موضوعنا أكبر من دواء (قصيدة)

القصة ما قصة علاج
موضوعنا أكبر من دوا
قصتنا في اطفال صغار
قلة المريض وصحاح كتار
لا حُمّى لا سُلْ لا صَفَار
ومشرّدين عايشين دمار
ضايقين مذلة واحتقار
لا مأوى لا عيش لا خضار
يتلوّوا بايتين القَوَى
وموضوعنا أكبر من دوا
***
أنسينا لما الباخرة جات ؟
في الميناء وقفت في ثبات
مليانة شحنة مخدرات
جايبنّها أولاد الذوات
والضابط الكشف المغتغت
طردو نفس الليلة فات
رفتوهو في بيته انزوى
وموضوعنا أكبر من دوا
***
ما شفنا كيف اتململوا ؟
ولفُّوا العمم واتجمّلوا
وفي البرلمان اتحللوا
قالوا بنرجّع للقروش
بعد الحسابات اتملو
واتمددت فيهم كروش
والشعب بالغُبن اكتوى
وقصتنا أكبر من دوا
***
وين كنا لما شبابنا طاف
في بلادنا رافع للهتاف
شعباً مسالم مابيخاف
طلقولو عصبة ملانة شر
صوت الرصاص عالي انتشر
والدم نزف سايل مطر
وروح الشهيد ضاعت هدر
قلب امه بالحسرة اكتوى
وقصتنا أكبر من دوا
***
وين كنا لما وزير همام ؟
قضى ليلو في المسجد قِيام
(سنهوري) مشهور بالزحام
بكّر إلى الصف الأمام
وحجز مكانه ورا الإمام
ودموعو تنزل بانتظام
بعد الفجُر راح بيته نام
وفي نص نهار شهر الصيام
ضبطوه يمارس في الحرام
مع أربعة بدون احتشام
لا عنده ذرة من احترام
لا بيشبه الناس الكِرام
وقضيتو سرّها انطوى
وموضوعنا أكبر من دوا
***
القصة يا ناس جنجويد
أقطان وخط هيثرو وبريد
والمينا والسكة الحديد
والأسوأ مشروعنا التليد
بين الأفارقة كان فريد
جزروهو والفلاح شريد
ضال كلبه من الجوع عوى
وقصتنا أكبر من دوا
***
أها قولوا يا ناس رجّعوه
وقرارُن الفاشل لغوه
برّدو حماسنا واحتووه
قالوا العلاج صار بالبلاش
بالذمة أصلاً كان في شاش؟
أو حتى كان في دِرِب رَوَى؟
وقصتنا أكبر من دوا
***
الأمر يا ناس جد خطير
قصتنا أمرها صار مثير
موضوعنا أكبر بي كتير
من احتجاجات في الأثير
دسّولنا في الجيش سم خطير
لا عندو ذمة ولا ضمير
بيقودو ربّاطاً حقير
في صباهو كان سمسار حمير
وفي غفلة صار ضابط كبير
بقى رامي راسو مع المشير
والقصة في الساس والأساس
كيف نرضى بي حكم البشير
وزراهو معدومي الضمير
وان درتو رأيي المستنير
حلاً وحيد ما ليهو غير
عصيانا يمتد لي شهور
نتنادى نترافق نثور
نخرج إلى الشارع سوا
وموضوعنا أكبر من دوا
[email][email protected][/email]