الزعيم المتسوّل

في مجتمعات التسول والمتشرد وقطاع الطرق وشذاذ الآفاق والخارجين عن القانون العاطلون عن كل مكرمة كما يٌوصِف لنا ذلك علماء الإجتماع توجد منظومة إدارية قاهرة طاغية فهذه المجتمعات تتكون من مجموعات تدين بالولاء لزعيم معين من بين افرادها تأتمر بأمره وهو ينظم مواردها ويقوم بحمايتها والإشراف علي جودة خدماتها وتدفق إيراداتها وهذا الزعيم غالبا ما يتصف بالشراسة والعدوانية والإنفراد بالراى وإنفاذ قراراته بالقوة والغلبة ويستمر في منصبه حتي يظهرمن هو أقوي وأعنف وهذه هي شريعة الغاب كما نعلم واليوم حكومة المؤتمر الوطني تدير الدولة بذات الذهنية العقيمة والنفسية المريضة بيد انها لا تقدّم من الرعاية والحماية ما يقدمه ذلك الزعيم المتسول الذي يجبر رعيته على إنجاز العمل والمحافظة على إيرادات راتبة غير قابلة للنقصان جبرا مقابل الأمن وحياة الكفاف.
فنظام المؤتمر الوطني الذي فشل في إدارة الدولة حيث إختزلها في شخصية الرئيس وغيّب دورالمؤسسات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والقضائية بتغوله على سلطاتها فأصبحت جامدة لا تقدم شيئا يذكر في إدارة البلاد ورضيت من الغنيمة الجلوس على كرسي المسؤلية وصرف المرتبات والمخصصات وتركت شأن الناس بيد عصبة نافذة تتقوي بقربها من الزعيم ولا تمتلك رؤية لإدارة الدولة ولا عقلا لحلحلت مشكلها الذي يكمن في غياب الإرادة السياسية الفاعلة والمؤثرة لإحداث الإصلاح والتغيير بعودة العمل بروح القانون والمؤسسة, لذلك توقفت الحياة وضمر الإنتاج وهذه الثلة الحاكمة قهرا وجبرا لا تملك موارد حقيقية تقابل بها إحتياجاتنا ومن هنا نستطيع أن نقول أن العصبة الحاكمة هذه لا تملك مالا كافيا لدعم الدواء او الغذاء أو التعليم أو أسباب بقائها وكل ما ينطق به المسؤلون عن رفع الدعم مجرد أكاذيب فهم يبيعون للمواطن هذه الخدمات بأثمان باهظة ويغالون فيها لتستمر سيطرتهم على مصادر القوة المال والسلاح مثل فلسفة قاطع الطريق تماما , الذي يسلبك كل ما تملك ويجود عليك بوجبة تسيطر عليها أجواء الخوف والرعب ليوصف بالشهامة والمروءة المفقودة أصالة في تركيبته الوجدانية وإن تظاهر بغير ذلك .
ولئن كنا اليوم نعيش في أزمات متلاحقة متتالية يمسك أخرها بطرف أولها كأنها قطع من الليل المظلم فإن المخرج منها لن يكون على يد هؤلاء القراصنة مصاصي الدماء الذين يديرون شأننا العام بعقلية الزعيم المتسول وقاطع الطريق وأنما ينبغي أن نصنع مخرجا من كل ذلك بأنفسنا بتوليد إرادة عملية للتغيير بإزالة حكم المؤتمر الوطني السلطوي , فالوطن يضيع والحال يزداد ضيق والناس اصابهم الرهق والصلف سدّ منافذ الأمل في أن يثمر حوارنا معهم ناتجا يصلح الأمر ويعيد السكينة لقلوب تملكها الخوف وغطاها اليأس وإحترقت بنيران الصبر دون بارقة أمل.
وما صبابة مشتاق على أمل من اللقاء كمشتاق بلا أمل
فعليكم إخوتي المواطنين الشرفاء الإنحياز للوطن وسلوك دروب التغيير الذي يحتاج للبزل والفداء وتطليق كل ولاء غير ولاؤكم للوطن ففي ظل هذه الظروف الراهنة الحالكة السواد الحياد يعد خيانة والسكوت ظلم وجحود لحقوق وطن أعطانا كل شيء ولم نقدم لحريته ونهضته أي شيء.
وفي أمان الله
أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..