمقراطيتنا ايها البروفسير استاذ العلوم السياسية فقد كانت فى احسن حالاتهاحتى اتيتم انتم بحزبك الشمولى وبمشروعكم الحضارى لتحققوا الدولة الرسالية فلا نلنا منكم ولا من مشروعكم سوى القهر والقتل والتشريد باسم اسلامكم الذى به كذبتم وسرقتم( والاسلام منكم برىء ) وفى نهاية المطاف انبطحتم ودغمستم (كما قال خالكم الرئاسى العتصرى ) وحار بكم الدليل وانقسمتم على انفسكم كالبويضة المتعفنه حتى انشطر وطننا الى نصفين وان ابيتم الا ان تجثموا على رقابنا وبلادنا فيصبح الوطن منقسما الى اكثر من دويله يمكن ابتلاعها بكل سهولة. ولكننا لن نسمح لكم بهذا الى على رقابنا وان افنينا عن بكرة ابينا
    صحيح ان من تقلدوا امور بلادنا هم السبب فى ضياغ ووأد ديمقراطيتناولانهم لا يعبرون عن الديمقراطية ولا يمتلكون ادوات تحقيق الديمقراطية ففشلوا فى تحقيقها – احزاب هرمة يحكمون من القبور باسم الاسلام وبقيادات فقدت مصداقيتها ويتربعون على قمة احزابهم عشرات السنين طائفية الهوى لم نرى فى احزابهم يوما نسيم من الديمقراطية بداخلها ويشير كهنتها على جماهيرهم بما يرونه فينساقون كالبعير
    فاذا كنتم وبعض من اقرنكم من هذا الحزب الهالك تريدون مرة اخرى تلبيس الحق بالباطل وتريدون القفز من سفينة الانقاذ الوثنى الغارقة لتعودوا مرة اخرى باسم الديمقرطية التوافقية فهذا بعيدة المنال كلحس الكوع التى تحدى بها بها مشوه الخلق والاخلاق نافع على نافع او كما قال مشيركم مطلوب العدالة الدولية والمحلية للمعارضة الوطنية “” عليها ان تغتسل سبعة مرات فى مياه البحر “” وقد كان صادقا فيما نادى به واغتسل كهانيت الطائفية سبعة مرات قبل ان يعودوا ويشاركون احفاد بنى قريظة فى فتات موائد السلطة
    حتما ستسقطون وتسقط معكم هؤلاء الكهنه و سوف تساقون جميعكم الى قصاص هذا الشعب الابى وسنبنى وطننا من اشلاء ما قمتم به وطنا كريما معززا وسنعمل على دستور ديمقراطى المواطنة فيه الاساس وسنعمل على اقصائكم او اى جهة تريد ان تنشىء حزبا دينيا لممارسة السياسة
    فالتحتفظ بمشاريعك الوهمية باسم الديمقراطية التوافقية لنفسك ولصنوك من اشباه الرجال الذين تحكموا فينا طيلة ربع قرن من الزمان

  3. المحتوى طوووووووووووووويل ممكن يساوى سمستر بنظام جامعات الانقاذ
    بس البروف ثقتنا فية كبيرة والدمقراطية دايرنا

  4. I DO AGREE WITH SHAMY……AND MORE OVER TO THAT ,THE QUESTION. IS THIS WILL HAPPEN BEFORE OR AFTER THE DOWN FALL OF THE REGIME…IF BEFORE THE DOWNFALL ,, THEN THIS A WASTE OF TIME .. AND IS BETTER TO FORGET IT

  5. كلما جاءت حكومة لعنت أختها …وأنا كل ما أشوف إنسان فاهم وراقى ومرتب (حتى لو فيهو بعض الإنتهازية) ألقاهو خريج الإستعمار … يعنى كلام الدكتورة القلتو عليها مجنونة (صاح)؟

  6. عفواً – الفترة من89 العام إلى المفاصلة نطلق عليها الدولة الترابية بإمتياز ولا وجود للعسكر فيها سوى انهم كومبارس فقط ـــ الان الحاكم الفعلي هو المؤتمر الوطني وكل اللذين في السلطة هم مدنيون ما عدا 3 اشخاص ـــ البشير يحكم بصفتة عضو في الحركة الاسلاموية وليس ضابطاً ــ فلو ان العسكر حكموا السودان ليوماً واحدا لانصلح حال السودان ــ ـــ الترابي المدني كان يسيطر على البشير العسكري

