العصيان المدني وخطاب الوزير أبو قرد

لقد إنتظم السودانيون في مواقع التواصل الإجتماعي في حملتهم العظيمة التي تدعوا للعصيان المدني يوم الأحد – 27 نوفمبر – 2016م، بعد تفاقم الأزمة الصحية وإنعدام الدواء في البلاد.
وتأتي هذه الدعوة والدولة تعيش تردي إقتصادي غير مسبوق آثر بصورة مباشرة علي حياة المواطن السوداني، وتعتبر هذه الكارثة إنعكاس لسوء السياسات الإنقاذية في إدارة موارد الدولة، فبدلا من تسخير الموارد في ترقية وتطوير الخدمة المدنية يتم صرفها في (ملاهي مصاصي الدماء) الذين يطيرون في الغدو والأصال فوق رؤس البسطاء والفقراء بطائرات الأنتينوف في مناطق الحرب المدمرة، يقومون بحرق المدن والقرى وقذائف قنابلهم الكيميائية تسلخ جلود الصبايا والعجزة وتؤدي الي نفوق المواشي وإحتراق الأخضر واليابس.
لا يخفى علي احد في هذا الوطن الكبير، ما يعانيه الشعب من إنعدام كلي للخدمات وفساد السلطة الحاكمة وتشبثها بسياسة (فرق تسد) وضرب القبائل فيما بعضها ومحاربة كل المواطنيين ودفنهم في ركام منازلهم الخشبية وخيام النزوح المنصوبة في المعسكرات.
ولا يخفى علي كل ذو ضمير وبصيرة ما آل إليه الوضع السياسي والأمني وما أصاب النسيج الإجتماعي بسبب إنهيار منظومة الحكم وتراخي مؤسساتها ومحو ملامح القانون وتخندق المؤتمر الوطني وجماعاته الإنتفاعية من مجموعة (حوار الوثبة) الذي لم نرى له فائدة وبل نعيش مراراته ويضاف الي فشل مشروعات الإصلاح الجزئي التي تبناها الإنقاذيين.
شاهدنا وزير الصحة الإتحادي ابو قردة، يخاطب المجتمع السوداني من خلف شاشة قناة الشروق الفضائية، ويبدو أن مؤتمره الصحفي قد اعده بما يهوى حلفاء حزبه في القصر الجمهوري ما يتوافق مع حملات تضليل الرأي العام بخطب لا صلة لها بالواقع، وحديثه لا يخرج من سياق (الإستهبال السياسي)، إذ انه انكر الأزمة القائمة كما انكر إنتشار وباء الكوليرا من قبل، وركز علي تسديد ضربات سياسية تهدف لتخدير الشعب بوعود كاذبة تتمثل في قراره الشفوي باعادة الدعم للدواء ونعلم انه لا وجود للدعم حتي يرفع او يعاد، كما انه ركز علي وضرب ثقتة الشعب في حراك الأطباء والصيادلة والمعلمين والطلاب وكل الفئات العاملة علي تحقيق التغيير، وهذا الحديث الذي سمعناه في مؤتمر الوزير ابو قردة بمثل اماني المؤتمر الوطني، لأننا نلاحظ إرتباكهم في الأيام القليلة التي شهدت فيها البلاد مظاهرات حاشدة شمالا وجنوبا غربا وشرقا، فلم تتمكن الأجهزة الأمنية بكل ما تحمله من اسلحة من صد الجماهير التي تطالب بحقوقها في دولة الحزب الواحد الجاسم علي صدور السودانيين منذ اكثر من ربع قرن.
لقد رفض السيد ابو قردة دعوتنا السالفة التي طالبناه فيها بتقديم إستقالته وتسليم نفسه الي القضاء واصر علي التمادى في اعماله متجاهلا هذا الطلب، والهبة الشعبية التي إندلعت شرارتها جعلته يظهر اليوم علي (التلفاز) مدافعا عن نظام ظل يقمع وينكل بكل من يطالب بحقه حفاظا منه علي مصالح سياسية مشتركة تجمع حزبه بحزب اللصوص وديناصوات الأخوان المسلمين.
النظام يستخدم مثل هؤلاء للترويج المضاد ضد المعارضة وضد آمال وطموحات المواطنيين، ولا يوجد ما يجب شرحه في الوضع السياسي والإقتصادي، لأن الكل يعرف السبب والمسبب ولا توجد خفايا يمكن كشفها.
بات الموعد المضروب لقيام العصيان المدني اقرب من اوردة الجماهير قياسا بماضي الثورة وتحولاتها التاريخية.
علينا أن نتوجه نحو بيوتنا وكل عاصي عاصي من أجل السلام الشامل والعدالة والحرية ووقف الحرب والفساد المالي والإداري، كل عاصي عاصي لبناء دولة ديمقراطية لا تتحكم فيها فئات معينة دولة مواطنة لكل السودانيين والسودانيات.
كل عاصي عاصي لإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين بقانون القضاء السياسي.
الثورة ماشة وما بتقيف……
النصر حليف الشعب……

سعد محمد عبدالله

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. العصيان المدني ضرورة وواجب وطني
    رجاءا الاستجابة…فأنت الداعي والمدعو
    نرجو الاستجابة بلا نكوص
    فهي وبالحتم آخر الدروس
    عشان نخلي ليهم الرقيص ونظفر بالعروس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..