النخبة وعقوق الوطن

قبل أن نخوض فى حيثيات المقال أقول نعنى بالنخبة انها هى أبناء السودان المتعلمين أكاديمياً سواءاً أكانوا مدنيين أو عسكريين بغض النظر عن أنهم تسنموا السلطة وحكموا البلاد وأوردوها موارد الهلاك أو كانوا معارضين تسببوا فى موت بعض شعبهم ويريدون من الباقين الثورة على النظام الذى يعارضونه ليمتطوا ظهره حاكمين، ومع ذلك بعد كل التجارب التى مرت على شعبنا ما زالوا مستغربيين فاتحين أفواههم لماذا لا يثور هذا الشعب على ابشع نظم الحكم التى مرت عليهم؟. ولو كان لهم مثقال ذرة من عقل لعرفوا لماذا وقف الشعب متفرجاً على نظام سامهم سوء العذاب؟ وهو السؤال الذى ما زال يحتاج الى أجابة من النخبة التى تعارض نظام الأنقاذ. وأذا توصلوا للأسباب التى جعلت الشعب السودانى محجماً عن الثورة فأنهم لا شك سيجدون ما هو المطلوب قوله وفعله ليلتحم معهم الشعب السودانى ويكون له فيهم رجاء.
هذه مقدمة كان لابد منها لنبرز عقوق هذه النخبة عسكرييها على مدنيها لشعبهم الذى بذل فى سبيل تعليمهم والرقى بهم كل غال ونفيس آملاً أن يجد أبناءه هولاء خير قواد لتحقيق تطلعاتهم وأمنياتهم فى حياة راقية أمنه تجعلهم فى مصاف الدول المتقدمة فى العالم أن لم تكن أمتهم فى مقدمة كل أمم العالم لمعرفتهم الأكيدة بما تتمتع به بلادهم من ثروات على سطح الأرض وباطنها ومساحة شاسعة وامطار غزيرة وأنهار كثيرة تجوب أرضه شرقاً وغرباً وجنوباً وشماالاً وما يتمتع به من ثروة حيوانية مهولة لا توجد فى دول العالم الأخرى. وقفوا وناضلوا مع ابنائهم المتعلمين من اجل استقلال البلاد من بين براثن المستعمر الأجنبى املاً ان يحكمهم ابناؤهم الذين سيكونون رحيمين بهم ويوفروا لهم الحياة المتحضرة الراقية ليلحقوا بدول العالم المتقدمة ولكن للأسف منذ ان تسلموا السلطة من المستعمر فقد “عشقوا لحياة وطنهم ومواطنيهم خلف وداسوا على الأبنص الى النهاية ” ودمروا ما تركه المستعمر الأحنبى ولم يبقوا فيه شيئاً وهذا ما جعل كبارنا اجدادنا وابآؤنا يتمنون عودة المستعمر بعد أن خاب أملهم ورجاؤهم فى ابنائهم. ان الانسان ليحزن بان يجد نفسه مضطراً ان يقول مثل هذا القول على ابناء جلدته من المتعلمين وأنا جزء منهم لا ابرئ نفسي ولكن لابد من النقد الحاد لهذا الرأى الجعمى الذى تتمتع به النخبة المتعلمة السودانية عسكرييها ععى مدنييها لأنه اورد شعبه موارد الهلاك ودائماً آخر العلاج هو الكى وهها نحن نمارس الكى على هذه النخبة علها تستدرك ما استدبرت من أمرها. وأقول النخبة المتعلمة وليس النخبة المثقفة لأن النخبة المثقفة المتجردة قد تم اقصاءها تماماً بواسطة كم النخبة المتعلمة أكاديمياً وليس ثقافياً وحقيقة الأمر ليس هنالك نخبة مثقفة على مدى تجارب العالم قد آذت شعبها ولكن كل النخب المتعلمة على مستوى العالم التى استولت على السلطة بأى طريقة من الطرق سواءاً أكانت أنتخابياً أو عسكرياً قد آذت شعوبها أذئً كثيراً.