  7. لا ديموقراطية مع الإسلاميين فقد خبرناهم وعانينا منهم ما عانينا , أما رأي البسيط المتواضع في هذه الورقة :- هي عبارة عن مخرج للإسلاميين من محنتهم بعد أن وصولوا لنهاية النفق وتعطل تفكيرهم في إخراج أنفسهم قبل إخراج السودان من الحال الذي عليه الآن , يريد كاتبها تذويب الإسلاميين في حكومة جوقة أحزاب حتي ينسي الناس الجرائم التي إرتكبوها وهي لا تحصي ولا تعد , من كل جنس جريمة فعلوها من لدن هابيل الذي قتل أخاه إلي الفساد وتقسيم الوطن.

    ما أود قوله هو : أن الدستور الدائم وتوزيع الثروة بين الأقاليم هما المصيبتان التي نعاني منهما منذ الإستقلال, و مناقشة الدستور في ظل هذا النظام يعتبر مشكوك فيه و قد خبرنا أن إسلامي النظام لا عهد ولا أمان لهم فهم كاذبون ومنافقون ومزورون وما بني علي باطل فهو باطل طالما مجيئهم للحكم كان باطلاً. لذلك لا حديث عن دستور دائم في هذا الوقت إلا بعد زوال النظام.

    تقسيم الثروة له أهمية كبيرة في رأي : يجب علي كل إقليم في السودان أن يأخذ حقه كاملا غير منقوص من المال العائد مما ينتجه كل إقليم من زراعة أو صناعة أو معادن أو بترول لتنمية نفسه وحتي يستجلب سكانه من المركز وتصبح عملية الهجرات السكانية عكسياً, ثم بعد ذلك تتفضل هذه الأقاليم علي المركز وباقي الاقاليم الضعيفة ماليا وإقتصاديا, وليس من حق المركز أن يحوذ علي كل هذا المال ثم يقوم بتنمية نفسه في كل المجالات بينما الأقاليم تبقي علي فقرها من المال والسكان, يجب علي المركز الإشراف فقط علي المال .. يجب أن يكون هناك دستور دائم وعادل في نفس الوقت لنضرب مثال:-

    لو كانت ولاية كردفان غنية بما تنتجه من البترول وأقيمت فيها مدن حديثة و مستشفيات ومدارس وطرق وكل سبل الحياة العصرية, وهذا الكلام ينطبق علي الولايات الزراعية كولاية الجزيرة إن فعلنا ذلك لما كانت هناك زحمة سكانية في المركز ولهجر سكان العاصمة أنفسهم عاصمتهم وتوجهوا نحو هذه الولايات ولا نستبعد إن حدث ذلك أن تكون الخرطوم ولاية خالية من سكانها ومن ثم يمكن تحويلها لولاية زراعية أكبر مما تنتجه الآن في بعض المناطق وخاصة الخرطوم فيها أخصب الأراضي الزراعية المتنوعة ولا ينقصها الماء بالطبع وكذلك يمكن استغلالها سياحياً. الآن يحدث العكس إذ يستأثر المركز بكل المال المستجلب من تلك الولايات وطالما أن كل شيء متوفر في المركز من مال وصحة وتعليم فمن الطبيعي أن يهجر السكان أقاليمهم.

    التخصص الولائي لكل ولاية فيما تنتجه من معادن أو زراعة وإقامة منشئات صناعية تخصصية فيها طبقا لحالتها فالصناعة مثلا يمكن أن تكون في الولايات التي تنتج المعادن المختلفة وكذلك ينطبق الحال علي المصانع الزراعية في الولايات التي تنتج الزراعة لا أن تتركز كل المصانع في المركز.

    نريد فقرات وليس فقرة في الدستور الدائم تحرم علي العسكريين في كل الأجهزة الأمنية والنظامية المشاركة في السلطة و كبح جماحهم في التفكير بالإنقلابات ومن يفعل ذلك يلقي جزاءا أقله الاعدام وأن يكون الشعب الضامن لهذا الشرط في عدم قبول أي إنقلاب عسكري علي سلطة قائمة مهما كانت المبررات والأسباب , وهنا يجب علي الشعب السوداني الصبر علي الحكومات الديموقراطية وإن كانت ليست هناك حكومات ديموقراطية بمعني الكلمة في ظل الحكومات التي مرت علي السودان ذلك للإستحواذ الطائفي والأسري عليها.

