السودان غنيمة الإخوان

السودان غنيمة ( الإخوان )

تساءل صحفي قبل سنوات في صحيفة يومية : ” بعد أكثر من عقدين من تشبث ( الإخوان ) بالسلطة وقد استقرت لهم الأمور قسراً وقهرا ? ولو الى حين – لم لا يوظفون أكفأ رجالهم وأكثرهم استقامةً لإدارة شئون الناس ، وبذلك قد يكسبون بعض الرضى تجاوزاً للغبائن التي فاضت بها النفوس طوال سنوات حكمهم !؟ ”

لقد استولى ( الإخوان ) على السلطة ليلة 30 يونيو 89 فآلت اليهم البلاد بأرضها ما عليها ومن عليها غنيمة سائغة ? في فهمهم ? بل فيئاً حازوه بلا قتال ، والفضل لحكامنا في الديمقراطية الثالثة وممالأتهم لهم علناً وبالسر ” وما أخفى ” .. تقاسم الغزاة الغنائم والأسلاب بينهم ، وللكبار ميزة اختيار ما يناسبهم من مناطق النفوذ والثراء .. والصغار نالوا ما نالوا قياساً باسهامهم في الغزوة !!
برز في الساحة أقل الناس تأهيلاً من لا تشي سيرته عن أي نجاح ، بل تفيض نفوسهم ببغض الناس ? لأسباب قد يعرفونها – وأكثرهم مقتاً عند العامة لما يبدر منهم من ساقط القول ، وغلظةٌ في التعامل وفسادٌ لا يخفى ..
في ذلك رأينا العجائب .. فالزراعي مسئول سياسي والطبيب البشري مسئول عن الزراعة ، وطبيب الأسنان وزيراً للخارجية وغير ذلك كثير .. بل كان مضرب الأمثال في قصور الكفاءة ما يعرفه العامة عن أحد قادتهم .. فشل في كل المجالات التي شغلها .. تداعت المباني التي أنشأها بعض أصفياؤه وما زال بعضها هياكلاً الى اليوم تأذن بالسقوط ، وحامت طائرات الأعداء في سمائنا تقصف القوافل والمصانع وهو لا يملك إلا أن يتشكى من الظلام وسوء التوقيت ( موعد الصلاة ) ! وآخرها دعوته لرئيسه ? وهو الوالي ? أثناء عمله الاضافي كسائق ، لزيارة أكبر كوم زبالة في البلاد .. !!
كان خالد بن عبد الله القسري والياً على العراق من قِبل الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك .. كان لايحسن صنعا ولا يصيب أبداً في احكامه ، كذوباً لا يحفظ عهداً مع قسوة متناهية .. وقد ُروي عنه في رواية شكك في صحتها بعض المؤرخين ، أنه ذبح الخارجي الجعد بن درهم صبيحة يوم العيد الكبير بديلاً عن كبش أضحيته ..
قال شاعرهم ( وكأنه يقصد صاحبنا ) الذي لا يصيب أبدا ” ولو بالغلط ” :
إن كنت للسخطة عاقبتنا بخالد ، فهو أشد العذابِ
أصم أعمى عن سبيل الهدى ، قد ضرب الجهل عليه بحجابِ
يا عجبا من خالد ، كيف لا يخطئ فينا مرة بالصوابِ

لا يملك أحد إجابة على تساؤل الصحفي ، إلا إذا عدنا قروناً طويلةً الى الوراء نستلهم قول سيدنا علي حينما سأله أعرابي بعد موقعة الجمل : ( أتظن أن طلحة والزبير كانا على ضلال ؟ )
أجاب سيدنا علي : ( إنه ملبوسٌ عليك .. إن الحق لا يُعرف بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله )
المعنى هنا بيّن وقاطع فإذا أسقطناه على حالنا البائس الممتد عقوداً نجد الإجابة البسيطة .. : فما دامت الانقاذ على باطلها ? كذباً وظلماً وخيانةً للعهود ? فلن تجد بينهم رجلاً صالحا ، لا تبحث في خضم الباطل عن رجلٍ فاضل !! ..

مصطفى محمد علي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك …على الشعب السوداني ان يتاهب للخروج من استعمار اخوان الشيطان…..ولن يكون هذا الا بالدماء والغالي….

  2. بارك الله فيك …على الشعب السوداني ان يتاهب للخروج من استعمار اخوان الشيطان…..ولن يكون هذا الا بالدماء والغالي….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..