برغم ان اذى الشعوب من النخب المتعلمة العسكرية والمدنية منها يعتبر نسبياً، الا أن أذى النخبة العسكرية كان دائماً على مر التاريخ عظيماً ومؤلماً ومدمراً فى بعض الأحيان. والأعجب والأغرب ما فى الأمر أن هولاء العسكر الذين يستولون على السلطة من النظم المدنية أو الديمقراطية ينقدون هذه النظم أشد النقد ويتهمون القيادات المدنية بكل ألوان الفساد وليرجع الناس لى بيانات الأنقلابات العسكرية والتى يسمونها بالثورة وقرأوا هذه البيانات الأولى وكيف يمنون الشعب السودانى بحياة النمو والرفاه والتقدم وهذا ما أحتواه بيان الجنرال عبود يوم 17 نوفمبر 1958م وما أحتواه بيان العقيد نميرى يوم 25 مايو 1969م وما حواه بيان العميد عمر البشير 30 يونيو 1989م وأستمروا فى الحكم ومارسوا أردأ وأسوأ من ممارسات المدنيين الذين كانوا قبلهم وأفسدوا أكثر مما أفسد المدنيين الذين قبلهم ولكن تبقى الحقيقة أنهم لم يأتوا للحكم على أسنة البندقية ألا نتيجة لفشل المدنيينن السياسيين وصراعاتهم فيما ليس فيه جدوى للمواطن السودانى.
نأتى للمحك المهم وههو أن الموسسات العسكرية كلها تعليماً على تدريباً على تسليحاً كان من عرق وجهد المواطن السودانى ودافع الضرائب آملاً فى حمايته بقوة السلاح ضد كل من يحاول أأن يتغول على وطنهم وحريتهم لا أن يأتى ابناؤه ويتغولون على حريته ويسومونه سوء العذاب ويضيقون على معاشه وأمنه. وبذلك يكون كل من لبس الكاكى وحمل البندقية له دين يجب ان يدفعه للشعب السودانى ويرده له بان يبعد عنه شبح التسلط والقتل والافقار والفساد. بمثلما تم الأستيلاء على الحكم من النظام المنتخب بحجة سوء الأدارة والفساد وبأسم القوات المسلحة فهذا النظام الذى يقوده البشير باسم القوات المسلحة هو أسوأ نظام يمر على السودان كبتاً للحريات وقتلاً لأبناء الوطن وفصل جزءاً عزيزاً من الوطن والكارثه الكبرى فيه أيضاً فساداً منقطع النظير من قمة رأسه الى أخمص قدميه. فلماذا تصمتون عليه ولا تحركون ساكناً لأنقاذ شعبكم من هذا الكابوس باسمكم وهو نظام جاء باسمكم قلتم فيه لتنقذوا الشعب السودانى ولآ باسمكم الشعب السودانى تورده هذه الطغمة بأسمكم موارد الهلاك ووضعوا الوطن فى نفق مظلم وليكون او لا يكون بيدكم انتم ابناء الشعب السودانى ابناء القوات النظاامية العسكرية جيشاً وشرطةً وأمن.
وفى ختام هذا المقال اوجه ندائي القلبى الصادق لكل ابناء الشعب السودانى الوطنيين والذين قلبهم على شعبهم فى القوات النظامية كلها قوات االشعب المسلحة وقوات الشرطة وقوات الآمن الوطنى لآنه من أجل الوطن وليس من أجل أمن البشير وزمرته ان يتنادوا ويتحملوا مسئوليتهم تجاه وطنهم وشعبهم لأقتلاع نظام الأنقاذ هذا والتاسيس لنظام وطنى ديمقراطى رشيد يضع أمتنا فى مصاف الدول المتقدمة وهنالك كثير من الكفاءات الوطنية المثقفة التى يمكن أن تقود معكم مرحلة التحول هذه لبناء حكم ديمقراطى عادل ومستقر يحكمه دستور الحق والواجب. مهما قال الناس أن القوات النظامية قد تم تدجينها بواسطة أصحاب الأسلام السياسي غير صحيح وهولاء هم كما ترون أبعد الناس عن الأسلام بل أستغلوا تدين الشعب السودانى وجهله ليحكموا به تهييجاً أدى الى موت خيرة بنى شعبنا فى حروب داخلية لا طائل منها وقد قضت على كل مقدرات الوطن المالية التى كان يمكن أن تذهب فى تنميته وصحته وتعليم أبنائه ولكن ذهبت فى أزهاق أرواح بعضنا البعض، وأسالكم بالله هل هذا فعلاً نظاماً وطنياُ يمثل مؤسستكم العسكرية الوطنية؟ الأجابة على هذا السؤال محورية فهى التى ستحدد ما هو واجبكم تجاه شعبكم.