    مسح قوانين سبتمبر المدعاة بالإسلامية مسحا نهائيا وعدم الزج بالدين في الحياة السياسية فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر.

    أما وفي السودان يعيش المسلم وغير المسلم وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها يجب السماح لغير المسلمين كالمسيحيين من إقامة دور عباداتهم وصلواتهم بكل حرية وأمن, وتجريم من يتعرض لهم.

    ايقاف جرثومة المد الشيعي المتكاثرة في السودان وقطع كل صلة بدولة إيران الشيعية وحزب الله اللبناني.

    إلجام أي متنطع أو فئة تدعي أنها حارسة للدين الإسلامي ومدافعة عنه دون بقية خلق الله وهؤلاء -وكما وضح وعهدناهم- أنهم أكبر خطراً علي الدولة وما فيها من سكان ولنا في إنفصال الجنوب أسوة سيئة في ذلك.

    التعامل مع كل دول العالم ولا يستثني منها دولة حسب ما تقتضيه مصلحة السودان. وأود هنا القول إذا أردنا إبعاد الشبح المصري وتغوله وفرض وصاياه علينا التعامل مع اسرائيل مباشرة ( عينك عينك ) ومن دون مواراة ولا ستر ولا دغمسة. فمصر تخشي من يأتيها من خلفها وليس من أمامها.

    خلق توازنات في التعامل مع الأحداث حولنا كالقضية الفلسطينية وعدم الاهتمام بها أكثر من اهتمامنا بالوطن و بالمواطن وألا نكون فلسطينين أكثر من الفلسطينين هم أنفسهم, فللقدس رب يحميها وللفلسطينين رب كفيل بهم وللحرم رب يحميه, هذا الكلام ينطبق علي دولة لبنان وما فيها من مشاكل, وقد فعلها هذا النظام من قبل في سعيه لحلحلة مشاكل اللبنانيين بينما النظام نفسه يجلس علي كومة من المشاكل المستعصية. ما أود قوله يجب علي كل نظام يأتي الاهتمام بالوطن وبالمواطن.

    مراجعة الجنسية السودانية من ( أول ) وسحبها من كل ( من هب ودب ) من مواطنين الدول الأخري.

    أن تكون هناك فقرة في الدستور تحرم علي أي مواطن يتقلد وظيفة سيادية أو وزارية أو حتي مدنية وهو يحمل جنسية دولة أخري وأن يعامل معاملة الأجنبي وأن تسير عليه القوانين المحلية كما تسير علي الأجنبي.

    مسح نظام الرقم الوطني وإعادته من جديد لأن الموجود حاليا كان هدفه هو أمنياً وعنصرياً وتجسسياً وجبايّاً لغاية يعرفها النظام المنافق وليس الغرض منه حصر سكان ولا اقتصادياً من أجل توزيع خدمات هنا وهناك أو توزيع سلطة وثروة .

    تجريم اللفظ العنصري والتباهي بالقبلية وتعويد الشعب علي كلمة ( أنا سوداني ).

    العروبة وما أدراك ما العروبة … بعد زوال النظام والإتفاق علي الدستور الدائم حسم هذه المسألة بواسطة الشعب لا ليقولها فرد أو جماعات تفرض علينا العروبة أو الأفريقية, يجب أن تعرض هذه المسألة علي الشعب في استفتاء عام لكل المواطنين يحدد قومية الدولة وعدم القبول أن يحدد قوميتنا أي متنطع إسلامي سافل كنافع أو عبد العاطي أو كمال عبيد أو خال الرئيس البائس الطيب مصطفي.

    أن تعرض علي الشعب السوداني كل مواد الدستور الدائم بعد التوافق عليه من الألف للياء حتي يطلع عليها ويعرف ما له وما عليه وليس كثيرا أن تنشأ قناة تلفزيونية محلية تعرض كل مواد الدستور يومياً وتبصير الشعب حتي يكون واعياً وملماً به في حياته و حتي يعرف حدود تعامله مع الآخرين ومع السلطة القائمة.

  8. لا أثق في مقالات هؤلاء لأني احس فيها رائحة المؤامرات والغدر. لقد خانو شيخهم وعرافهم انهم لا عهد لهم مهما استتابو اغتيالات بالجملة لخيرة كوادرهم بل خرجو حتى عن حدود امكانياتهم فحاولو اغتيال الرئيس المخلوع حسن مبارك ثم حاولو تصفية الاخوانيين الذين فشلو في قتل مبارك طائرات تقصف واخرى تفجر وسيارات تدهس ومراكب تغرق وشخصيات تحال للصالح العام واخرى يستقال او يقال هكذا يأكلون بنيهم بعد ان لا شئ يأكلونه انهم غدارون كفانا الله شرهم…

  9. يجب عندما نعلق ان نسخر فقط فى اى شى فى السودان لانة وفى كل دول العالم لايوجد مثل السودان فى كل شى وصدقا لكلامى اسال سؤال فقط فيما يتميز السودان والسودانين

  10. الكلام فعلا كتير ما قريتو كلو لكن فهمت منو انو الحكومة تكون من الاحزاب المكونة للبرلمان. اعتقد انو الديمقراطية الثالثة شهدت شيئا كهذا. الصادق عمل حكومة وحدة وطنية دخل فيها البرلمان كله.

  11. الديمقراطيه تعنى تبادل السلطة سلميا .. يعنى ممكن تغير الرئيس الاوحد الدائم المشير البطل خليفة المسلمين .هذه الديقراطيه لا تصلح لما تبقى من دويلة السودان . لانها ملك خاص للرئيس ….( الغايد) واسرته .

  12. الرجل يكتب بحبر إعتذاري وفكر تبريرى وخطاب إستعباطى (يفتكر ) إن ذاكرة الناس (صدئة)…وهو ببساطة يكرر إسلوب ترابيه (لو إستقبلت من أمرى ما استدبرت ل…..)وهو إسلوب يتعامى عن الحقائق والكوارث والأحقاد التى تسببوا فيها ويساوى بين (الشياطين) ومتأسلمته من (الصغرة والصعار إسلاميى الأزقة والحوارى وحلاقي الأيتام)….إنها كتابة متقصدة لتغبيش وعى القارىء و(تسذيجه على الدوام)…فرم التاريخ وطبخه وتبهيره (بنكهات لا تخجل ولا تستحى) تلائم مراميهم وأهدافهم الإعتذارية بالرغم من أن كاتبها (لا تنقصه لحية الأخ المسلم وضخامة اللقب العلمى)…فتأملوا كيف (ينكح البروفيسور (الطيب ) (زين ) (العابدين )….أستاذ (العلوم السياسية)…نعم تأملوه كيف (ينكح ) حقائق التاريخ بإنتشاء وإنتخاب فيكتب:

    ( وانتهجت جميع الحكومات الإنقلابية العمل العسكري حلاً لمشكلة الجنوب، على
    الأقل لفترة من الزمن حتى استيأست منه حاولت اللجؤ إلى معالجة سياسية بنصف قناعة،مما وسع الشقة بين أهل الشمال والجنوب وقاد لخسائر هائلة في الأرواح والممتلكات،وأدى في النهاية إلى انفصال جنوب السودان في يوليو 2011 في عهد الحكم العسكري الأخير؛ وفقد السودان بذلك ثلث مساحته وربع سكانه وثروات معدنية وزراعية ومائية هائلة)
    حين يتفقد القارىء أمانة (التأريخ ) عند (المتدين السياسي الإخوانى يفتقدها رغم (أناقة ) اللحية وجدارة المظهر (التطهري)،نعم جميع الحكومات السودانية عسكرية ومدنية إنتهجت العمل العسكري في منظومة سياسية قوامها أنها تقودها ضد تمرد تقوده (قوى ) ترفع صوت (مظالمها السياسية) وضمن خطاب واضح محمولاته وإدعاءاته التى لم يكن بينها (دعاويى دينية أوعنصرية شعوبية شوفينية)…الشيء الذى طرحه وبشكل وصوت عالي جهير خطاب إنقلاب الإنقاذ (الجبهة القومية الإسلامية) وبمحفزاته ووسائله وجوائزه الدنيوية والأخروية وبنتائجه ومآلاته المشاهدة والمقروءة والموثقة لون وطعم ورائحة…مما لا يحتاج منا إلى إشارات و(ملاحظ)!!
    إستسخافنا لمقالات (الإسلام السياسي ) ومقالاتهم وكتبهم وحواراتهم راجع إلى عدم إحترام التمييز و التوثيق ورجاحة العقل لدى المتلقي….كلنا يعلم أن من (يحكم البلاد بالضبة والمفتاح طيلة ربع قرن من الزمان ) هو الإسلام السياسي نصاً وروحاً وإدعاءاً ، بمدارسه وإئتلافاته وتحالفاته أياً كان مسمياتها وهي معلومة لدى القاصي والدانى من (أبناء الشعب السودانى الفضل)….التخفي وراء مسكوكات من شاكلة (الحكم العسكري)…وتفاهات من مسميات أتفه من تفاهة كاتبيها ومبتدعيها من نوع (الحركة الإسلامية…المؤتمر الوطنى …المؤتمر الشعبي)…الغرض منها (تهوين ) أحقاد و(غبائن ) هائلة، إرتكبتها جماعتكم الجبهة القومية الإسلامية والإسلام السياسي بتقصد وتعمد وإمتهان لأفكار الآخرين ومبادراتهم لإيجاد مخارج و(نفاجات) لم يستسغها فكركم (فكر القوي الأمين!!ما لدنيا قد عملنا ..نحن للدين فداء)…وإن كان غرض كتابتكم أن تهددوننا بأن المعبد سوف ينهد على الجميع فإن نظرتكم قاصرة…فالمعبد قد هدمتموه على الجميع والآن كلنا نتلمس مواقع مدافعنا ونتهيأ للإنتقام….نحن الآن نشم رائحة الدم يا (زين العابدين ) مقالاتكم ومقالات أمثالكم وصفناها من قبل بأنها نوع من (اللواط الفكري ،محض إستمناء لغوى لايجوز)…كما أننا لا نعتذر!!