أذا كان هذا الشعب يقف الآن متفرجاً على كل ما يفعله به هذا النظام من سوءات ما ذلك الا لآسباب عدة أولها عدم ثقته فى قياداته المعارضة وتفرقهم وتشرذمهم وعدم تقديمهم لبديل متفق عليه يطمئنوا له انه سيغير حياتهم للأفضل لأن الثورة فى حد ذاتها رموز يثق فيها الشعب وبرنامج متفق عليهه يلبى طموحات وتطلعات الشعب. وثانياً خوفهم أن يحدث لوطنهم ما يحددث الآن فىى سوريا واليمن والعراق وليبيا. وثالثاُ خوفههم بعد أن رأوا الأستقطاب القبلى والجهوى والعنصرى والذى غذته الأنقاذ أن ينفرط عقد الوطن ويصير كالصومال وهم قبيلتين فقط لم يلتئم عقدهم بعد ناهيك عن أكثر من ثلاثمائة وخمسين قبيلة بالسودان بعد أنفصال الجنوب. ولهذ أقول أن أنقاذ السودان وطنأ وشعباً بأيديكم أنتم الأبناء الوطنيين بالقوات النظامية ضباطاً وجنوداً وأى أقراءات مالية يدفعها لكم البشي وذمرته للمحافظة على حكمه السيئ هو مال الشعب السودانى مال آبائكم وأخوانكم ولم يأت به من ماله أو مال أبيه. وما دفع لكم من أموال فأن المال كثيره وقليله الى زوال ولكن يبقى الأسم والفعل عبر التاريخ فسجلوا أسماءكم بأحرف من نور على صفحة تاريخكم وطنكم السودان ووقتها كل الشعب السودانى سيقف من خلفكم لأنكم أنقذتموه من موت محتوف. أقول هذا وأنا على يقين أن الكثير منكم ليس راضياً بما يحدث لشعبه ولكن لأن النظام قد أشترى بالمال الكثيرين الخائنين لشعوببهم ولكنى على يقين أن لكم من الأساليب والتكتيكات ما يجعلكم قادرين على التغلب على أى عمل يكشف أمركم قبل نجاحه. وأختم وُأقول أن الكثير منكم سيقرأ ما كتبت بعقل مفتوح وسيفكر فيه جدياً أو قد يدفعه للعمل على تخليص شعبه المكلوم هذا.

تعليق واحد

  1. يا اخ اوشيك الناس لمن طلعت واسقطت نميري ما كان عشان الصادق
    او غيرو يحكمو، الجماهير بتقوم بالثورات لانها دايرة الافضل وعاوزة التغيير
    عشان كده الناس هنا مش عشان هي كارهة المعارضة وبتشوف البشير احسن
    لانو اي زول عاش تجربة الديمقراطية وحتي انت كان سالتو حايقول ليك كان احسن
    الديمقراطية.. كل مشكلة عدم ثورة الناس انو مافي قيادات نظمت الناس ومافي نقابات
    زي زمان،، ما اظن الشعب بكره المعارضة لشي واحد انو لا الصادق ولا الميرغني ولا نقد
    جوعو الناس ومنعوهم الكلام، ومافي كلو كلو مقارنة بالبشير، جوع وسجن، وده السبب
    الخلي الامن يكشف ناس المؤتمر السوداني ويدخلهم السجن، لان التعبئة بعدها الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..