  13. ماهذه النظريات الديمقراطية التوافقيةوالتوالى كل كلام فارغ الديمقرطية معلومة للجميع وكلام اللف والدور هو الضيع السودان وادى الى انفصال الجنوب ولااصبحنا ديمقرطيين ولااسلاميين بل اصبح السودان دولة قبلية وملكيةغير معلنةوالطيب بعد 23عامامن الحكم يريد التنظير الفارغ وعليه نرجوه ان يترك الشعب السودانى ليدير حركة التغيير وا عادة الدولة المدنية كمايريدهاوكفانا اللف والدوران ونعلنها من هناحركة كفاية- كفاية- كفاية-الشعب يريد التغيييييييييييييييييير,

  14. البروف ما ورانا ، الانتخابات بتكون كيف في الحالة دي ، والاجماع حيكون شكلوا كيف ، والاحزاب كلها حتكون في البرلمان ام ماذا ؟؟؟
    وهل يعقل ان تكون هناك حكومة (إجماع) ، ما فهمنا ، ولو هناك اجماع ، وده مستحيل ، كيف ستكون المعارضة ؟؟؟ ومن الذي سيأتي بعد حكومة الاجماع دي
    وإجماع كيف ؟؟؟
    الكلام الذي قاله البروف عن القضاء والاجهزة الامنية ، كان مطبقاً ايام الديمقراطية الاخيرة ، ويبود ان البروف قد (نسى) ذلك .
    النظام الذي يدعو له البروف اقرب ان يكون للشموليه بس بصورة اخرى .
    والتوافقية في لبنان ليست كذلك ، كما نعرف ، مع تقديرنا لجهده و اسهاماته الكثيرة الاّ ان توافقيته هذه بحاجة لشرح اكثر ، رغم ذلك فالبروف افضل من الطيب صالح
    الذي جلس في قطر بدلاً من ان يأتي للسودان عند الديمقراطية (كما فعل البرادعي وزويل و حمزاوي وغيرهم في مصر ) .. بدلاً من ان يقوم وغيره بالمشاركة في الحياة الفكرية وما اتاحته من حريات بقي في مهجره ووظيفته المرموقه هناك ، ثم خرج علينا بسؤاله بعد خراب سوبا .. (من اين اتى هؤلاء) ؟؟
    جاءوا عندما ترك هو وغيره من المفكرين الساحة لامثال حسين خوجلي و محمد طه و راشد عبدالرحيم وصحفيي الراية والوان ، فسفهوا التجربة الديمقراطية ممهدين الطريق
    لانقلابهم المشؤم ، لذلك نحن نقّدر للبروف زين العابدين اسهاماته واصراره على التنوير و وضع الحلول وطرح المبادرات .

  15. نموذج متكرر ومستعاد …مقالات الإسلام السياسي الإعتذارية!!!

    ما الفرق بين (زين) (العابدين) ..الأفندي…حسن مكى (مثالاً)!!
    كَتب الأفندى متحذلقًاً(وباعتباري ممن ساهم في مفاوضات السلام بين الشمال والجنوب بصورة مباشرة وغير مباشرة حتى فبل أن تبدأ رسمياً في صيف 1992)..لقد قامت الجبهة القومية بإنقلابها المشؤوم للحيلولة دون قيام مفاوضات السلام حول المشكلة من قبل القوى المفوضة والمنتخبة والممثلة لكافة أطياف المجتمع السودانى من داخل وخارج البرلمان وكان هناك إلتفاف داخلى وترحيب إقليمى ودولى كانا كافيين لبناء أمل وتطلع للوصول لحلول معقولة ومقبولة لكافة أطراف النزاع في الجهتين..لكن مشروع (الأفندى) المركب أيديولوجيا وعنصرياقادنا وبعناد وغباء في (درب آلام )له أول وماله آخر!!لقد خطف إنقلاب الجبهة القومية الإسلاميةفي الثلاثين من يونيو(نفاج) الامل الذى كان مرتقباحال جلوس الفرقاء وهم أصحاب شرعية ومنتجى مشروعية..لم يكونوا مراهقي سياسة في يفاعة (أفندينا) ولا في صبا (الخطيب)..أو تفاهة (محمد الأمين خليفة) أو نذالة(العتبانى)أو(جهالة..ترابينا)الذى كان يحسب أنه من الكياسة وعلو الفهم بحيث يجلب للبلاد (إنقاذا مشفوعا بالدين والأسلمة يكلله بالمجد والفخار)..ما لدنيا قد عملنا..فلترق منا دماء..ولترق منهم دماء..فلترق كل الدماء..من جهز غازيا فقد غزا..ألم يكن هذا يا أفندينا هو المنهج والنهج وكان (السبعينى والمتوج شيخا ودكتورا وبروفوسيرا وإماما وكاتبا ألمعيا ومفوها حسب تخاريفكم بألسنة ورطانات العالم الراقي الإنجليزية والألمانية والفرنسيةوكافة لهجات العربية من قريش وتميم وأزدوشام وما ترك أهل ثمود وعاد..وكان فوق ماكان قاضى النكاح(للصناديد السود عرسانا لحور الجنان) ويا للفرحة التى لم تتم إذ أفاق (ترابينا)ذات جولة فتنحى عن مهمته ك(قاضى نكاح سماوى أرضى) ليقرر أن (صناديده السابقين من أمثال علي عبد الفتاح وشريف وعبيد ختم..إلخ ليسوا سوى فطايس في حديث مشهود ومبذول!!!)
    هل أفندينا وترابينا وأصدقائهم الذين يملأون قنواتهم(المكرية بأموال الشعب السودانى الذى فضل)ليقدموا لنا (الآن)حججا إعتذارية من نوع (لو إستقبلت من أمري ما أستدبرت..إلخ الإسطوانة إياها)يحق لهم الجلوس في مواقع النصح..حقا إنهم لا يستحون ..ألا تستحى أيها الأفندى، لكأنك تمد لسانك لتقول لى وللشعب السودانى (أعلى مافى خيلكم إركبوه)..نعم علينا أن نلحس (أكواعنا)..ومن قبل (أوعزتم إلى المقبور )نميرى أن ينهى قلادة مجده(أتفاقيةإديس أبابا)واالتى كان من الممكن أن يراكم عليها لتزدهى وتزدهر وتعمل على تخليق سودان متنوع متآخى وجميل تحادث فيه ميرى عائشةويحتضن فيه منقو ولادو ودينق إخوته آدم وأساغة وأوهاج ومحمد أحمد ..لكن قصر النظر (الإسلاموى العروبي الأعرج) والمسنود بالغباء المتذاكى مايزال يدفع (أفندينا ومحازيبه) مدافع النصح وهم أصحاب الهوجة واللوعة والفراغة التى نشهد معالمهاونتجرع من هول وعفن (صديدها).
    ويختم (أفندينا)بغزوة العراق الكويت ويا لها من غزوة مشهودة وموثق تآريخها(وللفهيم الفاهم الطفل المعجزة مصطفى اسماعيل في حضرة أميرهاالقول الباذخ والتبرير الألمعي كما تشهد بذلك قوقول وتويتر وكافة عشائر الفيسات)ألم تكونوا من قبائل الأربعة الكبار(على صالح قات اليمن والحسين بن طلال(سيدنا نقيب الهاشميين!!)وعرفات الأقصى كبير شعب الجبارين..هؤلاء العوارب (الدار دارهم والبلد بلدهم وزيتهم في بيتهم..أيش الدخلكم بينهم يامفطوسي الانوف وموسومى الخدود..لقد نفختم وقتها في يوم ذى ريح ،وهززتم فيي يوم ذى مهز، لكنها ليست بريحكم ولا مهزكم)!
    ملأتم سوح الخرطوم بهتافاتكم الخرقاء (إضرب أضرب ياصدام..آل صباح وآل سعود)لم تكن سوح الخرطوم..لقد كانت حلاقيم الأفندى والترابي وعلى عثمان وخليل أبراهيم ومتأسلمى النواصى والأزقة والأوكار المشبوهةمن مراهقيهم وصبيتهم يهتفون هتافهم الرخيص وهم يسعون فوق شوارع رصفتها لهم دولة الكويت.. وكهرباء مولتها اريحية الكويت هم يزأرون بصوت إستمد عافيته من عون بلا من من الدولة السعودية..كنا وقتها ندرك أن آل الصباح وآل سعودسوف يميزون بين فحيح (أفندينا وأضرابه) وسماحة شعب السودان المغلوب على أمره..والذى أخذ على حين غرة!!
    نسأل (أفندينا)لماذا التلغيز واللولوة..بالأمس القريب وقف (المكجول) عمر البشير مرتديا البزة العسكرية برتبة المشير يخطب الحاضرين(كنا نقاتل في أرض غريبة ..!! الجنوب ليست أرضنا ليست بلدنا وهم ليسوا أهالينا..نحن الآن نقاتل في أرضنا وندافع عن ناسنا!!)هذا هو مشروعكم أن تقاتلوا عن أرضكم وعن ناسكم بفهمكم الأخرق والقاصر والخائن..وهذه العبارة الخطيرة في فقهكم يمكن أن يعاد فهمها وشرحهامن (هزيمة إلى هزيمة)ولنا أن نتسائل هل ستقف سياسة النسخ واللزق عند دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان..ثم ماذا ترى يكون حينها موقف المتربصون من دول الجوار أثيوبيا ،أريتيريا ،مصر ،تشاد ،أفريقيا الوسطى..يا أفندينا نباهتكم وذكائكم وألمعيتكم أنت وجماعتك الإسلاموية في طريقها لتحويلنا إلى شعوب وجماعات من (البدون)
    أفندينا..يكتب(إن للآخرين نصيبهم الوافي من الإثم!!) أي تبجح..وأي جراءة..بل وأي سفالة يتأبطها هذا (الأفندى) يريد من الآخرين أن يستسلموا لمشروعه الإنقلابى وهم ذات زمان (غزوا ) الخرطوم وأعملوا فيها الهدم والتقتيل والغدر(1976فيما سمى وقتها هجوم المرتزقة أبان حلفهم مع المقبور القذافي بن زنقة زنقة)وكل ذلك في سبيل الوصول للسلطة وهاهم القتلة من أمثال هؤلاء الغزاة غازى صلاح الدين ومهدى إبراهيم واحمد عبد الرحمن ..وقتها يا (شاهد المأساة..يا أفندينا أين تراهم وقتهاعبأوا أسلحتهم بالذخيرة التى يتمت ابناء جاري الشرطى الشاويش الماحى على خلف الله لان سيارته (النجدة)كانت تقف قبالة مبنى الهاتف..(أنت لا تشتم رائحة نتانة ما تكتب يا أفندينا!)
    نعم غريبة جدا هذه العبارة(القسط الأكبر يقع على عاتق الأنظمة والحكومات..يارجل الحكومات السابقة سلمتك وطناسيدا يمتد من حلفا إلى نمولى يزدهى بالتلون والتنوع يخوض حربا ولكنه علمك..يخوض حربا ولكنه أطعمك ..يخوض حرباولكنه كساك ورعاك وثقفك..يخوض حربا وكان مسالما مع جواره وممتدا مع اقليمه ومتصالحا مع محيطه الدولى..لم يدع أمريكا وروسيا للنزال و(الضراط)..لم يدع بأنه سوف يأكل من ما يزرع..ثم تتلاشى الزراعةويختفي مشروع الجزيرة..لم يكابر قائلا أنه سوف يلبس من ما يصنع..ثم يغلق مصانع النسيج بالضبة والمفتاح..
    والآن فقط..فقط سوف يهبط مستوى عبارتى غير آسف..(يا أفندينا أنت تمارس اللواط الفكرى أو قل الدعار ة الفكرية وهى منهج مطروق ومتبع عند الجماعة..وطبعا أنت ومن لف لفكم معذورون في إتباع مناهج المثليين وبجدارة لا تحسدون عليها)
    يكتب أفندينا..ماذا يكتب!!
    وللأسف عودتنا القيادات السودانية أنها لا تعود للمسار الصحيح إلا بعد أن تجرب كل البدائل الخاطئة..وعلى سبيل المثال فإن بعض الحلول المطروحة لأزمة الجنوب كانت متاحة على المائدة منذنهاية الثمانينات وكلها لم تبرم إلا في مطلع الألفية الثالثة(يقصد إتفاقية نيفاشا المشؤومة والتى وافق عليها ومهرها بتوقيعه تنظيمه الإسلاموى والتى قادت ألى أن تفلقد البلاد ثلث مساحتها من الأرض الغنية بالبشر و بالمياه والمراعى والغابات والنفط والمعادن والجيرة الحدودية والإستراتيجية بما تمثله من علائق وتجارة ومصالح..وفيما كانت الحلول المطروحة أولا أقرب إلى الحفاظ على وحدة البلاد!!!
    والآن أليس(ما يقوله أفندينا) هوعينه اللواط الفكرى والدعارةالفكرية..يمارس تدعير الكتابةو(ملوطتها) بامتياز!!
    نعم ..نعم..العكس تماما..كانت القيادات السياسية تختلف وبالصوت العالي وفي الهواء الطلق وليس في الغرف المظلمة أو المشبوهة،ولكنها كانت تعود إلى جادة الحوار والصواب.. وكمثال على ذلك أتفاقية (الميرغنى قرنق) وما رافقها ممن عصف فكري خلاق بين كافة القوى والتيارات السياسية الغالبة تحت قبة البرلمان وعلى صفحات الصحف المختلفة وبين كافة النقابات والمنظمات وفي الليالى السياسية حينها مما جعلها تنال رضى وتأييد الغالبية الغالبة من جماهير الشعب السودانى الذى التف حول قياداته السياسية من أجل البدء في خوض غمارها والبدء في ابتدار محادثاته(المؤتمر الدستورى) والذى حدد له الاول من سبتمبر1989م والذى غدر به أنقلاب الجبهة القومية الإسلامية في الثلاثين من يونيو1989..يا أفندينا!!
    الإلتفاف على الوقائع ومصادرة التاريخ وتلوينها كيفما اتفق..هو تدعير للفكر وإهانة لا تصدر من أمين!!
    لا نشفق عليكم ولا نسأل الله لكم راحة ضمير!
    القسط الأوفر والأكبر والجرم الفادح هو صنع أياديكم يا (افندينا)..صنع المشروع الحضاري ..صنع الجبهة القومية الإسلاميةوالإسلام السياسي (بألعابه وألوانه الحربائية المختلفة)..ولا سلمت أياديكم!!
    في فيلم Witnes بطولة ريتشارد هاريسون يدخل الأب المتزمت دينيا(جماعة الياميش اليهودية)وهو غضبان لأنه يسمع صوت الموسيقى ويرى مسدسا ما على مقربة..حيث يدور الحوار التالى بين الأب المتزمت وإبنته
    Father :music music in my house
    Daughter:I committed no sin no sin
    Father : may be not yet
    Daughter:I committed no sin!
    Father:You bring fear to this house!you bring pistol and devil!IF YOU SHAME ME..!
    Daughter: YOU SHAME YOURSELF DAD !!
    وهكذا (أفندينا )ومحازيبه من الإسلامويين لا يشمون تلك الروائح النتنة والتى تصدر منهم طيلة العقود الثلاثة والتى ظلوا يتحكمون فيها بالبلاد والعباد والتى تجلب العار والشنار!
    وتمر في خواتيم هذا الشهر ذكرى إنقلابهم التعيس ويا لها من ذكرى يا (أفندى)

    وشكرا للشاعر أحمد عبد المعطى حجازى :

    لو أنها الذكرى ،لخف الوزر ، وارتاح الضمير
    لكننى لا أستطيع أن اظل شاهدا على القبور!!

  16. عندي فقرة واحدةفي الدستور الجديد لو عملوها انا معم واواوفقهم وهي
    يحرم الدستور الجديد الانقلابات العسكريه ولايعترف باي حكومه اتتت بانقلاب عسكري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..